العراق وإيران وسوريا:لا للجماعات الإرهابية في سوريا والاستمرار في دعم نظام بشار الأسد
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
آخر تحديث: 7 دجنبر 2024 - 9:47 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- جدد وزراء خارجية العراق و سوريا و إيـران،أمس الجمعة، رفضهم لتواجد التنظيمات الإرهابية في سوريا، فيما اكدوا على ضرورة حفظ سيادة البلد من التهديدات الخارجية.وذكر بيان مشترك (عراقي – سوري – إيراني) : أن “الاجتماع تطرق إلى التحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام والتطورات الأمنية الأخيرة في سوريا”، مبيناً أن “وزراء خارجية سوريا و العراق و إيران الذين اجتمعوا في بغداد اليوم تشاركوا وجهات النظر التي ركزت على خطورة الأحداث في سوريا وحساسيتها لجميع الأطراف في المنطقة، واحتماليات توسع أبعادها التي ستشكل خطراً شديداً على الدول الثلاث وتهدد أمن شعوبها والمنطقة برمتها”.
وجدد الوزراء بحسب البيان: “إدانة المشاركين للإرهاب بكافة أشكاله وصوره المصنفة من قبل مجلس الأمن، وأكدوا على العمل الجماعي للتصدي له”، فيما أدانوا الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سوريا وكذلك على غزة ولبنان”.وبحسب البيان فأنه “تم الاتفاق على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث لمتابعة هذه التطورات والاستعداد لأي تطورات في الأيام القادمة، كما تم التأكيد على احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها”.وأشار الوزراء بحسب البيان الى أن “تهديد أمن سوريا يشكل خطراً عاماً على استقرار المنطقة برمتها، ولا خيار سوى التنسيق والتعاون والتشاور الدبلوماسي المستمر لإبعاد جميع مخاطر التصعيد في المنطقة”.وأكد البيان أنه “تم التأكيد على حشد جميع الجهود العربية والإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حلول سلمية للتحديات التي تواجه المنطقة عموماً وسوريا على وجه الخصوص”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
المغرب وسوريا نظام آل الأسد من أجل مستقبل أفضل للعلاقات
أسقطت المعارضة المسلحة السورية أخيرا نظام آل الأسد بحافظ وابنه بشار، الذي جثم على صدر الشعب السوري الشقيق لأكثر من نصف قرن، لتطوى بذلك مرحلة سوداء في تاريخ سوريا، التي تلج مسارا من عدم اليقين ، لا يحجب تطلع شعبها إلى إنهاء عقود من المعاناة والعيش في كنف الحرية والكرامة و الأمن والاستقرار والحرص على أن يعود
البلد إلى بلورة انتمائه العربي ، بتخليه عن خدمة أجندات أجنبية وإقامة علاقات أفضل مع البلدان العربية.
وفي هذا الشأن يجدر التذكير بأن نظام الأسد البائد ، أبا وإبنا، سعى انطلاقا من نظرته إلى تحالفاته في المنطقة العربية، إلى الإضرار بالعلاقات بين سوريا والمغرب وتعطيل تطورها ، رغم توالي تبادل السفراء وزيارات المسؤولين، علما أن المغرب كان دائما صاحب المبادرات للإرتقاء بتلك العلاقات إلى مستوى أفضل.
جحود نظام الأسد إزاء المغرب
ويحضر ضمن تلك المبادرات قرار المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني إرسال تجريدة عسكرية لمساعدة الجيش السوري في حرب أكتوبر1973،وتردد حينها أن الرئيس حافظ الأسد فوجئ بمبادرة المغرب دعم سوريا بالرجال والعتاد، واستشهد 170 ضابطا وجنديا مغربيا ،دفاعا عن حوزة التراب السوري وهم مدفونون في مقبرة الشهداء في مدينة القنيطرة السورية.
وقابلت القيادة البعثية السورية مبادرة التضامن المغربية بالجحود وأظهرت موقفها السلبي لاحقا باعترافها بالجمهورية الوهمية في سنة 1980 .وكان ملفتا ،في غمرة ذلك الجحود ، أن المغرب أبدى نبل التصرفات إزاء سوريا ، مع حرص المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني في زيارته لها في 1992 وجلالة الملك محمد السادس في زيارته دمشق في 2001 ،على التوجه إلى مقبرة القنيطرة للترحم على الشهداء المغاربة .
وبعد تولي الرئيس بشار الأسد السلطة خلفا لوالده في سنة 2000، أغلقت السلطات السورية مكتب انفصاليي البوليساريو في دمشق في سنة 2001 ،بدون أن تسحب الاعتراف بجمهورية الوهم وظلت العلاقات بين البلدين على وتيرة عادية ،تبادل فيها جلالة الملك محمد السادس والرئيس السوري زيارتين إلى الرباط ودمشق ،إلى أن تحولت إلى طابع الجفاء ،بعد موجة الربيع العربي في سنة 2011.
المغرب يحتج على نظام عاجز عن تجديد نفسه
ومن مظاهر تلك الموجة أن نظام الأسد الذي وجد نفسه في مواجهة ثورة شعبية عارمة، أظهر حقده على المغرب بتوجيه عملائه في نونبر 2011، للاعتداء على سفارة المملكة المغربية في دمشق ،بعد استضافة بلادنا اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية، الذين أصدروا قرارات تنشد حماية الشعب السوري من بطش النظام.
