الجزيرة:
2025-01-11@07:46:10 GMT

تنافس عسكري ونزوح مستمر في دير الزور السورية

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

تنافس عسكري ونزوح مستمر في دير الزور السورية

دير الزور- تشكل محافظة دير الزور -الواقعة شرقي سوريا ثاني أكبر محافظة من حيث المساحة بعد حمص– نموذجًا مصغرًا لتعقيدات المشهد السوري، حيث تتقاطع فيها مصالح القوى المسيطرة، إذ تزداد معاناة الأهالي بينما تسعى الأطراف المحلية لتعزيز مواقعها، وفي ظل الانقسامات الجغرافية والسياسية، يبقي مستقبل المحافظة رهين التطورات الميدانية التي تعيد تشكيل خريطة السيطرة في سوريا.

ووفقًا لمصادر خاصة للجزيرة نت، عُقد -خلال الساعات القليلة الماضية- اجتماع في بلدة الصالحية عند مدخل دير الزور بين الجنرال الروسي المسؤول عن القوات الروسية في المنطقة، وقادة من قوات سوريا الديمقراطية، ومسؤولين من أفرع الأمن التابعة للنظام، حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على "التعاون في مواجهة الإرهاب".

وبعد الاجتماع، انسحبت الفرقة الرابعة للجيش السوري إلى دمشق، في حين أخلت القوات الإيرانية مواقعها في المحافظة وتمركزت في مدينة البوكمال، بحسب ما أكده الصحفي عبد المعين الدندل في حديثه للجزيرة نت، كما انسحب الحشد الشعبي العراقي إلى داخل الأراضي العراقية عبر معبر البوكمال.

وفي حين خلق هذا الانسحاب السريع حالة من الإرباك في المحافظة، لا يزال الموقف الأميركي غير واضح، لا سيما في ظل الاتفاقيات التي أبرمتها قوات سوريا الديمقراطية مع روسيا، والتي قد تؤثر على إستراتيجية التحالف الدولي في المنطقة.

مركز تجمع للتجنيد الإجباري في منطقة المعامل غربي دير الزور (الجزيرة) تسلسل الأحداث

مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، خرج أهالي محافظة دير الزور -التي يقدّر عدد سكانها بنحو 1.3 مليون نسمة- في مظاهرات سلمية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها سرعان ما تحولت إلى مواجهات مسلحة، أجبرت السكان على حمل السلاح لتحرير مدنهم وقراهم، وبحلول عام 2013، كانت المحافظة تحت سيطرة الفصائل السورية المسلحة بالكامل، باستثناء المطار العسكري وحيي الجورة والقصور.

إعلان

وشهدت نهاية عام 2013 صدامات عنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، والجيش السوري الحر وجبهة النصرة (قبل أن تبدل اسمها إلى جبهة فتح الشام) من جهة أخرى، استمرت نحو 7 أشهر، وانتهت بسيطرة التنظيم على أجزاء كبيرة من المحافظة منتصف عام 2014.

لكن مع حلول عام 2017، بدأ الجيش السوري -مدعوما بقوات إيرانية وروسية- بشن هجمات لاستعادة السيطرة على المنطقة، وفي الوقت نفسه تقدمت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم من التحالف الدولي.

وأسفرت هذه العمليات عن تقسيم المحافظة إلى قسمين على ضفتي نهر الفرات، غربية تحت سيطرة القوات السورية والإيرانية، وشرقية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، باستثناء جيوب صغيرة في غرب النهر، أبرزها القرى السبعة.

ومثلت القرى السبعة الممتدة بين الحسينية غربًا وخشام شرقًا عقبة كبيرة أمام قوات سوريا الديمقراطية، إذ تعتبر جيوبًا للحكومة السورية والفصائل الإيرانية ضمن مناطق سيطرة "قسد"، وتشكل خطرًا أمنيًا مستمرًا بسبب قربها من مواقع التحالف الدولي، كما أنها تسببت بنزوح مستمر للأهالي باتجاه مناطق أخرى مثل العزبة.

من جهة أخرى، تعتبر إيران وجودها في هذه القرى إستراتيجيًا، بسبب الحاضنة البشرية المتمثلة بسكان منطقة حطلة، حيث تستخدم المنطقة لتجنيد عناصر تابعة لها وتوسيع نفوذها.

