دير الزور.. صراع نفوذ حساس بالنسبة للعراق
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
7 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: محافظة دير الزور، الواقعة شرقي سوريا، باتت نموذجًا مصغرًا لتعقيدات المشهد السوري، حيث تشهد صراعات مستمرة بين القوى المحلية والدولية، وسط معاناة إنسانية متفاقمة. في ظل الانقسامات الجغرافية والسياسية، يبقى مستقبل المحافظة مفتوحًا على احتمالات إعادة رسم خريطة السيطرة في سوريا، ولكونها على الحدود مع العراق، فانها تمثل حجز الزاوية لكل من العراق وسوريا.
مؤخرًا، شهدت بلدة الصالحية اجتماعًا ضم الجنرال الروسي المسؤول عن القوات الروسية في المنطقة، وقادة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومسؤولين أمنيين من النظام السوري، للاتفاق على “التعاون في مواجهة الإرهاب”. تلا ذلك انسحابات متفرقة للفرقة الرابعة والقوات الإيرانية، التي أعادت تمركزها في مدينة البوكمال، بينما عاد الحشد الشعبي العراقي إلى داخل العراق. هذه التحركات أثارت قلقًا بشأن تأثيرها على استراتيجية التحالف الدولي.
تطورات السيطرة والنزاع
شهدت دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية مظاهرات تحولت لاحقًا إلى مواجهات مسلحة. بحلول عام 2014، سيطر تنظيم داعش على معظم المحافظة، قبل أن يستعيد النظام السوري وقسد السيطرة عليها عام 2017، لتُقسَّم المحافظة إلى شطرين يفصل بينهما نهر الفرات.
تبقى القرى السبعة – الممتدة بين الحسينية وخشام – إحدى أبرز نقاط التوتر، كونها مناطق نفوذ للنظام والفصائل الشيعية داخل أراضٍ تسيطر عليها قسد.
الهجوم الأخير وارتداداته
في ديسمبر/كانون الأول الجاري، شنّ مجلس دير الزور العسكري، بدعم من التحالف الدولي، هجومًا على القرى السبعة، لكنه توقف سريعًا مع وصول تعزيزات للحكومة السورية والفصائل الشيعية. وأدى ذلك إلى ضربات جوية استهدفت مواقع إيرانية، في إشارة إلى رغبة التحالف في تقليص النفوذ الإيراني.
تسببت هذه التطورات في موجة نزوح جديدة، حيث فرّ الأهالي إلى مناطق أكثر أمنًا، لكن الظروف الإنسانية ظلت كارثية. يروي شهود من المدينة أن النازحين اضطروا للجوء إلى المدارس والحدائق والمساجد، وسط غياب واضح للدعم والمساعدات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: دیر الزور
إقرأ أيضاً:
"سهم باشان" الإسرائيلية: تدمير قدرات الجيش السوري وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن الجيش الإسرائيلي نجح في تدمير ما يقرب من 70% إلى 80% من القدرات الاستراتيجية للجيش السوري، وذلك من خلال العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "سهم باشان".
ووفقًا للتقرير، فقد تم تنفيذ أكثر من 350 غارة جوية استهدفت نحو 320 هدفًا استراتيجيًا، بما في ذلك مواقع حساسة في مناطق متعددة بسوريا.
عملية "سهم باشان" وتاريخها التوراتياسم العملية مستوحى من التوراة، ويشير إلى منطقة "باشان" الواقعة جنوب سوريا، والتي كانت مملكة قديمة يحكمها ملك يدعى "عوج"، من الرفائيين، وهم من شعوب سامية استوطنت المنطقة منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
يشير هذا الاسم إلى التاريخ القديم للمنطقة، التي كانت تشهد صراعات وأحداثًا هامة في فترات تاريخية متعددة.
أهداف العملية العسكرية الإسرائيليةتضمنت العملية الإسرائيلية أكثر من 350 غارة جوية شنت على عدة مواقع استراتيجية تابعة للجيش السوري.
وقد تم تدمير أجزاء كبيرة من مطار القامشلي الواقع بالقرب من الحدود مع تركيا، وهو يقع على مسافة تزيد عن 650 كيلومترًا عن شمال إسرائيل، مما يؤكد قدرة الجيش الإسرائيلي على استهداف مواقع بعيدة.
بالإضافة إلى ذلك، استهدفت العملية "مركز البحث العلمي" في منطقة "برزة" قرب دمشق، وهو المركز المرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، والذي استخدمته إيران أيضًا في تطوير الصواريخ.
ووفقًا للتقرير، فقد تعرض هذا المركز لعدة هجمات إسرائيلية في السنوات الأخيرة، وكان هذا الهجوم جزءًا من جهود مستمرة لتدمير البنية التحتية العسكرية السورية.
هيئة تحرير الشام: صمت حيال الهجماتمن جهة أخرى، لم يصدر أي تعليق من هيئة تحرير الشام على الهجمات الإسرائيلية، وهو تنظيم يقاتل النظام السوري ويطمح في تشكيل حكومة مؤقتة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. وقد جاء هذا الصمت رغم حجم الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع هامة.
رفع العقوبات الأمريكية: هل يصبح "أبو محمد الجولاني" خارج القائمة السوداء؟أشارت الصحيفة إلى تقرير لشبكة "إن بي سي" الأمريكية يفيد بأن الولايات المتحدة قد تدرس رفع هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية.
وقد يساهم هذا القرار في تعزيز موقع التنظيم، كما يُتوقع رفع المكافأة المالية المقدمة مقابل معلومات تقود إلى أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، إلى 10 ملايين دولار.