العميد يبرز صدام الفكر التنويرى مع الإسلام السياسى فى الخمسينيات وخطاب التنوير ضد الأيديولوجيا
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كانت مصر والعديد من الدول العربية خمسينيات القرن الماضي، فى خضم تحولات كبرى مع صعود القومية العربية وتأسيس أنظمة سياسية وطنية، مع رغبة حثيثة فى التخلص من الإرث الاستعماري. ووسط هذه البيئة، برزت جماعة الإخوان المسلمين كقوة ذات تأثير كبير، متبنية خطابًا يروج لقيام نظام إسلامى يُعلى قيم الدين على أسس الدولة القومية.
ويتناول مقال طه حسين الجماعة بلهجة تنم عن تخوف من قدرتها على التأثير فى المشهدين السياسى والاجتماعي، وقد استخدم لغة تتسم بالحذر والتحذير، حيث استخدم عبارات تُبرز جوانب الخطر فى أفكار الإخوان المسلمين وطموحاتهم السياسية، مما يخلق حالة من التوجس لدى القارئ. هذا الأسلوب اللغوى يعمل على دفع المتلقى لتبنى موقف دفاعى تجاه الجماعة، وجعلها تبدو كعنصر يهدد استقرار النظام العام.
ويظهر فى المقال توظيف طه حسين لألفاظ تعبر عن الصراع أو المواجهة، مثل "تهديد"، "خطر"، "سيطرة"، و"استغلال"، وهذه الكلمات ليست محايدة بل تحمل شحنة عاطفية تجعل القارئ يشعر بأن الجماعة تشكل تهديدًا وجوديًا.
اعتمد طه حسين على ثنائية "الدولة" مقابل "الجماعة"، حيث وضع النظام القومى والدولة الحديثة فى مواجهة جماعة دينية تسعى إلى بناء نظام بديل. يعكس هذا بناءً خطابيًا يهدف إلى إقناع المتلقى بأن الدولة الوطنية هى الكيان المشروع، بينما تمثل الجماعة تهديدًا لهذا الكيان. هذا الأسلوب يندرج ضمن استراتيجية خطابية تهدف إلى التأكيد على مشروعية الدولة القومية وضرورة دعمها ضد الجماعة. كما يُظهر طه حسين جماعة الإخوان المسلمين كأيديولوجية تتناقض مع قيم الدولة المدنية ومفاهيم التحديث. يعمل هذا التأطير على وضع الجماعة ضمن إطار "المعارضة" الدائمة، التى تحمل أجندات لا تتوافق مع مصالح الشعب أو طموحاته نحو الاستقلال السياسى والاجتماعي.
استراتيجيات الإقناع والتأثير
يشكل المقال نصًا خطابيًا يستهدف إثارة مشاعر القلق والتخوف تجاه الجماعة، ويستدعى فى القارئ مشاعر الولاء للوطن فى مواجهة من ينظر إليهم كقوى تقسيمية أو رجعية. هذا الأسلوب يقوى ولاء القارئ للدولة ويزيد من قناعته بأن الجماعة تهدد أمن المجتمع واستقراره.
ويتبنى طه حسين استراتيجية تلميحية للمستقبل، حيث يستخدم عبارات تستشرف سيناريوهات سلبية محتملة إذا ما توسع نفوذ الجماعة. هذا الأسلوب يخدم هدف الخطاب بإيصال رسالة واضحة إلى المتلقى مفادها أن التساهل مع فكر الإخوان المسلمين قد يؤدى إلى كارثة.
السياق السياسى والأيديولوجى وأثره فى الخطاب
يعكس المقال أيضًا تأثير الفكر القومى الذى كان سائدًا فى الخمسينيات، حيث عُدَّت أى حركة تسعى لغير هدف الدولة القومية تهديدًا لبنية الدولة الناشئة. ويبدو أن الكاتب تبنى هذا المنظور القومى وعكسه بوضوح فى خطابه، باعتبار أن الدولة القومية هى الحامى الحقيقى لمصالح الشعب واستقراره.
