لبنان ٢٤:
2025-02-11@13:42:52 GMT

ما الذي سيناقشه مجلس الوزراء اليوم؟

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

كتب محمد وهبة في " الاخبار": عملياً، سيناقش مجلس الوزراء ما سبق أن نوقش في الاجتماع الذي ترأسه ميقاتي يوم الاثنين الماضي، بحضور رؤساء مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة ومجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال والنائبين حسن فضل الله وعلي حسن خليل. في هذا الاجتماع، اتفق على تحديد آليات العمل التمهيدية لإعادة الإعمار.

كذلك اتفق على توزيع المهام بين مجلس الجنوب ضمن النطاق الذي يعمل فيه، والهيئة العليا للإغاثة ضمن النطاق الذي تعمل فيه، وتلزيم إزالة الردم وفق عقود رضائية، بما أن قانون الشراء العام يسمح بهذا الأمر في حالة حصول كارثة. أيضاً، نوقشت أسس التعويض الذي سيمنح لكل متضرّر ولا سيما لأصحاب الوحدات السكنية، ونوقشت مسألة ردم البحر في الأوزاعي بركام الضاحية، وعدد الوحدات المدمّرة وسواها من التفاصيل، لكن المسألة الأهم لم تناقش انطلاقاً من غياب معطيات واضحة بشأنها. ورغم أنه تردّد بأن لدى الحكومة قدرة على إنفاق 1.5 مليون دولار على إعمار البنى التحتية، على أن يتم تمويل المبلغ مما تدخّره في حسابها لدى مصرف لبنان ومن إعادة توجيه بعض المساعدات المالية مع البنك الدولي، إلا أن أكثر من وزير في الحكومة قال لـ«الأخبار» إن المسألة ليست بهذه السهولة، إذ إن المبلغ الذي يمكن الحكومة أن تنفقه ليس كبيراً كما يعتقد ربطاً بحجم ما هو متوافر وبما سينتجه من تداعيات نقدية، لكن الثابت أن الحكومة سيكون عليها التزام مرتبط بإعمار البنى التحتية في الكهرباء والمياه والاتصالات. أما بشأن إعادة توجيه القروض والمساعدات الدولية، ولا سيما من البنك الدولي، فإن بعض القروض تتضمن بنداً يتيح اقتطاع 10% تحت مسمّى «المساعدات الطارئة»، وهذه مبالغ لا يمكن أن تزيد عن 25 مليون دولار.
ما سيناقش فعلياً، هو ترتيب الأولويات اللوجستية. البدء بمسح الأضرار هو أولوية، وإلى جانبها البدء بإزالة الردم، ثم إطلاق مرحلة التعويض وإعادة الإعمار. المباشرة بمسح الأضرار في بيروت والبقاع مسألة باتت متاحة، إنما هي ليست متاحة في كل الجنوب بعد في انتظار انسحاب العدو من كل الأراضي التي دخلها أو سيطر عليها بالنار. لكن مسألة إزالة الردم تعدّ حيوية جداً، لأن الإزالة تعني «تنظيف» المساحات من الركام الذي يتراكم في العقارات الخاصة، ممتداً إلى الأملاك العامة. والإزالة تعني أنه يجب تحديد من سيقوم بالإزالة، وما سيقوم به، وأين سيوضع الناتج. عملية التلزيم ستكون بالتراضي، وستنفذها كل جهة ضمن نطاقها، أي مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة، لكن بأيّ كلفة؟ هل سيسمح للملتزم بأن يحصل على الناتج من الردم وبيعه؟ فحتى الآن، يقدّر أن في الضاحية وبيروت ردماً بحجم إجمالي يبلغ مليوني متر مكعب وفيه أطنان من الحديد والألمنيوم والنحاس. يقال إن هناك عروضاً وردت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من شركات أجنبية مهتمة بإزالة الردم مجاناً مقابل الحصول على الناتج بعد نقله وفرزه وطحنه. وعلى افتراض أنه تم الاتفاق على إجراءات التلزيم، فإلى أين سيتم نقل الردم؟ هل سيتم ردم بحر الأوزاعي فيه كما ترغب بعض فعاليات المنطقة، أم أنه سينقل إلى مكبّ الكوستا برافا الذي يحتاج من أجل توسعته، وبقرار من مجلس الوزراء، إلى 740 ألف طن من الردم؟ النقاش بهذا الشأن يتعلق بسؤال حول الجهة التي ستؤول إليها العقارات المردومة.
سيجري نقاش كل هذا الأمر من دون أي فكرة عن تمويل مشروع إعادة الإعمار، وما ستكون حصّة كل طرف فيه من الدولة إلى الدول المانحة وإيران وحزب الله. ستناقش مسألة التعويضات للمساكن المتضرّرة، لكن أيضاً بلا أي افق، باستثناء ما أعلنه حزب الله أخيراً من أنه سيغطي الفروقات. ثمة مسألة أساسية تتعلق بإدارة مشروع إعادة الإعمار، فهل سيكون هناك نقاش في مشاريع إعادة إعمار تعيد إنتاج مشروع وعد لإعمار الضاحية بعد عدوان 2006، أم سيظهر نموذج جديد من إدارة المشاريع؟ أم أن الدولة غائبة عن نقاش كهذا أصلاً؟ الوقت يدهم الجميع، فالتقديرات أن إعادة الإعمار مشروع متوسط المدى، وكلما اقترن بتمويل له شروط سياسية كما يتوقع، وفوقها آليات روتينية وبيروقراطية أو ذات رقابة دولية، سيمتد المشروع أكثر في الزمن.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

دروس تجربة إعادة إعمار الموصل.. تايمز: من سيعيد بناء غزة؟

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن إعادة إعمار الموصل التي عادت إلى الحياة بعد 8 سنوات من الدمار، تقدم بصيص أمل لإعادة بناء قطاع غزة، رغم أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة حذرتا من أن إعادة الإعمار قد تستغرق 15 عاما.

