اكتشاف ثوري.. القلب يحتوى على دماغ صغير يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في تطور علمي مذهل، كشف العلماء عن اكتشاف جديد قد يغير تمامًا مفهومنا عن القلب ووظيفته في الجسم البشري، وفقًا لدراسة حديثة، القلب ليس مجرد مضخة دم كما اعتدنا أن نعتبره، بل يحتوي على "دماغ صغير" داخل أنسجته التي تتحكم في عمله وتؤثر في قراراته وتفاعلاته البيولوجية. هذا الاكتشاف يحمل في طياته تبعات كبيرة قد تفتح أبوابًا لفهم أعمق عن العلاقة بين القلب والمشاعر، كما قد يساعد في تطوير علاجات طبية جديدة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
قالت الدكتورة أمل محمد استشارى القلب والأوعية الدموية، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنه لعقود طويلة، كان الأطباء يعتبرون القلب مجرد عضلة وظيفتها الوحيدة هي ضخ الدم إلى أنحاء الجسم. ولكن، في الآونة الأخيرة، بدأ الباحثون في اكتشاف أن القلب يمتلك شبكة معقدة من الأعصاب تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الدماغ.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "الطب العصبي"، تبين أن القلب يحتوي على "جهاز عصبي مستقل" صغير يُسمى "الجهاز العصبي القلبي"، ويقوم هذا الجهاز بتنظيم وظائف القلب ويؤثر بشكل مباشر على كيفية استجابته للأحاسيس المختلفة التي يختبرها الإنسان. هذا الاكتشاف يشير إلى أن القلب ليس مجرد "مستقبل للمشاعر" بل مشارك نشط في تكوين هذه المشاعر.
كيف يعمل "الدماغ الصغير" في القلب؟يشير العلماء إلى أن "الدماغ الصغير" داخل القلب يحتوي على آلاف الخلايا العصبية التي يمكنها معالجة المعلومات مستقلًا عن الدماغ الرئيسي في الرأس، كما أن هذا الجهاز العصبي القلبي يتصل مباشرة بالأعصاب المحيطية في الجسم، مما يسمح له بالتفاعل مع الحالة النفسية والتوترات العاطفية.
من الناحية البيولوجية، يتعامل هذا الدماغ الصغير مع إشارات مثل: التوتر والضغط النفسي: يمكن للقلب أن يستجيب لهذه الأحاسيس بشكل فوري، مما يؤدي إلى تسارع ضرباته استجابة لمواقف معينة.
العواطف والمشاعر: مشاعر القلق، الحب، الغضب، والسعادة كلها تؤثر على القلب بطريقة فسيولوجية قد لا تكون مرئية مباشرة، لكن يُمكن إحساسها عبر ضربات القلب غير المنتظمة أو تغيرات في وتيرتها.
ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف لصحة الإنسان؟
يُعد اكتشاف "الدماغ الصغير" داخل القلب بمثابة خطوة ثورية في مجال الطب العصبي، حيث يفتح آفاقًا جديدة لفهم الأمراض القلبية والدماغية بشكل مشترك. على سبيل المثال، قد يكون لهذا الاكتشاف دور كبير في علاج أمراض القلب المزمنة. إذا كان القلب فعلاً يستجيب للتوتر النفسي بشكل مستقل عن الدماغ، فقد يتعين على الأطباء إعادة النظر في الروابط بين الصحة النفسية وأمراض القلب.
التأثيرات النفسية على القلب: هل هذا يعني أن قلبك يتحكم في مشاعرك؟
لقد تبين أن مشاعرنا وتأثيراتها على الجسم ليست مقتصرة فقط على الدماغ. فالقلب، الذي كان يُعتبر عضوًا يتأثر بعواطفنا، يبدو الآن أن لديه دورًا في توليد الاستجابات العاطفية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الضغط العصبي المستمر إلى تغييرات في معدل ضربات القلب، مما قد يساهم في الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب.
من جهة أخرى، قد يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاج شامل يجمع بين معالجة القلب والعقل في علاج الأمراض النفسية والجسدية. فمن الممكن أن يُحسن هذا الفهم طرق علاج الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب أو القلق من خلال التركيز على تحسين صحة القلب والنظام العصبي القلبي.
