يطالب تحليل كتبه الباحث سيرات سوهال ونشره "المركز العربي واشنطن دي سي"، الإدارة الأمريكية بالتحرك بإيجابية نحو السعودية فيما يتعلق بالبرنامج النووي السعودي الذي تسعى إليه الرياض، وتفضل أن يتم بالتعاون مع الولايات المتحدة، رغم التباينات السياسية المستمرة بين البلدين، رغم أن المملكة لديها عروض تتطور باستمرار من قبل الصين وروسيا في هذا المضمار.

النية النووية السعودية لا تزال واضحة وتزداد الرياض إصرارا على إنجاز ملفها النووي على أساس منحها حق تخصيب اليورانيوم، كما صرح بذلك وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في يونيو/حزيران الماضي، وهي بذلك تخالف الفيتو الأمريكي على مسألة منحها حق التخصيب وتراه حقا سياديا لها، باعتبار موارد اليورانيوم وفيرة على أرضها، وأيضا لتخوفها (السعودية) من تسارع تخصيب خصمها اللدود، إيران، لليورانيوم.

ويرى الكاتب أن الفرصة مواتية الآن لواشنطن لتحقيق "تسوية نووية مناسبة" مع السعودية، على أرضية تطبيع المملكة مع إسرائيل، والذي يسعى إليه بايدن بإصرار، مع ربط تلك التسوية بمسألة مبيعات الأسلحة، أي ربط زيادة مبيعات الأسلحة المتطورة والالتزامات الأمنية الأمريكية للمملكة، بمدى التزام السعودية بقواعد منع الانتشار النووي، وإبقاء برنامجها سلميا وتحت الرقابة الصارمة من الحكومة الأمريكية.

اقرأ أيضاً

لـ4 أسباب.. امتلاك السعودية لسلاح نووي لا ينبغي أن يقلق أمريكا

لماذا الطاقة النووية؟

ويقول التحليل إن السعودية مصممة على أن يكون لها برنامج نووي، لشقين، الأول تنموي والثاني أمني.

الشق الأول يتعلق برؤية المملكة لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، وتطوير سبل إنتاجها للطاقة من أجل الاستهلاك والتصدير.

أما الشق الثاني، فيرتبط بالطبع بمخاوف الرياض من برنامج طهران النووي، وهو ما يرقى إلى التهديد، قياسا إلى العلاقات المتقلبة بين البلدين.

ماذا تطلب السعودية من أمريكا؟

يلخص الكاتب المعادلة التي تطلبها الرياض من واشنطن على النحو التالي:  "مبيعات أسلحة أمريكية بقيود مخفضة للغاية، والتزامات أمنية ملوسة من واشنطن تجاه الرياض، وشراكة نووية مدنية"، ولا تزال الرياض تصر على تفضيل واشنطن، على موسكو وبكين، في هذا الإطار، وهي ورقة قوة بيد الأمريكيين، لكنها بيد السعوديين أيضا، نظرا لاستعداد خصوم أمريكا لمساعدة الرياض.

اقرأ أيضاً

النووي عائق أمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل.. فهل تغير تل أبيب استراتيجيتها؟

التعاون مع بكين وموسكو

ويرى الكاتب أن التعاون بين السعودية وكل من الصين وروسيا لا يزال جذابا، في حال فشل التعاون مع أمريكا، ففي عام 2019 وقعت هيئة المسح الجيولوجي السعودية والمؤسسة النووية الوطنية الصينية المملوكة للدولة مذكرة تفاهم لتحديد رواسب اليورانيوم السعودية المحتملة ، والتي حددت قدرة إنتاجية قدرها 90 ألف طن.

على الرغم من عدم تأكيدها علنًا، فقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في عام 2020 عن منشأة صينية لاستخراج كعك اليورانيوم الأصفر في المملكة.

في غضون ذلك ، تقدم تجربة روسيا الإقليمية خيارًا مقنعًا آخر، عبر شركتها الرائدة "روساتوم"، والتي تبني منشآت نووية في إيران وتركيا، وتجهز للبناء في مصر.

ومع ذلك، أعربت السعودية عن تفضيلها للشراكة الأمريكية، على الرغم من أن واشنطن تفرض شروطًا أكثر صرامة من الصين أو روسيا. يشير هذا الموقف إلى التزام الرياض بتحالفها الأمريكي التقليدي ورغبتها في تعزيز العلاقة، وهو موقف يمكن الاستفادة منه لضمان عدم الانتشار.

