أحمد ياسر يكتب: ترامب وحرب اليمن المنسية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى، ألقى بثقله خلف المملكة العربية السعودية، ودعم الحرب ضد الميليشيات التي ترعاها إيران "الحوثيون"، ومع ذلك، خلال إدارة بايدن، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كان نهج بايدن أقل تأييدًا للمملكة العربية السعودية.
لقد فرض هذا التحول ضغوطا على العلاقات الأمريكية السعودية، مما أدى إلى تبريد الدفء الذي كان موجودا في السابق، تراجع موقف بايدن عن الدعم الثابت الذي أظهره ترامب، مما ترك المملكة العربية السعودية ( ُتبحر) في مشهد دبلوماسي أكثر تعقيدا.
في غضون ذلك، تخوض إسرائيل معركة شرسة مع الحوثيين، بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الحوثيين يشكلون مصدر إزعاج أكبر تريد التخلص منه، لكن حياة الفلسطينيين تثقل كاهلهم، وهم يريدون إنهاء المعاناة العربية في غزة بأسرع ما يمكن، ومع عودة ترامب، قد يحشد دعمه لحرب إسرائيل ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وهناك أيضا ً.. صرخة مُدوية بين العرب ضد الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل بحق 45000 شهيد فلسطيني تقريبا ً حتي كتابة تلك السطور، وإذا صم "ترامب" أذنيه عن القضايا الفلسطينية مرة أخرى، فقد تفقد الاتفاقات التي توسط فيها سابقًا بريقها ومصداقيتها، وقد يؤدي هذا إلى تأجيج نيران العداء بين الدول العربية وإسرائيل.
لذلك، لا ينبغي أن تستند أي خطوات تتخذ داخل الشرق الأوسط إلى عقلية الفائز الذي يأخذ كل شيء أو أهداف قصيرة النظر، لا يمكن للشرق الأوسط أن يتحمل ثقل المزيد من الإرهاب والحرب الشاملة، حيث يصرخ شعبه من أجل السلام.
وقد يؤدي هذا إلى إشعال المنطقة، وإغراقها في فصل جديد من البؤس، قد يرفع الحوثيين الرهان ويظهرون قوتهم في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات بدون طيار أقوى ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وقد يعني نفور ترامب من جهود إعادة البناء إلى تفاقم الأزمة المروعة بالفعل في اليمن.
أمريكا أولاً: دور روسيا والصين
كان ترامب، الرئيس المعروف بنهجه غير التقليدي في الدبلوماسية ومبدأ "أمريكا أولاً"، يجنب العمل كمنفذ عالمي، وخلال فترة ولايته الثانية، إذا تمسك بهذا المسار، فقد تغتنم الصين وروسيا الفرصة لملء الفراغ الذي خلفته السياسة الخارجية الموجهة نحو ترامب، وقد يؤدي هذا إلى تحول ميزان القوى وإعادة تشكيل المشهد العالمي بطرق يصعب التنبؤ به.
في الوقت الذي تخوض فيه روسيا صراعًا مع أوكرانيا ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإنها تغتنم الفرصة لإحراز تقدم في الشرق الأوسط، ولن تتوقف روسيا عن فعل أي شيء لملء الفجوة، مما قد يعزز علاقاتها مع سوريا.
وفي الوقت نفسه، ستراقب الصين الوضع، وإذا تم استعادة مظهر من الاستقرار، فسوف تنشر مخالب "مبادرة الحزام والطريق"، وتستعرض عضلاتها الاقتصادية وتسعى إلى تحقيق أهداف سياسية.
ولكن هذا النهج غير المباشر قد يشعل نيران الجماعات الإرهابية الأخرى ويهز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، الذين يعتمدون بشدة على المساعدات والدعم الأمريكي، وربما يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار وإرباك الحلفاء، مما يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار وترك الحلفاء في مأزق.
عدم القدرة على التنبؤ كسياسة
لقد أبرم ترامب، الرجل المعروف بطبيعته غير المتوقعة، بعض الصفقات غير العادية خلال ولايته الأولى، مما أدى إلى تقريب إسرائيل والعالم العربي والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وخلال ولايته الثانية، لا أحد يستطيع أن يخمن ما قد يفعله مع إيران، وخاصة مع ارتفاع التوترات بين إيران وإسرائيل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
فهل يشجع إسرائيل على شن المزيد من الهجمات على إيران؟ أم أنه سيتوسط في صفقة أخرى بين إيران وإسرائيل، على غرار اتفاقيات "إبراهيم"؟
لا يزال الوضع يكتنفه عدم اليقين….
قد تبدو عبارة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" و"لا حروب مستقبلية" عبارة واعدة، لكنها قد تعكر المياه وتجعل سياسته أكثر غموضًا، إن هذا قد يفتح الباب أمام اللاعبين المهيمنين في الشرق الأوسط مثل إيران وإسرائيل للعب بأوراقهم الخاصة.
إن هذا الغموض يجعلني أتساءل عن الخطوة التالية التي قد يتخذها ترامب، هل سيعزز نهجه الذي يضع أمريكا في المقام الأول؟، أم أنه سيتحول إلى استراتيجية أكثر توازناً؟.