حجر العثرة

في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حاول مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، مدعومًا من التحالف الدولي، السيطرة على القرى السبعة تحت مسمى معركة العودة، وفقًا لمصادر خاصة للجزيرة نت، حيث بدأ الهجوم بتمهيد مدفعي وتحرك للجرافات لإزالة الحواجز على خطوط التماس.

لكن الهجوم توقف بعد ساعتين فقط، نتيجة وصول تعزيزات من قوات النظام والمليشيات الإيرانية، مما أدى لتنفيذ التحالف الدولي ضربات جوية استهدفت مواقع للحرس الثوري الإيراني.

إعلان

ويقول الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر للجزيرة نت إن "الهجوم على القرى السبعة يعكس رغبة التحالف الدولي بتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة"، مشيرا إلى أن وجود هذه القرى ضمن مناطق سيطرة قسد يشكل خطرًا مزدوجًا على قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، "مما يستوجب تحركًا عسكريًا أكثر تنسيقًا وفعالية لتحقيق أهداف إستراتيجية، لاسيما التوقيت الذي استغلته قسد، مستثمرة نجاح معركة ردع العدوان" حسب قوله.

ويرى الناشط الإعلامي فراس العجيل في حديثة للجزيرة نت أن "توقف المعركة دون تحقيق أهدافها كان رسالة من قسد لإظهار فشل المكون العربي المتمثل بمجلس دير الزور العسكري"، مؤكّدًا أن أي نجاح مستقبلي يتطلب قيادة مباشرة من قسد.

وتسببت الاشتباكات في موجة نزوح جديدة من القرى السبعة، حيث عبر الأهالي جسر الحسينية باتجاه مناطق أكثر أمنًا، ولجؤوا في البداية إلى المدارس، لكن فروع الأمن قامت بطردهم، مما أجبرهم على الاحتماء بالحدائق والمساجد.

ويصف جاسم العلي للجزيرة نت من أهالي دير الزور الوضع الإنساني في المدينة بـ"الكارثي"، مشيرًا إلى معاناة الأطفال والنساء في ظل البرد القارس وغياب المساعدات، أما حامد الخلوف، فقد أوضح أن وجود أقارب له في مدينة دير الزور ساعده على إيجاد مأوى لعائلته، لكنه أكد أن معظم النازحين لم يجدوا حلولا مماثلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات سوریا الدیمقراطیة التحالف الدولی للجزیرة نت دیر الزور

إقرأ أيضاً:

الجيش يستعيد منطقة استراتيجية ويحكم الحصار على ود مدني .. بعد معارك دامت أياماً تبادل الطرفان خلالها السيطرة على المنطقة

استعاد الجيش السوداني السيطرة على منطقة استراتيجية، في ولاية الجزيرة (وسط) على بُعد 40 كيلومتراً من عاصمة الولاية ود مدني، بعد معارك عنيفة استمرت لثلاث ليالٍ، وقالت مصادر الجيش السوداني إن القوات المسلحة استعادت محلية «أم القرى» التابعة لولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، وأحكمت الحصار على مدينة ود مدني حاضرة الولاية، وذلك ضمن محاولات الجيش السوداني استرداد المدينة التي تعد ثانية كبرى مدن السودان. وبثت منصات تابعة للجيش مقاطع فيديو لقواته وهي تنتشر في المنطقة، ولمواطنين فرحين بطرد «قوات الدعم السريع».

وتبعد «أم القرى» عن مدينة ود مدني بنحو 40 كيلومتراً شرقاً، وتعد من المحليات (تقسيم إداري) المهمة في ولاية الجزيرة لكثافتها السكانية، ووقوعها على «سهل البطانة» الخصيب، وتضم عدداً من القرى. ومدينة أم القرى هي حاضرة المحلية التي تحمل الاسم نفسه.

وعود باستعادة ود مدني
وظهر قائد «قوات درع السودان»، المتحالفة مع الجيش، تحت قيادة أبو عاقلة كيكل (منشق من الدعم السريع) منتشياً بما حققته قواته، خلال مقطع فيديو أمام رئاسة محلية «أم القرى» معلناً سيطرته على المنطقة، وقال إن قواته «دحرت ميليشيات الدعم السريع»، وتوعد بتحرير مدينة ود مدني قريباً، ومن ثم استعادة العاصمة القومية الخرطوم.

