حكم الوضوء على الأطراف الصناعية.. وأحكام الطهارة في حالات العجز
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
الوضوء هو أحد شروط صحة الصلاة في الإسلام، ويجب على المسلم الاهتمام بإتمامه بشكل صحيح وفقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، لكن قد يواجه البعض ظروفًا خاصة، مثل فقدان أحد أعضاء الوضوء أو عدم القدرة على استعمال الماء. فما الحكم في هذه الحالات؟
وضوء من فقد عضواً من أعضائهأوضحت دار الإفتاء المصرية أن المسلم الذي فقد عضوًا من أعضاء الوضوء، كأن يكون قد بُتر جزء من يده أو ساقه، يسقط عنه حكم غسل هذا العضو لعدم وجود المحل.
أما إذا كان هناك جزء من العضو ما زال موجودًا، وكان غسله يسبب مشقة أو ضررًا، فيكفي مسحه إن أمكن. وفي حالة استحالة المسح أو الغسل، تُطبَّق قاعدة "المشقة تجلب التيسير"، ولا يُطلب غسل هذا الجزء.
حكم الوضوء مع الأطراف الصناعيةإذا كان المسلم يستخدم طرفًا صناعيًا، فلا يُطلب منه غسل هذا الطرف، إلا إذا كان جزءًا من العضو الأصلي ما زال تحت الطرف الصناعي ويمكن غسله بسهولة وبدون ضرر. وإن تعذَّر ذلك، يسقط الحكم عن هذا الجزء.
كيفية الطهارة لمن يمنع من استعمال الماءهناك حالات يُمنع فيها الإنسان من استخدام الماء، كأن يكون مصابًا بجروح خطيرة، أو يعاني من مرض يمنع ملامسة الماء للجلد. في هذه الحالة:
يمكنه المسح على الجبيرة (إذا كان الجرح مغطى).إذا تعذَّر استخدام الماء تمامًا، ينتقل إلى التيمم كما ورد في الآية الكريمة: (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) [المائدة: 6].أخطاء شائعة في الوضوء يجب تجنبهامن الأخطاء التي يقع فيها البعض أثناء الوضوء:
التهاون في غسل المرفقين والكعبين: جاء في الحديث الشريف: "ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء" [رواه مسلم].إسراف الماء: نهى الله عن الإسراف بقوله: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].تجاوز الثلاث غسلات: السنة أن يُغسل كل عضو ثلاث مرات فقط، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.الوضوء عبادة عظيمة تطهّر الجسد والروح، وتؤهل المسلم للوقوف بين يدي الله. ومع ذلك، يراعي الإسلام حالات العجز أو الضرر، ويقدّم بدائل سهلة وميسرة تعكس رحمة الله بعباده. لذا، يجب على المسلم التعرف على الأحكام المتعلقة بالطهارة ليؤدي عبادته بشكل صحيح ودون مشقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوضوء الأطراف الصناعية حكم الوضوء الطهارة استعمال الماء إذا کان
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: جوهر الإصلاح في تحويل العادات إلى عبادات
في خطبة جمعة سابقة، ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق خطبة بتاريخ 12-8-2005، تناول فيها أهمية خطبة الحاجة التي استهل بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلامه، مشيرًا إلى ما رواه عبد الله بن مسعود: "كان يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا القرآن"، دلالة على أهميتها ومكانتها في الإسلام.
الآية العظيمة: دعوة للاستمرار على ذكر اللهاستشهد فضيلة الدكتور بالآية الكريمة من سورة آل عمران:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾.
وأوضح أن هذه الآية تعد من أعظم آيات القرآن من حيث العمل؛ إذ تدعو المسلم للبقاء على ذكر الله وطاعته حتى يأتيه الموت وهو على الإسلام. فالإنسان لا يعلم متى يموت، ولذا يجب أن يكون دائم الذكر والعبادة، دون غفلة أو نسيان.
وأشار فضيلته إلى أن الغفلة عن الله سبحانه وتعالى هي عائق بين العبد وربه، وأن هذا النقص البشري يدعو المسلم إلى الاستغفار والتضرع لله ليغفر له هذه الغفلة.
تحويل العادات إلى عبادات: جوهر الإصلاحناقش فضيلة الدكتور أهمية تحويل العادات اليومية إلى عبادات بنية صالحة خالصة لله تعالى، محذرًا من أن تحول العبادة إلى عادة هو أول طريق الفساد. فالصلاة، على سبيل المثال، إذا أداها المسلم دون خشوع أو تركيز، تتحول إلى عادة لا تؤدي وظيفتها التي أرادها الله لها، وهي النهي عن الفحشاء والمنكر كما جاء في قوله تعالى:
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
أشاد جمعة بالسلف الصالح الذين استطاعوا تحويل العادات إلى عبادات من خلال تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". فكانوا يخلصون النية في جميع أفعالهم وأقوالهم، حتى في أبسط أمور حياتهم اليومية، فصاروا عبادًا ربانيين يستجيب الله لدعائهم.
استعدادًا لرمضان: دعوة للتقوى والإخلاصاختتم الدكتور الخطبة بدعوة المسلمين لاستثمار شهر رجب الفرد كتهيئة روحية لشهر رمضان، وتحقيق معنى التقوى في قوله تعالى:
﴿ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾.
وحثهم على نقل أنفسهم من دائرة الغفلة إلى دائرة رضا الله، وتحويل عباداتهم إلى إخلاص كامل، وعاداتهم إلى عبادات تقربهم من الله سبحانه وتعالى.
إن خطبة الجمعة هذه تحمل دعوة واضحة لإحياء القلوب بالذكر، وتحقيق معنى العبودية لله سبحانه وتعالى، والسعي لأن تكون كل لحظة في حياة المسلم فرصة للتقرب إلى الله، استعدادًا لمواسم الخير والطاعة.