كما يبرز المقال ضمن موجة من الخطابات التى ظهرت كرد فعل على تصاعد الإسلام السياسى كقوة منافسة، حيث يُظهر المقال أن الإخوان ليسوا مجرد حركة دينية بل كيان سياسى يسعى للسيطرة على الحياة العامة. يعكس هذا أن الكاتب لم يكن معزولًا عن النقاشات الجارية آنذاك حول دور الدين فى السياسة، واستخدم المقال كمنصة لرفض طموحات الإخوان السياسية.
أثر السياق الثقافى والاجتماعى على محتوى الخطاب
لا يكتمل تحليل المقال دون فهم السياق الثقافى والاجتماعي، إذ كان المجتمع المصرى وغيره من المجتمعات العربية يشهد توترًا بين تيارات الحداثة والتقاليد الدينية. من هنا، استخدم طه حسين خطابًا يُعلى من شأن القيم الوطنية القومية فى مواجهة جماعةٍ تُصور نفسها كحاملة لمشروع ديني. وكان هذا التحليل الخطابى يدعم بقوة فكرة أن جماعة الإخوان، بتطلعاتها الإسلامية السياسية، تمثل قوى مناهضة للتطور المجتمعى الحديث، وربما كانت تعكس توجهًا ثقافيًا عامًا يدعو للفصل بين الدين والسياسة.
وأخيرا يُظهر المقال أن الخطاب المستخدم ضد الإخوان المسلمين فى الخمسينيات لم يكن مجرد نقد لحركة سياسية، بل تجسيدًا لصراع أكبر حول شكل الدولة والمجتمع. وقد صيغ هذا الخطاب بأسلوب يستند إلى التحذير والترهيب، حيث رسم صورة تهديدية للجماعة بوصفها كيانًا مناهضًا للمشروع القومى الحداثي. يعكس تحليل الخطاب هذا الحاجة إلى حماية المجتمع من القوى التى يمكن أن تستغل الدين لأهداف سياسية، وهو خطاب كان له تأثير واسع فى تشكيل المواقف الشعبية والرسمية تجاه الحركات الإسلامية فى ذلك العصر.
ولنقرأ معا مقال عميد الأدب العربى وتحذيره لنا من جماعة الإخوان التى تعد نبتا شيطانيا فى الجسد المصري.
المقال يحمل شحنة فكرية وعاطفية تجعل القارئ يشعر بأن الجماعة تشكل تهديدًا وجوديًا
تفكيك الخطاب الإخوانى وإقناع المتلقى بأن الدولة الوطنية هى الكيان المشروع بينما تمثل الجماعة تهديدًا لهذا الكيان
رخص الحياة بقلم: د. طه حسين
لم تهن حياة الناس على الناس كما تهون عليهم فى هذه الأيام، فقديمًا عرف الناس الحرب وأجروا دماءهم غزارًا فى سبيل الحق حينًا، وفى سبيل الباطل أحيانًا، وقديمًا عرف الناس المكر والكيد كما عرفوا البغى والعدوان، وقتل بعضهم بعضًا جهرًا مرة وغيلة مرارًا، ولكنهم كانوا يقدمون على ما كانوا يقدمون عليه من ذلك فى كثير من التحرج قبل أن يقدموا، وفى كثير من الندم والروع بعد أن يتموا ما أقدموا عليه. كانت الحياة الإنسانية شيئًا له خطره فقدستها الديانات، وعرفت حرمتها القوانين، ورعتها الأخلاق، وعظم أمرها المعتدون عليهم أنفسهم، فكانوا يرون أنهم حين يجترئون عليها، إنما يقترفون إثمًا عظيمًا.. لأنه من الآثام التى لا سبيل إلى تداركها.
فقد أتيح للإنسان أن يصلح كثيرًا من خطئه ويتدارك كثيرًا من ذنوبه ويمحو بالإحسان آثار الإساءة، ولكن شيئًا واحدًا لم يتح له وهو أن يرد الحياة إلى من حرم الحياة، فكان القتل خطأ أو عمدًا من الشر العظيم الذى يروع الإنسان ويملأ قلبه ذعرًا وندمًا وروعًا وإنكارًا.
