صدى البلد:
2025-02-11@13:32:42 GMT

أحمد ياسر يكتب: ترامب وحرب اليمن المنسية

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى، ألقى بثقله خلف المملكة العربية السعودية، ودعم الحرب ضد الميليشيات التي ترعاها إيران "الحوثيون"، ومع ذلك، خلال إدارة بايدن، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كان نهج بايدن أقل تأييدًا للمملكة العربية السعودية.

لقد فرض هذا التحول ضغوطا على العلاقات الأمريكية السعودية، مما أدى إلى تبريد الدفء الذي كان موجودا في السابق،  تراجع موقف بايدن عن الدعم الثابت الذي أظهره ترامب، مما ترك المملكة العربية السعودية ( ُتبحر) في مشهد دبلوماسي أكثر تعقيدا.

في غضون ذلك، تخوض إسرائيل معركة شرسة مع الحوثيين، بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن الحوثيين يشكلون مصدر إزعاج أكبر تريد التخلص منه، لكن حياة الفلسطينيين تثقل كاهلهم، وهم يريدون إنهاء المعاناة العربية في غزة بأسرع ما يمكن، ومع عودة ترامب، قد يحشد دعمه لحرب إسرائيل ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وهناك أيضا ً.. صرخة مُدوية بين العرب ضد الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل بحق 45000 شهيد فلسطيني تقريبا ً حتي كتابة تلك السطور، وإذا صم "ترامب" أذنيه عن القضايا الفلسطينية مرة أخرى، فقد تفقد الاتفاقات التي توسط فيها سابقًا بريقها ومصداقيتها، وقد يؤدي هذا إلى تأجيج نيران العداء بين الدول العربية وإسرائيل.

لذلك، لا ينبغي أن تستند أي خطوات تتخذ داخل الشرق الأوسط إلى عقلية الفائز الذي يأخذ كل شيء أو أهداف قصيرة النظر، لا يمكن للشرق الأوسط أن يتحمل ثقل المزيد من الإرهاب والحرب الشاملة، حيث يصرخ شعبه من أجل السلام.

وقد يؤدي هذا إلى إشعال المنطقة، وإغراقها في فصل جديد من البؤس، قد يرفع الحوثيين الرهان ويظهرون قوتهم في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات بدون طيار أقوى ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وقد يعني نفور ترامب من جهود إعادة البناء إلى تفاقم الأزمة المروعة بالفعل في اليمن.

أمريكا أولاً: دور روسيا والصين

كان ترامب، الرئيس المعروف بنهجه غير التقليدي في الدبلوماسية ومبدأ  "أمريكا أولاً"، يجنب العمل كمنفذ عالمي، وخلال فترة ولايته الثانية، إذا تمسك بهذا المسار، فقد تغتنم الصين وروسيا الفرصة لملء الفراغ الذي خلفته السياسة الخارجية الموجهة نحو ترامب، وقد يؤدي هذا إلى تحول ميزان القوى وإعادة تشكيل المشهد العالمي بطرق يصعب التنبؤ به.

في الوقت الذي تخوض فيه روسيا صراعًا مع أوكرانيا ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإنها تغتنم الفرصة لإحراز تقدم في الشرق الأوسط، ولن تتوقف روسيا عن فعل أي شيء لملء الفجوة، مما قد يعزز علاقاتها مع سوريا.

وفي الوقت نفسه، ستراقب الصين الوضع، وإذا تم استعادة مظهر من الاستقرار، فسوف تنشر مخالب "مبادرة الحزام والطريق"، وتستعرض عضلاتها الاقتصادية وتسعى إلى تحقيق أهداف سياسية.

ولكن هذا النهج غير المباشر قد يشعل نيران الجماعات الإرهابية الأخرى ويهز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، الذين يعتمدون بشدة على المساعدات والدعم الأمريكي، وربما يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار وإرباك الحلفاء، مما يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار وترك الحلفاء في مأزق.

عدم القدرة على التنبؤ كسياسة

لقد أبرم ترامب، الرجل المعروف بطبيعته غير المتوقعة، بعض الصفقات غير العادية خلال ولايته الأولى، مما أدى إلى تقريب إسرائيل والعالم العربي والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وخلال ولايته الثانية، لا أحد يستطيع أن يخمن ما قد يفعله مع إيران، وخاصة مع ارتفاع التوترات بين إيران وإسرائيل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

فهل يشجع إسرائيل على شن المزيد من الهجمات على إيران؟ أم أنه سيتوسط في صفقة أخرى بين إيران وإسرائيل، على غرار اتفاقيات "إبراهيم"؟

لا يزال الوضع يكتنفه عدم اليقين….

قد تبدو عبارة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" و"لا حروب مستقبلية"  عبارة واعدة، لكنها قد تعكر المياه وتجعل سياسته أكثر غموضًا،  إن هذا قد يفتح الباب أمام اللاعبين المهيمنين في الشرق الأوسط مثل إيران وإسرائيل للعب بأوراقهم الخاصة.