وعقب ذلك الاعتداء قام المغرب باستدعاء سفيره في دمشق للتشاور في 16 نونبر 2011، وقال وزير الشؤون الخارجية حينئذ أن هذا الاستدعاء اتخذه جلالة الملك محمد السادس ، »احتجاجا على نظام يعجز عن تجديد نفسه ».
ودعا المغرب، على غرار العديد من الدول النظام السوري إلى تهدئة الأوضاع بالتجاوب مع مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، لكن بشار الأسد اختار طريق القمع بإلقاء البراميل المتفجرة على السكان العزل وقصفهم برا وجوا .وأزاء هذا الوضع اختارت بلادنا الاصطفاف إلى جانب الشعب السوري بإعلانها في يوليوز 2012 سفير النظام السوري شخصا غير مرغوب فيه.
التعاطف مع الشعب السوري في محنته
وأسفرت سياسة القمع التي انتهجها النظام ضد الانتفاضة الشعبية في بدايتها عن لجوء ألاف السوريين إلى دول الجوار، من بينها الأردن الذي أقام في صيف 2012 مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق .وبرهن المغرب بقيادة جلالة الملك عن تعاطفه مع الشعب السوري في محنته الجديدة ،بمسارعته إلى إقامة مستشفى عسكري ميداني في هذا المخيم.
وكان جلالة الملك محد السادس الزعيم العربي الوحيد الذي زار مخيم اللاجئين السوريين في 18 أكتوبر 2012 تفقد فيه المستشفى المغربي العسكري الميداني الذي جاء بمبادرة منه لتخفيف العبء عن الأردن في جهوده لإيواء اللاجئين السوريين. وتخلل هذه الزيارة وصول 7 طائرات مغربية حملت مساعدات غذائية وعينية للاجئين السوريين. وأنهى المستشفى مهمته الإنسانية لصالح اللاجئين، بعد ثماني سنوات من الخدمة .
ودعما للمعارضة السورية في مواجهة نظام الأسد ، استضاف المغرب في دجنبر 2012 مؤتمر أصدقاء سوريا ،الذي حضرته أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واعترفت فيه بتمثيل المعارضة للشعب السوري.
وعلى خلاف أكثرية الدول العربية ، ومن بينها المغاربية ، لم يبادر المغرب في السنوات الأخيرة إلى تبادل تعيين السفراء مع سوريا، رغم أن العلاقات الدبلوماسية ظلت قائمة بينهما ،معتبرا أن قرار عودة سوريا إلى عضويتها في جامعة الدول العربية ، يجب أن يمثل شحنة لإطلاق مسار سياسي يفضي إلى حل شامل ودائم للأزمة السورية، بما يفيد أهمية اتخاذ مبادرات لتجديد البنيات السياسية في البلاد ،في إطار التعددية وعودة اللاجئين إلى ديارهم وتوفير مقومات الأمن والاستقرار للشعب السوري .
وعبرت بلادنا ، بلسان وزير الشؤون الخارجية عن الأسف لما طال هذا البلد العريق من محنة وعنف واضطراب طيلة السنوات الماضية، وعن الأمل في نجاح الدينامية العربية تجاه الملف السوري لتحقيق انفراج فيه ، بما يراعي مصلحة الشعب السوري ويحول دون تحويل هذا البلد إلى مستنقع لتصفية حسابات سياسية لأطراف خارجية.
وإزاء ثبات موقف المغرب من الأزمة السورية ، تمادى نظام الأسد في تمسكه بالاعتراف بجمهورية الوهم وانحيازه المطلق للنظام الجزائري في مؤامراته لتفتيت وحدة التراب المغربي وعبر عن هذا الانحياز باستقبال بعثتيه الدبلوماسيتين في نيويورك وجنيف ممثلي الانفصاليين، في تناقض صارخ مع شعاراته عن الوحدة العربية.
دعم النظام الجزائري بشار الأسد
والواقع أن النظام الجزائري سعى دائما إلى إفساد العلاقات بين المغرب وسوريا ،كما وجد نظام بشار الأسد البائد ، في عز طغيانه على الشعب السوري الشقيق كل التفهم من حليفه النظام الجزائري ،الذي عارض تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وأبقى على تمثيله الدبلوماسي، على مستوى السفير في دمشق طيلة سنوات الأزمة وتحفظ على اعتبار الجامعة العربية حزب الله حليف نظام الأسد تنظيما إرهابيا. وقبل بضعة أيام من سقوط الأسد ، وصف النظام الجزائري في بيان لوزارة الخارجية المعارضة السورية بأنها إرهابية.
و بسقوط نظام الأسد، يبقى الأمل قائما في أن تستقر الأوضاع في سوريا وأن يتمكن الشعب السوري بإرادته الحرة من وضع نظامه السياسي ومؤسساته ،بما يضمن عيشه الكريم وإنهاء معاناته ويضمن وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها ودورها في خدمة الوئام العربي وضمنه تجاوز ماضي علاقاتها مع المغرب وبنائها مجددا على أسس الأخوة والتعاون.