مفتي الجمهورية: الأخلاق أصل متفق عليه في الديانات السماوية
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الدين ليس مجرد مجموعة من العبادات أو الشعائر، بل هو الطريق الذي ينظم العلاقة بين العبد وربه بشكل صحيح وسليم، مما يؤدي إلى تحقيق الصلاح في الحياة الدنيا والفوز بالنعيم في الآخرة.
وأضاف مفتى الديار المصرية، في تصريح له: "الدين جاء ليضع الإطار الصحيح لهذه العلاقة، ومن خلاله يتحقق للإنسان التوازن بين مصالحه الدنيوية واحتياجاته الروحية"، لافتا إلى أن الدين يتكون من ثلاثة أركان أساسية: العقيدة، والشريعة، والسلوك أو الأخلاق.
مفتي الجمهورية يطالب الحكومة بزيادة حملات التوعية بتنظيم النسل |فيديو
وقال: "هذه الأركان ليست مقتصرة على الشريعة الإسلامية وحدها، بل هي مشتركة بين جميع الرسالات السماوية، من لدن النبي آدم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم،و قد اتفقت الرسالات السماوية على هذه الأصول: أصل العقيدة، وأصل الشريعة، وأصل الأخلاق".
وأشار إلى أن العقيدة هي الركن الأول في الدين، وتعتبر الجانب النظري الذي ينبغي أن يكون ثابتًا في قلب المؤمن، والعقيدة تتضمن الإيمان بالله تعالى، وبملائكته، وبالرسل، وباليوم الآخر، وبالقضاء والقدر، هذه هي أركان الإيمان الستة التي وردت في القرآن الكريم في مواضع عدة، كما جاء في قول الله تعالى: 'آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله'".
وأوضح المفتي أن الإيمان بهذه الأركان هو الأساس الذي يبني عليه المسلم حياته الدينية، مشيرًا إلى أهمية تحقيق هذا الفهم السليم لجميع جوانب الدين لتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور نظير عياد الديانات السماوية الأخلاق المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
هل الإيمان بنظرية التطور يعني الإلحاد؟
سالي علي
بدايةً، لا يوجد في نظرية التطور أو افتراضاتها ما ينفي وجودِ الخالق أو المدبِّر، على العكس تمامًا، تعتبر نظرية التطور تفسيرًا علميًا للتنوعِ الهائل في الكائنات الحيَّة بناءً على آلياتٍ طبيعية يُمكن دراستها وفهمها بأسلوبٍ تجريبي خاضع للاختبار والتكرار، وهذا النهج العلمي هو ما دفعَ تشارلز داروين إلى تسمية كتابه الشهير "أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي أو بقاء الأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة".
إن النظرية الحديثة للتطور تختلف بعض الشيء عن النسخة الأصلية التي طرحها داروين؛ حيث تقوم على قوانين علمِ الوراثة (Genetics) وعلم البيئة (Ecology). هدفها الأساسي تفسير الظواهر البيولوجية من منظور علمي وتاريخي، وليسَ في ذلك ما يناقضُ وجودَ الخالق تمامًا كما أنّ فهم الظواهر الطبيعية في علم الفيزياء أو الكيمياء لا يتعارضُ مع الإيمان بالخالق.
داروين نفسهُ أعربَ عن دهشته من رفض البعض لنظريته على أساس ديني، قائلًا في إحدى مذكراته: "يمكننا السماح للأقمار، والكواكب، والنجوم، وحتى النظم الكونية بأنّ تكون محكومة بقوانين، لكننا نصّر أنّ أصغر الحشرات خُلقت بفعل خاص وفوري".
حقيقةً تهدف هذه المقالة إلى استعراض مواقف المؤسسات الدينية والعلماء المؤمنين من نظرية التطور، وإظهار الأدلة التي تؤكّد أنّ النظرية ليست متعلقة بالإلحاد أو الكفر بالخالق، هي ببساطة نظرية علمية تسعى إلى تفسير بعضِ الظواهر الطبيعية.
وغالبًا ما يُهاجم أنصار "الخلق المباشر" نظرية التطور بدعوى تعارضها مع النصوص الدينية المتعلقة بخلقِ آدم وحواء، معتبرين أنّها تهدفُ إلى هدم الأديان أو تقويض مصداقية القصص الدينية.
ولكن نظرية التطور لا تتعلق فقط بنشأة الإنسان؛ بل تسعى لتفسير نشأة جميع الكائنات الحية، الإنسان هنا مجرد نوع واحد ضمن هذا السياق. كما تتعارض النظرية مع التفسيرات الحرفية لقصة آدم وحواء، لكنها لا تتعارض مع التفسيرات الرمزية أو المعنوية للقصة.
والخلقيون أنفسهم غالبًا ما يقبلون التفسيرات الرمزية لخلقِ السماوات والأرض في ستّة أيام، لكنهم يصرّون على حرفية قصة خلق الإنسان، رغمَ أنّ ذلك ليس ضروريًا لمواءمة النصوصِ الدينية مع العلم الحديث.
وثمة شواهد على حيادية النظرية، منها:
علماء يؤمنون بنظرية التطور؛ فقد أظهرت دراسة أجريت عام 1997 على ألف عالم مدرجين في قائمة "رجال ونساء العلم الأمريكان" أن 40% منهم يؤمنون بحدوث التطور ولكنهم يعتقدون أن الله أرشد هذه العملية. وفي دراسة أجراها معهد Pew Research عام 2009، ظهر أن 8% من علماء رابطة تقدم العلوم الأمريكية (AAAS) يعتقدون أنّ التطور حدث بتوجيه إلهي، بينما 87% يرونه نتيجة لقوانين الطبيعة وحدها، دونَ أن يعني ذلك أنهم ملاحدة بالضرورة. العلم والدين متكاملان؛ فالرابطة الأمريكية لتقدّم العلوم نشرت مواد علمية تدعو إلى فهم العلاقة بين الدين ونظرية التطور، موضحة أن النظرية لا تناقض الإيمان، بل تسير في إطار فهم أعمق للخلق.لذا وختامًا نصل إلى أن نظرية التطور ليست قضية إيمانية بقدر ما هي نظرية علمية تسعى لتفسير التنوع البيولوجي. قبول النظرية لا يعني رفض وجود الخالق؛ بل يمكن أن يُنظر إليها كوسيلة لفهم قوانين الطبيعة التي وضعها الخالق نفسه، ما يدعو للدهشة هو أن الجدل حولها ينشأ غالبًا بسبب سوء الفهم أو التفسيرات الحرفية للنصوص الدينية، وليس بسبب تعارض حقيقي بين العلم والدين.