أعلن الجيش اللبناني أن لجنة الإشراف الخماسية الخاصة بآلية تنفيذ ومراقبة اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله ستعقد اجتماعها الأول مطلع الأسبوع المقبل، في حين تستمر إسرائيل في خرق وقف إطلاق النار.

وقال الجيش اللبناني في بيان إن عددا من أعضاء لجنة الإشراف الخماسية ضمن إطار آلية متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، أجروا جولة فوق قطاع جنوب نهر الليطاني للاطلاع على الواقع الميداني جنوبي لبنان.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي.

وتتولى لجنة، برئاسة الجنرال جيفرز وأعضاء من فرنسا ولبنان وإسرائيل، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل"، الإشراف على تطبيق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

خروقات إسرائيلية

بيد أن الجيش الإسرائيلي ما زال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وارتكب اليوم الجمعة نحو 9 خروقات.

ووفق أخبار متفرقة نشرتها الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، تركزت الخروقات اليوم في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور بمحافظة الجنوب (جنوب)، وقضاء عكار بمحافظة عكار (شمال).

إعلان

وتنوعت الخروقات الإسرائيلية بين قصف بالمدفعية والصواريخ، وإطلاق نيران من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وغارات بطيران حربي ومسير.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله"، ارتكبت إسرائيل 150 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان، مما أدى إجمالا إلى سقوط 14 قتيلا و18 مصابا.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4047 قتيلا و16 ألفا و643 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار اتفاق وقف

إقرأ أيضاً:

الردع الهش والمخاطر المحتملة لوقف النار بين لبنان وإسرائيل

يجسّد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله مشهدا معقدا من التوازن غير المستقر، حيث لم تتمكن المواجهة العسكرية بين الطرفين من تحقيق الأهداف الإستراتيجية المعلنة لأي منهما.

ويشير تقدير موقف بعنوان "وقف النار في لبنان: الردع الهش والمخاطر المحتملة"، نشره مركز الجزيرة للدراسات، إلى أن إسرائيل شرعت في عملياتها الحربية بضربات نوعية استهدفت قيادات حزب الله وبنيته التحتية، من خلال سلسلة اغتيالات وهجمات واسعة النطاق بهدف تقويض قدراته وتهميش نفوذه الإقليمي والمحلي. غير أن المقاومة العنيفة التي أبداها حزب الله على الأرض، رغم الخسائر الجسيمة التي تكبدها، أرهقت إسرائيل بتكاليف بشرية وعسكرية كبيرة دفعتها للتراجع عن تحقيق أهدافها بعيدة المدى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسار تجذير حكم العسكر بأفريقياlist 2 of 2مصر وحميدتي.. أسباب التصعيد ومآلاتهend of list

وأكد التقدير أن حزب الله، رغم خسائره البشرية التي قُدرت بالآلاف، إضافة إلى الدمار الواسع الذي طال مناطقه الحاضنة، أدرك أن استمرار الحرب لن يغيّر ميزان القوة أو يتيح له تحقيق مكاسب إستراتيجية حاسمة. وأضاف أن إيران لعبت دورا جوهريا في الضغط على الحزب للقبول بالاتفاق، في ظل مخاوف طهران من أن يؤدي تصعيد الصراع إلى تهديد مصالحها الإقليمية، ولا سيما مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية.

إعلان

وأشار إلى أن الاتفاق تم التوصل إليه بوساطة أميركية في سياق معقد، واستطاع جزئيا تلبية تطلعات الطرفين. ولفت إلى أن الاتفاق اشتمل على خطوات لتنفيذ بنود القرار الأممي 1701، بما في ذلك انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتعزيز دور القوات اللبنانية الرسمية تحت رقابة دولية. ومع ذلك، حذَّر التقدير من الغموض الذي يكتنف بعض البنود المتعلقة بدور الدولة اللبنانية في ضبط السلاح غير الرسمي وتفكيك المنشآت العسكرية غير الشرعية، ما قد يفتح الباب أمام صدامات مستقبلية محتملة.

إسرائيل سعت إلى استثمار الاتفاق سياسيا بالترويج لفكرة تقليص نفوذ الحزب (الأناضول)

وشدّد على أن إسرائيل ترى في الاتفاق فرصة لإعادة صياغة التوازن الأمني في المنطقة، عبر فصل الجبهة اللبنانية عن غزة، مع الاحتفاظ بحقها في استهداف ما تصفه بمصادر التهديد من لبنان وسوريا. في المقابل، أشار التقدير إلى أن حزب الله يتعامل مع الاتفاق باعتباره خطوة تكتيكية مؤقتة، مؤكدا احتفاظه بمقدراته العسكرية واستعداده للتعامل مع أي تهديد مستقبلي.

وتطرق التقدير إلى الدور الإيراني في مسار الاتفاق، مشيرا إلى أن طهران عملت خلف الكواليس على احتواء الأزمة، في محاولة لتجنب تفاقمها إلى مواجهة إقليمية شاملة قد تهدد استقرارها ومصالحها. وأوضح التقدير أن الموقف السوري المتردد وضعف الدعم الذي قدمته دمشق للحزب، إلى جانب الانتقادات الداخلية الموجهة للنظام السوري، أظهرا محدودية قدرة إيران على الاعتماد على حلفائها الإقليميين خلال الأزمات الكبرى.

وخلص إلى أن وقف إطلاق النار لم ينهِ التوترات على الساحة اللبنانية، حيث تظل احتمالات التصعيد قائمة بسبب البنود المبهمة واختلاف المصالح بين الأطراف. وأكد أن حزب الله يرى في صموده العسكري عاملا رئيسيا في دفع إسرائيل للقبول بالاتفاق، لكنه يواجه تحديات كبيرة على صعيد إعادة بناء قاعدته الشعبية التي تضررت بفعل الحرب. أما إسرائيل، فقد سعت إلى استثمار الاتفاق سياسيا بالترويج لفكرة تقليص نفوذ الحزب، لكنها أخفقت في تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في القضاء على تهديده بشكل نهائي.

إعلان

واختتم التقدير بالإشارة إلى أن الحرب أبرزت محدودية مشروع "محور المقاومة"، حيث جاء الدعم الإقليمي لحزب الله أقل مما كان متوقعا في مواجهة واسعة بهذا الحجم. وفي الوقت نفسه، أكدت المقاومة الفلسطينية استقلالية قرارها، رغم الدعم الإيراني الذي ظل محدودا في تأثيره. كما أشار التقدير إلى أن القوة الإسرائيلية، رغم تحقيقها بعض الإنجازات الاستخباراتية والعسكرية في بداية الحرب، لم تتمكن من حسم المعركة عسكريا أو تحقيق أهدافها السياسية بعيدة المدى، وهذا أظهر حدود قدرتها على فرض نتائج حاسمة في صراع معقد كالصراع اللبناني.

وأكد أن الاتفاق يمثل هدنة مؤقتة أكثر من كونه تسوية دائمة، في ظل توازن الردع القلق الذي يترك الباب مفتوحا أمام احتمالات التصعيد. كما أوضح أن التطورات الإقليمية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل معادلات القوة في المنطقة، وهذا يجعل الساحة اللبنانية عرضة لتحولات جديدة.

يمكنكم الاطلاع على النص الكامل لتقدير الموقف "وقف النار في لبنان: الردع الهش والمخاطر المحتملة" من خلال الرابط هنا.

مقالات مشابهة

  • رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
  • أول انسحاب إسرائيلي في لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار
  • أول انسحاب إسرائيلي في لبنان بموجب اتفاق وقف النار
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطالب لجنة الإشراف بالعمل على وقف الخروقات الإسرائيلية
  • عدوان إسرائيلي جديد على لبنان
  • إسرائيل تشن غارات على جنوب لبنان
  • لبنان.. لجنة مراقبة وقف النار تعقد أول اجتماعاتها
  • بالأرقام أكثر من 161 خرقًا.. “إسرائيل” تستبيح وقف إطلاق النار
  • الردع الهش والمخاطر المحتملة لوقف النار بين لبنان وإسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أربعة من جنوده بـقتال في جنوب لبنان