الآثار المستقبلية: هل نحن أمام علاج جديد؟يعتقد العلماء أن فهم الجهاز العصبي القلبي قد يؤدي إلى تطوير أدوية وعلاجات مبتكرة يمكنها التأثير على وظائف القلب عن طريق تحفيز هذا "الدماغ الصغير" داخل القلب نفسه. كما يمكن أن يُسهم هذا الاكتشاف في تطوير تقنيات جديدة للحد من التوتر النفسي، والذي يُعد عاملًا رئيسيًا في تطور أمراض القلب.
إذا تم استخدام هذا الفهم الجديد بشكل صحيح، قد يكون هناك فرصة كبيرة لتحسين حياة المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، وخاصة أولئك الذين لديهم تاريخ من التوتر النفسي أو الاضطرابات العاطفية.
قلبك ليس فقط عضوًا ينبض بالدمفي الختام، أكدت استشارى القلب والأوعية الدموية أنه يعد اكتشاف "الدماغ الصغير" داخل القلب بمثابة ثورة حقيقية في الطب، حيث يفتح بابًا لفهم جديد حول كيفية تفاعل الجسد مع العواطف والأحاسيس. إذا كان القلب يمتلك بالفعل قدرة على التأثير في صحتنا النفسية والجسدية، فإن هذا يعني أننا قد نبدأ في رؤية علاجات قلبية جديدة تنطوي على التعامل مع مشاعرنا وصحتنا العقلية بشكل متكامل.
كما أن هذا الاكتشاف يرفع من مستوى الوعي حول أهمية الصحة النفسية وتأثيرها على القلب، مشيرًا إلى أن العناية بالقلب تتطلب أكثر من مجرد الحفاظ على اللياقة البدنية، بل أيضًا فهم العلاقة المعقدة بين العقل والجسم.
القلبالقلبالقلبالقلبالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القلب العلماء الجسم البشري القلب والدماغ المزيد المزيد هذا الاکتشاف داخل القلب إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذير من جفاف يؤثر على ثلاثة أرباع أراضي العالم
بات ما يزيد قليلاً عن 75 بالمئة من أراضي العالم "أكثر جفافاً بشكل دائم" على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، اليوم الاثنين، تزامنا مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في السعودية.
وصارت الأراضي الجافة الآن تغطي 40% من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (انتاركتيتكا)، حسبما خلصت دراسة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، محذّرة من أنّ هذا التحول يمكن أن يؤثر على ما يصل إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100.
أظهر التقرير، الذي يشير إلى "تهديد وجودي" تفرضه مسارات يتعذر تغيير اتجاهها، أن الأراضي الجافة، وهي المناطق التي تصعب زراعتها، زادت بمقدار 4,3 مليون كلم مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند.
جاء التحذير خلال اجتماع مؤتمر كوب 16 الذي بدأ الأسبوع الماضي في الرياض ويستمر 12 يوما بهدف حماية الأراضي واستعادتها والاستجابة للجفاف في ظل تغير المناخ المستمر.
يحذر التقرير من أن القحط، وهو نقص مزمن في المياه، يمتد الآن على 40,6% من كتلة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مقابل 37,5% قبل 30 عاما.
كما يحذر من أن المناطق الأكثر تضررا تشمل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية.
وقال إبراهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر"على عكس الجفاف، فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار، يمثل القحط تحولاً دائمًا لا هوادة فيه".
وأضاف أن "المناطق المناخية الأكثر جفافًا، التي تؤثر الآن على أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء العالم، لن تعود إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض".
وأضاف التقرير أن التغييرات تعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي تغير هطول الأمطار وتزيد من نسب التبخر.
وقال بارون أور، كبير العلماء في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أن هذا قد تكون له "تأثيرات كارثية محتملة تؤثر على الوصول إلى المياه والتي قد تقرب الناس والطبيعة أكثر من نقاط التحول الكارثية".
وتشمل آثار نقص المياه المزمن، تدهور التربة وانهيار النظام البيئي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية، وفقًا للعلماء.
وبحسب التقرير، يعيش بالفعل 2,3 مليار شخص في مناطق جافة تتوسع، مع توقعات تشير إلى "أسوأ سيناريو" يتمثل في عيش 5 مليارات شخص في هذه الظروف مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
ولمواجهة هذا الاتجاه، حث العلماء الأعضاء على "دمج مقاييس القحط في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية"، وتحسين إدارة التربة والمياه، و"بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الأكثر ضعفا".