بوابة الوفد:
2025-01-19@02:25:01 GMT

استهداف الدولة الوطنية

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

تراجع مفهوم الدولة الوطنية وتصاعد دور الفاعلين المسلحين من غير الدول سواء كانت ميليشيات، أو فصائل جهادية، أو عقائدية أيديولوجية، أو شركات أمن على شاكلة فاجنر الروسية هو أحد أبرز تحديات ومهددات بناء الدولة خلال العقدين الأخيرين.

موجة جديدة من استهداف «الدولة الوطنية» فى سياق التصعيد الأخير فى سوريا بعد أكثر من 4 سنوات من الهدوء، وهو ما أعاد للواجهة مرة أخرى إشكاليات «الدولة الوطنية» بمفهومها التقليدى كما حدده أيان براونلى Ian Brownlieعلى أنها أى الدولة شخص قانونى يعترف به القانون الدولى استنادا إلى أربعة أركان هى: إقليم محدد، سكان دائمون، وحكومة فعالة، واستقلال معترف به.

وهى الدولة التى حصنها النظام الدولى بمبادئ السيادة الوطنية، والسيادة الإقليمية، وعدم التدخل.

ما يحدث فى سوريا اليوم هو حلقة جديدة من حلقات التدخل الخارجى وانتهاك السيادة للدولة الوطنية فى سوريا، وهو انتهاك يهدف لتفكيك الدولة الوطنية، وتحويلها لدويلات صغيرة، محكومة بمجموعة من الفصائل والميليشيات تظل فى حالة تناحر وتصارع مع بعضها البعض. هذا الانتهاك يأخذ عدة أشكال وسيناريوهات، تبدأ باللعب على وتر الطائفية والإثنية والعرقية تارة، واستهداف الجيوش الوطنية تارة، والشائعات تارة أخرى، ويتزامن مع ذلك تصاعد ودعم دور الفاعلين من غير الدول خاصة الفصائل والميليشيات المسلحة.

هذا السيناريو الخاص بإضعاف وتفكيك «الدولة الوطنية» فى المنطقة بدأ منذ أكثر من 20 عاما فى العراق، ومن قبلها الصومال، ثم مر قطار التفكيك والاستهداف بكل من: سوريا، ليبيا، واليمن، والسودان، والان عاد قطار التفكيك مرة أخرى للمحطة السورية ليقضى على البقية الباقية من جثة الدولة الوطنية السورية.

خطورة الفاعلين المسلحين من غير الدول تتمثل فى العمل على تقويض الطابع المتجانس لسيادة الدولة الوطنية من خلال المطالبة بالحكم الذاتى الاستراتيجى/الإقليمى من داخل حدود الدولة. ومن جانب آخر تدويل الصراعات الداخلية المحلية بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية من خلال إشراك الأطراف الخارجية الفاعلة، وسوريا النموذج الأبرز على ذلك، فالقرار الوطنى السورى أصبح بيد روسيا، تركيا، وإيران. حيث يمارس الأطراف الدولية والإقليمية، إلى جانب طبيعة واتجاه التنافس على مستوى النظام الدولى أشكالًا مختلفة من النفوذ. حيث يتم استخدام الجهات الفاعلة المسلحة من غير الدول كوكلاء بالوكالة إما لاحتواء المنافسين أو القضاء عليهم، أو دعم الأصدقاء والحلفاء.

هذه الضغوط والتدخلات الخارجية، أدت إلى ظهور أنماط مختلفة من التغيير فى سوريا والعراق واليمن، وليبيا، والسودان. فكل صراع يجمع بين مزيج متميز من التطرف وتفكيك الدولة، مع وجود جهات مسلحة تسعى ليس فقط إلى الهيمنة والسيطرة على الأرض والموارد، بل وأيضاً إلى توفير الخدمات العامة كبديل للدولة الوطنية. وعلى هذا النحو، فإنها تطالب بدور مستقل وتخلق نظاماً إقليمياً بديلاً إلى جانب سيادة الدولة أو فى بعض الحالات بدلاً منها. وهذا يتحدى السلطة الشرعية المعترف بها للدولة الوطنية فى الحكم والسيادة وحيازة القوة، ويحد من قدرتها على الحكم بفعالية على الأراضى المعترف بها دولياً. ومن ثم، فإن الاستحواذ على الأراضى أكثر من مجرد ضرورة عسكرية. 

وحدها مصر هى التى نجت من هذا السيناريو الملعون، بفضل نسيجها الموحد، ومؤسساتها وقيادتها الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة. حفظ الله الوطن، جيش، وشرطة شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استهداف الدولة الوطنية د وليد عتلم الدول الدولة الوطنية القانون الدولي السيادة الوطنية الدولة الوطنیة من غیر الدول فى سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا: نتطلع إلى استعادة مقعدنا في الجامعة العربية

دمشق (وكالات)

أخبار ذات صلة المتحدثة باسم «أوتشا» لـ«الاتحاد»: الشعب السوري عند لحظة تاريخية والحماية حق للجميع مساعدات أوروبية بـ 235 مليون يورو لسوريا ودول الجوار

أعرب وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، أمس، عن التطلع إلى عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية. وقال الشيباني، خلال مؤتمر صحفي مع حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في دمشق، أمس: «نعمل على عقد مؤتمر وطني يضم مختلف مكونات الشعب السوري»، مشيراً إلى أنهم يعملون على توفير البيئة الآمنة لعودة السوريين. ودعا الدول العربية إلى المساهمة في جهود إعادة الإعمار، مشيراً إلى أنهم على استعداد لتقديم كل التسهيلات للاستثمار في سوريا. وأضاف: «مستمرون في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة ونناشد المجتمع الدولي لإعادة النظر في العقوبات»، مؤكداً التزامهم بتحقيق الاستقرار والأمن الاقتصادي والسياسي في البلاد. 
وقال الشيباني: إن «سوريا فاعل أساسي لا يمكن تهميشه في الدول العربية، ونأمل أن تستعيد دورها قريباً»، لافتاً إلى أن «سوريا ستلعب دوراً فعالاً ومنسجماً في جامعة الدول العربية».
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي: «كُلّفت من قبل الأمين العام بهدف التعرّف على القيادة الجديدة في سوريا»، مضيفاً «جمعنا حديث مطوّل وصريح مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تشكل هذه الزيارة بالنسبة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية أساساً في إعداد تقرير لجميع الدول الأعضاء حول الوضع في سوريا».
وأشار الأمين العام المساعد إلى أن سوريا بلد محوري وما يدور فيه يخص العرب جميعاً، مضيفاً: ما يحدث في سوريا يؤثر على الأمن القومي العربي.
ولفت إلى اهتمام الدول الأعضاء في الجامعة العربية بما يحدث في سوريا، قائلاً: «دورنا في الجامعة أن نستمع ونقدم رؤيتنا لنكون على نفس الموجة، فيما يتعلّق بتطورات الأحداث في سوريا».
وكان وفد رفيع المستوى من الجامعة العربية برئاسة حسام زكي الأمين العام المساعد والممثل الشخصي للأمين العام وصل إلى دمشق، حيث استقبله القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وأمس الأول، أعلنت المفوضة الأوروبية المكلفة إدارة الأزمات حاجة لحبيب من دمشق إطلاق حزمة مساعدات إنسانية جديدة مخصصة لسوريا ودول الجوار بقيمة 235 مليون يورو.
وعبّرت لحبيب التي التقت رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق، عن إعجابها برغبته في إحلال السلام في بلاده وجعل الأوروبيين حلفاء، مضيفة «ما سمعته مشجع حقاً، وفيه كثير من الحكمة، لكننا الآن بحاجة إلى تحرك» من جانب السلطات الجديدة. 
وفي سياق آخر، قال مسؤول بالأمم المتحدة: إن القوات الإسرائيلية تواصل البناء في المنطقة العازلة التي تمت إقامتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، وأقامت معدات اتصال وحواجز طرق. وقال الميجور جنرال باتريك جوشات، القائم بأعمال قائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي تعرف باسم «اندوف»، والتي تقوم بدوريات في المنطقة: إن القوة أبلغت إسرائيل بأن وجودها وأفعالها تنتهك الاتفاق. 
ودخلت إسرائيل المنطقة قائلة إنها خطوة مؤقتة لمنع المسلحين من احتلالها في أعقاب سقوط النظام السوري السابق. وقال جوشات: إن سكان المنطقة يريدون من القوات الإسرائيلية أن «تغادر قراهم وأن ترفع حواجز الطرق التي تعيق أعمالهم الزراعية».

مقالات مشابهة

  • سوريا: نتطلع إلى استعادة مقعدنا في الجامعة العربية
  • عبد العاطي: مصر لا تتدخل في شئون الدول وبوصلة السياسة الخارجية المصلحة الوطنية
  • سوريا تتطلع للعودة إلى الجامعة العربية
  • الجامعة العربية تدين استهداف سد مروي وتعتبره انتهاك جديد لمبادئ القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني
  • الشيباني: سوريا تتطلع للعودة إلى الجامعة العربية
  • مصر لمن يبنيها.. خطوات الدولة لتعزيز الوحدة الوطنية والتنمية المجتمعية
  • الجامعة العربية تدين استهداف سد مروي وتعتبره انتهاك لمبادئ القوانين الدولية والقانون الانساني
  • الجامعة العربية تدين استهداف سد مروي كخرق للقوانين الدولية والإنسانية
  • عاجل.. جامعة الدول العربية: استهداف سد مروي انتهاك جديد لمبادئ القوانين الدولية
  • الجامعة العربية تدين استهداف سد مروي