مما لا ريب فيه أن أحسن العظات ما بدأت به نفسك، وأصلحت به أمرك، ونفعت به قومك، وقمعت به عدوك، وحفظت به حقك.
فمن ظلم نفسه كان لغيره أظلم، ومن هدم دينه كان لمجده أهدم. فخير العمل ما حصل لك ثمره، وظهر عليك أثره، ومن عَرَّضَ نَفسه للدنية عرض أهله للرزية، من رضي عن نفسه عُجبًا سخط الناس عليه، وفي الحديث “من أصلح في ما بينه وبين الله كفاه الله في ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته”.
وإذا نظرنا إلى واقع العرب والمسلمين في جلّ أحوالهم نرى البعض عن التذكرة معرضين، وكأنهم عما يحصل في فلسطين غافلون، وعن قتل النساء والأطفال الآمنين غير آبهين، ومع قضية الشعب الفلسطيني والأقصى الشريف غير متفاعلين، ولكن يمن الإيمان والحكمة وهو في ضرورة ومحنة لفرض الحصار عليه من قبل الظالمين، فَــإنَّه مع ذلك حينما أصلح فيه أبناء اليمن الذين هم جند الله وأنصاره وحزبه وأولياءه في ما بينهم وبين الله علا شأن اليمن، وقوي أمره، ونفذ سهمه، وَإذَا بجيشه الظافر يصنع الطائرات المسيّرة، والصواريخ الفرط صوتية والمجنحة، ويصنع الغواصات البحرية، فتصبح قوته القاهرة قوة للإسلام، وجيوشه المنصورة الظافرة عدة لأهل الإيمان، وصواريخه البالستية تُرعب الصهيونية اليهودية وأذنابها في كُـلّ البلدان، تقهر الصهيونية في البر والبحار، قوة الأُمَّــة الإسلامية في يمن الإيمان، هم أنصار الله وحزبه، وعباده وجنده، أولوا البأس الشديد والأمر السديد.
اليمن يتصدى للمدمّـرات الأمريكية فيذيقها من بأس اليمن الذل والهوان ويعصف بصواريخه حاملات الطائرات الأمريكية ،
(أيزنهاور) يردها تجر أذيال الهزيمة، و(إبراهام) يطردها ويصدها عن البحار المحيطة باليمن.
اليمن يقهر أمريكا وأُورُوبا ويصبح سيداً على البحار، فهو سيف الله البتار، فمن رماه فقد رماه قدر الله، (وَما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى).
جيش اليمن طِلْبَتَهُ الشهادة، وقوته الإرادَة، وعدته في زيادة، وقيادته صاعدة إلى الريادة، (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).
اليمن قاهر الطغاة، ومذل البغاة، ومقبرة الغزاة، من ناواه هُزم، ومن سالمه سلم، ومن خادعه خُدِعَ ونَدِم، اليمن عز الإسلام، وموطن الإيمان، كما أخبر بذلك رسول الرحمان (الإيمان يمان).
اليمنيون ولاؤهم لربهم ولنبيهم ولكتاب الله وسنة رسوله وأهل بيته ولأهل الإيمان في فلسطين ولبنان وكلّ أصقاع الأرض، ليس من شذ منهم محسوباً عليهم ولا معدوداً فيهم، (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغالِبُونَ).
اليمنيون يعطون ولاءَهم للمؤمنين كافة، وللمجاهدين في فلسطين ولبنان وسوريا ومحور المقاومة بصفة خَاصَّة، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
أهل اليمن يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وَإذَا غضبوا غفروا، أرضهم خالية عن الخمور ومراكز اللهو والدعارة والفجور.
نزل في أسلافهم من الأنصار قرآن يُتلَى (وَما عِنْدَ اللَّـهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإذَا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ، وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَالَّذِينَ إذَا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ).
أهل اليمن ينصرون الله ورسوله، ويتبعون القول العمل، فهم يعملون ويعدون القوة؛ مِن أجلِ رفع راية الإسلام ونصرة المظلومين في فلسطين.
فعلى المسلمين إذَا أرادوا العزة، والنصر، أن يمدوا أيديهم إليهم، ويسلكوا دربهم، ويتخذوا منهم قُدوة تأسيًا بنبي الإسلام والذين آمنوا معه واتبعوا النور الذي أنزل معه، “فالمسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله” ،
فالإسلام منصور من نصره، مخذول من خذله، والله لا يحب الظالمين.
الخوض واللعب واحتقار أهل الإيمان نفاق (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ).
