الأمر لي بيد الجيش في الجنوب وتعاون مع آلية الإشراف واليونيفيل
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": وصل الجنرالان الأميركي جاسبر جيفرز والفرنسي غيوم بونشان الى بيروت، وقاما بزيارات عدّة للمسؤولين اللبنانيين، بهدف بدء مهامهما بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب الى جانب اللجنة الثلاثية، التي تتألّف من لبنان، وقد اختار الجيش العميد إدغار لاوندس، قائد قطاع جنوب الليطاني ليُمثّل لبنان فيها، و "اليونيفيل" و"إسرائيل".
مصادر سياسية مطّلعة تحدّثت عن أنّ فرنسا التي تعمل عن طريق الجنرال بونشان الذي وصل الى بيروت أخيراً، على مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في آلية الإشراف على اتفاق وقف النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الفائت، الى جانب اللجنة الثلاثية، وتريد أن يتمّ الالتزام بشكل جدّي بهذا الاتفاق. وهو، من وجهة نظرها، ليس اتفاقاً لمدّة 60 يوماً، إنّما يجب أن يكون طويل الأجل ويدوم لسنوات لا بل لعقود بين حزب الله والعدو "الاسرائيلي". لهذا سوف تُشدّد على ضرورة عدم نسفه، مع علمها بأنّه جرى خرقه مرّات عديدة، لا سيما من قبل "إسرائيل" حتى الآن. ولكن بمجرد بدء اجتماعاتها يوم الثلاثاء المقبل، والاتفاق على خطة العمل، ستضع حدّاً لكلّ الخروقات التي تلت دخول الإتفاق حيّز التنفيذ.
وإذ وزّعت السفارة الفرنسية بياناً صحافياً، فور وصول بونشان الى بيروت، جاء فيه أنّ اتفاق وقف إطلاق النار "يُجسّد ثمرة الجهود الديبلوماسية التي بذلتها فرنسا لمدّة أشهر طويلة مع الولايات المتحدة (التي تترأس آلية الإشراف على الإتفاق)"، داعية "جميع الأطراف الى احترامه، على الأجل الطويل ووضع حدّ لأي عمل من شأنه تهديده"، تؤكّد المصادر على أنّ فرنسا تريد استعادة دورها في لبنان، كأمّ حنون للبنان واللبنانيين، إنطلاقاً من مساهمتها في قوّات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان بـ 810 جنود فرنسيين، من ضمن 48 دولة (لا تضمّ الولايات المتحدة الأميركية) مشاركة فيها بما مجموعه 10.150 جندياً لحفظ السلام. ولهذا هي لن توافق على مواصلة "إسرائيل" لخروقاتها، أو تعدّيها على السيادة اللبنانية، أو الأراضي اللبنانية.
ولن يوافق لبنان بالتالي، مدعوماً من فرنسا، على ترك البتّ بمسألة المزارع الى سنوات لاحقة، على ما تلفت المصادر السياسية، على غرار ما جرى بعد صدور القرار 1701 في 11 آب 2006، إذ كان يُفترض أن يعطي الأمين العام للأمم المتحدة مقترحاً بشأنها في غضون 30 يوماً من تاريخ صدور القرار المذكور. غير أنّ هذا الأمر لم يحصل، لا في حينه ولا طوال السنوات الماضية. الأمر الذي جعل "مشكلة" مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنخيلة والغجر تتأجّل حتى يومنا هذا، وجعل هذا الطرف أو ذاك يجادل في مسألة "أصل" هذه المزارع، وإذا ما كانت لبنانية أم لا. علماً بأنّ كلّ الإتفاقات والمعاهدات والخرائط الدولية تؤكّد لبنانية مزارع شبعا. ولا يلزم الأمر لتثبيتها ضمن الحدود الدولية النهائية للبنان سوى بعض الجهود الديبلوماسية من قبل الدولة اللبنانية، لتأكيد لبنانيتها لدى الأمم المتحدة التي تودع لديها أساساً كلّ الوثائق والخرائط ذات الصلة.
وإذا كانت آلية الإشراف ستضمن متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار، بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني والجيش "الإسرائيلي" وقوّات "اليونيفيل"، فأي جهة ستقول "الأمر لي" في المنطقة الجنوبية خلال المرحلة المقبلة؟ تُجيب المصادر، بأنّ الجيش اللبناني هو الذي سيُمسك زمام الأمور في الجنوب وعند الحدود. وبالطبع فالأمر له كونه هو جيش البلاد، وليس آلية الإشراف، أو الجيش "الإسرائيلي" الذي يُحاول اليوم فرض قواعد إشتباك جديدة، تتناقض مع ما ينصّ عليه اتفاق وقف النار. وهذا الأخير واضح في ما ينصّ عليه الإتفاق والقرار 1701 لجهة أنّ "القوّات الأمنية والعسكرية اللبنانية ستكون الوحيدة المخوّلة حمل السلاح في منطقة جنوبي الليطاني و تنفيذ العمليات". في الوقت الذي تعمل آلية الإشراف على مراقبة الإلتزامات التي يحدّدها الاتفاق لكلّ من الأطراف المعنية والتحقّق منها، والمساعدة في ضمان تنفيذها. ولكن يبقى السؤال: من سيؤمّن التمويل الكافي للجيش اللبناني ومتى، وألا يجب حصول هذا الأمر قبل إعادة انتشاره في المنطقة الجنوبية؟!
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: آلیة الإشراف الإشراف على اتفاق وقف
إقرأ أيضاً:
الجيش الجنوب افريقي يعزز مهمة الكونغو المحاصرة
قالت مصادر سياسية ودبلوماسية إن جنوب أفريقيا، أرسلت قوات ومعدات عسكرية إضافية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في الأيام الأخيرة بعد مقتل 14 من جنودها في قتال مع متمردين مدعومين من رواندا الشهر الماضي.
وتأتي التعزيز في جنوب إفريقيا وسط مخاوف من أن يؤدي القتال في شرق الكونغو إلى اندلاع حرب أوسع نطاقا في منطقة برميل بارود شهدت على مدى العقود الثلاثة الماضية إبادة جماعية وصراعات عابرة للحدود وعشرات الانتفاضات.
وأظهرت بيانات الرحلات الجوية التي اطلعت عليها رويترز طائرات نقل تحلق من جنوب أفريقيا إلى لوبومباشي في جنوب الكونغو.
وأكد موظف في المطار هناك أن طائرات عسكرية هبطت الأسبوع الماضي.
كتب كريس هاتينج ، النائب عن جنوب إفريقيا ، في رسالة نصية لرويترز: "لقد تم إبلاغنا بحشد قوات (قوة الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا) في منطقة لوبومباشي. نجمع أن ما يقرب من 700-800 جندي تم نقلهم جوا إلى لوبومباشي" .
وقال هاتينغ، المتحدث باسم الدفاع عن التحالف الديمقراطي، وهو عضو في الائتلاف الحاكم، إنه "من الصعب معرفة ما الذي يحدث بالضبط" لأن لجنة الدفاع في البرلمان لم يتم إطلاعها.
وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الوطني يوم الجمعة إنه ليس على علم بالانتشار في لوبومباشي ورفض التعليق أكثر يوم الاثنين. وقال متحدث باسم الجيش الكونغولي إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي الانتشار.
وتقع لوبومباشي على بعد نحو 1500 كيلومتر جنوب غوما المدينة الشرقية الواقعة على حدود رواندا التي سيطر عليها متمردو حركة 23 مارس الشهر الماضي خلال هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 2000 شخص وتشريد مئات الآلاف.
ويعتقد أن جنوب أفريقيا لديها نحو ثلاثة آلاف جندي منتشرين في الكونغو، كجزء من بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وقوة إقليمية في جنوب أفريقيا مكلفة بمساعدة جيش الكونجو في محاربة تمرد حركة 23 مارس.
'ليست حربنا'
وأثار تدخلها انتقادات شديدة في الداخل بعد سقوط غوما مما أدى إلى محاصرة جنود جنوب أفريقيا وعدم وجود استراتيجية خروج واضحة.
قال كوبوس ماريه ، الذي شغل منصب وزير دفاع الظل في DA قبل دخول الحزب في ائتلاف حاكم العام الماضي: "إنهم يعانون من ضعف الموارد والتجهيزات للغاية". "هذه ليست حربنا".
وقال ماريس، الذي يعمل الآن محللا دفاعيا قال إنه على اطلاع دائم بالوضع، إن الرحلات الجوية إلى لوبومباشي كانت تحمل الأدوية والذخيرة والمواد الاستهلاكية. وكان من المفترض أن تساعد القوات الإضافية في حالة حدوث المزيد من الاشتباكات وكرادع مع بدء المفاوضات لإنهاء القتال.
قامت طائرة شحن من طراز IL-76 تحمل رقم الذيل EX-76008 بخمس رحلات ذهابا وإيابا من بريتوريا إلى لوبومباشي بين 30 يناير و 7 فبراير ، وفقا لبيانات تتبع الرحلات من FlightRadar24.
غادرت الرحلات الجوية من الجانب الجنوبي من بريتوريا ، حيث توجد قاعدة للقوات الجوية الجنوب أفريقية.
وقال موظف في مطار لوبومباشي لرويترز السبت إنه رأى عدة دورات للطائرات تنقل القوات والمعدات. وقال ثلاثة دبلوماسيين ووزير من دولة في المنطقة إنهم على علم بانتشار القذائف.
ومع سيطرة متمردي حركة 23 مارس على مطار غوما انقطعت قوات جنوب أفريقيا عن إعادة الإمدادات.
وقال خبير دفاعي طلب عدم نشر اسمه إن "نمط رحلات الشحن المستأجرة تحت إشارات نداء قوات الدفاع الوطني من جنوب إفريقيا إلى كل من لوبومباشي ومواقع داخل بوروندي (المجاورة) يشير إلى احتمال إنشاء نوع من قوة الطوارئ الإضافية".