وكان الناس يتحدثون عن المجرمين الذين يستبيحون القتل ولا يحسون عليه بعد اقترافه ندمًا، ولا يحسون منه قبل اقترافه رهبة أو خوفًا. كانوا يرونهم شذاذًا قد أفلتوا من قوانين الطبيعة الإنسانية التى تكبر الحياة الإنسانية، وتعظم الاعتداء عليها عن عمد أو خطأ، وربما دفع بعض الناس إلى شيء من الإمعان فى إكبار الحياة حتى تجاوزوا بها حياة الإنسان إلى حياة الحيوان نفسه، يرون أن الحياة جذوة مقدسة، ولا يجرؤ على إطفائها إلا الذين برئوا من شعور الرفق والرحمة والبر والحنان، فحرموا على أنفسهم أشياء استباحها غيرهم من الناس، يحرمون ذلك على أنفسهم دهرهم كله أو يحرمون ذلك على أنفسهم وقتًا معلومًا بين حين وحين.
ولأمر ما أمعن أبو العلاء فيما أمعن من الزهد حتى أنفق أكثر حياته لا يطعم إلا ما تنبت الأرض. ولأمر ما رأى قتل الحيوان جبنًا، ورأى فيه دليلًا على ضعة النفس التى تدفع إلى الاستعلاء على الضعيف، والبغى على ما لا يملك أن يدفع عن نفسه البغى والعدوان. وقد تحدث الذين ترجموا له أنه مرض مَرةً، وألح عليه المرض حتى اضطره إلى ضعف شديد، فوصف الطبيب له أكل الدجاج وامتنع هو على الطبيب، وعلى الذين كانوا يمرضونه. فلما اشتد عليه إلحاحهم أذعن لما أريد عليه، وقدمت إليه دجاجة فلم يكد يمسها حتى أخذته رعدة شديدة، فانصرف عنها وهو يقول لها:
استضعفوك فوصفوك *** هلا وصفوا شبل الأسد
يريد أن الدجاجة لا تستطيع أن تمتنع على من يريدها، فالناس يطعمون فيها ويصفونها للمرضى على حين يمنع الأسد شبله، فلا يطمع فيه طامع ولا يصفه طبيب لمريض.
فأبو العلاء يُحرج على نفسه، ويريد أن يحرج على غيره أكل الحيوان وما يخرجه الحيوان، حتى الشهد الذى تخرجه النحل، يرى ذلك ظلمًا وبغيًا، ويخالف بذلك ما أباحت الديانات السماوية للناس من هذا كله.
وتقديس الحياة الإنسانية هو الذى دعا الإنسان إلى إكبار الموت وما بعد الموت، وهو الذى دعا الناس إلى إعظام حرمة الجنائز مهما تكن. وقد روى أن جنازة مرت بالنبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه، فقام لها وقام أصحابه لقيامه ثم قيل له إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفسًا.
وتقديس الحياة كذلك هو الذى دفع إلى ما شاع فى هذا العصر الحديث من إنكار عقوبة الإعدام مهما تكن جريمة من يقضى عليه بهذه العقوبة. ويرى أصحاب هذا الرأى أن الحياة أعظم خطرًا وأكبر حرمة من أن يستبيح الإنسان لنفسه سلبها، ويرون أن الحياة شيء لا يستطيع الإنسان أن يمنحه فلا ينبغى له أن يسلبه.. وإنما يسلب الحياة من منح الحياة.
وكذلك أمعن الناس فى تقديس الحياة وفى إنكار البطش بها والاعتداء عليها. وما زال أمر الله قائمًا بتحريم الحياة إلا بحقها وما زالت القوانين تحرم الاعتداء على الحياة وتعاقب عليه أشد العقوبات وأصرمها، ولكن الدين والقوانين شيء وما دفع الناس إليه فى حياتهم الحديثة شيء آخر. وليس من شك فى أن الناس لم يعرفوا قط عصرًا هانت فيه حياة الناس كهذا العصر الذى نعيش فيه.
