حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن القرآن الكريم كلام الله وهو الحق المبين، ولا يحيط بما فيه إلا الله، ولا يمكن لمخلوق أن يحيط ببعض ما فيه ولا يدرك دقائق معاينه، لكن الله أكرم الإنسان بأن خاطبه بكلامه تعالى وبلسان بني آدم؛ لكي يعلمه أصول الحقائق ويفتح أمام عقله آفاق التفكير والنظر.
ويقول عن كتابه: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: 17]، وأرشد المولى عز وجل الإنسان بأن يتدبر آيات كتابه؛ قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29].
وكما أرشد الله تعالى بتدبر آيات كتابه ذكر تعالى أن القرآن: ﴿بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ﴾ [الجاثية: 20]، وقد أمر الله تعالى بالإنصات عند تلاوته؛ إعظامًا له واحترامًا، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، يعنى: في الصلاة المفروضة، وكذا قال سفيان الثوري. "تفسير ابن كثير" (3/ 487، ط. دار الكتب).
ومن آداب الاستماع للقرآن الإنصات إلى الآيات التي تتلى، وفهم معانيها، والتأثر أيضًا من آيات الزجر، والانشراح لآيات الرحمة وما ينتظر المؤمن من ثواب عظيم أعده الله للمتقين من عباده؛ وذلك امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.
والواجب أن يلتزم السامعون للقرآن -الذي يتلى عليهم في المذياع أو من أحد القارئين- هذه الآداب وألا يشغلوا أنفسهم بأحاديث تبعدهم عن الإنصات للقرآن وفهم معانيه.
وأكدت الإفتاء أن القرآن الكريم ليس في قراءته وسماعه ضرر، بل هو نور وهداية ورحمة لجميع الخلق بما في ذلك الإنس والجن والسماوات والأرض والشجر والدواب؛ لأن كل شيء يسبح بحمده؛ قال تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: 44].
وقراءة القرآن في أي مكان طاهر محترم لا حرج فيها مطلقًا إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله سبحانه وتعالى أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته؛ ويدل على ذلك إطلاق قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 191]، وإطلاق قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42]، والقرآن أشرف الذكر، وذلك إلى جانب ما ورد من الحث على قراءة القرآن.
وأضافت أنه لا يوجد مانع من فتح المذياع على إذاعة القرآن الكريم في المحل وغيره مع مراعاة آداب الاستماع من الهدوء والوقار والاحترام وعدم رفع صوت المذياع بما يشوش على المستمع أو الجيران.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكم تشغيل القرآن الكريم القران الكريم تشغيل القرآن الكريم القرآن القرآن الکریم ال ق ر آن
إقرأ أيضاً:
انطلاق تصفيات مسابقة الشيخ راشد بن محمد للقرآن
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة اختتام تصفيات مسابقة الشيخة هند بنت مكتوم للقرآن «كرفانات ليوا».. إنجاز على أبواب «جينيس»برعاية كريمة من حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، تنطلق التصفيات النهائية لمسابقة «الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم للقرآن الكريم لطلبة المدارس بدبي»، التي تنظمها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية، في إطار مبادرة «غراس الخير»، حيث تهدف المسابقة إلى تعزيز حفظ وتلاوة القرآن الكريم وتعلم التجويد والمتون العلمية بين الطلبة.
وشهدت مشاركة 1104 طلاب وطالبات يمثلون 32 مدرسة من مختلف أنحاء دبي، ويعكس هذا العدد الكبير الإقبال الواسع على المسابقة، كما تُظهر المشاركة تنوعاً ثقافياً لافتاً، حيث ينتمي الطلبة إلى 41 جنسية مختلفة، مما يجعل المسابقة منصة مثالية لتلاقي الثقافات وتعزيز القيم الإسلامية في نفوس الأجيال الصاعدة.
وتتضمن المسابقة أربعة فروع رئيسية: حفظ القرآن الكريم، أجمل ترتيل، حفظ المتون العلمية، وحفظ متون التجويد، إلى جانب فرع خاص بأصحاب الهمم الذي يجسد قيم الشمولية والاحتواء. وقد بلغ عدد المشاركين في فرع حفظ القرآن الكريم 637 مشاركاً، بينما شارك 109 في فرع أجمل ترتيل، و117 في فرع حفظ متون التجويد، و241 في فرع حفظ المتون العلمية.
وقال عبدالله أبوبكر باصلعه، تنفيذي شؤون رياض القرآن والمسابقات، رئيس فريق مسابقة الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم للقرآن الكريم: «إن المسابقة تمثل نموذجاً متميزاً لتعزيز القيم الإسلامية السمحة في قلوب الطلبة بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية، من خلال خلق بيئة تنافسية مشجعة على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، ونسعى من خلال هذه المسابقة إلى بناء جيل متمسك بتعاليم دينه، يساهم في رفعة مجتمعه».
وأضاف رئيس فريق المسابقة أن دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، تحرص على أن تكون المسابقة شاملة ومتميزة من حيث تنوع فروعها وشمولها لجميع الطلبة، بما في ذلك أصحاب الهمم.