لقد تم استجواب وزير الخارجية البريطاني "ديفيد لامي" الأيام الماضية أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، وفي مرحلة ما، أبدى رأيه: "لا يوجد صحفيين في غزة".

ربما يمكن أن نعزو هذا إلى الإهمال وعدم التفكير… ويتعين على "لامي" أن يصحح السجل رسميًا، ولا شك أن وزير الخارجية يعلم تمام العلم أن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات من الصحفيين الفلسطينيين في غزة، علي الأقل 137 صحفيا ًحتى الآن.

وهذا في الواقع هو الصراع الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع البيانات في عام 1992.

وتنظر اللجنة أيضًا في 130 حالة أخرى محتملة لقتل الصحفييين، وقد حسبت مجموعة أخرى لحقوق الإنسان أنه في الحرب السورية، قُتل ما يقرب من 63 صحفيا ً سنويًا، وهو ثاني أعلى معدل وفيات للصحفيين في هذا القرن، وفي حرب العراق، كان الرقم ستة صحفيين سنويًا.

كما أصيب العديد من الصحفيين في غزة بجروح خطيرة، إن كان حلفاء إسرائيل يبدون اهتمامهم بالصحفيين، فربما يتدخلون ويدفعون تل أبيب إلى السماح للمصور الفلسطيني "فادي الوحيدي" بالسفر لتلقي العلاج الطبي، فقد أصيب برصاصة من قبل القوات الإسرائيلية في أكتوبر 2024  وهو الآن في غيبوبة.

كما يمكنهم حث إسرائيل على السماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة، كما يسعى العديد من العاملين في المنافذ الدولية الكبرى، وعادة ما يذهبون إلى هناك ويتواصلون مع الصحفيين الفلسطينيين، الذين يساعدونهم في عملهم، وقد يساعد هذا في التحقق من جرائم الحرب التي يشك بعض القادة في ارتكابها في غزة.

 

ربما تستطيع هذه الحكومات أيضا أن تدعو إلى إجراء تحقيقات مستقلة في مقتل الصحفيين، فالعاملون في مجال الإعلام يحق لهم الحصول على الحماية بموجب القانون الدولي، تماما مثل المدنيين.

ولكن لا يمكنهم دعم الشكاوى المقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن قتل إسرائيل للصحفيين والمطالبة بالتحقيق من قبل المحكمة، ولكن لا يبدو أنهم حساسون للتحقيقات والمساءلة اللائقة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

تذكر، حتى الآن، لم تتم محاسبة أحد على مقتل شيرين أبو عاقلة، "الصحفية الفلسطينية الأمريكية" التي قُتلت بالرصاص في جنين في عام 2022. وعلى الرغم من أن إسرائيل اضطرت إلى الاعتراف بأن أحد جنودها أطلق النار عليها، إلا أن المساءلة لم تأت على هذا النحو، والواقع أن إسرائيل لم تحاكم أيًا من جنودها قط بتهمة قتل صحفية، وفقًا للجنة حماية الصحفيين.

يبدو أن عقلية العديد من الساسة والشخصيات الإعلامية في أوروبا والولايات المتحدة هي أن الصحفيين الفلسطينيين في غزة لا يحتسبون، فهم يُعامَلون باعتبارهم غير جديرين بالثقة، وغير قادرين على القيام بعملهم المهني، وهذا الموقف يزدري الصحفيين وأسرهم الذين قتلوا، وفي بعض الحالات اغتيلوا بوضوح.

وينطبق نفس الموقف تقريبًا على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، فقد قُتل عمال الإغاثة الفلسطينيون، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، بأعداد مروعة في غزة، ومع ذلك، فإن مقتل عمال الإغاثة الدوليين العاملين لدى( وورلد سنترال كيتشن) في شهر إبريل 2024، هو الخبر الوحيد الذي تصدر الصفحات الأولى للصحف.

وعلى مستوى أوسع، لا تعترف العديد من الحكومات الغربية ببساطة بحقيقة المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل، وعادة ما تقلل من شأن الجرائم المرتكبة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية لها أهميتها، إن الصحفيين الإسرائيليين يعاملون باحترام، حتى أولئك الذين أدلوا بتعليقات إبادة جماعية.