تخالف الدول عن أمر الدين والقوانين، فتقدم على الحرب المنكرة التى لا تعرف لحياة الأفراد والجماعات حرمة، ولا ترجو للدين ولا القوانين ولا للأخلاق وقارًا، ولا تفرق بين الجند المسلحين والمشاركين فيها والعزل الوادعين الذين لا يريدون حربًا ولا قتالًا، ولا يتمنون إلا أن يعيشوا فى دعة وسعة، يحتملون أعباء الحياة ما خف منها وما ثقل، لا يؤذون أحدًا، ولا يحبون أن يريدهم أحد بالأذى. وإغراق الحرب الحديثة فى الإثم واستهانتها بالحياة واستخفافها بالمقدسات كلها وإشاعتها للموت وللهول بغير حساب، كل ذلك أهدر قيمة الحياة أثناء الحرب وأهدر قيمة الحياة أثناء السلم أيضًا.
وقد قرأت فى إحدى الصحف الفرنسية التى وصلت إلى من باريس فى هذه الأيام الأخيرة أن الفرنسيين قتلوا من أهل الجزائر سنة ١٩٤٥ بعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها عددًا ضخمًا يبلغ المقللون له خمسة عشر ألفًا، ويبلغ المكثرون له أربعين ألفًا.
والله يعلم كم يقتل الفرنسيون من الجزائريين فى ثورتهم هذه القائمة، وكم قتلوا من التونسيين والمراكشيين، وكم يقتلون منهم أثناء هذا الصراع المتصل بين قوم يريدون أن يعيشوا كرامًا وآخرين يريدون أن يستذلوهم ويتخذوهم رقيقًا، بعد أن ألغت الحضارة الحديثة الرق فيما يقول أصحابها، وضحايا الاستعمار فى الهند الصينية من المستعمرين المناهضين لهم لا يحصون بعشرات الألوف، وإنما يحصون بمئاتها، ومن يدرى كم كان عدد الذين ضحى بهم الاستعمار الإنجليزى فى شرق الأرض وغربها منذ انقضت الحرب العالمية الثانية إلى الآن؟
وكنت أفكر فى هذا كله منذ وقت طويل، وأحمد الله الذى لا يحمد على المكروه سواه، وأقول لنفسى ولكثير من الناس، إننا ما زلنا فى عافية مما يمتحن به غيرنا من رخص الحياة الإنسانية، وغلاء المال والمنافع والمطامع على حقارتها.
مصر لا تحب العنف
ونحن نصبح ذات يوم فإذا الهول يتكشف لنا كأشنع ما يكون الهول، وإذا بعض المصريين يمكرون ببعض، وإذا الموت يريد أن يتسلط على مصر كما تسلط على كثير غيرها من أٌقطار الأرض.
وإذا كل واحد منا كان آمنًا أمن الغفلة الغافلة يظن أنه لن يتعرض إلا لما يتعرض له الناس الآمنون من هذه الآفات التى لا يسلطها الإنسان على الإنسان، وإنما تسلطها الطبيعة على الحياة. إنا كنا غافلين حقًا خدعنا ما عرفناه عن وطننا هذا الوادع الهادئ الكريم الذى لا يحب العنف ولا يألفه، ولا يحب أن يبلغ أرضه، فضلًا عن أن يستقر فيها.
ولم لا؟ ألم نشهد منذ عامين اثنين ثورة يشبها الجيش وفى يده من وسائل البأس والبطش ما يغرى بإزهاق النفوس وسفك الدماء، ولكنه يملك نفسه ويملك يده فلا يزهق نفسًا ولا يسفك دما ولا يأتى من الشدة إلا ما يمكن تداركه، ولا يجرح إلا وهو قادر على أن يأسو، ولا يعنف إلا وهو قادر على أن يرفق، وإذا ثورتنا فذة بين الثورات لا تأتى من الأمر ما لا سبيل إلى إصلاحه غدًا أو بعد غد.
كل هذا لأن مصر لا تحب العنف ولا تألفه، ولأن نفوس أهلها نقية نقاء جوها، صافية صفاء سمائها، مشرقة إشراق شمسها، تسعى فى طريقها مطمئنة كما يسعى نيلها مطمئنًا ناشرًا للخصب والنعيم من حوله. تضطرب فيها الضغائن والأحقاد بين حين وحين، ولكنها لا تلبث أن تثوب إلى العافية كما تثور فيها الرياح فتملأ الجو غبارًا ثم لا تلبث أن تعود إلى الهدوء الهادئ المطمئن.
كذلك عرفنا مصر فى عصورها المختلفة، وكذلك رأيناها حين ثار جيشها منذ عامين فأخرج الطاغية، ولكنه أخرجه موفورًا يحيا كما يجب أن يحيا مكفوف الأذى عن مصر، لم يؤذ فى نفسه قليلًا ولا كثيرًا.
واشتد على بعض أبنائها شدة يمكن أن يتداركها باللين فى يوم من أيام الصفو هذه التى تعرف كيف تملأ قلوب المصريين حبًا ودعة وأمنًا وسلامًا، ولكننا نصبح ذات يوم فنستكشف أن فريقًا منا كانوا يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم فى الوطن ولإخوانهم فى الدين ولإخوانهم فى الحياة التى يقدسها الدين كما لا يقدس شيئًا آخر غير من أمور الناس.
ما هذه الأسلحة، وما هذه الذخيرة التى تدخر فى بيوت الأحياء وفى قبور الموتى؟ ما هذا المكر الذى يمكن، وما هذه الخطط التى تدبر، وما هذا الكيد الذى يكاد؟ لم كل هذا الشر، لم كل هذا النكر، ولم رخصت حياة المصريين على المصريين، كما رخصت حياة الجزائريين والمراكشيين والتونسيين على الفرنسيين، وكما رخصت حياة الإفريقيين والآسيويين على الإنجليز؟
يقال إن حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام الذى لم يحرم شيئًا كما حرم القتل، ولم يأمر بشيء كما أمر بالتعاون على البر والتقوى، ولم ينه عن شيء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ولم يرغب فى شيء كما رغب العدل والإحسان والبر، ولم ينفر من شيء كما نفر من الفحشاء والمنكر والبغي.
هيهات إن الإسلام لا يأمر بادخار الموت للمسلمين، وإنما يعصم دماء المسلمين، متى شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ويرى قتل النفس البريئة من أكبر الإثم وأبشع الجرم، وإنما هى العدوى النكرة جاء بعضها من أعماق التاريخ وأقبل بعضها الآخر من جهات الأرض الأربع التى تستحل فيها المحارم وتسفك فيها الماء بغير الحق، ويستحب فيها الموت لأيسر الأمر.
جاء بعضها من أعماق التاريخ. من أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنهم يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، والذين كان أيسر شيء عليهم أن يستبيحوا دماء المسلمين مهما تكن منازلهم فى الإسلام، وأن يتحرجوا فيما عدا ذلك تحرج الحمقى لا تحرج الذين يتدبرون ويتفكرون ويعرفون ما يأتون وما يدعون!! وجاءهم بعضها الآخر من هذا الشر المحيط الذى ملأ الأرض ظلمًا وفسادًا. من هذا القتل المتصل فى الحروب يثيرها بعض الأقوياء على بعض، وفى البطش يصبه الأقوياء على الضعفاء فى البلاد المستعمرة التى يريد أهلها الحرية ويأبى المتسلطون عليها إلا الخضوع والإذعان والسمع والطاعة يفرضون ذلك عليها بالحديد والنار.
ليس من الإسلام ولا من طبيعة المصريين
وأنباء هذا الشر المحيط تملأ الجو من طريق الراديو، وتملأ القلوب والعقول من طريق الصحف، وتثير فى نفوس الأخيار حزنًا ولوعة، وفى نفوس غيرهم ميلًا إلى الشر ورغبة فيه وتهالكًا عليه.
ولم يأت هذا الشر الذى تشقى به مصر الآن من طبيعة المصريين لأنها فى نفسها خيرة، ولا من طبيعة الإسلام لأنه أسمح وأطهر من ذلك، وإنما جاء من هذه العدوى.
