130 ألف طفل في شمال غزة يقتلهم الجوع بسبب الحصار
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
الأسرة /متابعات
في تحليل مفصّل للأزمة الإنسانية المتصاعدة بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، أصدرت منظمة “أنقذوا الأطفال” تقريراً مفجعاً يستعرض حجم المعاناة غير المسبوقة في شمال قطاع غزة.
ويكشف التقرير عن مأساة إنسانية مفجعة كاشفةً بالأرقام عن وجود ما يقارب 130 ألف طفل دون سن العاشرة، يواجهون ظروفاً معيشية وصفتها بأنها “لا تطاق” منذ خمسين يوماً متواصلة، ووصف تقرير المنظمة منطقة شمال غزة بسجن كبير يفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة.
وأدلى جيريمي ستونر، المدير الإقليمي لمنظمة “أنقذوا الأطفال” بتصريحات صادمة يؤكد فيها أن الظروف في شمال غزة تجاوزت حدود قدرة احتمال البشر، مشدّداً على أن ما يجري هو “حرب منهجية على الأطفال” بكل ما تحمله هذه العبارة من دلالات مأساوية.
ويشير إلى أن وجود 130 ألف طفل دون العاشرة محاصرين في هذه الظروف اللا إنسانية يمثل كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، تستدعي تحركاً دولياً عاجلاً وحاسماً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من براءة الطفولة المهددة بالفناء. يقول: ” إن الوضع في شمال غزة “غير مناسب للحياة البشرية ومع ذلك فإننا نعلم أن هناك نحو 130 ألف طفل تحت سن العاشرة محاصرون في هذه الظروف، وأضاف أن الحرب في غزة هي في حقيقتها حرب على الأطفال”.
الحصار والنار.
وتقدم الإحصائيات والبيانات الموثقة صورة قاتمة للوضع الراهن، حيث تعثرت جهود المنظمة في إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لخمسة آلاف أسرة تعيش تحت وطأة الحصار، إلى جانب 725 حزمة من المستلزمات الصحية والنظافة الشخصية والضروريات الأساسية التي حاولت المنظمة إدخالها ومنعها العدو الإسرائيلي، وذلك على مدار سبعة أسابيع متتالية.
وفي المجال الصحي، يواجه عشرة آلاف طفل في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون خطراً داهماً بسبب عدم تمكنهم من تلقي التطعيمات الضرورية ضد مرض شلل الأطفال.
يُشار إلى أن الجهات الحكومية قد سجلت عشرات الوفيات من فئة الأطفال في الفترة الماضية، فضلاً عن انتشار غير مسبوق للأوبئة والأمراض المعدية في صفوف الأهالي سيما الأطفال الذين تهددهم المجاعة وتضعف مناعتهم بشكل خطير يضع حياتهم أمام تهديد مُميت.
44 % من ضحايا أطفال
وتزداد الصورة قتامة مع ما تكشفه أرقام وإحصائيات الأمم المتحدة التي تؤكد أن نسبة 44 % من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة هم من الأطفال، في مؤشر صارخ على استهتار العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي بأرواح الفلسطينيين وإمعانهم في حرب الإبادة الجماعية.
وقد تفاقمت الأوضاع بشكل كارثي منذ إعلان جيش العدو الإسرائيلي غزة “منطقة عسكرية مغلقة” في السادس من أكتوبر، مما أدى إلى انقطاع شبه كامل في إمدادات الغذاء والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، وسجلت مؤشرات غير مسبوقة في تاريخ الحروب وفقاً لعشرات التقارير الصادرة من عدة جهات حقوقية دولية.
وفي السياق أوردت منظمة أنقذوا الأطفال، شهادة عن “لجنة مراقبة المجاعة” المستقلة والتي أطلقت منذ فترة، نداءات استغاثة ودقت جرس الإنذار، محذرة من مجاعة وشيكة، أو ربما تكون قد بدأت بالفعل في بعض المناطق، وفقاً لما جاء في تقريرها.
وتعززت هذه المخاوف بتحذيرات متتالية من المنظمات الأممية التي تؤكد أن جميع سكان محافظة شمال غزة باتوا يواجهون خطر الموت المحدق، خاصة مع استمرار الرفض المُمنهج لقوات العدو الإسرائيلي لقوافل الإغاثة التابعة لعدة منظمات بالوصول إلى المنطقة المنكوبة شمال غزة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی شمال غزة فی شمال ألف طفل
إقرأ أيضاً:
الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة والأمم المتحدة: الوضع يفوق التصور
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) -اليوم الثلاثاء- أن لديها نحو 3 آلاف شاحنة من المساعدات المنقذة للحياة بانتظار الدخول إلى قطاع غزة، مطالبة إسرائيل بإعادة فتح المعابر ورفع الحصار، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في غزة "تجاوز كل حدود التصور".
وقالت الأونروا إن المساعدات جاهزة لإدخالها إلى قطاع غزة.
وذكر المفوض العام للوكالة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أكثر من 50 من موظفيها منذ بدء الحرب في غزة، بينهم معلمون وأطباء، حيث تعرضوا للتعذيب واستخدموا دروعا بشرية.
وأكد أن عديدا من موظفي الوكالة المعتقلين أُجبروا على الإدلاء باعترافات قسرية، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت ضد القانون الدولي في غزة.
من ناحية أخرى، حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز كل حدود التصور.
من جهتها، قالت أولغا تشريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، للجزيرة، إن القطاع يعيش كابوسا بسبب نفاد الإمدادات الغذائية والطبية.
وأشارت إلى أن هناك أكثر من 160 ألف طن من المساعدات ستفسد، لأن الاحتلال لا يسمح بإدخالها.
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "يسير من سيء إلى أسوأ"، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع الغذاء والدواء من دخول القطاع منذ ما يقارب الشهرين.
إعلانكما أكد أنه يشعر بـ"القلق" من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية أداة ضغط عسكري.
وأردف أن "المساعدات غير قابلة للتفاوض ويجب على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيلها".
الطفلة سوار عاشور، قصة تشهد على كارثة سوء التغذية في قطاع غزة! أكثر من 60 ألف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية، ولا يزال الحصار مستمرًا، ودخول الغذاء والدواء ممنوع بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
Sewar Ashour, an infant girl, who is a living testimony to the catastrophe of… pic.twitter.com/WtT6IwYAuk
— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) April 28, 2025
معاناة طفلةعلى صعيد آخر، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور، البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تُعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معابر قطاع غزة فورا، لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.
يشار إلى أن إسرائيل -المدعومة أميركيا- ترتكب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
كما تحاصر غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى، متسببة في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير أممية ودولية.