أمريكا والنووي السعودي.. كاتب يقترح صفقة ويحذر من عودة الرياض لبكين وموسكو
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يطالب تحليل كتبه الباحث سيرات سوهال ونشره "المركز العربي واشنطن دي سي"، الإدارة الأمريكية بالتحرك بإيجابية نحو السعودية فيما يتعلق بالبرنامج النووي السعودي الذي تسعى إليه الرياض، وتفضل أن يتم بالتعاون مع الولايات المتحدة، رغم التباينات السياسية المستمرة بين البلدين، رغم أن المملكة لديها عروض تتطور باستمرار من قبل الصين وروسيا في هذا المضمار.
النية النووية السعودية لا تزال واضحة وتزداد الرياض إصرارا على إنجاز ملفها النووي على أساس منحها حق تخصيب اليورانيوم، كما صرح بذلك وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في يونيو/حزيران الماضي، وهي بذلك تخالف الفيتو الأمريكي على مسألة منحها حق التخصيب وتراه حقا سياديا لها، باعتبار موارد اليورانيوم وفيرة على أرضها، وأيضا لتخوفها (السعودية) من تسارع تخصيب خصمها اللدود، إيران، لليورانيوم.
ويرى الكاتب أن الفرصة مواتية الآن لواشنطن لتحقيق "تسوية نووية مناسبة" مع السعودية، على أرضية تطبيع المملكة مع إسرائيل، والذي يسعى إليه بايدن بإصرار، مع ربط تلك التسوية بمسألة مبيعات الأسلحة، أي ربط زيادة مبيعات الأسلحة المتطورة والالتزامات الأمنية الأمريكية للمملكة، بمدى التزام السعودية بقواعد منع الانتشار النووي، وإبقاء برنامجها سلميا وتحت الرقابة الصارمة من الحكومة الأمريكية.
اقرأ أيضاً
لـ4 أسباب.. امتلاك السعودية لسلاح نووي لا ينبغي أن يقلق أمريكا
لماذا الطاقة النووية؟ويقول التحليل إن السعودية مصممة على أن يكون لها برنامج نووي، لشقين، الأول تنموي والثاني أمني.
الشق الأول يتعلق برؤية المملكة لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، وتطوير سبل إنتاجها للطاقة من أجل الاستهلاك والتصدير.
أما الشق الثاني، فيرتبط بالطبع بمخاوف الرياض من برنامج طهران النووي، وهو ما يرقى إلى التهديد، قياسا إلى العلاقات المتقلبة بين البلدين.
ماذا تطلب السعودية من أمريكا؟يلخص الكاتب المعادلة التي تطلبها الرياض من واشنطن على النحو التالي: "مبيعات أسلحة أمريكية بقيود مخفضة للغاية، والتزامات أمنية ملوسة من واشنطن تجاه الرياض، وشراكة نووية مدنية"، ولا تزال الرياض تصر على تفضيل واشنطن، على موسكو وبكين، في هذا الإطار، وهي ورقة قوة بيد الأمريكيين، لكنها بيد السعوديين أيضا، نظرا لاستعداد خصوم أمريكا لمساعدة الرياض.
اقرأ أيضاً
النووي عائق أمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل.. فهل تغير تل أبيب استراتيجيتها؟
التعاون مع بكين وموسكوويرى الكاتب أن التعاون بين السعودية وكل من الصين وروسيا لا يزال جذابا، في حال فشل التعاون مع أمريكا، ففي عام 2019 وقعت هيئة المسح الجيولوجي السعودية والمؤسسة النووية الوطنية الصينية المملوكة للدولة مذكرة تفاهم لتحديد رواسب اليورانيوم السعودية المحتملة ، والتي حددت قدرة إنتاجية قدرها 90 ألف طن.
على الرغم من عدم تأكيدها علنًا، فقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في عام 2020 عن منشأة صينية لاستخراج كعك اليورانيوم الأصفر في المملكة.