والخير كل الخير هو أن نطب لهذا الوباء كما نطب لغيره من الأوبئة التى تجتاح الشعوب بين حين وحين. وقد تعلم الناس كيف يطبون للأوبئة التى تجتاح الأجسام وتدفعها إلى الموت دفعا، فمتى يتعلمون الطب لهذا الوباء الذى يجتاح النفوس والقلوب والعقول فيغريها بالشر ويدفعها إلى نشره وإذاعته ويملأ الأرض بها فسادا وجورا؟
بهذا يأمر الله عز وجل فى القرآن العزيز حين يقول فى الآية الكريمة: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإخوان المسلمين الادب العربي الإسلام السياسي الدكتور طه حسين الدولة القومية القومية العربية المقدسات جماعة الإخوان المسلمين الإخوان المسلمین الحیاة الإنسانیة الدولة القومیة جماعة الإخوان حیاة الإنسان هذا الأسلوب هذا الشر جماعة ت شیء کما طه حسین تهدید ا على أن
إقرأ أيضاً:
التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الإيمانية وتجسيد مبادئ الإسلام في مختلف جوانب الحياة
تواصل الاحتفالات بذكرى جمعة رجب في أمانة العاصمة والمحافظات
الثورة / إسكندر المريسي / رشاد الجمالي / يحيى كرد/ سبأ
السلطة القضائية
أقامت السلطة القضائية أمس فعالية ثقافية إحياء لجمعة رجب المباركة تحت شعار ” بهويتنا الايمانية ننتصر لقضيتنا الفلسطينية”.
وفي الفعالية التي أقيمت في مبنى وزارة العدل وحقوق الإنسان بالعاصمة صنعاء وصف القاضي علوي بن سهل بن عقيل عضو مجلس القضاء الأعلى إحياء جمعة رجب بأنها نقطة تحول في تاريخ اليمن واليمنيين كونهم كانوا السباقين في اعتناق الإسلام بكل سماحة ودون أن يتسببوا بأي مشقة لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عكس الأمم الأخرى.
وقال بن عقيل في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين، “إن اليمنيين تصدروا الأمم في اتباع الحق، ويجب علينا أن نتمسك بهذا النهج الرباني من خلال السمع والطاعة والإخلاص في التعامل ومحبة الرسول وال بيته عليهم السلام”.
وفي هذا السياق اعتبر القاضي بن عقيل أن موقف اليمنيين المشرف من العدوان الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، ومقارعة قوى الاستكبار العالمي هو موقف إيماني ثابت للشعب اليمني والقيادة ونابع من روح الشرع والنهج القرآني الذي هو منهجنا، وما وجه به قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وأعلنها صراحة بالدخول المباشر بالحرب مع اليهود واستجابة لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تخلى عنه العالم أجمع باستثناء القوى المؤمنة الحية.
وأفاد القاضي بن عقيل في كلمته التي ألقاها – بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين، ووزير العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد عبدالله، والنائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي، ورئيس هيئة التفتيش القاضي الدكتور مروان المحاقري، وأمين عام مجلس القضاء القاضي هاشم أحمد عقبات، وعضو مجلس القضاء القاضي أحمد العزاني، ووكيلا وزارة العدل وحقوق الإنسان القاضي أحمد الجرافي، والقاضي أحمد الكحلاني، ونائب رئيس هيئة التفتيش القاضي علي الأحصب، ورئيس استئناف الأمانة القاضي طه عقبه – أن موقف اليمنيين اليوم في مواجهة دول الاستكبار العالمي هو امتداد لدورهم التاريخي في مقارعة الإمبراطوريات القديمة ونشر الإسلام ومبادئه القرآنية في مشارق الأرض ومغاربها.
وأفاد القاضي علوي بن سهل بأن اليمنيين يحتفلون في الجمعة الأولى من رجب ذكرى دخولهم الإسلام استجابة لدعوة الرسول الأعظم التي حملها مبعوث الرسول الإمام علي بن أبي طالب كمبعوث خاص لأهل اليمن والتي تعبر عن المكانة العظيمة لأهل اليمن عند الرسول.
وأشار إلى أن أبناء اليمن سنوا سنة حسنة بالاحتفال بهذا اليوم واعتبروها منطلقًا للوعي والارتباط بالهوية الإيمائية لأنها ذكرى تاريخية عظيمة ومقدسة ومهمة وتجدد وتترسخ هذه الهوية لكل الأجيال وتعزز ارتباطهم بالإسلام والنهج الإيماني .
تخلل الحفل إلقاء قصيدة للقاضي عبدالوهاب الشيخ تناولت أهمية الاحتفاء بجمعة رجب لليمنيين، والتي تعتبر فاتحة الدخول في الإسلام سلما، وهذا ما جعل جمعة رجب يوما مقدسا عند الشعب اليمني.