إن هذا الغموض يجعلني أتساءل عن الخطوة التالية التي قد يتخذها ترامب، هل سيعزز نهجه الذي يضع أمريكا في المقام الأول؟، أم أنه سيتحول إلى استراتيجية أكثر توازناً؟.

والوقت وحده هو الذي سيخبرنا بالقصة!!

هناك رأي قوي بأن مناورات ترامب الدرامية قد تقلب المد في غمضة عين، مما قد يؤدي إلى تحول المشهد من سيئ إلى أسوأ، إن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته وتحولاته المفاجئة قد تفتح صفحة جديدة للمنطقة، بالرغم أنها  تحمل وعدًا بسد الفجوة بين إيران وإسرائيل.

وخلال فترة ولايته الثانية، من المرجح أن تبشر بفجر جديد في الشرق الأوسط، فجر قد يجلب البؤس أو الآمال لشعوب الشرق الأوسط التي تأمل برحلة طويلة الأمد إلى السلام.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب الحوثيين غزة المزيد المزيد العربیة السعودیة فی الشرق الأوسط إیران وإسرائیل قد یؤدی

إقرأ أيضاً:

أحمد بن سعيد يفتتح معرضي “الشرق الأوسط لصيانة الطائرات” و”التصميم الداخلي للطائرات”

 

افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، اليوم فعاليات معرضي الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات ومعرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات لعام 2025.
يستمر الحدث على مدار يومين جامعاً تحت مظلته قادة وصنّاع القرار في سلسلة توريد قطاع الطيران العالمي.
ومع تنامي الطلب على السفر الجوي ووصوله إلى مستويات غير مسبوقة، يتركز الاهتمام على برامج تحديث الطائرات وخدمات الصيانة والإصلاح والتجديد، مما يعكس النمو القوي الذي يشهده القطاع.
يشارك في المعرض أكثر من 250 جهة عارضة من مختلف أنحاء العالم تستعرض أحدث التقنيات والابتكارات وتبحث فرص التعاون وتطوير استراتيجيات تسهم في رسم ملامح مستقبل قطاعي الصيانة والتصميم الداخلي للطائرات.
وشهد اليوم الأول من الفعالية سلسلة من الإعلانات والاتفاقيات البارزة حيث كشفت شركة جنرال إلكتريك للطيران عن استثمار بقيمة 10 ملايين دولار في منشأتيها لخدمات الصيانة والإصلاح والتجديد في الشرق الأوسط، فيما أعلنت شركة “إف إل تكنيكس” عن خططها لتوسيع عملياتها في دولة الإمارات من خلال إطلاق محطة جديدة للصيانة في مطار آل مكتوم الدولي.
وكشفت شركة إيرباص من جانبها عن توقعاتها لخدمات الطيران في الشرق الأوسط للفترة 2024-2043، مشيرةً إلى أن خدمات الطيران التجاري ستتجه بشكل متزايد نحو العمليات الرقمية والمتصلة ومن المتوقع أن يصل الطلب على الخدمات إلى 32 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2043، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.5% على مدى 20 عاماً، مع تصدّر الشرق الأوسط قائمة المناطق الأسرع نمواً في هذا المجال.
واستضافت منصة “جو لايف ثياتر” جلسات حوارية بمشاركة خبراء عالميين لمناقشة أبرز القضايا التي تهم القطاع.
وتتواصل فعاليات معرضي الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات ومعرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات غداً في مركز دبي التجاري العالمي، مع المزيد من الجلسات الحوارية والعروض التفاعلية التي تسلط الضوء على أحدث الابتكارات وأوجه التعاون في القطاع.وام


مقالات مشابهة

  • أحمد بن سعيد يفتتح معرضي “الشرق الأوسط لصيانة الطائرات” و”التصميم الداخلي للطائرات”
  • أحمد بن سعيد يفتتح معرضي صيانة وتصميم الطائرات
  • WP: خطة ترامب العقارية في غزة هي آخر محاولة لإعادة رسم الشرق الأوسط
  • الحية: مشاريع ترامب إلى زوال والشعب الذي حمى الطوفان لن يغادر أرضه
  • “في اليمن وغزة”.. دبلوماسي بريطاني يتهم وزارة خارجية بلاده بارتكاب جرائم حرب في الشرق الأوسط
  • إليكم السبب الذي قد يؤدي إلى رفض طلبكم نحو هذه الدولة الأوروبية
  • المستشار الألماني: مقترح ترامب بشأن غزة "فضيحة"
  • ترامب جاد في تغيير الشرق الأوسط
  • ستيف ويتكوف.. رجل ترامب في الشرق الأوسط
  • ترامب.. أطماع قديمة بثوب جديد