عربي21:
2025-05-02@14:15:46 GMT

لماذا يتجاهلون مأساة عبد اللطيف اخريف؟

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

ليس شرطا رئيسيا أن تحظى صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي بمتابعة قياسية وتهتف الجماهير باسمك ليل نهار كي تصبح قصتك جديرة بأن تروى، رغم أن موازين "الإنسانية الجديدة" اختلت في عصرنا الحالي ولها مواصفات معينة ينبغي توفرها كي تصنف في خانة من يستحقون "الرثاء" والنبش في دواوين العرب القديمة عن مصطلحات تفي بالغرض، وبالتالي تحتل "الترند"؛ الهدف الاسمى للكل وسالب العقول والألباب.



مع الأسف قصتنا هذه لا تنطبق عليها "المواصفات المطلوبة"؛ لكنها لا بد أن تحكى وتصل لأن هناك أسرة تكابد وتعاني الأمرّين منذ السادس من تموز/ يوليو الفائت، حين كانت مجموعة من لاعبي فريق اتحاد طنجة المغربي في رحلة بحرية على متن أحد القوارب بشاطئ "ريستينكا" بمدينة المضيق، وبفعل شدة التيار والرياح التي تشتهر بها تلك المنطقة إجمالا تحولت النزهة لمأتم. ورغم نجاح السلطات في إنقاذ اللاعبين باستثناء حالتين؛ الأولى للاعب الواعد سلمان الحراق الذي ما زال مصيره مجهولا لحدود اللحظة، والثانية لبطل قصتنا اليوم لم يعثر له على اثر بعد ايام طويلة من البحث.

الصدمة تكمن في توالي مناشدات الأم المكلومة للسلطات الجزائرية هذه الأيام عبر بعض المنابر الاعلامية من اجل اتمام الاجراءات وإنهاء هذا الكابوس الذي تعيشه الاسرة منذ أكثر من خمسة أشهر
ظل اللاعب "عبد اللطيف اخريف" مختفيا لأكثر من شهر حتى وصل الخبر اليقين المأساوي لعائلته من الجارة الجزائر، حيث عثر بعض المصطافين الجزائريين أثناء رحلة عبر الدراجات المائية بسواحل "كاب فالكون" في منطقة "عين التراك" بضواحي مدينة وهران على جثته هناك.

تم تداول الخبر في بداية شهر  آب/ أغسطس، وشخصيا ظننت ان الأمور تمت بسلاسة وبالتالي جرى تسليم جثة الشاب لعائلته كي توارى الثرى في مسقط رأسه؛ لكن الصدمة تكمن في توالي مناشدات الأم المكلومة للسلطات الجزائرية هذه الأيام عبر بعض المنابر الاعلامية من اجل اتمام الاجراءات وإنهاء هذا الكابوس الذي تعيشه الاسرة منذ أكثر من خمسة أشهر.

المثير للحنق هنا هذا الصمت المخزي والتجاهل الكارثي إعلاميا لهذه القضية وطوال الأشهر الماضية دون الوصول لمخرج ينهي معاناة أسرة هذا اللاعب؛ بعيدا عن الصراعات السياسية والحسابات الضيقة نحن هنا أمام حالة إنسانية لا ينبغي استغلالها في إطار آخر؛ ومن هذا المنطلق نتساءل: لماذا تم تغييب هذه القضية؟ ألا تستحق تسلق "الترند" على سبيل المثال، أم لأنها إنسانية بحتة ولشاب لم يسعفه القدر في نيل شعبية أكبر ولا ينتمي لبعض النوادي ذات الثقل على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنتفض لمجرد غياب اسم لاعبها المفضل مثلا على لائحة المنتخب الوطني؟

في نفس السياق كنا نتمنى لو تبنت روابط الجماهير قضية "عبد اللطيف اخريف" كما تفعل مع آخرين، من أجل دموع الأم المكلومة التي فقدت فلذة كبدها ورغبتها الوحيدة في إكرام ابنها بالدفن في حضن وطنه ووسط أهله؛ فلماذا هذا التقاعس المشين أمام هذه الحالة الإنسانية؟

والمسؤولية ملقاة أيضا على عاتق العقلاء في الإعلام الجزائري المطالبين بتسليط الضوء على هذا الملف كي يطوى في أسرع الآجال؛ لأنه عار على جبين الأخوة والإنسانية التدحرج نحو القاع بهذا الشكل المهين، مع العلم أن هناك العديد من الأسئلة المطروحة والتي لا بد من الرد عليها درءا لأي تأويلات؛ أولها: لماذا لا نرى بيانات توضيحية حول القضية وما سبب كل هذا التأثير؟ وما نوعية الإجراءات المفترض أنها من الممكن أن تؤخر تحرك الجثمان كل هذه الأشهر؟ وما هي المساطير المتبعة؟ ولماذا يلتزم الطرف الجزائري الصمت طوال هذه الفترة على الأقل من باب تفادي الشبهات المخجلة ضده؟

عموما نتمنى صادقين أن تلقى مناشدات والدي "عبد اللطيف اخريف" آذانا صاغية ويسدل الستار على هذا الملف الإنساني للاعب غادرنا في ريعان شبابه دون أن يتمكن من تحقيق أحلامه في عالم الساحرة المستديرة؛ فرجاء ارحموا دموع الأهل المكلومين..

ختاما، لطالما استوقفتني جملة وردت على لسان شخصية "الحارث بن عباد " في مسلسل "الزير سالم" صاغها الكاتب المبدع الراحل ممدوح عدوان، حين قال على لسانه: "إنك لن تجدع بحرب بني قومك إلا أنفك، ولن تقطع إلا كفك".

واللبيب من الإشارة يفهم..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المغربي الجزائر المغرب الجزائر كرة القدم مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حكم من يكتب جميع أملاكه لبناته لتأمين مستقبلهن.. أمين الإفتاء يوضح

قيام أحد الوالدين بـ كتابة ممتلكاته لبناته أو أحد أبنائه وهو على قيد الحياة أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، بحسب ما قاله الدكتور أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى تصريحات تلفزيونية.

وأشار أمين الفتوى الى أنه طالما أن القصد هو تأمين مستقبل كريم لهن، وليس بهدف الإضرار بباقي الورثة.

دعاء شهر مايو .. اللهم وسع أرزاقنا وأكرمنا من حيث لا نحتسبدعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسبدعاء الستر من الفضيحة.. تقرب إلى الله بهذه الكلمات وكررها بيقيندعاء آخر الليل لتفريج الهم .. كلمتان يكفيانك هموم الدنيا

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،"ما يُكتب في حياة الإنسان لبناته أو أبنائه هو هبة، وليس ميراثًا، ولا يُطبق عليه حكم الميراث الشرعي لأنه لم تنتقل التركة بعد"، موضحًا "من حق الأب أو الأم أن يهب ما يشاء لمن يشاء من ماله ما دام حيًّا، وهذه الهبة لا تخالف الشرع إذا كانت بنية حفظ الكرامة والستر".

وضرب مثالًا على ذلك، قائلًا: "أحيانًا بعد الوفاة، يطالب الورثة ببيع الشقة الوحيدة التي تسكنها البنت أو الأم، وحينها قد تجد البنت نفسها في الشارع دون مأوى.. فأين تذهب؟ وما مصيرها؟"، مشددًا على أن "الدين لا يقبل أن نضيق على الناس هذا الباب".

وفيما يتعلق بالتفاضل بين الأبناء في العطايا، أوضح الشيخ عويضة: "هنا يأتي السؤال: هل العدل بين الأبناء واجب أم مستحب؟ وهذه مسألة فقهية خلافية، لكن الأهم هو النية، وهل التفضيل له مبرر كالحاجة أو الضعف، أم مجرد تمييز بلا سبب".

وأكد أن "ما دام المال في ملك الإنسان، فله أن يتصرف فيه بما يحقق المصلحة والرحمة، دون أن يُتهم بأنه يخرق أحكام الإرث، لأن الإرث لا يبدأ إلا بعد الوفاة".

طباعة شارك حكم من يكتب جميع أملاكه لبناته لتأمين مستقبلهم الميراث الورث حكم كتابة كل الممتلكات للبنات فقط

مقالات مشابهة

  • حكم من يكتب جميع أملاكه لبناته لتأمين مستقبلهن.. أمين الإفتاء يوضح
  • السفير حسين هريدي: ما يحدث في غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة
  • مأساة غزة..القصف، النزوح، الجوع
  • "بعد عام من التحقيقات".. القصة الكاملة لحكم المؤبد علي المتهم بهتك عرض طفل البحيرة (فيديو)
  • عبد اللطيف: اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع الكويت باطلة
  • بعد مأساة ياسين.. أساليب جديدة لحماية الأطفال من التحر.ش تواكب العصر
  • سقط الأربعة وعاش ياسين.. كيف استدرج 4 مجرمين طفل مدرسة دمنهور؟
  • حرب عالمية وأزمات كبرى.. ليلى عبد اللطيف تتصدر المشهد من جديد بتوقعاتها لـ 2025
  • «شجاعة الأم» فجرت القضية.. مأساة الطفل ياسين من «هتك العرض» إلى «الحكم الرادع»
  • مأساة على طريق العبر- الوديعة: وفاة 3 أشقاء وإصابة آخرين في حادث مروّع