كايلي، شابة أمريكية من ولاية تينيسي، تمثل نموذجًا للإرادة والقتال ضد مرض نادر جدًا يُسمى "متلازمة لويز ديتز" (LDS)، الذي يجعل حياتها اليومية عبارة عن صراع مستمر مع جسدها. على الرغم من أنها طالبة جامعية في العشرينات من عمرها، فإنها تعاني من مرض يصيب أنسجتها الضامة، ما يجعل كل خطوة وكل نفس تشعره وكأنها معركة للبقاء.

هذا المرض النادر، الذي اكتُشف مؤخرًا قبل عقدين من الزمن، يسبب ضعفًا في الأنسجة التي تدعم الأعضاء والعظام، مما يعرض المصابين به لخطر كبير.

ما هي "متلازمة لويز ديتز"؟

متلازمة لويز ديتز (LDS) هي اضطراب جيني نادر يؤثر على الأنسجة الضامة في الجسم، وهي الأنسجة التي تربط الأعضاء والعظام معًا. يعتبر هذا المرض من الأمراض الوراثية التي تتسبب في ضعف الأنسجة التي يجب أن تدعم الأعضاء المختلفة في الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية، والجلد، والعيون، والعظام. وتسبب هذه المتلازمة في حدوث مشاكل صحية خطيرة، مثل تمدد الأوعية الدموية، والتشوهات الهيكلية، والمشاكل القلبية الخطيرة.

عندما يتم اكتشاف هذا المرض في وقت مبكر، يضطر المرضى إلى الخضوع لعدة عمليات جراحية على مدار حياتهم لتصحيح التشوهات الهيكلية أو إصلاح الأوعية الدموية التالفة. بالنسبة لكايلي، كان هذا المرض يعني أكثر من مجرد تشخيص طبي؛ كان يعني معركة مستمرة للعيش بشكل طبيعي رغم التحديات اليومية.

حياة تحت التهديد: كايلي و"الذوبان الداخلي"

كايلي، التي وُلدت بهذا المرض، عاشَت حياة مليئة بالعمليات الجراحية من أجل تصحيح التشوهات التي يعاني منها جسمها. منذ ولادتها، خضعت لعدة جراحات لتصحيح تشوهات العمود الفقري والأوعية الدموية، وقد أسهمت هذه العمليات في إبقاءها على قيد الحياة، لكن التكلفة كانت باهظة.

التمددات في الأوعية الدموية هي أحد أخطر مضاعفات المرض، حيث تعاني كايلي من ستة تمددات في الأوعية الدموية، ما يجعلها عرضة لخطر نزيف داخلي مميت في أي لحظة. وهذا يعكس التهديد المستمر الذي يواجه حياتها، حيث أن الحياة اليومية بالنسبة لها تتطلب إجراءات واحتياطات خاصة للحفاظ على صحتها. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت كايلي في طفولتها لـ قصور في القلب بسبب ضعف الأنسجة المحيطة بالقلب، ما يزيد من تعقيد حالتها.

المرض الذي يسبب "الذوبان الداخلي"

تصف كايلي حالتها المرضية بأنها "اضطراب الذوبان"، حيث أن أنسجتها الضامة تشبه "الغراء" في الجسم، لكن تلك الأنسجة ضعيفة جدًا ولا تستطيع دعم الهيكل العظمي والأعضاء كما يجب. شعورها بأن جسدها "يذوب من الداخل" يعكس التدهور المستمر في الأنسجة التي يفترض أن تكون جزءًا من النظام الهيكلي القوي للجسم.

على الرغم من أن هذا المرض يسبب تشوهات هيكلية واضحة ومشاكل صحية معقدة، إلا أن كايلي تقاوم هذا الواقع بشجاعة غير عادية. لم تسمح لتشخيصها بأن يحدد حياتها، بل عملت على استغلال كل لحظة في حياتها لتحقيق أقصى استفادة من الوقت الذي تملكه، معتبرة نفسها "الأكثر حظًا" رغم معاناتها.

العمر المتوقع والتحديات النفسية

فيما يخص العمر المتوقع للمصابين بـ "متلازمة لويز ديتز"، تشير الإحصائيات إلى أن متوسط العمر المتوقع لا يتجاوز 37 عامًا. لكن كايلي تعتبر أن هذا الرقم ليس دقيقًا نظرًا لحداثة اكتشاف المرض وتنوع استجابته بين الأفراد. ورغم أنها تعرف أن التحديات التي تواجهها يوميًا قد تؤدي إلى تأخير حياتها، فإنها لا تدع هذا التقدير يُخيفها أو يُثبط من عزيمتها.

على الرغم من الآلام اليومية، والتهديد المستمر لحياتها، تبذل كايلي كل جهد ممكن للحفاظ على حالة نفسية إيجابية، معربة عن إيمانها العميق بأن الاكتئاب ليس خيارًا في حياتها. "لا أملك وقتًا للانغماس في الحزن، لأنني أريد أن أعيش كل لحظة بكاملها"، هكذا تصف كايلي نفسها. هذه النظرة التفاؤلية تُمثل جزءًا كبيرًا من قوتها لمواجهة تحديات الحياة، حيث إنها تركز على الاستمتاع باللحظات اليومية مهما كانت صغيرة.

التكيف مع المرض: الفيتامينات والمكملات الغذائية

على الرغم من جميع التحديات الجسدية التي تواجهها، تجد كايلي بعض الراحة في الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تساهم في تقوية جسدها الضعيف وتعزيز صحتها بشكل عام. قد لا تكون هذه المكملات هي الحل الكامل، لكنها تمنحها شعورًا بالتحكم في جسدها وتساعدها على مقاومة تأثيرات المرض. هذه المكملات الغذائية هي جزء من روتين حياتها اليومي، الذي يتطلب التزامًا دقيقًا وتخطيطًا مستمرًا لمواجهة الأعراض المرضية.

الإرادة والهدف: حياة مليئة بالأمل

رغم كل شيء، تظل كايلي مصدر إلهام للآخرين في كيفية العيش بشجاعة وبإرادة قوية، رغم الصعاب. قد تواجه معركة جسدية صعبة كل يوم، لكنها تظل متفائلة، مبتسمة، وحريصة على الاستفادة من كل لحظة. تأمل كايلي أن يساعد اكتشاف مرضها وتوثيق تجربتها في زيادة الوعي بالمتلازمات النادرة، وأن تكون قصتها مصدرًا للالهام للمصابين بأمراض مشابهة.

إن مقاومة كايلي لمرضها النادر ليست مجرد نضال جسدي، بل هي نضال معنوي أيضًا، يكشف عن قدرة الإنسان على التكيف والتحلي بالأمل، حتى في ظل أصعب الظروف. تظل قصتها تذكيرًا قويًا بأن الحياة مهما كانت قصيرة، يمكن أن تُعيش بكاملها وبأقصى قدر من التفاؤل والطاقة.

كايلي، شابة أمريكية كايلي، شابة أمريكية 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العمر الأمراض الوراثية شابة أمريكية المزيد المزيد الأوعیة الدمویة شابة أمریکیة الأنسجة التی على الرغم من هذا المرض

إقرأ أيضاً:

علماء يبتكرون أول عضو في القلب قادر على إنتاج الدم

إن إنتاج الأعضاء أمر معقد، يتطلب إضافة العناصر الغذائية اللازمة، وعوامل النمو، وجزيئات الإشارة بتسلسل محدد وفي أوقات معينة وفق جدول زمني دقيق.

وفي عام 2021، نجح فريق البحث بقيادة الدكتور روبرت زويغردت، عالم الأحياء الخلوية في مختبرات أبحاث لايبنيز للتكنولوجيا الحيوية في كلية الطب في هانوفر، لأول مرة في إنتاج عضو مكوّن للقلب (HFO) وإعادة إنتاج المسار بالكامل إلى المرحلة المبكرة من قلب الإنسان في زراعة الخلايا.

لكن كانت إحدى المشكلات، التي لم تُحَل في العلوم، هي تطوير نموذج يحاكي نمو القلب وتكوين الدم معاً.

تكوين الدم البشري

واستلهاماً لعملية تكوين الدم في الجنين البشري، والتي تبدأ بعد الأسبوع الـ 4 في الشريان الأورطي، في وقت قريب من وقت ومكان نمو القلب؛ أضاف الباحثون حديثاً نقلة علمية جديدة.

وقد نشرت نتائج الأبحاث الجديدة في مجلة "نيتشر سيل بيولوجي"، وفيها أضاف الباحثون تدريجياً عوامل خاصة، وبالتالي أوجدوا عضو قلب جديد مولّد للدم.

وكما هو الحال في التطور الجيني الطبيعي، يتكون القلب المصغر الاصطناعي من 3 طبقات على شكل كوب، ويشمل الخلايا الأولية للقلب، والخلايا السلفية للكبد والرئتين والأوعية الدموية.

وتقول الدكتورة ميريانا داردانو الباحثة الأولى في الدراسة: "لقد قمنا الآن بتكييف بروتوكول التمايز الخاص بنا، أي تعليماتنا التجريبية الخاصة، وأضفنا طبقة بطانية كثيفة إلى العضو القلبي، الذي يبطن الأوعية الدموية والتي تنشأ منها الخلايا المكوّنة للدم والخلايا السلفية".

وتوضح داردانو: "هذا هو أول نموذج عضو بشري من نوعه يجمع بين جميع الأنسجة وفقاً للتطور في الجنين".

نمو الأنسجة كما في الجنين

وبحسب "مديكال إكسبريس"، يتم إنشاء القلوب الصغيرة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات البشرية (hPSC). هذه خلايا ذات خصائص خاصة: يمكن أن تنتشر إلى أجل غير مسمى في المزرعة وتشكل أي نوع من الخلايا.

وبمساعدة الإشارات البيولوجية أو الكيميائية المضمنة في مصفوفة هيدروجيل، يمكن التحكم في الخلايا الجذعية متعددة القدرات البشرية بطريقة تجعل التجمعات الخلوية ثلاثية الأبعاد تتطور إلى عضويات قلبية في غضون 10 إلى 14 يوماً.

وهذه ليست مجموعات من خلايا عضلة القلب، بل هي هياكل معقدة تتكون من 7 أنواع مختلفة على الأقل من الخلايا والأنسجة ذات البنية الواضحة.

فوائد هذا التطوير

وتشرح الدكتورة ليكا دراكليس الباحثة المشاركة: "تمكن دراستنا الآن الباحثين الآخرين من التحقيق في زراعة الخلايا، كيف يحدث التفاعل بين الأنسجة في تكوين الدم".

وبذلك يقدم هذا التطور العلمي صورة مقربة وأكثر وضوحاً للعلماء عن كيفية إصابة الأعضاء، وتحديداً القلب في هذه الحالة، بالأمراض.

وتضيف دراكليس: "يمكن أيضاً التحقيق في العدوى بالفيروسات أو البكتيريا الأخرى أو السرطان أو التشوهات الناجمة عن العيوب الجينية في طبق زراعة الخلايا داخل المختبر، لفهم وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أفضل".

كما تعتبر هذه الأعضاء التي يتم تطويرها في المختبر مناسبة أيضاً لاختبار العوامل الدوائية.

وتفسر دراكليس السبب: "في بعض الحالات، يعمل هذا بشكل أفضل من النماذج الحيوانية، مثلاً، لأن حيوانات المختبر تخضع لتأثيرات بيولوجية أخرى، ولا يمكن نقل النتائج إلى البشر إلا إلى حد محدود".

مقالات مشابهة

  • “أبوزريبة” يبحث مع رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية التحديات والاحتياجات التي تواجه الجهاز
  • علماء يبتكرون أول عضو في القلب قادر على إنتاج الدم
  • مركز أبحاث أمريكي: ما التحديات التي ستواجه ترامب في اليمن وما الذي ينبغي فعله إزاء الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • دراسة: التدخين الإلكتروني يؤذي الأوعية الدموية
  • السبت المقبل..برنامج رواد الدقم يناقش التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • إماراتية تستعيد حياتها برحلة شفاء استثنائية
  • رئيس هيئة الدواء يبحث التحديات التي تواجه الشركات مع جهاز الدمغة الطبية
  • نهيان بن مبارك يشهد انطلاق مؤتمر ومعرض بيتكوين الشرق الأوسط
  • محافظ قنا: حصر شامل لمشروعات حياة كريمة لتحديد التحديات التي تواجه التنفيذ
  • وزير الري يؤكد تزايد التحديات التي تواجه الموارد المائية عالميا