“المساءلة المؤجلة”.. تجعل جهود مواجهة الفساد متعثرة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
6 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في ظل تصاعد الدعوات إلى تعزيز الشفافية في جميع تعاقدات الحكومة العراقية، برزت تصريحات تطالب بالحد من الفساد المالي والإداري وتحقيق إدارة أكثر نزاهة وفعالية لموارد البلاد بالتزامن مع أرقام مخيفة حول الخسائر التي تكبدها العراق جراء الفساد، حيث بلغت ما يقارب 150 مليار دولار منذ 2003، وفق تقارير دولية ومحلية.
مشروعات ضخمة بقيت حبرًا على ورق أو جُسدت بصورة هزيلة بسبب العقود الفاسدة التي استفادت منها قلة، في حقب سابقة، بينما دفع المواطن الثمن غياب الخدمات والبنية التحتية.
واعتبر مغرد أن “المساءلة البرلمانية خطوة ضرورية، لكن التجربة أثبتت أنها تواجه عراقيل سياسية وقانونية في بلد تغيب فيه الشفافية المؤسساتية”.
وقال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم انه “لا یـمكن مـواجـھة الـفساد الـمالـي والإداري مـن دون مؤسـسة قضائیة مستقلة ونزیھة وذات سیادة..وعلى الجمیع دعم ھـذه المؤسـسة وتذلیل العقبات التنفیذیـة أمام إجراءاتھا القانونـیة..فلا أحد فوق الـقانون مھما كانت الـمسمیات والانتماءات”.
قصص العقود الفاسدة في العراق أصبحت مثالًا صارخًا على هدر المال العام. مشروع “ظلام مستمر” كان أحد أبرز الأمثلة، حيث أبرمت عقود بمليارات الدولارات مع شركات طاقة أجنبية لتطوير شبكة الكهرباء، لكن الواقع بقي مظلمًا؛ فالمواطن العراقي لا يزال يعتمد على المولدات الأهلية لسد احتياجاته الأساسية. ووفق ما كشفته مصادر فإن بعض هذه العقود تضمنت مبالغ تصل إلى 10 أضعاف الكلفة الحقيقية، ما أثار تساؤلات عن هوية المستفيدين وغياب آليات الرقابة الحقيقية.
في حديث خاص مع “أحمد الجبوري”، وهو باحث اجتماعي من بغداد، قال: “الفساد المالي والإداري في المشاريع الحكومية لا يقتصر على العقود الكبيرة فقط، بل يتغلغل في كل المستويات، حتى التعاقدات البسيطة لتأهيل المدارس أو تعبيد الطرق”.
ووفق رأيه، فإن الأمر مرتبط بثقافة سياسية واجتماعية تعزز فكرة الإفلات من العقاب.
وأضافت مواطنة تدعى “سارة الخفاجي” في تدوينة على فيسبوك: “حيتان الفساد لا تزال تتصدر المشهد، لكننا بحاجة إلى حركة شعبية تفرض تغييرًا حقيقيًا، كما حدث في احتجاجات تشرين”.
ومن الناحية الاستباقية، يرى محللون أن خطوة تسهيل إجراءات المساءلة البرلمانية التي دعا إليها الحكيم قد تشكل نقلة نوعية في حال تفعيلها فعليًا دون عراقيل. وذكرت آراء متقاطعة أن تطبيق هذه الإجراءات يتطلب أدوات قانونية أكثر قوة، إضافة إلى حماية الشهود والمبلغين عن الفساد، ما يشكل تحديًا حقيقيًا للحكومة الحالية.
وقال مصدر سياسي طلب عدم الكشف عن هويته: “تعزيز الشفافية لا يتعلق فقط بالتشريعات بل بالقدرة على تنفيذها. هناك قوى مستفيدة ستعمل بكل الطرق على تعطيل أي جهود لمكافحة الفساد”. وأضاف أن العقبة الأكبر تكمن في تداخل النفوذ السياسي بالاقتصادي، ما يجعل من الصعب تمييز الجهة المسؤولة عن الإخفاقات.
“مشاريع طموحة تتحول إلى أطلال”، هكذا وصف أحد المواطنين حال العراق في مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحدث عن مشروع مستشفى في إحدى المحافظات الجنوبية، توقفت أعمال إنشائه بعد أن استنزف نصف ميزانيته بسبب خلافات سياسية وشبهات فساد. هذا المشهد يتكرر في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تغيير جذري في إدارة المال العام.