اللجنة العليا للانتخابات
وأحيت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء، أمس، عيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، بفعالية احتفالية خطابية.
وفي الفعالية أكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي محمد عبدالله السالمي، أهمية إحياء عيد جمعة رجب لما تمثله هذه المناسبة من خصوصية لدى أبناء الشعب اليمني، كونه اليوم الذي دخلوا فيه الإسلام أفواجًا.
وأفاد بأن الاحتفاء بهذه المناسبة يجسد ارتباط الشعب اليمني وتمسكه واعتزازه بهويته الإيمانية، وتاريخه الحافل بالمواقف المشرفة في نصرة دين الله ورسوله وآل بيته في كل المراحل والمنعطفات التاريخية.
وأشار القاضي السالمي إلى أن الموقف اليمني المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني ضد إرهاب وجبروت العدو الصهيوني يأتي في سياق هذا الدور الإيماني والتاريخي لأبناء اليمن الذين يسطرون ملاحم بطولية بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي دفاعًا عن الدين ومقدسات وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي محمد العزير وأعضاء اللجنة، اعتبر أمين عام اللجنة العليا للانتخابات محمد محمد الجلال عيد جمعة رجب، مناسبة لتجديد الولاء لله ولرسوله والارتباط بالهوية الايمانية التي جسدها أهل اليمن في سلوكهم وعملهم وجهادهم.
ولفت إلى أن من أبرز مرتكزات الهوية الإيمانية نصرة المستضعفين من أبناء الأمة، خاصة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وغيرها من المناطق المحتلة.
وأكد الجلال أن الاحتفال بعيد جمعة رجب، تعبير عن الاعتزاز بالهوية الإيمانية المرتبطة بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، والذي تجلى في وصف الرسول الكريم لليمنيين بأنهم أهل الإيمان والحكمة، منوهاً بالانتصار الذي حققته الأجهزة الأمنية بكشف خلايا التجسس وإحباط المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار البلاد.
صنعاء
إلى ذلك نظم مكتب الأشغال في أمانة العاصمة، أمس، فعالية خطابية بذكرى عيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام.
وفي الفعالية التي حضرها مدير مكتب الأشغال بالأمانة المهندس عبدالسلام الجرادي ونوابه، أشار الناشط الثقافي صلاح السلامي إلى أهمية الاحتفاء بجمعة رجب الذي يجسد ارتباط اليمنيين بهويتهم الإيمانية ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأوضح أن اليمنيين دخلوا الإسلام طواعية استجابة لرسالة الرسول الأعظم التي حملها إليهم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.. معبراً عن الاعتزاز والفخر بهذه المناسبة الدينية ذكرى دخولهم دين الله أفواجا.
وتطرق السلامي، إلى فضائل جمعة رجب، ومواقف أهل اليمن وأدوارهم المشرفة في نصرة الرسول صلى الله وآله وسلم ونشر الإسلام في أصقاع المعمورة.. مؤكداً أهمية إحياء هذه المناسبة لترسيخ الهوية الإيمانية.
ونظّم ديوان محافظة صنعاء ومكتب الأشغال العامة والطرق والوحدة التنفيذية بالمحافظة، أمس، الفعالية الخطابية المركزية بمناسبة عيد جمعة رجب وتعزيز الهوية الإيمانية.
وفي الفعالية بحضور عضوي مجلس الشورى فضل مانع ومحسن جميل ورئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي للمحافظة مهيوب مهدي، وعدد من وكلاء المحافظة، أشار مسؤول القطاع التربوي بالمحافظة طالب دحان، إلى عظمة المناسبة التي تجسد الهوية الإيمانية لليمنيين، وتعزِّز قيمهم وأخلاقهم المستمدة من ارتباطهم برسول الله وآل بيته.
واستعرض دحان، فضائل جمعة رجب ومكانة اليمنيين العظيمة لدى الرسول الأعظم الذي شرفهم واختصهم بأعظم وسام حين قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية” يقينًا منه بقوة إيمان أهل اليمن ودورهم في نصرة الحق والإسلام والمستضعفين بقوة وبأس شديدين .
