لبنان ٢٤:
2024-12-12@00:42:46 GMT

ما الذي سيناقشه مجلس الوزراء اليوم؟

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

كتب محمد وهبة في " الاخبار": عملياً، سيناقش مجلس الوزراء ما سبق أن نوقش في الاجتماع الذي ترأسه ميقاتي يوم الاثنين الماضي، بحضور رؤساء مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال والنائبين حسن فضل الله وعلي حسن خليل. في هذا الاجتماع، اتفق على تحديد آليات العمل التمهيدية لإعادة الإعمار.

كذلك اتفق على توزيع المهام بين مجلس الجنوب ضمن النطاق الذي يعمل فيه، والهيئة العليا للإغاثة ضمن النطاق الذي تعمل فيه، وتلزيم إزالة الردم وفق عقود رضائية، بما أن قانون الشراء العام يسمح بهذا الأمر في حالة حصول كارثة. أيضاً، نوقشت أسس التعويض الذي سيمنح لكل متضرّر ولا سيما لأصحاب الوحدات السكنية، ونوقشت مسألة ردم البحر في الأوزاعي بركام الضاحية، وعدد الوحدات المدمّرة وسواها من التفاصيل، لكن المسألة الأهم لم تناقش انطلاقاً من غياب معطيات واضحة بشأنها. ورغم أنه تردّد بأن لدى الحكومة قدرة على إنفاق 1.5 مليون دولار على إعمار البنى التحتية، على أن يتم تمويل المبلغ مما تدخّره في حسابها لدى مصرف لبنان ومن إعادة توجيه بعض المساعدات المالية مع البنك الدولي، إلا أن أكثر من وزير في الحكومة قال لـ«الأخبار» إن المسألة ليست بهذه السهولة، إذ إن المبلغ الذي يمكن الحكومة أن تنفقه ليس كبيراً كما يعتقد ربطاً بحجم ما هو متوافر وبما سينتجه من تداعيات نقدية، لكن الثابت أن الحكومة سيكون عليها التزام مرتبط بإعمار البنى التحتية في الكهرباء والمياه والاتصالات. أما بشأن إعادة توجيه القروض والمساعدات الدولية، ولا سيما من البنك الدولي، فإن بعض القروض تتضمن بنداً يتيح اقتطاع 10% تحت مسمّى «المساعدات الطارئة»، وهذه مبالغ لا يمكن أن تزيد عن 25 مليون دولار.
ما سيناقش فعلياً، هو ترتيب الأولويات اللوجستية. البدء بمسح الأضرار هو أولوية، وإلى جانبها البدء بإزالة الردم، ثم إطلاق مرحلة التعويض وإعادة الإعمار. المباشرة بمسح الأضرار في بيروت والبقاع مسألة باتت متاحة، إنما هي ليست متاحة في كل الجنوب بعد في انتظار انسحاب العدو من كل الأراضي التي دخلها أو سيطر عليها بالنار. لكن مسألة إزالة الردم تعدّ حيوية جداً، لأن الإزالة تعني «تنظيف» المساحات من الركام الذي يتراكم في العقارات الخاصة، ممتداً إلى الأملاك العامة. والإزالة تعني أنه يجب تحديد من سيقوم بالإزالة، وما سيقوم به، وأين سيوضع الناتج. عملية التلزيم ستكون بالتراضي، وستنفذها كل جهة ضمن نطاقها، أي مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة، لكن بأيّ كلفة؟ هل سيسمح للملتزم بأن يحصل على الناتج من الردم وبيعه؟ فحتى الآن، يقدّر أن في الضاحية وبيروت ردماً بحجم إجمالي يبلغ مليوني متر مكعب وفيه أطنان من الحديد والألمنيوم والنحاس. يقال إن هناك عروضاً وردت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من شركات أجنبية مهتمة بإزالة الردم مجاناً مقابل الحصول على الناتج بعد نقله وفرزه وطحنه. وعلى افتراض أنه تم الاتفاق على إجراءات التلزيم، فإلى أين سيتم نقل الردم؟ هل سيتم ردم بحر الأوزاعي فيه كما ترغب بعض فعاليات المنطقة، أم أنه سينقل إلى مكبّ الكوستا برافا الذي يحتاج من أجل توسعته، وبقرار من مجلس الوزراء، إلى 740 ألف طن من الردم؟ النقاش بهذا الشأن يتعلق بسؤال حول الجهة التي ستؤول إليها العقارات المردومة.
سيجري نقاش كل هذا الأمر من دون أي فكرة عن تمويل مشروع إعادة الإعمار، وما ستكون حصّة كل طرف فيه من الدولة إلى الدول المانحة وإيران وحزب الله. ستناقش مسألة التعويضات للمساكن المتضرّرة، لكن أيضاً بلا أي افق، باستثناء ما أعلنه حزب الله أخيراً من أنه سيغطي الفروقات. ثمة مسألة أساسية تتعلق بإدارة مشروع إعادة الإعمار، فهل سيكون هناك نقاش في مشاريع إعادة إعمار تعيد إنتاج مشروع وعد لإعمار الضاحية بعد عدوان 2006، أم سيظهر نموذج جديد من إدارة المشاريع؟ أم أن الدولة غائبة عن نقاش كهذا أصلاً؟ الوقت يدهم الجميع، فالتقديرات أن إعادة الإعمار مشروع متوسط المدى، وكلما اقترن بتمويل له شروط سياسية كما يتوقع، وفوقها آليات روتينية وبيروقراطية أو ذات رقابة دولية، سيمتد المشروع أكثر في الزمن.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

