سودانايل:
2024-12-16@11:37:18 GMT

الجوع يدفع السودانيين إلى الفرار من بلادهم

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

يدفع الجوع أعداداً من السوادنيين إلى ترك منازلهم ومزارعهم. فالطعام في الأسواق أصبح محدودا، وارتفعت الأسعار، وتقول منظمات الإغاثة إنها تواجه صعوبة في الوصول للفئات الأكثر تضررا في ظل تقييد الأطراف المتنازعة لكيفية الوصول لهؤلاء الأشخاص. هربت عزيزة إبراهيم طوال أشهر من قرية لأخرى في السودان، في الوقت الذي يتعرض فيه المواطنون للذبح.

ومع ذلك، فإن قتل الأقارب واختفاء زوجها ليسا ما دفعا الشابة (23 عاما) للفرار من بلادها للأبد، ولكن السبب كان الجوع حسبما قالت. وأضافت عزيزة، وهي تحتضن ابنتها (عام واحد) في مكان إيواء تقيم فيه الآن، بعد أيام من العبور إلى تشاد: "لا يوجد لدينا ما نأكله بسبب الحرب".

وتسببت الحرب في السودان في حدوث أزمة جوع واسعة النطاق، تشمل المجاعة. ولقي نحو 24 ألف شخص حتفهم ونزح الملايين خلال الحرب التي اندلعت في إبريل/ نيسان 2023، ونجمت عن التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأكد الخبراء العالميون وجود مجاعة في مخيم زمزم في يوليو/ تموز الماضي. وحذروا من أن نحو 25 مليون شخص- أكثر من نصف تعداد سكان السودان، من المتوقع أن يواجهوا أزمة جوع حادة هذا العام.

وقال رئيس مجلس اللاجئين النرويجي يان إيغيلاند لوكالة "أسوشييتد برس": "المواطنون يتضورون جوعا حاليا.. إنها أزمة من صنع الانسان. هؤلاء الرجال المدججون بالأسلحة والسلطة هم من يحرمون النساء والأطفال من الطعام". وأضاف أن الأطراف المتناحرة على الجانبين تمنع المساعدات وترجئ منح التصاريح لجماعات الإغاثة.

الجوع ووفيات سوء التغذية
ويشار إلى أنه خلال الفترة ما بين مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول الماضيين، وقعت سبع حالات وفاة ذات صلة بسوء التغذية بين الأطفال في مستشفى واحد في موقع نزوح في تشاد، تديره منظمة أطباء بلا حدود. وخلال سبتمبر/أيلول الماضي، اضطرت المنظمة لوقف رعاية 5000 من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في شمال دارفور لعدة أسابيع، وأرجعت ذلك إلى العواقب والحصار المتعمد المتكرر.

ولكن لا يبدو أن القتال يظهر دلالات على الانحسار. فقد قٌتل أكثر من 2600 شخص في أنحاء البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لمنظمة مشروع موقع الصراع المسلح والبيانات، الذي وصف الشهر بالأكثر دموية. وتصاعدت وتيرة العنف حول الفاشر، عاصمة شمال دارفور، العاصمة الوحيدة في منطقة غرب دارفور التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وشهدت دارفور بعض من أسوأ الأعمال الوحشية، كما أن ممثل الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية قال إن هناك أدلة تشير إلى أن الجانبين ربما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة جماعية.

وقد هربت عزيزة من قريتها في غرب دارفور، وسعت للجوء لأكثر من عام في بلدات قريبة مع أصدقائها وأقاربها. وغادر زوجها المنزل للبحث عن عمل قبل الحرب، ولم تسمع أي خبر عنه منذ ذلك الحين. وعانت عزيزة من أجل الحصول على الطعام وإطعام ابنتها. ولعدم قدرتها على الزراعة، قامت بقطع الخشب وبيعه في تشاد، حيث كانت تتوجه إلى هناك وهي تركب حمارا لمدة ثماني ساعات وتعود كل بضعة أيام، بعدما كسبت ما يكفي لشراء الحبوب. ولكن بعد أشهر، نفد الخشب، مما اضطرها لترك البلاد نهائيا.