تزداد الحاجة إلى تعزيز الشفافية في العراق، ليس فقط لضمان نزاهة التعاقدات، بل لضمان استعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة. التحدي كبير، لكن الخطوة الأولى تبدأ بكشف الحلقات المظلمة ومحاكمة المتورطين دون استثناء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أمير المدينة المنورة يرعى افتتاح ندوة “جهود المملكة العربية السعودية في صيانة جناب التوحيد والتحذير من الشرك”
المناطق_واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أن نعمة التوحيد والعقيدة من أجلِّ النِّعم، وهي الرسالة العظيمة التي جاء بها سيّد الخلق عليه الصلاة والسلام، وتوارثها أصحابه الكرام من بعده، ثم حمل رايتها السلف الصالح، وأئمة وملوك الدولة السعودية منذ ثلاثمئة عام، وصولًا إلى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، و صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله -.
جاء ذلك خلال رعايته افتتاح ندوة “جهود المملكة العربية السعودية في صيانة جناب التوحيد والتحذير من الشرك”، التي أُقيمت بحضور معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند.
وثمّن سموّه جهودَ الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمبادرات التي تطلقها، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى يأتي امتدادًا لتلك الجهود المباركة.
وخلال الحفل، ألقى معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند كلمة، أكد فيها أن من أعظم الموضوعات التي يُعتنى بها هو توحيد الله جل جلاله، مُبرزًا الجهود الجليلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في ترسيخ عقيدة التوحيد، ومكافحة الشرك والبدع والخرافات.
وأشار معاليه إلى أن المملكة قامت في منهجها ودستورها على التوحيد، كما يتجلى في نصوص النظام الأساسي للحكم، موضحًا أن هذا المنهج الراسخ هو الأساس العظيم الذي قامت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله -، الذي كان له الأثر الأكبر -بعد توفيق الله- في نشر التوحيد وترسيخه، مما نعيش خيره ونعمه في وقتنا الحاضر.
وفي ختام كلمته، رفع معاليه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، ولسمو أمير منطقة المدينة المنورة، على دعمه لفرع الرئاسة العامة بالمنطقة، ورعايته لهذه الندوة.
إثر ذلك، أكد مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينة المنورة، محمد الشقيفي، في كلمته خلال افتتاح الندوة، أن هذه اللقاءات العلمية تمثل إحدى صور النعم التي منَّ الله بها على هذه البلاد المباركة، حيث تُعنى ببيان حق الله على عباده، ونشر البشارة لمن قام بذلك الحق، مؤكدًا أن التوحيد هو أعظم الحقوق التي أمر الله تعالى بها.
وأشار إلى أن الرئاسة العامة للهيئة تؤدي دورها التوعوي والوقائي في بيان الحق والدعوة إليه، وذلك وفق الأنظمة واللوائح، وبدعم سخي من القيادة الرشيدة، التي جعلت من حماية العقيدة وتطبيق الشريعة ركيزة أساسية من ركائز نظام الحكم في المملكة.
ثم شاهد الحضور عرضًا مرئيًا يؤكد أن التوحيد هو الأساس الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية، وهو الركيزة الأولى التي بُني عليها نظام الدولة ومنهجها منذ تأسيسها.
وفي ختام الحفل، تسلّم سمو أمير منطقة المدينة المنورة هدية تذكارية من معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 23 أبريل 2025 - 1:07 صباحًا شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد23 أبريل 2025 - 12:01 صباحًانيوم أول الصاعدين إلى دوري المحترفين السعودي أبرز المواد22 أبريل 2025 - 11:45 مساءًالأندية تصادق على مشروع توثيق 123 عامًا من تاريخ كرة القدم السعودية أبرز المواد22 أبريل 2025 - 11:42 مساءًجامعة أم القرى تنظم “أسبوع اللغة الإنجليزية” أبرز المواد22 أبريل 2025 - 11:39 مساءًالنائب العام: غرفة بلاغات الاحتيال المالي خطوة رائدة في مواجهة الاحتيال بكل حزم وقوة وضمان فاعلية الإجراءات وسرعتها أبرز المواد22 أبريل 2025 - 10:45 مساءًنائب أمير منطقة الرياض يُشرف حفل السفارة الأمريكية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني23 أبريل 2025 - 12:01 صباحًانيوم أول الصاعدين إلى دوري المحترفين السعودي22 أبريل 2025 - 11:45 مساءًالأندية تصادق على مشروع توثيق 123 عامًا من تاريخ كرة القدم السعودية22 أبريل 2025 - 11:42 مساءًجامعة أم القرى تنظم “أسبوع اللغة الإنجليزية”22 أبريل 2025 - 11:39 مساءًالنائب العام: غرفة بلاغات الاحتيال المالي خطوة رائدة في مواجهة الاحتيال بكل حزم وقوة وضمان فاعلية الإجراءات وسرعتها22 أبريل 2025 - 10:45 مساءًنائب أمير منطقة الرياض يُشرف حفل السفارة الأمريكية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الهيئة العامة للطيران المدني تستضيف المعرض المتنقل للتوعية بالأمن السيبراني الهيئة العامة للطيران المدني تستضيف المعرض المتنقل للتوعية بالأمن السيبراني تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن