الغارديان: سوريا ستكون أفضل من دون الأسد.. وضعفه يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
شددت صحيفة "الغارديان" البريطانية على أن تطورات الأوضاع في سوريا بعد بدء المعارضة حملة عسكرية ضد نظام الأسد من شأنها أن تعيد تشكيل التحالفات الإقليمية.
وتساءلت الصحيفة في افتتاحية حديثة لها، "هل بدأت الحرب السورية تقترب من نهايتها، تلك الحرب الأطول في القرن الحادي والعشرين وثاني أكثر الصراعات دموية فيه؟ لا يمكن للمرء أن يراهن على ذلك.
إلا أن احتمالات خروج الأسد تتزايد، فالقوة العسكرية التي كانت ذات يوم قد هبت لإنقاذ نظامه - سلاح الجو الروسي ومقاتلو حزب الله - في حالة من الانشغال الآن في أوكرانيا وفي لبنان. ولذلك يبدو الأسد اليوم، وبشكل متزايد، أكثر عرضة للمخاطر.
وقالت الصحيفة إنه منذ أن وصل الربيع العربي إلى سوريا في آذار /مارس من عام 2011، جابه نظام الأسد مرارا وتكرارا نبوءات كانت ترى سقوطه وشيكا.
وطوال حكمه الذي يقوم على التخويف والترهيب، بحسب الصحيفة، وُجهت إلى الأسد تهم ذات مصداقية عالية باستخدام الأسلحة الكيميائية، والقوة الفتاكة، والتعذيب الوحشي ضد أفراد شعبه. ولذا، ما من شك في أن سوريا ستكون أفضل بدونه.
وأشارت الصحيفة إلى أن حظوظ الأسد بدت تتبدل في العام الماضي حينما استقبل بالترحاب في الحضن العربي بعد عقد من العزلة، مع أن تلك العودة جاءت انعكاساً للمصالح الذاتية للسلطويين والملوك العرب، وليس انطلاقاً من رغبة حقيقية في المصالحة. فقد رأي هؤلاء بأن الأسد رهان آمن وأسلم لهم من الفوضى التي يمكن أن يسفر عنها سقوطه.
قتل أكثر من مائة وأحد عشر مدنياً في البلاد منذ اشتعال العنف في الأسبوع الماضي. وبذلك تبقى ندوب وجراح الحرب الأهلية السورية غير ملتئمة، وفقا لـ"الغارديان".
ولفتت الصحيفة إلى أن نظام الأسد تسبب عبر السنين في تشريد اثني عشر مليون نسمة، كثيرون منهم نزحوا بالكامل إلى خارج البلاد. واليوم، يعيش مليونا سوري في أوضاع مأساوية في مخيمات اللاجئين في محافظة إدلب، وهي الأكبر ضمن ما يسمى "مناطق خفض التصعيد" التي أقيمت بناء على اتفاق هش تم التوصل إليه بين كل من تركيا وروسيا وإيران. وعلى الرغم من إبرام هذا الاتفاق، إلا أن النظام السوري ظل يشن هجماته بلا هوادة، محولاً إدلب وما يشبهها من مناطق في الجنوب إلى حطام.
وتمارس تركيا نفوذاً على منطقة إدلب، إلا أنها تعوزها السيطرة التامة فيها. حفز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين حزب الله وإسرائيل في لبنان جماعات الثوار، بقيادة هيئة تحرير الشام التي يتزعمها أبو محمد الجولاني – الذي قطع علاقاته مع القاعدة في عام 2017 – على شن الهجوم، وفقا للصحيفة.
وأشارت "الغارديان" إلى أن التهديد العسكري للثوار فاق التوقعات، فقد انهارت قوات النظام، مما أتاح الفرصة أمام المجموعات التي يقودها الإسلاميون للاستيلاء على مناطق استراتيجية، بما في ذلك بعض المدن الكبرى، دون مقاومة تذكر.
وفي السياق، قالت الصحيفة البريطانية إن أنقرة تواجه ضغوطا داخلية متزايدة من أجل اتخاذ ما يلزم لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين، حتى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أبدى علانية رغبته في لقاء الأسد من أجل وضع حد للأعمال العدائية. إلا أن دكتاتور سوريا قابل هذه المبادرات بالرفض، مطالباً تركيا بالانسحاب الكامل من سوريا كشرط مسبق لأي مفاوضات بين الطرفين، بل وأخفقت الوساطة الروسية في تجسير الهوة بينهما – مما سمح للنظام بالاستمرار في شن هجماته على إدلب.
وبلغ القلق بوزراء خارجية كل من تركيا وروسيا وإيران أن قرروا عقد محادثات في قطر نهاية الأسبوع حول تداعيات التصعيد في الحرب الأهلية داخل سوريا. وها هي التبدلات في التحالفات تعيد رسم مصير سوريا. فلئن كان الأسد قد عانى في الماضي من العزلة، إلا أنه اليوم يتمتع بدعم كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حتى بلغ الأمر بالأخيرة أن تتباحث مع الولايات المتحدة في إمكانية رفع العقوبات المفروضة على دمشق فيما لو انفصلت عن إيران. لا ريب أن تلك صفقة قد تجد قبولاً لدى دونالد ترامب، حسب الافتتاحية.
في هذه الأثناء، ترى إسرائيل أن حالة الهيجان السورية تمثل خطورة عليها فهي قد تفضى إما إلى حضور إيراني أقوى أو إلى وصول فصائل إسلامية مدعومة من قبل تركيا إلى الحدود معها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإرباك السوري حوّل الأنظار بعيدا عن غزة وعن القضية الفلسطينية، مهمشاً بذلك أزمة تتطلب التركيز عليها. كما يذكر ما يجري في سوريا، وبشكل صارخ، بحالة الارتباط العميق بين صراعات الشرق الأوسط، وبأن النتائج تبقى، وبشكل بالغ الخطورة، عصية على التخمين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا المعارضة الأسد النظام السوري سوريا الأسد المعارضة النظام السوري صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
تركيا تكشف عدد السوريين العائدين إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد
كشف وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الخميس، عن حصيلة السوريين العائدين إلى بلادهم بعد سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد إلى روسيا في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
وقال كايا في تصريحات صحفية من معبر جلوة غوزو الحدودي مع سوريا بولاية هاتاي جنوبي تركيا، "لقد هرب الأسد ولله الحمد، ونال السوريون حريتهم"، مشيرا إلى أن "تركيا بكل مؤسساتها ومنظماتها المدنية وقفت إلى جانب الإخوة السوريين منذ بدء ظلم الأسد".
وأضاف أن "عدد السوريين الذين ما زالوا يقيمون داخل الأراضي التركية، يبلغ مليونين و888 ألفا و876"، موضحا أن "عدد السوريين العائدين إلى بلادهم بشكل طوعي وآمن منذ عام 2017، بلغ 792 ألفا و625".
وبحسب الوزير التركي، فإن أعداد السوريين العائدين إلى بلادهم بشكل طوعي وآمن تصاعدت في الشهر الأخير الذي تلا سقوط نظام الأسد، موضحا أن 52 ألفا و622 سوريا عادوا إلى سوريا منذ الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.
وأضاف يرلي كايا "نود أن نشير إلى أن هؤلاء الإخوة والأخوات السوريين العائدين البالغ عددهم 52 ألفا و622 شخصا يتألفون من 9 آلاف و729 عائلة، ويبلغ العدد الإجمالي لهذه العائلات 41 ألفا و437 عائلة، أما الباقون البالغ عددهم 11 ألفا و185 سوريا فهم الذين عادوا بمفردهم".
ومنذ سقوط نظام الأسد، شهدت المعابر الحدودية التركية مع سوريا تصاعد في أعداد السوريين العائدين إلى بلادهم وسط دعوات من الإدارة السورية الجديدة لجميع السوريين خارج البلاد بالعودة إلى سوريا للمشاركة في إعادة بنائها.
وفي وقت سابق الخميس، كشف وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو، عن عزم بلاده بدء تسيير رحلات طيران مباشرة من إسطنبول إلى دمشق خلال الأيام المقبلة بهدف "تلبية لاحتياج كبير".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.