وتحدث آخرون فروا إلى تشاد عن ارتفاع الأسعار بثلاثة أضعاف وتراجع المخزون في السوق. فلا توجد خضروات، فقط هناك حبوب ومكسرات. وجاءت عواطف آدم إلى تشاد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وكان زوجها لا يستطيع كسب ما يكفي من خلال نقل الأشخاص فوق ظهر حمار، كما كانت هناك خطورة كبيرة في أن يمارس الزراعة، حسبما قالت. وفقدت ابنتيها التؤام (6 أعوام) وابنها (3 أعوام) وزنا، وكانا دائما ما يشعران بالجوع. وأضافت: "أطفالي كانوا يقولون أعطينا طعاما". وأوضحت أن بكاءهم هو ما دفعها للرحيل.

مأساة الهلالية... آلاف السودانيين يحاصرهم الدعم السريع

ومع تدفق المزيد من الأشخاص على تشاد، أعربت منظمات الإغاثة عن مساندتها لهم. وقد دخل نحو 700 ألف سوداني تشاد منذ بدء الحرب. ويعيش الكثيرون في مخيمات لاجئين غير نظيفة أو أماكن إيواء على الحدود في مواقع نزوح مؤقتة. وارتفع عدد الأشخاص الذين يصلون إلى معبر أدري ما بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين من 6100 إلى 14800 شخص، بحسب بيانات الحكومة والأمم المتحدة، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان بعض الأشخاص دخلوا عدة مرات.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن مطلع هذا العام خفض حصص المؤن بواقع النصف في تشاد، مرجعا قراره إلى نقص التمويل. وقال مدير عمليات البرنامج في أدري، رامازاني كاراباي، إنه على الرغم من وجود مال كاف الآن للعودة لتقديم الحصص الكاملة حتى مطلع العام المقبل، فإن زيادة عدد الوافدين سوف تمثل ضغطا على النظام وسيتفاقم الجوع في حال لم يزدد التمويل.

واستقبلت عيادة تديرها منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم أبوتنج أكثر من 340 حالة سوء تغذية حادة خلال أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول الماضيين. ويقول العاملون إن الأعداد قابلة للزيادة. وقال الطبيب أولا دراماني أواتارا، مدير الأنشطة الطبية بالمنظمة في المخيم، إن الأشخاص يفرون من السودان في ظروف صعبة. وأضاف: "في حال استمرت الأمور هكذا، أخشى أن الوضع سيخرج عن السيطرة".

أسوشييتد برس

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الغارديان: الخوف من تصاعد العنف بين الفصائل المسلحة يدفع 100 ألف سوري للجوء إلى المناطق الكردية

كشف تقرير لصحيفة " الغارديان" البريطانية، أن الاشتباكات المتصاعدة للفصائل المسلحة في شمال وشرق سوريا تسببت في نزوح أكثر من 100,000 شخص إلى المناطق الكردية، وسط تصاعد المخاوف من وقوع هجمات انتقامية بعد انهيار قوات النظام السوري الموالية للرئيس السابق بشار الأسد.

اعلان

تركزت التوترات بشكل خاص في مدينة منبج شمال شرق حلب، ومدينة دير الزور التي تضم مزيجاً من السكان العرب والأكراد في شرق سوريا.

وذكر التقرير أنه في أعقاب انهيار القوات الموالية للأسد الأسبوع الماضي، تقدمت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) المدعومة من الولايات المتحدة في عدة مناطق، حيث اشتبكت في بعض الأماكن مع الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا بهدف تأمين المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.

Relatedأردوغان: تركيا تعول على اتخاذ الحكومة المؤقتة في سوريا الخطوات الصحيحة وألاّ تشكل تهديداً لجيرانها شرق سوريا في خطر: داعش يستغل انهيار النظام للعودة بقوةسوريا: مقتل شخص وإصابة 43 آخرين في إطلاق نار عشوائي بالرقة ـ بالفيديو

وفي خطوة تهدف إلى تعزيز الوحدة، أعلنت الإدارة الكردية في شمال شرق سوريا عن رفع علم الاستقلال الذي استخدمته قوات المعارضة السورية على مدى سنوات، وذلك تأكيداً على ما وصفته بـ "وحدة سوريا وهويتها الوطنية".

مقاتلون بقيادة كردية مدعومون من الولايات المتحدة الأمريكية يديرون نقطة تفتيش في الحسكة، سوريا، في 24 يناير/كانون الثاني 2022AP

في مدينة منبج، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المسلحة ، إلا أن الاشتباكات استمرت في بعض مناطق المدينة، حيث شنّت الفصائل المسلحة هجمات على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في محاولة للسيطرة على المدينة.

وقال الجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إن قواته ستواصل مقاومة الهجمات من الفصائل المسلحة، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو "وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا" والدخول في عملية سياسية لحل الأزمة.