في غضون ذلك ، تقدم تجربة روسيا الإقليمية خيارًا مقنعًا آخر، عبر شركتها الرائدة "روساتوم"، والتي تبني منشآت نووية في إيران وتركيا، وتجهز للبناء في مصر.
ومع ذلك، أعربت السعودية عن تفضيلها للشراكة الأمريكية، على الرغم من أن واشنطن تفرض شروطًا أكثر صرامة من الصين أو روسيا. يشير هذا الموقف إلى التزام الرياض بتحالفها الأمريكي التقليدي ورغبتها في تعزيز العلاقة، وهو موقف يمكن الاستفادة منه لضمان عدم الانتشار.
اقرأ أيضاً
نيوزويك: نووي متحكم به للسعودية مقابل التطبيع مصلحة أمريكية وإسرائيلية
أزمة تخصيب اليورانيومورغم أن السعودية انضمت المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي وأيدت دبلوماسياً المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار، إلا أنها لا تزال تقاوم رغبة واشنطن بمنعها من تخصيب اليورانيوم، وكذلك رفضت البروتوكول الإضافي الطوعي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والذي يمنح المفتشين الحق في التحقيق في المنشآت في غضون مهلة قصيرة ، وجمع العينات والمعلومات اللازمة ، وإجراء المراقبة عن بعد، وهو ما منع أمريكا من توقيع اتفاق 123 للتعاون النووي معها.
وتدافع السعودية عن سيادتها على تخصيب اليورانيوم المحلي، معتبرة أنه إذا كان بإمكان طهران تخصيب اليورانيوم، فلا ينبغي أن تخضع الرياض لمعايير مختلفة.
ومع ذلك، فإن شروط اتفاقية القسم 123 هي نفسها لجميع الشركاء الإقليميين ولا يمكن تغييرها دون عواقب.
وإذا منحت الولايات المتحدة شروطًا مختلفة للمملكة العربية السعودية، فسوف تكون ملزمة بمناقشة تعديل شروط الإمارات العربية المتحدة.
وإذا قامت كلتا الدولتين الخليجيتين بتخصيب اليورانيوم، فإن الشرق الأوسط سيشكل مخاطر انتشار أكبر.
اقتراحات لجذب السعوديةويقترح الكاتب أن تقوم الولايات المتحدة بتحفيز السعودية على الامتناع عن التخصيب إذا عرضت عليها مزايا دفاعية ملموسة، أولها يجب أن يكون تعيين السعودية كحليف رئيسي من خارج الناتو، وهو التعيين الذي سيمنح الرياض مزايا جيدة مثل تكثيف التدريبات والتعاون الدفاعي مع أمريكا، واستئجار المعدات العسكرية المتطورة، والمشاركة في الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية.
تلبي هذه المزايا مخاوف السعودية الأمنية المعلنة وستعزز الهدف المشترك لواشنطن والرياض في ردع إيران.
اقرأ أيضاً
عبر برنامج نووي.. هل تعيد الرياض وواشنطن تخصيب تحالفهما؟
ربط مبيعات الأسلحة بسياسات عدم الانتشاراقتراح آخر يسوقه الكاتب مفاده أن تربط الولايات المتحدة مبيعاتها من الأسلحة المتطورة للسعودية بالتزام الأخيرة بمبادئ عدم الانتشار النووي، بما في ذلك منع تخصيب اليورانيوم، مثلما يربطها "قانون ليهي" بحقوق الإنسان.
ويقول الكاتب: للبدء، يجب على الولايات المتحدة أن تضع علامات التقدم في جميع مراحل تطوير البرنامج النووي للمملكة لمراقبة امتثالها لمعايير الأمن النووي، حيث يمكن للمملكة بعد ذلك أن تتلقى تدريجيًا مبيعات الأسلحة عند اجتياز كل مرحلة تقييم.