والوقت وحده هو الذي سيخبرنا بالقصة!!
هناك رأي قوي بأن مناورات ترامب الدرامية قد تقلب المد في غمضة عين، مما قد يؤدي إلى تحول المشهد من سيئ إلى أسوأ، إن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته وتحولاته المفاجئة قد تفتح صفحة جديدة للمنطقة، بالرغم أنها تحمل وعدًا بسد الفجوة بين إيران وإسرائيل.
وخلال فترة ولايته الثانية، من المرجح أن تبشر بفجر جديد في الشرق الأوسط، فجر قد يجلب البؤس أو الآمال لشعوب الشرق الأوسط التي تأمل برحلة طويلة الأمد إلى السلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الحوثيين غزة المزيد المزيد العربیة السعودیة فی الشرق الأوسط إیران وإسرائیل قد یؤدی
إقرأ أيضاً:
تتويج مطاري مسقط وصلالة بجوائز جودة خدمة المطارات في الشرق الأوسط
مسقط- الرؤية
توَّج المجلس العالمي للمطارات (ACI)، مطار مسقط الدولي ومطار صلالة، بجوائز جودة خدمة المطارات العالمية على مستوى منطقة الشرق الأوسط؛ وذلك بناء على استبيان تقييم أداء المطارات الذي أجراه المجلس، والذي يقيس مؤشرات أداء نقاط عبور المسافرين المغادرين في المطارات العالمية.
حصل مطار مسقط الدولي، على جائزة أفضل مطار في الشرق الأوسط في فئة المطارات سعة 5 إلى 15 مليون مسافر، بجائزة "أفضل أداء للموظفين الأكثر تفانيًا في الشرق الأوسط"، وجائزة "أسهل رحلة مطار" على مستوى الشرق الأوسط، فضلًا عن جائزة "أنظف مطار في الشرق الأوسط".
أما مطار صلالة، فقد حصل على لقب "أفضل مطار في الشرق الأوسط" في فئة المطارات التي تقل عن 2 مليون مسافر بجائزة "أفضل الموظفين تفانيًا في الشرق الأوسط"، و"أسهل رحلة في مطار" في الشرق الأوسط، و"أكثر مطار مُمتع في الشرق الأوسط"، إضافة إلى جائزة "أنظف مطار في الشرق الأوسط". كما تم إدراج مطار صلالة في قائمة التميز للمدير العام لمجلس المطارات الدولي.
وأعربت "مطارات عُمان" عن فخرها بهذا التميز الذي تحقق لمطار مسقط الدولي ومطار صلالة، معتبرة أن هذا الإنجاز هو نتيجة للتقدم المستمر في تقديم خدمات عالية الجودة للعملاء، وهو نتاج جهود الإدارة العليا والموظفين والشركاء. وأشادت "مطارات عُمان" بالجهود الكبيرة التي يبذلها كافة العاملين في المطارين، مما يعكس نجاح بيئة العمل التي تركز على تقديم أفضل خدمة للزوار من خلال مطارات سلطنة عُمان، التي تعد بوابات للفرص والجمال بفضل موقعها الاستراتيجي.
من جانبه، قال المهندس حمود بن مصبح العلوي الرئيس التنفيذي بالإنابة لـ"مطارات عُمان": "نضع راحة المسافرين على رأس أولوياتنا في مطاراتنا، فهي أول نقطة يمر بها المسافر عند وصوله إلى سلطنة عُمان وآخر نقطة يغادر منها بعد رحلته. لذا، فإن جودة العمل تشكل أولوية في منهاج عمل في بيئة "مطارات عُمان"؛ فمنذ انطلاق العمليات، تم وضع مبادئ عمل واضحة لجميع العاملين لضمان أن يكون المسافر دائمًا في قمة أولوياتنا، واليوم نحن نجني ثمار هذه الجهود المستمرة بعد سنوات من العمل المتواصل والجاد من الجميع.
ووجه الرئيس التنفيذي لـ"مطارات عُمان" بالإنابة، شكره لكافة العاملين والشركاء مؤكدًا أن هذا التتويج يشكل حافزًا كبيرًا لمواصلة النجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل، ويضعهم أمام مسؤولية كبيرة لتحقيق أعلى مستويات الجودة والمنافسة مع المطارات العالمية في إدارة بيئة المطار.
وأضاف العلوي: "السمعة الطيبة التي ينقلها كل عماني هي الأساس الذي يشكل قوة كبيرة لبلادنا. هذه القيم الأصيلة التي يشتهر بها كل عماني، والتي تربى عليها في خدمة ضيوف السلطنة، هي ما نستلهمه في "مطارات عُمان" لتقديم أفضل الخدمات لزوارنا عبر مطاراتنا".
يُشار إلى أن مطار صلالة سيُدرج في قائمة التميز لعام 2025 ضمن أفضل 10 مطارات، وهي قائمة تأسست في عام 2011، وقد تم إدراج 82 مطارًا في هذه القائمة منذ ذلك الحين. كما تم إدراج مطار مسقط الدولي في هذه القائمة.