زنقة 20. الداخلة

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، اليوم الجمعة بالداخلة، أن دبلوماسية صاحب الجلالة الملك محمد السادس هي دبلوماسية تعددية بامتياز، بإشعاع دولي “ت حسد عليه بشكل كبير”.

وأوضح السيد هلال، في كلمة خلال منتدى “المغرب الدبلوماسي- الصحراء” بالداخلة، أن “الدبلوماسية الملكية لا تقوم على ركيزة واحدة، بل هي دبلوماسية تعددية بامتياز، وتتمتع بإشعاع دولي ت حسد عليه بشكل كبير.

إنها دبلوماسية تحظى بالمصداقية لكونها لا تخفي أي أجندة. وهي ملتزمة لأن لديها قناعات عميقة ومتجذرة في تاريخها العريق”.

وتابع الدبلوماسي المغربي، في كلمته حول “25 سنة من الدبلوماسية الملكية”، أن الدبلوماسية الملكية “منخرطة في جميع القضايا العالمية، لأنها تهدف إلى أن تكون فاعلا في الحل، وليس عاملا في الفوضى. مسموعة لأنها تحمل رسالة الاعتدال. وتحظى بالاحترام لأنها متشبعة بالقيم الكونية”.

وسجل أن الدبلوماسية الملكية مرغوبة لأنها “تبرع في بناء الجسور بين الدول والمجموعات الإقليمية. يتم اللجوء إليها، بانتظام، لتولي مسؤوليات دولية أو إقليمية، أو لتيسير عمليات معقدة ومتعددة الأطراف، أو للتفاوض بشأن قرارات أو إعلانات حساسة من طرف رؤساء دول وحكومات في الأمم المتحدة، لأنها تبعث على الثقة والإطمئنان على حد سواء”.

وفي هذا الصدد، سلط السيد هلال الضوء على الأوجه الرئيسية للدبلوماسية الملكية، ولا سيما “الدبلوماسية الروحية”، بمعنى أن جلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، يحمل مشعل دبلوماسية روحية تتجاوز الحدود ومتعددة الأبعاد، تهدف إلى إشاعة الإسلام الأصيل وثقافة السلام والحوار بين الثقافات والأديان والتعايش بين الشعوب. كما تهدف، أيضا، إلى رفع التحديات المعاصرة للتطرف العنيف والتشدد والعنصرية وخطاب الكراهية.

وأضاف السفير أن الدبلوماسية الملكية هي دبلوماسية التضامن مع الشعب الفلسطيني، بالنظر إلى كون القضية الفلسطينية متأصلة في وجدان جلالة الملك، وتتموقع على الدوام في صلب العمل الدبلوماسي للمملكة.

وأبرز السيد هلال أن الأمر يتعلق، أيضا، بدبلوماسية حقوق الإنسان، كما تعكس ذلك المنجزات الكبرى التي تم تحقيقها في مجال حقوق الإنسان بقيادة جلالة الملك، والتي “رسخت بشكل لا رجعة فيه صورة المغرب الديمقراطي المتشبث بدولة القانون، والمنفتح على الحداثة، والمحترم للمبادئ الكونية لحقوق الإنسان”.

كما أن دبلوماسية جلالة الملك لها توجه إنساني ينهل من قيم الإيثار والتضامن المتجذرين في تاريخ السلاطين المغاربة تجاه الفئات الهشة في جميع أرجاء العالم. وأضاف أن الدبلوماسية الملكية تهدف، كذلك، إلى أن تكون دبلوماسية الجوار الأوروبي وحفظ السلام، مضيفا أنها “دبلوماسية تعاون جنوب-جنوب”.

وفي هذا الصدد، ذكر السيد هلال بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قام بجولات عديدة عبر القارة الإفريقية، حيث أجرى 50 زيارة، كما فتح كذلك أسواق عدة بلدان من القارة أمام القطاع الخاص والمقاولات المغربية في عدة مجالات.

وأوضح أن دبلوماسية جلالة الملك ترتكز، منذ ربع قرن، على أسس رئيسية تشكل قوتها وخصوصيتها في الآن ذاته، والمتمثلة في قدسية القضية الوطنية، وقوة المبادئ، واستقلالية صنع القرار، والرؤية الواضحة للقضايا العالمية، والشفافية مع الشركاء الثنائيين والدوليين، والشجاعة في اتخاذ المواقف دون تنازلات أو مجاملات.