وأضاف: يجب على الولايات المتحدة أيضًا تحديد المستويات الدنيا والقصوى والمتوسط للأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة التي ترغب في تداولها، وستتماشى هذه الصفقات مع نقاط تتبع البرنامج وستتوقف على الامتثال الكافي لبروتوكول منع الانتشار.
ويخلص الكاتب إلى أن ربط مبيعات الأسلحة بالسلامة النووية من شأنه أن يوفر الحافز الضروري للرياض للتخلي عن تخصيب اليورانيوم ، لأن مبيعات الأسلحة ستفي بمخاوفها الأمنية المعلنة.
المصدر | سيرات سوهال / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات السعودية الأمريكية نووي السعودية الصين روسيا تخصيب اليورانيوم تطبيع السعودية الولایات المتحدة تخصیب الیورانیوم اقرأ أیضا شروط ا
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدفع السعودية للتصعيد العسكري في اليمن.. هذا ما قامت به اليوم
ترامب وبن سلمان (وكالات)
في تطور غير متوقع، بدأ التحالف الأمريكي-السعودي مؤخرًا في تنفيذ خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع في اليمن، وسط أنباء عن محاولات أمريكية لخرق اتفاق التهدئة بين صنعاء والرياض.
هذه المحاولات تأتي في وقت حرج تشهد فيه العلاقات اليمنية-السعودية توترات متزايدة، ما يثير العديد من الأسئلة حول الأهداف الحقيقية لهذه التحركات.
اقرأ أيضاً السعودية تفتح باب الحوار مع الحوثيين: خطوة نحو ضم اليمن لمجلس لتعاون الخليجي؟ 27 فبراير، 2025 الريال اليمني يواصل ارتفاعه أمام العملات الأجنبية: تحسن ملحوظ بعدن وصنعاء اليوم 27 فبراير، 2025وفي خطوة جديدة، نشرت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، المكلفة بالعمليات في منطقة الخليج، صورًا قالت إنها تعود لتدريبات عسكرية مشتركة بين القوات السعودية والأمريكية في مناطق تحت سيطرة التحالف، بما في ذلك بعض المناطق المحاذية لليمن.
وتظهر الصور ضباطًا من الجانبين وهم يتدربون على تقنيات بناء الذخيرة وإعادة تركيب صواريخ متطورة، وهو ما يُعد خطوة قد تُفاقم التوترات في المنطقة.
ورغم أن السعودية وأمريكا قد أجروا تدريبات عسكرية مشتركة متعددة خلال العام الماضي، فإن توقيت نشر هذه الصور بشكل علني أثار القلق. الخبراء يعتبرون أن هذا التوقيت قد يكون محاولة من الولايات المتحدة للضغط على اليمن ودفعها نحو اتخاذ خطوات تصعيدية ضد السعودية، ربما عبر تنفيذ ضربة استباقية تهدف إلى إشعال فتيل التوترات في المنطقة.
وتعيش العلاقات بين صنعاء والرياض حالة من التوتر الكبير في الفترة الأخيرة، حيث وصل إلى الرياض وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، وبمشاركة السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، اللذان يشرفان على ملف اليمن بشكل مباشر.
في الوقت نفسه، يتصاعد القلق من تصعيد جديد قد تقوده أمريكا في المنطقة.
وتأتي هذه المحاولات الأمريكية بعد أن فشلت واشنطن في إقناع الرياض بتبني مقترحاتها الخاصة بالتصعيد في اليمن.
وفي ظل هذا الفشل، تسعى الولايات المتحدة على ما يبدو إلى توتير الأجواء أكثر، محملة الأطراف المختلفة مسؤولية التدهور المحتمل في الوضع الأمني، ما يزيد من مخاوف مراقبين من أن اليمن قد يصبح ساحة جديدة للتوترات الدولية.
هذا الوضع المتصاعد يحمل في طياته العديد من الأسئلة حول دوافع واشنطن ورياضتها السياسية تجاه اليمن، وما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة أو ربما تسهم في خلق مسارات جديدة نحو التسوية.