أستاذة اقتصاد سياسي: سوريا تحتاج إلى تريليون دولار لإعادة الإعمار

علقت الدكتورة زينة منصور، أستاذة الاقتصاد السياسي، على وضع الاقتصاد السوري واحتمالية إعادة إعمار سوريا، قائلة إنه لا يوجد مستحيل إذا توفرت الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء وترميم البنية التحتية والدمار الذي لحق بالمحافظات السورية.

وأكدت خلال لقائها في قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الخسائر تتراوح بين 500 مليار دولار إلى تريليون دولار (1000 مليار)، وكبداية تحتاج سوريا لإعادة الإعمار إلى حوالي 100 مليار دولار، وتساءلت: «هل من الممكن إعادة إعمار سوريا مرة أخرى؟».

وأشارت إلى أن الإجابة على هذا السؤال، تتوقف على القرار السياسي والإرادة السياسية، بالإضافة إلى حجم الضغوط الدولية الإيجابية التي قد تؤدي إلى الوصول إلى تسوية سياسية، تمكن من بدء مشروع إعادة البناء، وهو ما يتطلب تمويلًا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وأوضحت «منصور» أن السيطرة النفطية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التسوية الدولية والتوافق بين القوى الفاعلة على الأراضي السورية، مثل الدورين الروسي والأمريكي، مشيرة إلى أنه في الفترة المقبلة، سيتم العمل على إعادة هيكلة النظام السوري، والعودة إلى القرارات الدولية من أجل بناء سوريا من جديد، وتشكيل النظام الجديد وإعداد الدستور.

وأضافت أن سوريا تحتاج إلى إعادة هيكلية سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى إعادة الإعمار الذي يتطلب مساعدات دولية وصناديق تمويلية، وكذلك عودة ملايين السوريين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم إلى وطنهم. ونوهت إلى أن دول الخليج العربي تقدم يد العون لإعمار سوريا، بشرط عودة السوريين إلى وطنهم.

مقالات مشابهة

  • ياسين في اليوم العالمي لمكافحة الفساد: للالتزام بمعايير الشفافية في فترة إعادة الإعمار
  • ما الذي يجب على الحكومة التركية فعله بشأن اللاجئين السوريين بعد سقوط الأسد؟
  • "فيتش": إعادة الإعمار قد تدفع واشنطن لمراجعة العقوبات على سوريا
  • المستشار “صالح” يجري زيارة تفقدية لمدينة المرج
  • الحكومة تجتمع برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي غدا
  • مجلس النواب يشارك في مؤتمر «إعادة الإعمار والتنمية المستدامة»
  • غزة بعد الطوفان: تساؤلات معلقة وتحديات مستقبلية
  • أستاذة اقتصاد سياسي: سوريا تحتاج إلى تريليون دولار لإعادة الإعمار
  • انطلاق مؤتمر إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في بنغازي
  • انطلاق مؤتمر إعادة الإعمار بجامعة بنغازي