وتتعلق هذه الركائز، كذلك، بالجرأة والمرونة في مواجهة الاضطرابات الإقليمية والدولية، والطموح إلى تموقع المملكة ضمن مصاف الدول الفاعلة والمؤثرة، والاحترام الدائم لميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بالقانون الدولي، وثبات التعددية لتفعيل الركائز الثلاث للأمم المتحدة المتمثلة في السلام والتنمية وحقوق الإنسان.

وأوضح أن الأمر يتعلق، كذلك، بالالتزام الثابت بالسلام والأمن الدوليين، والحل السلمي للنزاعات، ودعم القضايا العادلة، والتضامن والتعايش مع الشعوب الأخرى، فضلا عن الاستباقية الرصينة.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد السيد هلال أن هذه القضية كانت وستظل في مقدمة الأولويات الدبلوماسية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك منذ اليوم الأول لتوليه الحكم.

وأوضح أن “الوقت الذي خصصه جلالته لهذه القضية، وتتبعه اليومي لها، وحزمه في الدفاع عنها، كان له تأثير عميق في تدبير هذه القضية داخل الأمم المتحدة وخارجها”، مبرزا أن ذلك أفضى إلى وعي دولي بكون قضية الصحراء المغربية ليست مسألة وحدة ترابية، بل أيضا، وبالأخص، قضية وجود بالنسبة للمملكة.

وأضاف أن العمل المتواصل والجهود التوعوية الحثيثة التي بذلها جلالة الملك، رسخت عدالة القضية الوطنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مبرزا أن ذلك أثمر الاعتراف بمغربية الصحراء ودعمها من قبل دول كبرى، على غرار الولايات المتحدة وفرنسا، فضلا عن عشرات الدول العربية والإفريقية وأمريكا اللاتينية، التي فتحت حوالي ثلاثين منها قنصليات عامة لها بالعيون والداخلة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الصحراء المغربية عمر هلال جلالة الملک محمد السادس الأمم المتحدة السید هلال

إقرأ أيضاً:

ترامب: غزة موقع عقاري كبير ستمتلكه الولايات المتحدة

(CNN)-- ضاعف الرئيس دونالد ترامب من خططه لإعادة تطوير قطاع غزة، وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إنه ينظر إلى المنطقة التي مزقتها الحرب باعتبارها "موقعًا عقاريًا كبيرًا".

وقال ترامب للصحفيين أثناء رحلته لحضور نهائي دوري كرة القدم الأمريكية (سوبر بول): "أعتقد أنه من الخطأ الكبير السماح للناس - الفلسطينيين، أو الأشخاص الذين يعيشون في غزة بالعودة مرة أخرى، ولا نريد عودة حماس. وفكر في الأمر باعتباره موقعًا عقاريًا كبيرًا، والولايات المتحدة ستمتلكه وسنعمل ببطء - ببطء شديد، لسنا في عجلة من أمرنا - على تطويره. سنحقق الاستقرار في الشرق الأوسط قريبًا".

وصف ترامب، قطب العقارات السابق، غزة بأنها "موقع هدم" سيتم "تسويته" و"إصلاحه".

واقترح مرة أخرى أن تقوم دول أخرى في الشرق الأوسط بإيواء الفلسطينيين النازحين في "مواقع جميلة".

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. انطلاق أعمال القمة العالمية للحكومات 2025 بحضور دولي كبير
  • "الروم الكاثوليك": مع الملك وندعم خطواته
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • مكتب الأمم المتحدة: الأوضاع الإنسانية بغزة تتدهور بشكل غير مسبوق
  • ترامب: غزة "موقع عقاري كبير" ستمتلكه الولايات المتحدة
  • ترامب: غزة موقع عقاري كبير ستمتلكه الولايات المتحدة
  • البوكيلي: العبقرية الملكية لإصلاح مدونة الأسرة طريقٌ نحو تأسيس أسرة متوازنة
  • عادل حمودة: مراكز الفكر الأمريكية تؤثر بشكل كبير في رسم المشهد السياسي بواشنطن
  • معهد أمريكي: تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أداة دبلوماسية قوية لليمن مرتبط نجاحها بالعلاقات الخليجية الإيرانية (ترجمة خاصة)
  • العراق تشيد بإلتزام المغرب وجهود جلالة الملك للقضية الفلسطينية