اقرأ أيضاً

نيوزويك: نووي متحكم به للسعودية مقابل التطبيع مصلحة أمريكية وإسرائيلية

أزمة تخصيب اليورانيوم

ورغم أن السعودية انضمت المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي وأيدت دبلوماسياً المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار، إلا أنها لا تزال تقاوم رغبة واشنطن بمنعها من تخصيب اليورانيوم، وكذلك رفضت البروتوكول الإضافي الطوعي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والذي يمنح المفتشين الحق في التحقيق في المنشآت في غضون مهلة قصيرة ، وجمع العينات والمعلومات اللازمة ، وإجراء المراقبة عن بعد، وهو ما منع أمريكا من توقيع اتفاق 123 للتعاون النووي معها.

وتدافع السعودية عن سيادتها على تخصيب اليورانيوم المحلي، معتبرة أنه إذا كان بإمكان طهران تخصيب اليورانيوم، فلا ينبغي أن تخضع الرياض لمعايير مختلفة.

ومع ذلك، فإن شروط اتفاقية القسم 123 هي نفسها لجميع الشركاء الإقليميين ولا يمكن تغييرها دون عواقب.

وإذا منحت الولايات المتحدة شروطًا مختلفة للمملكة العربية السعودية، فسوف تكون ملزمة بمناقشة تعديل شروط الإمارات العربية المتحدة.

وإذا قامت كلتا الدولتين الخليجيتين بتخصيب اليورانيوم، فإن الشرق الأوسط سيشكل مخاطر انتشار أكبر.

اقتراحات لجذب السعودية

ويقترح الكاتب أن تقوم الولايات المتحدة بتحفيز السعودية على الامتناع عن التخصيب إذا عرضت عليها مزايا دفاعية ملموسة، أولها يجب أن يكون تعيين السعودية كحليف رئيسي من خارج الناتو، وهو التعيين الذي سيمنح الرياض مزايا جيدة مثل تكثيف التدريبات والتعاون الدفاعي مع أمريكا، واستئجار المعدات العسكرية المتطورة، والمشاركة في الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية.

تلبي هذه المزايا مخاوف السعودية الأمنية المعلنة وستعزز الهدف المشترك لواشنطن والرياض في ردع إيران.

اقرأ أيضاً

عبر برنامج نووي.. هل تعيد الرياض وواشنطن تخصيب تحالفهما؟

ربط مبيعات الأسلحة بسياسات عدم الانتشار

اقتراح آخر يسوقه الكاتب مفاده أن تربط الولايات المتحدة مبيعاتها من الأسلحة المتطورة للسعودية بالتزام الأخيرة بمبادئ عدم الانتشار النووي، بما في ذلك منع تخصيب اليورانيوم، مثلما يربطها "قانون ليهي" بحقوق الإنسان.

ويقول الكاتب: للبدء، يجب على الولايات المتحدة أن تضع علامات التقدم في جميع مراحل تطوير البرنامج النووي للمملكة لمراقبة امتثالها لمعايير الأمن النووي، حيث يمكن للمملكة بعد ذلك أن تتلقى تدريجيًا مبيعات الأسلحة عند اجتياز كل مرحلة تقييم.

وأضاف: يجب على الولايات المتحدة أيضًا تحديد المستويات الدنيا والقصوى والمتوسط للأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة التي ترغب في تداولها، وستتماشى هذه الصفقات مع نقاط تتبع البرنامج وستتوقف على الامتثال الكافي لبروتوكول منع الانتشار.

ويخلص الكاتب إلى أن ربط مبيعات الأسلحة بالسلامة النووية من شأنه أن يوفر الحافز الضروري للرياض للتخلي عن تخصيب اليورانيوم ، لأن مبيعات الأسلحة ستفي بمخاوفها الأمنية المعلنة.