وذكرت الصحيفة -في تقرير لسامر الأطرش- بأن سكان الموصل عندما بدؤوا في العودة إليها بعد أن انتزعها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من تنظيم الدولة، وجدوا أرضا قاحلة غير صالحة للسكن، دُمّر حوالي 140 ألف منزل فيها إلى جانب مسجد النوري التاريخي ومئذنته المائلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين أفيرز: خطر جديد يتهدد الأمن القومي الأميركيlist 2 of 2فورين بوليسي: هكذا حطمت غزة أساطير الغربend of list

وبعد 8 سنوات -كما تقول التايمز- عادت المدينة العراقية التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة لخلافته إلى الحياة، وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) هذا الأسبوع إنها قريبة من استكمال تجديد المسجد والمئذنة، كما تجري إعادة تجميع متحف يضم آثارا آشورية لا تقدر بثمن، قبل إعادة افتتاحه العام المقبل.

ومثل الموصل، أصبح قطاع غزة منطقة غير صالحة للسكن، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء الكشف عن خطة لإخلاء الأرض الفلسطينية من سكانها قبل أن تستولي عليها بلاده، رحبت بها الحكومة الإسرائيلية، لكن الدول العربية نددت بها، وقالت مصر إن غزة تمكن إعادة إعمارها وسكانها في أماكنهم.

إعلان

وللحصول على أمثلة أخرى تنافس الدمار في غزة، عاد الخبراء إلى الدمار الهائل الذي لحق بالمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، كما عُرض مثال غروزني، المدينة الشيشانية التي يسكنها نحو مليون شخص والتي دمرها الجيش الروسي في عام 2000 وأعيد بناؤها بالكامل بمساعدة مليارات الدولارات من الكرملين.

وقال مارك غارزومبيك، أستاذ تاريخ العمارة في الجامعة الأميركية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن "المباني في أوروبا كانت مصنوعة من الطوب والخشب وبعض الحجارة، ومن الممكن إزالة أنقاضها من قبل السكان المحليين من دون الحاجة إلى عمالة ماهرة، أما في غزة فالأنقاض هي الخرسانة المسلحة".

وحتى تقييم الأضرار والتخطيط للحفر قد يستغرق سنوات -كما يقول غارزومبيك- و"سيتعين على المهندسين المرور على كل عقار على حدة وإجراء تقييم، وهذا التقييم سوف يستغرق سنوات، خاصة أن الخبراء لا يعرفون أين سيعيشون وكيف سيتم جلبهم كل يوم للعمل".

وعلى النقيض من العراق والشيشان، حيث تستطيع الحكومة المركزية تنظيم وتمويل إعادة الإعمار بالتعاون مع شركاء دوليين، فإن غزة -كما تقول الصحيفة- محاطة بإسرائيل ومصر اللتين لديهما الآن خطط مختلفة لمستقبل المنطقة.

وتقدر تكاليف إعادة الإعمار بعشرات المليارات، إذ تقول الأمم المتحدة إنها قد تكلف أكثر من 50 مليار دولار، وقال مسؤول عربي للصحيفة إن أي جهة مانحة لن تكون على استعداد لتمويل إعادة الإعمار في غياب اتفاق سلام يضمن عدم تحول المنطقة إلى أنقاض مرة أخرى.

وبالتالي قد يستغرق الأمر 10 سنوات على الأقل للدخول في مسار حل المشكلة، ربما إذا سارت الأمور على ما يرام، وقد يستغرق 20 عاما، مما يعني أن طفلا صغيرا يكبر الآن في غزة، ربما لن يعيش في منزل أو شقة كما عاش والداه".

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يستعرض أبرز تدخلات الحكومة الطارئة في قطاع غزة
  • رئيس الحكومة وصل إلى السرايا وانتقل الى مكتبه حيث بدأ مهامه
  • العراق يجدد التزامه بمساندة لبنان في إعادة الإعمار
  • قبل رمضان.. متحدث الحكومة يزف بشرى عن موعد تطبيق زيادة الأجور والمعاشات
  • بعد موافقة الحكومة على دفنه في أسوان.. ماذا قدم الأمير كريم أغاخان لمصر؟
  • لبحث عملية إعادة الإعمار والقروض المدعومة.. لقاء لبناني-قطري
  • مسئول أممي يرد على ترامب: يُمكن إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها
  • عضو مجلس أمناء التحالف الوطني: المرحلة الثانية من «مساعدات غزة» ستشمل مستلزمات طبية ومعيشية.. وإعادة إعمار القطاع أولوية لمصر
  • دروس تجربة إعادة إعمار الموصل.. تايمز: من سيعيد بناء غزة؟
  • وزارة المالية تبحث مع وفد نرويجي أولويات دعم إعادة الإعمار في سوريا