بوابة الوفد:
2025-04-01@06:59:06 GMT

استهداف الدولة الوطنية

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

تراجع مفهوم الدولة الوطنية وتصاعد دور الفاعلين المسلحين من غير الدول سواء كانت ميليشيات، أو فصائل جهادية، أو عقائدية أيديولوجية، أو شركات أمن على شاكلة فاجنر الروسية هو أحد أبرز تحديات ومهددات بناء الدولة خلال العقدين الأخيرين.

موجة جديدة من استهداف «الدولة الوطنية» فى سياق التصعيد الأخير فى سوريا بعد أكثر من 4 سنوات من الهدوء، وهو ما أعاد للواجهة مرة أخرى إشكاليات «الدولة الوطنية» بمفهومها التقليدى كما حدده أيان براونلى Ian Brownlieعلى أنها أى الدولة شخص قانونى يعترف به القانون الدولى استنادا إلى أربعة أركان هى: إقليم محدد، سكان دائمون، وحكومة فعالة، واستقلال معترف به.

وهى الدولة التى حصنها النظام الدولى بمبادئ السيادة الوطنية، والسيادة الإقليمية، وعدم التدخل.

ما يحدث فى سوريا اليوم هو حلقة جديدة من حلقات التدخل الخارجى وانتهاك السيادة للدولة الوطنية فى سوريا، وهو انتهاك يهدف لتفكيك الدولة الوطنية، وتحويلها لدويلات صغيرة، محكومة بمجموعة من الفصائل والميليشيات تظل فى حالة تناحر وتصارع مع بعضها البعض. هذا الانتهاك يأخذ عدة أشكال وسيناريوهات، تبدأ باللعب على وتر الطائفية والإثنية والعرقية تارة، واستهداف الجيوش الوطنية تارة، والشائعات تارة أخرى، ويتزامن مع ذلك تصاعد ودعم دور الفاعلين من غير الدول خاصة الفصائل والميليشيات المسلحة.

هذا السيناريو الخاص بإضعاف وتفكيك «الدولة الوطنية» فى المنطقة بدأ منذ أكثر من 20 عاما فى العراق، ومن قبلها الصومال، ثم مر قطار التفكيك والاستهداف بكل من: سوريا، ليبيا، واليمن، والسودان، والان عاد قطار التفكيك مرة أخرى للمحطة السورية ليقضى على البقية الباقية من جثة الدولة الوطنية السورية.

خطورة الفاعلين المسلحين من غير الدول تتمثل فى العمل على تقويض الطابع المتجانس لسيادة الدولة الوطنية من خلال المطالبة بالحكم الذاتى الاستراتيجى/الإقليمى من داخل حدود الدولة. ومن جانب آخر تدويل الصراعات الداخلية المحلية بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية من خلال إشراك الأطراف الخارجية الفاعلة، وسوريا النموذج الأبرز على ذلك، فالقرار الوطنى السورى أصبح بيد روسيا، تركيا، وإيران. حيث يمارس الأطراف الدولية والإقليمية، إلى جانب طبيعة واتجاه التنافس على مستوى النظام الدولى أشكالًا مختلفة من النفوذ. حيث يتم استخدام الجهات الفاعلة المسلحة من غير الدول كوكلاء بالوكالة إما لاحتواء المنافسين أو القضاء عليهم، أو دعم الأصدقاء والحلفاء.

هذه الضغوط والتدخلات الخارجية، أدت إلى ظهور أنماط مختلفة من التغيير فى سوريا والعراق واليمن، وليبيا، والسودان. فكل صراع يجمع بين مزيج متميز من التطرف وتفكيك الدولة، مع وجود جهات مسلحة تسعى ليس فقط إلى الهيمنة والسيطرة على الأرض والموارد، بل وأيضاً إلى توفير الخدمات العامة كبديل للدولة الوطنية. وعلى هذا النحو، فإنها تطالب بدور مستقل وتخلق نظاماً إقليمياً بديلاً إلى جانب سيادة الدولة أو فى بعض الحالات بدلاً منها. وهذا يتحدى السلطة الشرعية المعترف بها للدولة الوطنية فى الحكم والسيادة وحيازة القوة، ويحد من قدرتها على الحكم بفعالية على الأراضى المعترف بها دولياً. ومن ثم، فإن الاستحواذ على الأراضى أكثر من مجرد ضرورة عسكرية. 

وحدها مصر هى التى نجت من هذا السيناريو الملعون، بفضل نسيجها الموحد، ومؤسساتها وقيادتها الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة. حفظ الله الوطن، جيش، وشرطة شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استهداف الدولة الوطنية د وليد عتلم الدول الدولة الوطنية القانون الدولي السيادة الوطنية الدولة الوطنیة من غیر الدول فى سوریا

إقرأ أيضاً:

السفارة الأميركية في سوريا تحذر من تزايد مخاطر وقوع هجمات  

 

 

دمشق - حذرت سفارة الولايات المتحدة في سوريا رعاياها من تزايد مخاطر وقوع هجمات خلال عيد الفطر في الأيام المقبلة.

وقالت السفارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الجمعة إنّ "وزارة الخارجية الأميركية تحذر المواطنين الأميركيين من تزايد خطر الهجمات خلال الاحتفال بعيد الفطر، والتي قد تستهدف السفارات والمنظمات الدولية والمؤسسات السورية العامة في دمشق".

وأضاف البيان أنّ "أساليب الهجوم قد تشمل... مهاجمين أو رجالا مسلّحين أو استخدام عبوات ناسفة"، من دون تفاصيل إضافية.

ولا تزال الأوضاع الأمنية في سوريا غير مستقرّة منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، في أعقاب حرب استمرّت حوالى 14 عاما، اندلعت بعد قمع عنيف لاحتجاجات مناهضة للحكومة في العام 2011.

ونصحت واشنطن مواطنيها بعدم التوجّه إلى سوريا "بسبب المخاطر الكبيرة للإرهاب والاضطرابات المدنية والخطف واحتجاز الرهائن والصراع المسلّح والاعتقال التعسّفي"، وفق البيان. وكانت السفارة قد أوقفت أنشطتها في سوريا في العام 2012.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي السبت إن "رسائل وجهت إلى المواطنين الفرنسيين الموجودين حاليا في سوريا حول ارتفاع خطر الإرهاب".

وقال موظف في هيئة تابعة للأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته "وصلت إلى موظفي منظمات دولية تعمل في سوريا رسائل بريدية تحذيرية من أماكن التجمعات (مع ضرورة) اتخاذ اجراءات الحيطة والحذر خلال الاسبوع المقبل".

وكانت سوريا التي دمّرتها الحرب لسنوات معقلا لعدد لا يحصى من الجماعات المسلحة والمقاتلين بمن فيهم جهاديون.

وتواجه السلطات الانتقالية في سوريا مهمة شاقة تتمثل في الحفاظ على الأمن في بلد متنوع إتنيا ودينيا.

وقالت وزارة الداخلية السورية السبت إن قواتها دهمت "أحد أوكار فلول النظام البائد في حي الوعر بحمص" في وسط البلاد، "كما عثرت على أسلحة ومتفجرات كانت مُعدَّة لتنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة".

والشهر الماضي، أوقفت السلطات شخصا يشتبه في أنه قيادي في تنظيم الدولة الإسلامية بتهمة التخطيط لتفجير مزار شيعي قرب دمشق.

وكانت المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات السورية الجديدة أنها أحبطت هجوما للتنظيم المتطرف.

استولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية، وأعلن "دولة الخلافة" عبر الحدود عام 2014.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بدعم الولايات المتحدة من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية إقليميا عام 2019، لكنّ الجهاديين ما زالوا يتحركون في البادية الشاسعة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • ترامب: قد أزور السعودية و قطر والإمارات ودولا أخرى الشهر المقبل
  • نعيم قاسم: العدوان تجاوز كل حدّ وسنعود إلى خيارات أخرى
  • الإدارة الذاتية: أي حكومة لا تعبّر عن التعدد لن تستطيع إدارة سوريا
  • وزير المالية:15,1مليار جنيه للعلاج على نفقة الدولة بالموازنة الجديدة
  • حزب الله: سنعود إلى خيارات أخرى إذا لم توقف إسرائيل ضرباتها على لبنان
  • بعد انقسام الدول حول موعده.. لماذا يختلف موعد عيد الفطر؟.. شاهد
  • في كلمة بمناسبة عيد الفطر.. الرئيس اليمني: تحرير صنعاء بات “خطوة قريبة”
  • الأحد عيد الفطر في هذه الدول.. والمتمم لرمضان في أخرى
  • السفارة الأميركية في سوريا تحذر من تزايد مخاطر وقوع هجمات  
  • عاجل : غدا الأحد أول أيام عيد الفطر في اليمن ودول أخرى وييدأ العيد يوم الإثنين في هذه الدول