فطاعة الشيطان وأوليائه فيها الهلكة والبوار، (وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أنفسكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
العزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزيُ والهزيمةُ والعار للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعيُنُ الجبناء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن كلها وأحرار الأمة والعالم ” أنصار الله “وباقي اللقطاء عيال “إسرائيل”
توحدت وتكاتفت ودعمت وساندت كافة دول تحالف الشر بقيادة الملعونة أمريكا وذليلتها بريطانيا علناً ومن دون خجل أو حياء أو ذرة إنسانية لدعم كيان العدو الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة ، وعندما تحركت اليمن قيادة وجيشا وشعبا لمساندة الشعب الفلسطيني اعتدوا وقصفوا اليمن وصرّحوا كذبا وزورا وبهتانا إن عدوانهم وجرائم والقتل ومحاصرة وتجويع اليمن (شعبا وأرضا) سببه هو محاربتهم لانصار الله فقط ، ومع هذا قوبل ذلك كله بالتفاف وتوحد شعبي يمني صادق وحقيقي وثابت ومواجه وصامد بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ حقيقية وصلبة ثابتة دعما وإسنادا لغزة وأهلها ومجاهديها ، خلف قيادة وتوجه ومشروع ووعي وقيم انصار الله ، ومع علانية توحد كذبة العدو الفجة نجد أن الالتفاف والتوحد الشعبي العربي والإسلامي مع انصار الله تحرر عن صمته ، ولهذا فإن سعي أمريكا لإعلان حركة انصار الله حركة إرهابية ليس إلا منبرا لتتقافز مشاريع المفاوضات الأممية..
قريبا سوف يظهر سلام الإنسانية الدولية فجأة ، وهنا ينشط معهمم نجوم الإعلام السفري لتعزيز الادعاء والتضليل الكاذب الذي تلتحفه دول الشر والطغيان وتحالفات العدوان ، وأحيانا من خلال أنشطة وفعاليات وتصريحات وكتابات ومنشورات تظهر انصار الله بصورة انهم حركة سياسية ومذهبية وطائفية ومناطقية لا تمت لليمن والشعب اليمني والجيش اليمني بأي صلة، وان المفاوضات معهم لا غيرهم من اليمنيين..
إن الحقيقة الثابتة الوحيدة اليوم هي أن من اعتدوا وحاربوا وعادوا وكرهوا وكذبوا وضللوا على مشروع ووعي وقيم انصار الله هم من يطبع اليوم مع العدو الصهيوني وفي احضان إسرائيل ومن انصار واتباع الصهيونية العالمية ، وان الصمود والثبات والالتفاف والتوحد مع انصار الله اثبت طوال أعوام الحرب والعدوان على اليمن وأيام الحرب والعدوان على غزة ، أولا أن كل اليمن شعبا وأرضا هم – انصار الله – وان كل الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة هم – انصار الله – ولهذا يتوجب اليوم ان يكون الالتفاف والتوحد مع انصار الله متمادياً جدا في علانيته وصراحته وان يكون له – يد وفم – ما لم فإن الصمت والخجل وخاصة عند بعض أصحاب الحسابات السياسية من قيادات القوى السياسية والاجتماعية والثقافية هو الذي يحيي كافة محاولات تقزيم – الأنصار- وتصويرهم وإظهارهم كحركة صغيرة..
بعد خمسة عشر شهرا من دعم وإسناد غزة عسكريا وشعبيا وإعلاميا اليوم نقولها وبالفم المليان، لكافة تماثيل ألعاب المفاوض الأمريكي والبريطاني والأممي والدولي المتواطئ مع تحالف دول الشر والعدوان، ان العقل والمنطق والدين والضمير والشرف والكرامة والقيم والوعي والمشروع والاستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والشعبية الإنسانية والإسلامية والعربية واليمنية كلها ، تقول ان لا حل للعالم والمنطقة واليمن ولشعوب الأمة لنيل سيادتهم واستقلالهم ووحدتهم وكرامتهم وشرفهم ، إلا بالتفافه وتوحده وانصهاره مع وعي وقيم ومشروع ومسيرة وقيادة انصار الله، الذين حولوا المعركة إلى نحر العدو الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي وإلى عمق أراضي وديار العدو الصهيوني ، وان من قام بهذه الخطوة هم انصار الله منذ أول يوم لمواجهة طواغيت العالم ودول العدوان، وبتأييد وتوحد والتفاف إيماني وشعبي ووطني وأخلاقي وقيمي من كل أبناء الشعب اليمني وحتى اكتمال التحرر وتحقيق النصر الشامل والكامل بإذن الله تعالى ..