وانضم كيكل إلى «قوات الدعم السريع» إبان استيلائها على ولاية الجزيرة، في ديسمبر (كانون الأول) 2023، قبل أن ينشق عنها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وينضم للجيش وبرفقته مقاتلين أهليين تحت اسم «درع السودان».

ويشن الجيش منذ الثلاثاء الماضي، هجمات منسقة تستهدف استرداد مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة من محاور عدة، فهناك قوات قادمة من «الفاو» ولاية القضارف شرق، عبر محوري «الخياري، وما يعرف بميجر 5»، وقوات أخرى قادمة من جهة ولاية سنار، وأخرى قادمة من جهة محلية «المناقل» التابعة لولاية الجزيرة.

وأمس (الخميس)، سيطر الجيش على منطقة «الشبارقة» إلى الشرق من ود مدني بنحو 30 كيلومتراً، وعدد من القرى والبلدات التابعة لها، أما في محور «المناقل»، وتبعد عن ود مدني بنحو 70 كيلومترا غرباً، فقد استرد الجيش عدداً من القرى والبلدات التابعة لها، أمّا جهة جنوب الجزيرة أو القوات القادمة من ولاية سنار فقد استعادت، الأربعاء الماضي، السيطرة على منطقة «الحاج عبد الله» نحو 60 كيلومتراً جنوب ود مدني.

ولا تعد سيطرة الجيش على أم القرى هي الأولى، فقد كان قد استرد المنطقة الاستراتيجية في ديسمبر الماضي، قبل أن تستعيدها «قوات الدعم السريع» مرة أخرى بهجوم عكسي.

صمت في الجيش
ولم يصدر تصريح رسمي عن الجيش بشأن الوضع الميداني، لكن منصات موالية لهم نشرت عدداً من مقاطع الفيديو من أم القرى لجنود تابعين للجيش والقوات الحليفة له، بمن فيهم «قوات درع السودان» وقوات الحركات المسلحة المشتركة، داخل المدينة.

وفي ديسمبر 2023 وبمشاركة القوات التابعة لكيكل، استعادت «قوات الدعم السريع» معظم أنحاء ولاية الجزيرة، باستثناء «محلية المناقل»، في حين انسحبت قوات الجيش بالفرقة الأولى دون قتال يذكر. وقال الجيش وقتها إنه يحقق في الانسحاب، ولم تخرج نتائج التحقيق للعلن حتى الآن.

وواجهت «قوات الدعم السريع» اتهامات بارتكاب انتهاكات وفظائع واسعة في ولاية الجزيرة في ود مدني وعدد من القرى والبلدات في الولاية، ما اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح إلى مناطق آمنة داخل السودان واللجوء لبعض بلدان الجوار.

ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فإن أعداداً تراوحت بين 250 و300 ألف شخص فروا من ولاية الجزيرة، بعد استيلاء «قوات الدعم السريع» عليها منتصف ديسمبر 2023، ثم توالت عمليات النزوح في شرقي الجزيرة، بعد المعارك التي دارت هناك بعد انشقاق كيكل عن «الدعم السريع» وإعلان انضمامه للجيش.

كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس  

مقالات مشابهة

  • الجيش يحاصر ود مدني من «3» محاور .. تفاصيل واقع الأوضاع على الأرض
  • الداخلية: قوات الحدود تضيف 83 كم إلى الجدار الكونكريتي على الحدود السورية
  • الجيش يستعيد منطقة استراتيجية ويحكم الحصار على ود مدني .. بعد معارك دامت أياماً تبادل الطرفان خلالها السيطرة على المنطقة
  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على مدينة استراتيجية
  • تحرير الشبارقة أصبحت قوات المليشيا داخل مدينة ود مدني تحت مرمي نيران مدفعية الجيش
  • عاجل | أ ف ب عن قائد قوات سوريا الديمقراطية: اتفقنا مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض مشاريع الانقسام
  • قوات سوريا الديمقراطية: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض مشاريع الانقسام
  • الجوع يطيح بالسودانيين في الصالحة
  • مخالف للقانون الدولي| مندوب مصر بمجلس الأمن: ندين احتلال إسرائيل للأراضي السورية
  • الجيش السوداني يحرر بلدة الحاج عبد الله جنوب مدني بالكامل وقواته تحكم سيطرتها على القرى المجاورة لها