خالد عمر يوسف 

استمعت لحديث السيد مني أركو مناوي في قناة الجزيرة مباشر وتحسرت للغاية على انحدار الخلاف السياسي لهذا الدرك. يعلم السيد مناوي أن ما تفوه به عني لا أساس له من الصحة، وودت لو أنه نأى بنفسه عن شخصنة الخلافات واختيار البذاءة سبيلاً لإدارة الاختلاف، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه!

خلافنا مع السيد مني أركو مناوي ليس خلافاً شخصياً.

هو خلاف مبدئي حول قضايا موضوعية، منذ أن اختار أن يلتحق بنظام البشير مساعداً له وكنا حينها معارضين نبتغي تحولاً ديمقراطياً ينهي عهود الاستبداد. خلافنا معه حين اختار طريق الاسترزاق مقاتلاً في ليبيا طلباً للمال، وكنا حينها نبغي أن ينكب أهل السودان على حل قضاياهم الداخلية ف “جحا أولى بلحم توره”.

خلافنا معه أنه دعم انقلاب ٢٥ أكتوبر وشارك في التجمعات مدفوعة القيمة لتوفير غطاء للانقلاب، لم يراعي حينها أن الثورة هي من جعلت السلام ممكناً .. سلام انصاف الضحايا وعودة اللاجئين والنازحين لديارهم لا سلام اقتسام المناصب والثروات. خلافنا معه الآن هو أنه اختار طريق الحرب مقابل المال والسلطة. لم ينظر لمعاناة الملايين من الناس بل آثر أن يتكسب على دماءهم وممتلكاتهم وأمنهم وسلامتهم .. تبنى موقفاً لا مسوغ اخلاقي له، فآثر أن يغطي عورة جرائمه باللغة البذيئة ونشر الأكاذيب. هل سيشفع له ذلك؟ لا أظن !!

دعاة الحرب اتخذوا من الشتائم والبذاءات منهجاً لكي يجعلوا دعاة السلام في خوف من الجهر بمواقفهم. لن ننحدر لدرك دعاة الحرب، فأخلاقنا وقيمنا تربأ بنا عن الخوض في هذا المنحدر. سنواجههم بقول الحق لا شيء غيره .. سنتصدى لجرائمهم بفضحها والتمسك بالموقف القويم الذي يدعو لاسكات صوت البنادق وانهاء معاناة الناس .. نؤمن أن الزبد سيذهب جفاءاً وأنه سيبقى ما ينفع الناس.

هذه حرب إجرامية خبيثة، كل من ولغ فيها مجرم ومسؤول عن ما حاق بأهل السودان. لن يستطيع أحد اكسابها مشروعية مهما تدثر بالأكاذيب. يجب أن تتوقف الآن دون تأخير حتى يعود الناس لمنازلهم وحياتهم الطبيعية، وأن يحاسب كل من اقترف جرماً في حق الأبرياء. سنسلك هذا الطريق مهما تكاثرت أشواكه وندعو له بالتي هي أحسن .. فالسلام غاية سامية لن تتحقق الا بالاتساق معها قولاً وفعلاً.

الوسومخالد عمر يوسف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد عمر يوسف

إقرأ أيضاً:

خالد منصور: كلب الأهرام أوحى لي بفكرة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو

أبهر المخرج خالد منصور الجمهور والنقاد بفيلمه الطويل الأول “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، الذي حقق نجاحًا ملحوظًا في المهرجانات العالمية مثل فينيسيا، بلجيكا، البحر الأحمر، وأيام قرطاج. 

الفيلم يُعرض حاليًا في دور العرض السينمائية المصرية، حيث عبر المخرج عن سعادته الكبيرة بردود أفعال الجمهور المصري.

وأكد خالد منصور، في حوار مع “العربية.نت” و”الحدث.نت”، أن الفيلم تم صناعته من أجل الجمهور المصري بالدرجة الأولى، بالرغم من الإشادات الواسعة التي حصدها عالميًا، وأشار إلى أنه يهتم بردود أفعال المشاهدين المصريين، موضحًا أن الفيلم يعبر عنهم ويحمل رسالة تلامس واقعهم.

كلب الأهرام

كشف المخرج أن فكرة الفيلم جاءت بعد تأثره بـ”حادثة كلب الأهرام”، التي استفزته ودفعته للتساؤل عن الأسباب التي تجعل الشباب يتعاملون مع الحيوانات بهذه القسو، وأضاف أنه تصور شابًا يجلس في الشارع برفقة كلبه، ومن هنا بدأ تطوير الفكرة بالتعاون مع المؤلف محمد الحسيني.


 

البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

وأوضح منصور أن كواليس التصوير كانت مليئة بالتحديات، خاصة في التعامل مع الكلاب، لكنه أشاد بفريق العمل الذي كان مؤمنًا تمامًا بالفكرة. ولضمان سلاسة التصوير، تم تدريب كلبين من النوع البلدي في أكاديمية متخصصة.

تحدث المخرج عن الرسالة العميقة التي يحملها الفيلم، حيث يدعو إلى التسامح والرحمة في التعامل مع الحيوانات. كما أهدى الفيلم إلى روح والده، مؤكدًا أن دعمه كان له أثر كبير في مسيرته الفنية.

يضم فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» نخبة من الفنانين، منهم: عصام عمر، وركين سعد، وسماء إبراهيم، وأحمد بهاء، والإخوان رامبو. 

كما يظهر ضيوف شرف بارزون مثل: بسمة، ويسرا اللوزي، وحسن العدل، الفيلم من تأليف وإخراج خالد منصور، بمشاركة الكاتب محمد الحسيني.

قصة الفيلم

يتناول الفيلم قصة مؤثرة عن الشاب حسن وكلبه رامبو، حيث يخوضان رحلة للبحث عن مكان آمن للكلب بعد مهاجمته لصاحب المنزل الذي يقيم فيه حسن، ما يدفع الأخير للبحث عن حلول وسط مطاردة تهديدات من صاحب المنزل. 

خلال الرحلة، يعيد حسن اكتشاف ذاته ويواجه ماضيه ومخاوفه.



 

مقالات مشابهة

  • عام 2025م.. إرث السيد حسن نصر الله خالدً، وقوة المقاومة التي لا تُقهر
  • ملاحظات علي منشور السيد خالد سلك
  • "مهرجان الأقصر" خالد النبوي في ماستر كلاس: يوسف شاهين كان يهتم بتفاصيل الممثل مثل الفنان التشكيلي
  • خالد عمر يوسف: هذا هو المخرج الوحيد
  • خالد النبوي: يوسف شاهين كان يهتم بتفاصيل الممثل مثل الفنان التشكيلي
  • مناوي: بعزائم رجال ونساء السودان تطهير قلب الجزيرة والسودان
  • لميس الحديدى: نظام البكالوريا حديث الناس والأسر المصرية
  • خالد عمر يكتب: حرب الأكاذيب والإجرام
  • خالد النبوي عن يوسف شاهين: طفل عبقري
  • خالد منصور: كلب الأهرام أوحى لي بفكرة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو