ما حكم فصل الأجهزة الطبية عن المريض الميؤوس من شفائه؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميؤوس من شفائه، وما الفرق بين ذلك والقتل الرحيم؟
رفع الأجهزة الطبية عن المريضوقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه يجوز شرعًا رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميؤُوس من شفائه، التي تُستخدم في الإبقاء على حياته دون تقدم في حالته الصحية، وهو ما يُسمَّى "الموت الإكلينيكي"، فقط إذا نصح الأطباء بذلك.
أما إذا كانت الأجهزة لغرض آخر كالمساعدة على سحب السوائل لتيسير التنفس أو نحو ذلك فلا يجوز رفعها، وهذا يختلف عن ما يُسمى بـ"القتل الرحيم" الذي يطلب فيه المريض من الطبيب إنهاء حياته، أو يُقرر الطبيب ذلك من تلقاء نفسه بسبب إعاقة المريض أو شدة الألم عليه، فإن هذا حرام قطعًا.
وأشارت إلى أن حياة المريض هنا مستمرة وغير متوقفة على الأجهزة الطبية، غير أن المريض أو الطبيب يريد التخلُص منها بسبب شدة الألم الواقعة على المريض، فإنهاء الحياة في هذه الحالة يُعدُّ إقدامًا على إزهاق الروح وقتلًا للنفس التي حرَّم الله قتلها.
تجهيز العناية المركزة من الزكاةوقالت دار الإفتاء إن الأصل في الزكاة أنَّها تُمَلّك مباشرة للفقراء، ولكن يجوز استثناءً شراء الأجهزة الطبية لمرضى العناية المركزة وتجهيزها لعلاج فقراء المرضى عمومًا؛ وهذا من باب التوسع في مصرف (في سبيل الله)، ولعموم الحاجة إلى ذلك.
وذكرت أن الأصل أنَّ الزكاة لا تكون إلا للأصناف الثمانية الواردين في قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60] أي: أنَّها لبناء الإنسان قبل البنيان.
واشترط العلماء فيها: التمليك إلَّا حيث يعسر ذلك؛ كما في مصرف: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللهِ﴾، والمحققون من العلماء على قصر هذا المصرف على الجهاد والعلم والدعوة إلى الله تعالى؛ لأنَّ الدعوة كما تكون بالسنان تكون باللسان أيضًا، كما قال تعالى في الجهاد بالقرآن: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: 52]، غير أن بعض العلماء جعل مِن مصرف سبيل الله مجالًا للتوسع في صرف الزكاة عند الحاجة إلى ذلك في كل القُرَب، وسبل الخير ومصالح الناس العامة، حتى مع انعدام شرط التمليك في ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المريض القتل الرحيم الأجهزة الطبية المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
في ملتقى الجامع الأزهر.. العلماء يوضحون الحكمة من نشأة النبي يتيما
عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، الملتقى الأسبوعي حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ودار الملتقى حول الحكمة من نشأة النبي صلى الله عليه وسلم يتيما، وماذا قدم له من قام بكفالته، وذلك بحضور الدكتور سيد بلاط أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، والدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف.
قال الدكتور سيد بلاط، ولد الرسول يتيما، توفي والده في المدينة خلال عودته من الشام، في الخامسة والعشرين من عمره، وكان لا يزال جنينا في بطن أمه، وعند مولده مر في كفالته بمراحل عدة، فأول من كفلته هي أمه آمنة، واسترضع في بني سعد، ولما بلغ السادسة من عمره، انتقل بعدها إلى كفالة جده عبد المطلب، فكان جده لا ينام ولا يأكل أو يخرج إلا والرسول معه، وتوفي الجد والرسول فى الثامنة من عمره، وكفله عمه الذي انتهج نهج جده في الحنو والرعاية.
وأضاف فضيلته، أن كل هذه المراحل في الكفالة لم تأت صدفة لكن لحكمة، حتى لا يظن أحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم استأثر بتربيته أحد، وإنما تربى وصنع على عين الله كما صنع موسى عليه السلام، فتربى النبي في عناية ربه، نشأة قائد عظيم مؤهل لقيادة العالم بأسره، ومن هنا يتضح أن لا صلة للبشر بتكوينه ونضجه صلى الله عليه وسلم، ومن العبر أيضا، من الكفالة أن اليتم ليس بعائق.
من جانبه أوضح الدكتور حبيب الله حسن، أن الحبيب المصطفى عاش صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يتيمًا يتنقل من كفالة لكفالة، إلا أن كفيله الأكبر الذي أواه هو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي تكفل به، يقول تعالى: {ألم يجدك يتيمًا فآوى}، ليربيه بعين الرعاية: {فإنك بأعيننا}، وكما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي.
وبيّن أن عناية ورعاية الله لنبيه كانت حاضرة حتى من قبل مولده، وبعد مولده تلقفته عناية الله عز وجل، وهيأ وجند له من يحيط به، ويقوم على رعايته، أخاطت به مربيات ومرضعات وحاضنات وقابلات من النساء، حتى أسماؤهن حملت من المعاني ما فيه أمنا وبركة وحلما، فهذه أمه آمنه، وهذه أمه أم أيمن، وهذه حليمة، لافتا أنه كان قبل بعثته مثال وقدوة يقتدى به فكان قدوة، فكانت أخلاقه حجة لصدقه بعد بعثته، واجتمع عليه الناس لأنهم لم يروا منه كذبا وبهتانا قط، ولم يكن النبي متواكلا أو عبئا ثقيلا على كافليه.
يعقد "ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة" يوم الثلاثاء من كل أسبوع، في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، حيث كان بمسمى "شبهات وردود" وتم تغييره لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، بعد نجاحه طوال شهر رمضان والذي كان يعقد يوميًا عقب صلاة التراويح، ويتناول هذا الملتقى في كل حلقة قضية تهم المجتمع والوطن، والعالَمَين العربي والإسلامي.