دعاء الوتر: 3 استعاذات فيهم كمال التوحيد والخضوع لله
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وتره: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (رواه مسلم).
هذا الحديث النبوي الشريف من الأدعية الجامعة التي تُظهر عمق علاقة العبد بربه، وقد تناولت المؤسسات الدينية، مثل دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، تفسير هذا الحديث وتوجيه المسلمين للاستفادة منه في حياتهم اليومية.
أوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث يعبر عن كمال التوحيد وتمام الخضوع لله، فهو يحتوي على ثلاث استعاذات:
الاستعاذة برضا الله من سخطه: تشير إلى طلب العبد أن يظل دائمًا في دائرة رضا الله، وألا يقربه شيء من أفعال تؤدي إلى غضب الله.الاستعاذة بمعافاة الله من عقوبته: المعافاة هي النعمة التي يحمي الله بها عبده من الابتلاء والعقاب، ويطلب العبد استمرارها.الاستعاذة بالله من الله: تعبير عن الخوف والرجاء، بأن الله هو الملجأ الوحيد من أي عقوبة قد تصدر منه سبحانه.وأضاف الأزهر الشريف أن ختام الدعاء بـ*«لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»* يعبر عن عجز العبد عن إدراك كمال الله سبحانه وتعالى أو الإحاطة بصفاته، وفيه إقرار بأن الله وحده يعلم قدر نفسه ويثني عليها بالكمال المطلق.
2. أهمية الدعاء في الوترأشار مجمع البحوث الإسلامية إلى أن الدعاء في صلاة الوتر يعد من السنن المؤكدة، فهو الوقت الذي يناجي فيه العبد ربه بخشوع وإخلاص، ويسأل الله من فضله. وفي هذا الدعاء إظهار التذلل والانكسار لله عز وجل، وهو أعظم ما يكون في الصلاة.
3. توجيهات للاستفادة من الحديث في الحياة اليوميةأوصت المؤسسات الدينية المسلمين بضرورة التأمل في معاني الحديث واستحضارها في عباداتهم ودعائهم، ومنها:
تحقيق التوازن بين الخوف والرجاء: حيث يطلب العبد رضا الله ويخشاه في الوقت نفسه، ما يدفعه للإقبال على الطاعات وترك المعاصي.التواضع في الثناء على الله: يُذكِّر الحديث بأن العبد مهما حاول الثناء على الله، فإنه لن يحيط بقدره سبحانه، مما يعزز شعور العبد بالصغر أمام عظمة الله.الحرص على الدعاء في كل الأوقات: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على هذا الدعاء، ما يدل على أهميته كجزء من العلاقة الروحية بين العبد وربه.أكدت دار الإفتاء أن الأذكار والأدعية النبوية هي غذاء الروح ودواء القلوب، حيث تقوي الصلة بين العبد وربه وتعين المسلم على مواجهة تحديات الحياة، وأوصى الأزهر الشريف بالتأمل في معاني هذه الأذكار والعمل بها، سواء في أوقات الصلاة أو خارجها، كوسيلة لتعميق الإيمان والتقرب إلى الله.
الدعاء هو عبادة عظيمة تظهر فيها حاجة العبد إلى ربه، والحديث الشريف عن دعاء الوتر يُبرز جوانب من الرحمة الإلهية وعظمة الله. وينبغي للمسلم أن يستشعر هذه المعاني في صلاته ودعائه، وأن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء، ليتحقق له القرب من الله والسكينة في الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستعاذة الله الحديث النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله الله من
إقرأ أيضاً:
قد يجر إلى مفاسد.. حكم الحديث بين المخطوبين في الهاتف
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الكلام بين الشاب والفتاة في فترة الخطوبة والتحدث لبعضهما البعض سواء عبر الهاتف لفترات طويلة أو بشكل مباشر وجهًا لوجه جائز بشرط واحد.
وأوضح «شلبي» عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «ما حكم الشرع في العلاقة والكلام بين المخطوبين؟»، أنه يجوز للخاطب أن يتحدث لخطيبته كيفما شاء بشرط أن لا يخرج عن حدود الآداب الشرعية.
وأضاف أن الكلام بين المخطوبين والتحدث لبعضهما البعض جائز شرعًا طالما كان يراعي الآداب الشرعية وفي حدود الضوابط، فلا يكون فيه ما يثير الشهوات والغرائز، وليس فيه تجاوز، مؤكدًا أنه لا مانع من الكلام بين المخطوبين طالما كان في إطار الآداب الشرعية.
وأكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحديث بين المخطوبين عبر الهاتف ليس من الأمور الجائزة بإطلاق، مشيرًا إلى أن الشرع وضع ضوابط لحماية الشباب والفتيات من الوقوع في المحظور.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح أن العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج تكون في حدود الشرع، وأن الخطوبة مجرد وعد بالزواج وليست عقدًا شرعيًا، مما يعني أن المخطوبة لا تزال أجنبية عن خطيبها، مضيفًا أن النظرة تجاه الفتاة تتغير بمجرد الخطوبة، وقد يؤدي التوسع في الحديث بينهما إلى إثارة الشهوات وتخيلات قد تجرّ إلى محرمات.
وأشار إلى أن هناك العديد من المشكلات التي وقعت بسبب الاسترسال في المكالمات بين المخطوبين، مثل تبادل الصور والمحادثات الخاصة، التي أدت في بعض الحالات إلى جرائم وانتهاك للخصوصية بعد انتهاء الخطوبة، داعيًا إلى الحذر وعدم التهاون في مثل هذه الأمور.
وشدد على أن الحل الأمثل هو أن يكون التواصل بين المخطوبين في وجود الأهل، بحيث تتم المحادثات في إطار محترم ومراقب، أما إذا أراد الخاطب الحديث بحرية مع خطيبته، فالأفضل أن يتم عقد الزواج أولًا ليصبح الأمر مشروعًا بلا أي محاذير شرعية.
وتابع: "أنا لا أضيق على الناس، لكن من واقع المشكلات التي أراها يوميًا، أنصح بالحذر، فالشرع يحمي الشباب والفتيات من أنفسهم ومن الشر الكامن في بعض النفوس".