بدء فعاليات المسابقة العالمية الـ 31 للقرآن الكريم بمسجد مصر الكبير
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
بدأت فعاليات المسابقة العالمية الـ 31 للقرآن الكريم بمسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة أكثر من مائة متسابق ومحكم من مختلف دول العالم، وذلك بحضور قيادات وزارة الأوقاف وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والقنوات المتخصصة.
وتستمر فعاليات المسابقة العالمية للقرآن الكريم الحادية والثلاثين في الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر 2024، ويأتي ذلك في إطار دور مصر الريادي، لنشر صحيح الدين الإسلامي، وتعزيز الوعي الثقافي والديني.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن مصر لها السبق في حمل راية القرآن الكريم ترتيلاً وعنايةً بعلومه، وتحقيقًا لمقاصده والحياة به وصناعة الحضارة منه، مؤكدًا أن مصر راعية القرآن الكريم منذ أن سمعته في عهدها الأول على يد الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- ثم جيل عباقرة القراء في أرض الكنانة الذين هم شموس ساطعة في سماء التلاوة في حسن الموهبة وبديع الصوت وجميل الأداء المبهر العلوي السماوي، فأصغى إليهم العالم، فخرجت شموس من أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمد عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وغيرهم من عشرات ومئات القراء - بل ألوف من أئمة وعباقرة التلاوة الذين ندر أن يجود الزمان بمثلهم.
يذكر أنه تم رفع جوائز المسابقة العالمية الـ 31 للقرآن الكريم لـ 11 مليون جنيه، بعد نجاح المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم على المستوى العالمي.
اقرأ أيضاًبرعاية الرئيس السيسي.. انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم اليوم
المسابقة العالمية الـ31 للقرآن الكريم.. «المواعيد والجوائز وأسماء المرشحين»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف الرئيس السيسي المسابقة العالمية للقرآن الكريم الدكتور أسامة الازهري المسابقة العالمية ال 31 للقرآن الكريم المسابقة العالمیة للقرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
الطبلاوي.. آخر المقرئين الكبار وصاحب التلاوة النادرة في جوف الكعبة
يظل صوت الشيخ محمد محمود الطبلاوي أحد الرموز التي تقترن بشهر رمضان الكريم في ذاكرة المصريين والعالم الإسلامي، حيث اعتادت البيوت على استقبال صوته العذب في ليالي الشهر الفضيل، ليصبح جزءاً أصيلاً من الأجواء الروحانية.
إنه الصوت الذي جمع بين هيبة الشيخ الحصري، وخشوع الشيخ المنشاوي، وعذوبة الشيخ محمد رفعت، وعبقرية الأداء للشيخ محمود علي البنا، لكنه تفرّد بنبرته الخاصة التي جعلته آخر جيل المقرئين الكبار، حتى وُصف عبر الصحف المصرية بأنه "آخر حبّة في مسبحة القرّاء العظام".
وُلد الشيخ محمد الطبلاوي في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 1934 بحي ميت عقبة بالجيزة، وقد سبقت ولادته بشرى في المنام رأتها والدته، حيث جاءها جدّه ليخبرها بأنها ستلد ولداً سيكون حاملًا لكتاب الله.
ومنذ نعومة أظافره، بدأ والده تحقيق هذا الحلم، فألحقه بـكُتّاب القرية وهو في الرابعة من عمره، بل دفع لشيخ الكتّاب ضعف الأجرة المعتادة، حرصاً على أن يحظى ابنه بعناية خاصة.
وبالفعل لم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى بزغ نجمه، فختم القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، وذاع صيته بين أهل قريته، حتى أصبح يُدعى لإحياء المناسبات، وتلقى أول أجر له كمقرئ، حيث منحه عمدة القرية خمسة قروش، فذهب بها إلى السوق واشترى الطعام لأسرته في لفتة عكست أصالته ونبله منذ الصغر.
الانطلاق وحلم الإذاعةمع تقدّمه في العمر، ازداد تألق الشيخ الطبلاوي، وأصبح مطلوباً في مختلف المناسبات، سواء في حفلات الزواج أو المآتم، وصار اسمه معروفاً بين علية القوم، لكنه كان يحمل حلماً أكبر وهو القراءة في إذاعة القرآن الكريم مثل شيوخ عصره الكبار، محمد رفعت ومصطفى إسماعيل.
لكن هذا الحلم واجه صعوبات، حيث تم رفضه تسع مرات متتالية من قبل لجنة الاستماع، بسبب اعتماده على الإحساس الفطري في التلاوة دون دراسة المقامات الموسيقية.
ومع شعوره بالإحباط، قرّر الابتعاد عن حلم الإذاعة، حتى كتب عنه الكاتب الراحل محمود السعدني مقالًا بعنوان "أين أنت يا طبلاوي؟"، متسائلًا عن سبب عدم انصمامه إلى الإذاعة رغم موهبته الاستثنائية.
وفي النهاية، جاءت اللحظة الحاسمة عندما تم استدعاؤه مرة أخرى، وعند نطقه "بسم الله الرحمن الرحيم" فقط، وافقت اللجنة بالإجماع على انضمامه، ليُصبح مقرئاً رسمياً للإذاعة المصرية في عام 1970، وينطلق صوته إلى العالم الإسلامي، ليُسمع في ملايين البيوت، خاصة خلال شهر رمضان، حيث صار من أبرز الأصوات التي تُرافق لحظات الإفطار والسحور.
لم يكن الطبلاوي مجرد قارئ إذاعي، بل أصبح نجماً في سوق الكاسيت، حيث بيعت تسجيلاته بأرقام قياسية، لدرجة أنه نافس كبار مطربي السبعينيات والثمانينيات في المبيعات. وقد حكى في أحد لقاءاته أنه كان يؤمن بأن القارئ الناجح يجب أن يكون كريماً معطاءً، وألا يسعى خلف المال، بل يخلص للقرآن، وهي فلسفة جعلته محبوباً بين جمهوره، ورمزاً للصدق والإخلاص في التلاوة.
ومن المحطات الفريدة في حياة الشيخ الطبلاوي، أنه كان أول قارئ مصري يتلو القرآن داخل جوف الكعبة المشرفة، بعدما اختاره ملك السعودية خالد بن عبد العزيز لهذه المهمة خلال مراسم غسل الكعبة السنوية.
وقد وصف الشيخ هذه التجربة بأنها من أعظم لحظات حياته، قائلاً: "لقد شممت ريح الجنة وأنا أقرأ القرآن في جوف الكعبة في رمضان".. وحصل بعدها على قطعة من كسوة الكعبة الشريفة كتذكار.
وفي موقف آخر، روى الطبلاوي عن حادثة نجاته من الموت، حين قُدّم له فنجان قهوة مسموم أثناء إحدى التلاوات، لكنه في كل مرة كان يمد يده لتناوله، كان الفنجان يبتعد عنه، وكأنه محجوب عن يده، حتى جاء أحد العاملين وتناوله بدلًا منه، ليسقط ميتاً في الحال، بحسب تصريحات الشيخ.
على مدار حياته، سجّل الشيخ الطبلاوي أكثر من 2300 تلاوة، بالإضافة إلى مصحف مرتل ظلّ يطالب بإذاعته على إذاعة القرآن الكريم في مصر، لكنه سُجّل لصالح الكويت والسعودية. كما قدّم العديد من الابتهالات الدينية التي ما زالت تُبث حتى اليوم، مثل: "يا صاحب الهم"، و"يارب قد فسد الزمان"، و"أنا يا إلهي نحو عفوك مرتكن".
أما على المستوى العالمي، فقد سافر لأكثر من 100 دولة لنشر صوت القرآن، وحكم في المسابقات القرآنية الدولية، ونال تكريمات من رؤساء وزعماء العالم، كما كان مقرئاً رسمياً للجامع الأزهر لمدة 30 عاماً.
ولم يكن الشيخ الطبلاوي بعيداً عن الأوساط السياسية والفنية، فقد ربطته صداقة قوية بالرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، الذي كرّمه مراراً، وكان يُحب سماعه، كما طلبه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك لتلاوة القرآن في عزاء حفيده محمد علاء مبارك.
أما في عالم الفن، فقد كان مقرباً من الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت تجمعه علاقات طيبة بـأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، كما كان محباً لصوت سعاد محمد، وتلقى منهم جميعاً مكالمات إشادة وثناء على تلاواته.
في النهاية، وكأن القدر أراد أن يُكمل الشيخ الطبلاوي رحلته مع رمضان حتى آخر لحظة، فقد اختاره الله لجواره وهو صائم في شهر رمضان المبارك لعام 2020، حيث رحل عن عمر ناهز 86 عاماً، ليبقى اسمه خالداً في قلوب محبيه، ويظل صوته يتردد في أرجاء البيوت العربية ليُضيء ليالي الشهر الكريم.