على مدى العقود القليلة الماضية، ومن خلال التسويق الذكي، اكتسب تدخين السيغار هالة نادرة، تجذب الرجال وتركز على صورة الطبقة العليا، لكن خبراء الصحة يحذرون من أثرها.
على عكس السجائر التقليدية، السيغار مصنوع بالكامل من أوراق التبغ، من الداخل إلى الغلاف. لكنه مثل السجائر، يحتوي على النيكوتين ونفس المركبات المسببة للسرطان الموجودة في السجائر وليست بديلاً آمناً للمدخنين.الاستنشاق
وحسب "هيلث داي"، يحذر الخبراء من أساليب الترويج التي تجعل الناس يعتقدون أن استنشاق القليل من السيغار يجعله أقل ضرراً. فحتى دون استنشاق، يمكن امتصاص كميات كبيرة من النيكوتين من خلال بطانة الفم، وبسبب النيكوتين، يكون الإدمان.
ويقول الدكتور إدوين لين، طبيب الأورام الدموية في مستشفى "بي أي إتش هيلث"، في كاليفورنيا: "بينما يختلف إنتاج السيغار والسجائر ومظهرهما واستهلاكهما، إلا أنهما يشكلان مخاطر صحية خطيرة".
ويضيف "من أفضل الطرق للوقاية من السرطان هي رفض التدخين، والإقلاع عنه في أقرب وقت ممكن".
حجم المخاطرويحتوي السيغار كبير الحجم على كمية من التبغ تعادل علبة سجائر كاملة، وفق جمعية الرئة الأمريكية. وتقول الجمعية الأمريكية للتدخين إن مدخني السيجار أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بنحو 27 مرة من غير المدخنين، وللإصابة بسرطان المريء بنحو 15 مرة، وللإصابة بسرطان الحنجرة بنحو 53 مرة.
كما أن دخن السيغار، عرضة أكثر لخطر الوفاة بسرطان الفم أو المريء أو الحنجرة بنحو 4 إلى 10 مرات مقارنةً مع غير المدخنين.
كما يرتبط تدخين السيغار أيضاً بأمراض اللثة، وسقوط الأسنان.
وتفيد تقارير "مايو كلينيك" بأن التدخين المفرط للسيغار يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة، مثل انتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
وتحذر التقارير من التدخين السلبي للسيغار " يمكن أن يسبب هذا النوع من الدخان سرطان الرئة وأمراض القلب أو يساهم فيها. كما أنه يزيد خطر الإصابة بالربو، والتهابات الأذن، والتهابات الجهاز التنفسي، لدى الأطفال".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية التدخين
إقرأ أيضاً:
خبير عالمي يدعو إلى تبني استراتيجيات أكثر واقعية لتنظيم بدائل التدخين
شدد الدكتور كونستانتينوس فارسالينوس، الخبير في الصحة العامة والحد من مخاطر التبغ، على أهمية اعتماد نهج أكثر واقعية لمكافحة التدخين، بدلاً من تقييد أو حظر البدائل المبتكرة.
جاءت تصريحات فارسالينوس خلال زيارته الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى بخبراء ومسؤولين لمناقشة أحدث التطورات في قطاع السجائر الإلكترونية ومنتجات التدخين البديلة، وذلك ضمن مشاركته في المنتدى المتخصص الذي عُقد على هامش المعرض العالمي للسجائر الإلكترونية (World Vape Show) في دبي.
وخلال الجلسات النقاشية، أوضح فارسالينوس، الذي يمتلك خبرة بحثية تمتد لأكثر من عقد في دراسة آثار التدخين وبدائله، أن المشكلة الأساسية لا تكمن في النيكوتين بحد ذاته، وإنما في عملية احتراق التبغ، التي تنتج آلاف المواد الكيميائية الضارة. وأشار إلى أن السجائر التقليدية تعتمد على حرق المواد العضوية عند 800 درجة مئوية، مما يؤدي إلى انبعاث مواد مسرطنة ومسببة لأمراض القلب والرئة.
وفي المقابل، توفر البدائل الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية، التبغ المُسخّن، وأكياس النيكوتين، خيارات أقل ضررًا للمدخنين البالغين الذين لا يستطيعون الإقلاع نهائيًا، حيث تعتمد هذه المنتجات على تسخين التبغ أو توصيل النيكوتين دون احتراق، مما يقلل بشكل كبير من التعرض للمواد السامة.
وأشار فارسالينوس، الذي استند الاتحاد الأوروبي إلى دراساته في إعداد الأطر التنظيمية للسجائر الإلكترونية، إلى أن التشريعات المتعلقة بهذه البدائل يجب أن تكون متوازنة، بحيث لا تشجع غير المدخنين على استخدامها، لكنها في الوقت نفسه لا تعاقب المدخنين البالغين الذين يبحثون عن خيارات أقل خطورة.
وقال: "التجارب أثبتت أن الحظر ليس الحل الأمثل، إذ إن تعقيدات الصحة العامة تتطلب استراتيجيات أكثر شمولًا. يجب التركيز على تنظيم السوق، وضمان منع بيع هذه المنتجات للقُصَّر، بدلاً من فرض حظر شامل قد يدفع المدخنين إلى السوق السوداء أو العودة إلى السجائر التقليدية الأكثر ضررًا."
واستشهد فارسالينوس بدراسات أجرتها جامعة كارولينسكا السويدية، والتي أكدت أن استخدام أكياس النيكوتين لا يزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض القلب والأوعية الدموية، في إشارة إلى ضرورة التمييز بين النيكوتين كعنصر مستقل والدخان الناتج عن الاحتراق.
واختتم الخبير الصحي حديثه بالتأكيد على أن الحد من أضرار التدخين لا يعني القضاء التام على المخاطر، لكنه يمثل حلاً واقعياً يقلل من التعرض للمواد السامة ويحسن الصحة العامة، في وقت لا تزال فيه معدلات الإقلاع عن التدخين منخفضة عالميًا.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه السياسات التنظيمية لبدائل التدخين مراجعات متزايدة، حيث بدأت بعض الحكومات في إعادة تقييم نهجها تجاه هذه المنتجات. ومع تزايد الاعتراف بنهج الحد من المخاطر كبديل عن الحظر المطلق، يظل السؤال قائمًا: هل حان الوقت لاعتماد مقاربة جديدة وأكثر واقعية لمكافحة التدخين على المستوى العالمي؟