المصدر | سيرات سوهال / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات السعودية الأمريكية نووي السعودية الصين روسيا تخصيب اليورانيوم تطبيع السعودية الولایات المتحدة تخصیب الیورانیوم اقرأ أیضا شروط ا

إقرأ أيضاً:

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال افتتاح القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض: تنعقد هذه القمة امتداداً للقمة المشتركة السابقة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى لبنان

2024-11-11haninسابق محافظ الحسكة يبحث مع رئيس منظمة (أوتشا) في سورية زيادة الدعم ‏للمشاريع الخدمية ‏ انظر ايضاًمحافظ الحسكة يبحث مع رئيس منظمة (أوتشا) في سورية زيادة الدعم ‏للمشاريع الخدمية ‏

الحسكة-سانا ‏ تركزت محاور اجتماع محافظ الحسكة الدكتور لؤي صيوح مع رئيس مكتب ‏الأمم

آخر الأخبار 2024-11-11الرئيس الأسد يبحث مع رئيس الوزراء العراقي العلاقات الثنائية وجدول أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية 2024-11-11سورية تطالب دول العالم بتوحيد جهودها لوقف الجرائم الصهيونية بحق دول المنطقة وشعوبها 2024-11-11أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق.. وقفة تضامنية لمنظمة المرأة الفلسطينية دعماً لفلسطين ولبنان وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني 2024-11-11خبير روسي: الهيمنة الأمريكية تشجع الجرائم الإسرائيلية في الشرق الأوسط 2024-11-11عدوان إسرائيلي على مكان تجميع المساعدات للوافدين اللبنانيين في شمسين بريف حمص الجنوبي 2024-11-11الاحتلال يهدم قرية العراقيب بالأراضي المحتلة 1948 للمرة 232 2024-11-11الأمانة السورية للتنمية تبدأ أعمال ترميم مدرستي سرحان الحمود وعبد الكريم نجار بحلب 2024-11-11انطلاق أعمال الاجتماع الدولي الـ 22 حول سورية بموجب صيغة أستانا 2024-11-11الرئيس الأسد يصل السعودية للمشاركة في القمة العربية والإسلامية غير العادية 2024-11-11إصابة 5 فلسطينيين واعتقال آخرين في الضفة الغربية

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02 الرئيس الأسد يصدر مَراسيم بتعيين محافظين جدد لخمس محافظات 2024-10-17الأحداث على حقيقتها تدمير عشر طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب- فيديو 2024-10-30 خروج محطة كهرباء مدينة عامودا عن الخدمة جراء عدوان تركي 2024-10-24صور من سورية منوعات الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد 2024-11-09 مركبة الفضاء الصينية “شنتشو 19” تلتحم بنجاح بمجموعة المحطة الفضائية 2024-10-30فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة ما بين المفهوم والهوية.. بقلم: أ. د بثينة شعبان 2024-11-11 أميركا والاستثمار بالإرهاب.. بقلم: شعبان أحمد 2024-11-09حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1111 تشرين الثاني 1918 – انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء 2024-11-1010تشرين الأول 1975 – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية 2024-11-099 تشرين الثاني 2005- تفجيرات إرهابية تهز فنادق في العاصمة الأردنية عمّان. 2024-11-088 تشرين الثاني 2005- إعلان حالة الطوارئ في فرنسا بعد الاحتجاجات في ضواحي باريس 2024-11-077 تشرين الثاني 1956- الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على قرار يطلب من المملكة المتحدة وفرنسا و”إسرائيل” الانسحاب الفوري من مصر 2024-11-066 تشرين الثاني 1913 – القبض على مهاتما غاندي
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • يوروستات: تعريفات ترامب على أوروبا قد تزيد مبيعات الغاز المسال الأمريكي
  • «نيويورك تايمز»: إيران تبحث ما إذا كان بإمكانها عقد صفقة مع ترامب
  • قمة الرياض تطالب بقرار ملزم لوقف حرب غزة وحظر الأسلحة لإسرائيل
  • إخفاق دولي ورفض التهجير .. بيان قمة الرياض يطالب بحظر تصدير الأسلحة للاحتلال
  • البيان الختامي لـ"قمة الرياض" يدعو لحظر تصدير الأسلحة لإسرائيل وتجميد مشاركتها بالأمم المتحدة
  • بيان قمة الرياض يطالب بحظر تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال افتتاح القمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض: تنعقد هذه القمة امتداداً للقمة المشتركة السابقة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى لبنان
  • العلاقات الأمريكية الإسلامية: تجميد صفقة الجرافات اعتراف أمريكي بجرائم التطهير العرقي الإسرائيلي بغزة
  • الأخدود السعودي لـ "الفجر الرياضي": طلبنا التعاقد مع زيزو.. ونجهز جلسة خاصة مع مسؤولي الزمالك
  • دولة عربية تقترب من اتفاق استثماري كبير مع السعودية بعد صفقة الإمارات