في مدينة دير الزور، تمكنت الفصائل المسلحة من طرد القوات الكردية من المدينة، في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الارتباك حول من يسيطر عليها، مما يزيد من المخاوف من عودة ظهور تنظيم "داعش" في المنطقة.

سوريون يقفون على قمة دبابة للقوات الحكومية تركت على أحد الطرقات في طريقهم إلى دمشق، سوريا، الأربعاء، 11 ديسمبر/كانون الأول 2024AP

من جهة أخرى، استهدفت القوات التركية قافلة كردية كانت تحمل أسلحة ثقيلة، قالت أنقرة إنها نُهبت من مخازن الأسلحة التابعة للنظام السوري. استمر التصعيد العسكري بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية ، مما يهدد باستمرار تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

وفيما يتعلق بالدعم الدولي، لا يزال نحو 900 جندي أمريكي موجودين في شرق سوريا، حيث يواصلون تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية والفصائل الأخرى في مساعٍ لمنع عودة تنظيم داعش إلى المنطقة.

تصاعد الدخان في رأس العين بسوريا نتيجة قصف شنته القوات التركية استهدفت به الفصائل الكردية، يوم الجمعة، 18 أكتوبر 2019Lefteris Pitarakis/AP

وفيما تستمر الاشتباكات، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة. وقالت المنظمة إن المخيمات المكتظة باللاجئين تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية.

نساء يمشين في مخيم الهول الذي يضم حوالي 60,000 لاجئ في محافظة الحسكة بسوريا، في 1 مايو/أيار 2021AP

كما أشار تقرير المنظمة إلى أن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا ترتكب انتهاكات واسعة لحقوق المدنيين، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والعنف الجنسي والابتزاز.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إعدامات وسرقات.. هل دخلت سوريا مرحلة الفوضى وتصفية الحسابات؟ ماذا نعرف عن محمد البشير رئيس الحكومة المكلّف من قبل هيئة تحرير الشام في سوريا؟ إدانة دولية واسعة للتوغل الإسرائيلي في سوريا وسط تحذيرات من تقويض الاستقرار الإقليمي أزمة إنسانيةقصفتركياحزب العمال الكردستانيلاجئونهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. عشرات القتلى في قصف مكثف على النصيرات وإسرائيل تخطط للبقاء في جبل الشيخ وكيربي يرى فرصة لعقد صفقة يعرض الآن Next بعد حجب الثقة عن حكومة بارنييه.. ماكرون يختار فرنسوا بايرو رئيسا للوزراء يعرض الآن Next قبل أشهر من هجوم حماس في السابع من أكتوبر.. الشاباك حذر نتنياهو من "حرب وشيكة" يعرض الآن Next أردوغان: تركيا تعول على اتخاذ الحكومة المؤقتة في سوريا الخطوات الصحيحة وألاّ تشكل تهديداً لجيرانها يعرض الآن Next ترامب يدرس خيارات من ضمنها ضربات جوية لوقف البرنامج النووي الإيراني وإسرائيل مستعدة للتحرك اعلانالاكثر قراءة تحذير أمريكي: إنفلونزا الطيور قد تؤدي إلى وباء جديد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها حب وجنس في فيلم" لوف" أوراق ومهدئات وخريطة للجولان المحتل.. ما الذي تركه الأسد في مكتبه قبل الرحيل؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام قطاع غزةدونالد ترامبإسرائيلروسياأبو محمد الجولاني الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنيامين نتنياهوضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • «الأغذية العالمي»: هناك حاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لمعالجة بؤر الجوع حول العالم
  • أزمة الطلاب السودانيين في تشاد تثير جدلا بمنصات التواصل
  • «الجيش السوداني» يتقدّم بمحاور مختلفة و«الجوع» يهدد 26 مليون شخص
  • فايننشال تايمز: ندرة الدقيق تفاقم أزمة الجوع في غزة
  • ساعات الأسد الأخيرة قبل الفرار.. ترك أغراضه الشخصية وطعامه على الموقد
  • «قيود جديدة» على دخول السودانيين إلى مصر
  • إضاءات مهمة في هذه العتمة الحالكة
  • حزب الله يدفع الاموال للمتضررين
  • محاكمة كوشيب تجدد جدل “مكان” البشير
  • الغارديان: الخوف من تصاعد العنف بين الفصائل المسلحة يدفع 100 ألف سوري للجوء إلى المناطق الكردية