فيما أشار مدير مكتب الأشغال بالمحافظة المهندس محمد عشية، إلى دلالات عيد جمعة رجب والدروس المستفادة منها في تعزيز الهوية لأبناء الشعب اليمني.
واعتبر إحياء هذه المناسبة محطة مهمة لتعزيز الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
ونظمت التعبئة العامة بالحيمة الداخلية ـ محافظة صنعاء، أمس، لقاءً موسعًا، بمناسبة عيد جمعة رجب، تحت شعار ” تأصيل الهوية الإيمانية”.
وفي اللقاء، أشار مسؤول الإرشاد بالمحافظة إبراهيم حميد الدين إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب، والهوية الإيمانية اليمانية، لما تحمل من دلالات تجسد مكانة اليمنيين في الإسلام وتفردهم بمزايا وسمات عظيمة، جسدها قول الرسول الكريم : الإيمان يمان والحكمة يمانية ” .
ذمار
من جانبه نظّم مكتب الأشغال عتمة والطرق بمحافظة ذمار أمس، فعالية خطابية احتفاءً بعيد جمعة رجب تحت شعار “ترسيخنا لهوية الإيمان هو الكفيل بسحق مؤامرات قوى الطغيان” .
وفي الفعالية الذي حضرها محمد ريده نائب مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة أشار وكيل محافظة ذمار محمد عبدالرزاق إلى مكانة أهل اليمن وما اتصفوا به من حكمة وإيمان تجسيدا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وتطرق إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب ومكانتها وترسيخ معانيها في نفوس الأجيال وكذا الاستفادة منها بتعزيز الصمود في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف طمس هوية وحضارة اليمنيين.
وأكد، أن ما يقوم به اليمن قيادة وجيشا وشعبا إنما هو امتداد لمبادئ آبائهم وأجدادهم في الانتصار لدين الله وقضايا الأمة ومواجهة قوى الظلم والطغيان وعلى رأسهم أمريكا، وبريطانيا، والكيان الصهيوني.. لافتا إلى أن موقف اليمن مع القضية الفلسطينية، ومواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني ينطلق من هويته الإيمانية
فيما القيت كلمتان من مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة وعضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، أشارتا إلى مكانة جمعة رجب الدينية والتاريخية المرتبطة بدخول اليمنيين الإسلام في السنة العاشرة للهجرة وما تمثله هذه المناسبة من معان روحية لدى الشعب اليمني.
ونوهتا بما يتسم به شهر رجب من نفحات إيمانية ومدى حرص اليمنيين على إحياء هذه الذكرى الدينية العظيمة، مبينين أن اليمن كان وما يزال حاضن الدعوة الإسلامية بمواقف أبنائه في الانتصار لدين الله حتى اليوم.
الحديدة
كما نظمت كليات الآداب، وعلوم وهندسة الحاسوب، والتربية البدنية والرياضية، ومركزا التعليم المستمر وأنظمة وتقنية المعلومات بجامعة الحديدة، أمس الأول، فعالية ثقافية وفكرية تحت شعار “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، إحياءً لذكرى جمعة رجب لعام 1446هـ.
وخلال افتتاح الفعالية، التي حضرها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الأهدل ونوابه وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم، أشار الدكتور عبدالإله أبو علي، عميد كلية الآداب، إلى أن الهوية الإيمانية هي ما يميز الشعب اليمني عن غيره التي وسمهم بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بزوغ فجر الإسلام.
وأكد الدكتور أبو علي أن الهوية الإيمانية تجذرت في وجدان الشعب اليمني، وجعلت منه نموذجاً يحتذى به في الصبر والحكمة والنخوة، عبر نصرة المستضعفين والمظلومين في مختلف مراحل التاريخ، وصولاً إلى العصر الحديث عبر دعمه للمقهورين في غزة.
من جانبه، أوضح مدير العلاقات والإعلام في شرطة محافظة الحديدة، بسام اللاعي، أن قوة الشعب اليمني تكمن في تمسكه بهويته الإيمانية وثقافته القرآنية وأخلاقه الأصيلة.
وأشار إلى أن هذه الهوية العربية والإسلامية جعلت من الشعب اليمني قوة داعمة للمستضعفين، بما في ذلك دعمهم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة رغم العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني.