القهر والألم والصراخ يجتاح المواطن بسبب تردي الوضع المعيشي (تقرير)
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
شمسان بوست / تقرير / رائد محمد الغزالي
سأعرض كليتي للبيع إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية في التدهور وارتفاع الأسعار لشهر آخر، لأنني بعد ذلك لن أستطيع توفير الطعام لي ولا لأطفالي….. هكذا صرخ أحد المواطنين في ردفان جنوبي اليمن.
حيث تدخل أزمة الحرب في اليمن بعد أيام قليلة عامها العاشر، والأوضاع المعيشية والخدمية تزداد تعقيداً على حياة المواطن البسيط، خاصة في عدن ومحافظات جنوبية ومناطق أخرى ضمن نطاق الحكومة المعترف بها دولياً والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية والإمارات، والتي تشهد انهياراً غير مسبوق في سعر صرف العملة المحلية الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد حتى هذه اللحظة 2058 ريال يمني.
وتوقف صرف المرتبات، مما خلق حالة من القهر والألم والمعاناة وتزايد الإصابة بالحالات النفسية لدى المواطنين الذين فقدوا القدرة الشرائية.وهذا ما لخصه مواطنون من ردفان بمحافظة لحج في هذا التقرير الاستطلاعي عبر ” عدن الغد ” منهم من تم التواصل معه عبر شبكات التواصل الاجتماعي،ومنهم من تمت مقابلته في الشارع.
– أكاديمي جامعي: من يحكمنا جبناء
وقال الأكاديمي الجامعي الأستاذ فضل محسن محمد القطيبي بألم وقهر إن الظروف التي تمر بها البلاد مأساوية للغاية.
ويضيف بنبرة غاضبة : كيف نصف من يحكمنا؟ هل يجب أن نصفهم بالحمقى أم بالخسيسين؟ الذين قالوا سنتحمل المسؤولية ولم يقوموا بمسؤولياتهم. هؤلاء الأغبياء الذين يظنون أنهم يحكموننا وعجزوا عن توفير أبسط احتياجات المواطن ولم يوفروا حتى الرواتب التي أصبحت زهيدة وأصبحت فتاتاً. لا يلبي احتياجات المعيشة في ظل الغلاء المعيشي الفاحش
ولذلك أوجه لهم هذه الرسالة بأننا لن نسكت عنهم وأن هناك فئات مثقفة ستقف ضد هؤلاء الجبناء الذين تركوا الشعب يعاني ويلات الجوع والفقر.
ويتساءل: هل سنعود إلى ما قبل ثورة 14 أكتوبر، فما هي الأهداف التي تحققت ضد الاستعمار البريطاني وكذلك الغزو الشمالي؟
لن نسكت على من جعل الشعب يأكل من القمامة. سنخوض معركة ضدهم
ويختتم حديثه: لقد سئمنا. لن نسكت عنكم.فالناس واعون ويعرفون ما لهم وما عليهم”.
– وضع كارثي لا يطاق
يقول التربوي والناشط البارز الأستاذ عمار راجح سلمان، إن الوضع المعيشي الذي يعيشه المواطن صعب للغاية.لا يطاق من جميع النواحي.
لا توجد كهرباء ولا ماء، والرواتب مقطوعة منذ ثلاثة أشهر…رغم أنها لا توفر طعام لمدة أسبوع.
كما أن الجانب الصحي أصبح مخيفاً جداً والمواطن البسيط ليس أمامه إلا أن يدعو الله ليلاً ونهاراً أن ييسر له الأمور لأنه لا يملك القدرة على علاج أولاده.
وهذا يعني أن الوضع أصبح كارثيا ولا يطاق.
ورسالتي إلى المسؤولين أو من يسمون أنفسهم مسؤولين هي أن يتقوا الله في هذا الشعب المسكين.
وعليهم أن يحترموا أنفسهم ويتنحوا عن مناصبهم إذا كانوا غير قادرين على تحمل هذه المسؤولية.
ومن المعيب أن يظلوا في مواقعهم يوما واحدا بعد فشلهم الذريع
لقد فشلوا في كل شيء إلا الفساد الذي حققوا فيه نجاحاً باهراً
– ناشط شبابي : مراهنات سياسية أفقدت الناس لقمة عيشهم وكرامتهم
ويقول الناشط الشبابي جلال قائد الحجيلي:
أن الوضع الاقتصادي المتردي جعل المواطن يبكي من القهر والفقر والجوع
نتيجة السياسات والرهانات الإقليمية والمحلية على من سينتصر على من دون التفرقة بين القضايا السياسية والإنسانية
وهذه سياسة دخيلة علينا بالنسبة لنا كعرب ومسلمين
وأعتقد أيضًا أن السبب الرئيسي هو العقلية الديموغرافية غير المتعلمة بشكل كافٍ
لأنه حتى هذه اللحظة لا يدرك الشعب ما سبب معاناته وما هي سبل الخروج منها… وهذا أمر مؤسف جداً.
ويضيف: اليوم، بعد 9 سنوات و108 أشهر و432 أسبوعًا و3240 يومًا، هناك الصبر والمشقة والجوع والفقر، ولا مخرج إلى النور، بل من نفق مظلم إلى آخر، ومن أزمة إلى أزمة أسوأ.
ولذلك لم نعد نستطيع التحمل ولم نجد من يخفف عنا هذه المعاناة إطلاقاً….. وحسبنا الله ونعم الوكيل
ويتساءل : ما الذنب الذي ارتكبناه حتى نعاقب بهذه الطريقة المتطرفة، التي تجردنا من الكرامة والعيش الكريم، ونعاني من الظلم اللاإنساني؟
وأضاف أيضاً أن هذا الوضع الاقتصادي المتدهور لم يعد من الممكن أن يتحمله المواطنون العاديون
ولذلك فإن الفاسدين الذين أوصلوا الشعب إلى هذا الجحيم لا يظنون أن صمت الشعب الجائع سيستمر
وبالتأكيد سوف ينفجر غضبه قريبًا لأن عامة الناس في حالة تأهب. لأنه وبصراحة على وشك الموت من الجوع
وكما ذكرنا في مقدمة حديثنا، فإن جميع الأطراف المتصارعة على طاولاتنا وحياتنا منتبهة وحذرة، وكل طرف يراهن على نجاح مشروعه.
إنه لمن العار أن نقول لكم، بعد كل هذه السنوات، وهذه المعاناة، والفقر المدقع الذي أصابنا بمرارة كبيرة، لم يحدث مثلها في البلاد عبر التاريخ،أن تجدوا أنفسكم بعد أيام قليلة خارج القاعة السياسية.
– سياسات فاشلة
وقال الناشط الشبابي الأستاذ وسام مثنى صالح الداعري :
سبق أن تحدثنا عن الأزمة الطاحنة التي سببها وجود سياسيين فاشلين إن جاز التعبير
وأضاف أن الأزمة لم تولد اليوم بل أصبحت موتاً بطيئاً للمواطن البسيط، والتحالف مع وجود أدواته في الجنوب تعمد قمع الأهالي وسحقهم بكل أنواع العذاب.
وأضاف: “لقد رفعنا أصواتنا قبل هذا اليوم بسنوات ودعونا إلى تصحيح المسار وطرد التحالف والشرعية، فانتفض المجلس الانتقالي ودافع عنهم، وهذا لن ينكره إلا الجاحدون”.
واليوم أصبح المجلس الانتقالي شريكاً في العذاب الذي يعانيه الشعب
وقال: “سنواصل رفع أصواتنا وننادي ونستنكر ونطالب بتصحيح مسار الثورة حتى ينعم شعبي بعيش هني”.
واليوم هناك أزمة أخرى تضاف إلى الأزمات السابقة، وهي أن الرواتب رغم انها ضعفها،أصبحت غير منتظمة ولا تأتي بشكل شهري.
ولهذا، ماذا نتوقع بعد إعلان البنك إفلاسه؟ فهل سيأتي من في دبي والرياض والفنادق في الدول الأخرى ويتسابقون لإنقاذنا… لا لن يحدث ذلك.
ولذلك نجدد دعوتنا للعصيان المدني والتظاهر السلمي لانتزاع حقوقنا المسلوبة، وإنها لثورة حتى النصر.
– ثورة غضب لاستئصال الفساد من جذوره
أما المواطن محمد سالم فقال “أوجه رسالتي إلى النخب المثقفة،بإيصال صوت الشعب المكافح الذي تسحقه المعاناة بسبب غلاء المعيشة البائس وتدهور العملة المحلية، والذين يعانون من تدهور أبسط احتياجاتهم من الخدمات كالكهرباء”.
وأضاف: “لاحظوا معي أن راتب المعلم كان يعادل ألف ريال سعودي منذ زمن مضى، أما اليوم فلا يعادل كيس أرز”.
بالله عليكم، هل من المعقول أن يُكافأ المعلم بهذه الطريقة السيئة؟ أمر غير معقول على الإطلاق….!!!
ويضيف أن القادة الذين صعدوا على ظهور الشعب وأصبحوا في كرسي السلطة لا يهتمون بمعاناة الشعب لأن وضعهم في أفضل حال وأبناؤهم يدرسون في دول أجنبية ويأكلون أشهى وألذ المأكولات ، وبالتالي فهم لا يهتمون بمعاناة المواطن البسيط على الإطلاق.
وقال: والله العظيم، ونقولها بوضوح إنكم سترحلون إذا لم تتحملوا المسؤولية وتصححوا الوضع، لأنه ستكون هناك ثورة شعبية قادمة ستقتلع الفساد من جذوره وتبتلعكم.
نحن نتحدث من منطلق المعاناة على أرض الواقع، ولسنا مدعومين من أي طرف. بل ننظر إلى الواقع الأليم الذي يعاني منه الشعب، وسنناضل لمواجهة المعاناة والقضاء على الفساد.
ووجه في الأخير رسالة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي قال فيها: هنا طفح الكيل.. طفح الكيل. أنتم شركاء في الشرعية، فإذا لم تصححوا الوضع عليكم الاستقالة، وأعذر من أنذر.
– الحكومة أوصلت المواطن إلى حاويات القمامة
وقال المواطن عادل فضل الصريمي، وهو مكافح شريف ويمتلك بسطة صغيرة يكسب منها لقمة عيشه :
اليوم، وبسبب الحكومة الفاشلة التي لا تملك أي حلول للحفاظ على حياة الناس، وصل المواطن إلى صناديق القمامة ليبحث عن شيء يسد جوعه وجوع أبنائه.
وأضاف هناك الكثير من المواطنين تعرضوا للفقر بسبب انهيار العملة، ولا يستطيعون دخول منازلهم دون طعام لأطفالهم، فيلجأون إلى القمامة أو التسول.
ويضيف أن المجاعة وصلت إلى كل بيت من بيوت البسطاء الذين يمثلون غالبية الشعب
وحتى عندما يتقاضى الموظف راتبه اليمني، ماذا يمكن أن يفعل به مقابل الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية بسبب انهيار العملة المحلية.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
من هم المتطرفون الفرنسيون الذين شاركوا في دخول دمشق؟
بينما يضع سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد الاتحاد الأوروبي في موقف حسّاس للغاية في مواجهة هيئة تحرير الشام، المُصنّفة مُنظّمة إرهابية منذ عام 2014، أكدت مصادر استخباراتية مُشاركة مُقاتلين سبق وأن تمّت إدانتهم في فرنسا، في صفوف المُتمرّدين الذين استولوا على السلطة في دمشق، ومن بينهم عشرات الإرهابيين الفرنسيين من الهيئة، ومن كتيبة عمر أومسين.
ويُواجه الدبلوماسيون الأوروبيون مُعضلة صعبة، إذ كيف يُمكن لهم الحوار مع كيان يُعتبر إرهابياً ولكنّه أصبح بقوة الأحداث هو السلطة الفعلية في سوريا؟ وذلك بانتظار تقييم ليس فقط كلماتهم التي بدى أنّها تتبدّل إيجابياً، ولكن أيضاً أفعالهم.
INFO LE FIGARO - Dans les rangs des rebelles ayant chassé Bachar el-Assad du pouvoir, on compte des combattants jihadistes condamnés de longue date en France. https://t.co/nG1TsCegOn pic.twitter.com/tKvpf9qx9K
— Le Figaro (@Le_Figaro) December 9, 2024 200 فرنسي في سورياووفقاً لجان تشارلز بريسارد، رئيس مركز تحليل الإرهاب، وهو مركز أبحاث متخصص في قضايا الإرهاب الإسلاموي، فإنّ "بعض الإرهابيين الفرنسيين قد شغلوا مناصب مُهمّة داخل هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب السورية" لذا فإنّ انعكاسات خطرهم مُحتملة جداً.
وتُشير التقديرات إلى استمرار وجود نحو 200 فرد من الجنسية الفرنسية (_رجال ونساء وأطفال) من الذين يعيشون داخل مناطق جغرافية عدّة في سوريا، وتكمن مصادر الخطر والفكر المتطرف لديهم جميعاً بسبب البيئة التي عاشوا فيها. وهناك عدد من هؤلاء مُقاتلون معروفون جيداً لدى أجهزة الأمن والاستخبارات الفرنسية، وقد تعرّضوا لإدانات افتراضية من قبل المحاكم المُختصّة في فرنسا، حسبما يقول أحد المُتخصصين في مكافحة الإرهاب.
Syrie : plusieurs dizaines de Français ont participé à l’assaut de Damas https://t.co/5yh8n3ZC6B via @Le_Figaro
— Olivier Cimeliere (@olivcim) December 9, 2024 خطر على فرنساأما بالنسبة لخطر القيام بأعمال إرهابية مُخطط لها مُستقبلاً في فرنسا، فإنّ كل شيء يعتمد، حسب بريسارد، على الأجندة الحقيقية لهيئة تحرير الشام، التي أعلنت رسمياً نبذها للجهاد العالمي. ولكن برأيه هناك خطر أكبر قد ينجم عمّا سوف تُولّده الفوضى السورية، بما في ذلك مستوى الصراعات بين الميليشيات الموالية لتركيا والأكراد الذين كانوا حتى ذلك الحين يُديرون عدّة مناطق، وأيضاً الخطر المتوقع مما سيفعله تنظيم داعش الإرهابي الذي قد يستغل التطوّرات لصالحه.
من جهته أكد أوليفييه كريستن، المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في فرنسا، أنّ من بين المقاتلين الفرنسيين في سوريا، وشارك بعضهم في الهجمات الأخيرة على حمص ودمشق، هناك على الأقل حوالي ثلاثين متطرفاً ينتمون إلى الحركة التي يقودها أبو محمد الجولاني، بالإضافة إلى خمسين مُقاتلاً ينتمون في الواقع إلى كتيبة الإؤرهابي الفرنسي السنغالي عمر أومسين الذي سبق وأن اعتقلته هيئة تحرير الشام ثم أفرجت عنه، وهو من ساهم في تجنيد الكثير من الإرهابيين الفرنسيين.
قتلى أم أحياء؟!ومن بين 1500 فرنسي غادروا للقتال في سوريا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عاد 390 منهم إلى فرنسا، فيما قُتل ما يزيد عن 500، وبقي نحو 100 في إدلب، و150 مُحتجزاً في شمال شرق سوريا والعراق، بالإضافة إلى 300 مفقود.
وتتعلق الشكوك الفرنسية أكثر بأولئك الذين اختفوا، والذين يُفترض أنهم قُتلوا لكنّهم لا زالوا يظهرون مرّة أخرى في الملفات الأمنيات أحياناً، حيث يتبيّن أنّهم أحياء ولا زالوا يُشاركون في أعمال قتالية إرهابية، وذلك بالإضافة إلى أولئك الذين لا تتوفر معلومات عنهم.
Syrie: Des djihadistes français ont participé à l'offensive victorieuse contre le pouvoir de Bachar el-Assad. Ils étaient, jusque-là, reclus dans la province d'Idleb, sous le contrôle des nouveaux maîtres du pays, les radicaux islamistes du HTC. Leur éventuelle dispersion…
— Georges Malbrunot (@Malbrunot) December 10, 2024 تصاعد التهديدات في أوروباوحول احتمال رصد تحرّكات مُثيرة للقلق للحركة الإرهابية في فرنسا، خاصة على المستوى الدعائي أو بين الخارجين من السجون الذين تُراقبهم المؤسسة القضائية والاستخباراتية، قال كريستن إنّه من السابق لأوانه قياس مثل هذا التأثير، ولكنه في الواقع مصدر قلق بالنسبة لفرنسا، حيث من المؤكد أنّ لأيّ تطوّرات دولية تأثير على المتطرفين الذين ما زالوا على الأراضي الفرنسية. ومن المؤكد أيضاً أنّ تفاقم التوترات في الشرق الأوسط عامل رئيس في تصاعد التهديدات في أوروبا.
وشدّد المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب على أنّ السلطات الفرنسية "متيقظة" دوماً بشأن الوضع في سوريا، لكنّها رفعت درجة الاستعدادات بشأن التداعيات المُحتملة في فرنسا.
وأشار إلى أنّ تغيير النظام في سوريا يُمكن اعتباره شكلاً من أشكال الانفجار الذي يجب قياسه ورصده في الشرق الأوسط والعالم. وأوضح "نحن لم نزد قلقنا، لكننا يقظون لأنّه كلما كان هناك وضع جيوسياسي مُتغيّر، نعلم من التجربة أنّ هذه التوترات يمكن أن يكون لها تداعيات واسعة على ما يُسمّى بالفضاء الإرهابي.