تخيل لو كان الوضع على العكس، لو قتلت حماس عمدًا صحفيين إسرائيليين أو دوليين، حسنًا، في 7 أكتوبر 2023، انتشرت الأخبار وزعمت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حماس قتلت أربعة صحفيين إسرائيليين، وتم إدانة هذه الهجمات بشكل صحيح كل يوم تقريبًا منذ ذلك الحين.

تظهر الأدلة أن الصحفيين الفلسطينيين قاموا بعمل لا يصدق، حيث فاز العديد منهم بجوائز عن عملهم.

لقد عملوا في أكثر الظروف المروعة في غزة، إنهم مستهدفون، وانتشرت بعض الروايات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "عندما يرى الفلسطينيون في غزة صحفيًا، فإنهم لا يريدون الاقتراب منه".... إذا رن هاتفه، فإنه يبتعد عن الجميع إنهم يعرفون أنه في أي لحظة، قد يكون صاروخ إسرائيلي في طريقه باسمهم.

العنصر الأكثر رعبًا هو أن هذا قد يكون المستقبل!!

ربما إذا استمرت الفظائع، ستحرص إسرائيل على عدم بقاء المزيد من الصحفيين الفلسطينيين في غزة… إذن من أين سنحصل على القصة الحقيقية؟ قد يناسب هذا أصدقاء إسرائيل فقط.

الصحافة مهمة… وبدلًا من تجاهل محنة الصحفيين الفلسطينيين، ينبغي للجهات الفاعلة الدولية أن تشجعهم وتدعمهم، من خلال توفير التدريب لهم لضمان سلامتهم، لقد أصبحت الهجمات على وسائل الإعلام جزءًا من الحرب، ولا بد من فضحها ومحاسبة المسؤولين عنها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بريطانيا غزة فلسطين الملف النووي البرنامج النووي الايراني أخبار مصر دونالد ترامب الرئيس الأمريكي محور المقاومة حزب الله الرئيس الايراني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ايران المقاومة الفلسطينية سوريا الصين جو بايدن حسن نصر الله حركة حماس الشرق الأوسط اسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فلسطين المحتلة الصحفیین الفلسطینیین صحفیین فی العدید من فی غزة

إقرأ أيضاً:

«فيفا» يعتمد القائمة الدولية للحكام المصريين

اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قائمة الحكام الدوليين المصريين في عام 2025، والتي ضمت حكام الساحة أمين عمر، محمد معروف، محمود ناجي، محمود البنا، محمود بسيوني، حمادة القلاوي وأحمد الغندور، والمحكمتين شاهندا المغربي ونورا سمير.

وعلى صعيد الحكام المساعدين ضمت القائمة الدولية محمود أبو الرجال، أحمد حسام طه، يوسف البساطي، أحمد توفيق طلب، سمير جمال، سامي هلهل ومحمد مجدي سليمان، والمحكمات يارا عاطف، جمالات أحمد، مي حسن وآمال حسن حسين.

وضمت القائمة الدولية حكام تقنية الفيديو "VAR" محمود عاشور، طارق مجدي، عمرو الشناوي، حسام عزب، وائل فرحان، محمود أبو الرجال وعبد العزيز السيد.

كما ضمت القائمة الدولية حكام كرة الصالات أحمد حمدي، أحمد جمال، مبروك نبيل وطارق عبد السلام وحكام الكرة الشاطئية إبراهيم محجوب، خالد السيد، هاني خيري ومحمد عزازي.

مقالات مشابهة

  • "أولادي بلا طحين أو خبز منذ 10 أيام".. الفلسطينيون في غزة يواجهون أزمة غذائية متفاقمة وسط الحرب
  • الخارجية: يجب الا يتم استثناء حقوق الانسان الفلسطيني من الحماية الدولية
  • نهج إسرائيل في ضرب الشرعية الدولية بالشرق الأوسط
  • "فيفا" يعتمد القائمة الدولية للحكام المصريين
  • «فيفا» يعتمد القائمة الدولية للحكام المصريين
  • وزير الآثار: المنطقة العربية تمتلك العديد من الإمكانات السياحية
  • من سوريا إلى غزة.. إسرائيل تواصل انتهاك الاتفاقيات الدولية
  • حملة تموينية مكبرة بزفتى تسفر عن ضبط العديد من المخالفات
  • أحمد ياسر يكتب: روسيا وقواعدها العسكرية في المياه الدافئة بسوريا
  • الاتحاد الدولي للصحفيين يدعو للالتزام بالمعايير الإنسانية الدولية في سوريا