بوابة الوفد:
2025-02-23@00:11:39 GMT

استهداف الدولة الوطنية

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

تراجع مفهوم الدولة الوطنية وتصاعد دور الفاعلين المسلحين من غير الدول سواء كانت ميليشيات، أو فصائل جهادية، أو عقائدية أيديولوجية، أو شركات أمن على شاكلة فاجنر الروسية هو أحد أبرز تحديات ومهددات بناء الدولة خلال العقدين الأخيرين.

موجة جديدة من استهداف «الدولة الوطنية» فى سياق التصعيد الأخير فى سوريا بعد أكثر من 4 سنوات من الهدوء، وهو ما أعاد للواجهة مرة أخرى إشكاليات «الدولة الوطنية» بمفهومها التقليدى كما حدده أيان براونلى Ian Brownlieعلى أنها أى الدولة شخص قانونى يعترف به القانون الدولى استنادا إلى أربعة أركان هى: إقليم محدد، سكان دائمون، وحكومة فعالة، واستقلال معترف به.

وهى الدولة التى حصنها النظام الدولى بمبادئ السيادة الوطنية، والسيادة الإقليمية، وعدم التدخل.

ما يحدث فى سوريا اليوم هو حلقة جديدة من حلقات التدخل الخارجى وانتهاك السيادة للدولة الوطنية فى سوريا، وهو انتهاك يهدف لتفكيك الدولة الوطنية، وتحويلها لدويلات صغيرة، محكومة بمجموعة من الفصائل والميليشيات تظل فى حالة تناحر وتصارع مع بعضها البعض. هذا الانتهاك يأخذ عدة أشكال وسيناريوهات، تبدأ باللعب على وتر الطائفية والإثنية والعرقية تارة، واستهداف الجيوش الوطنية تارة، والشائعات تارة أخرى، ويتزامن مع ذلك تصاعد ودعم دور الفاعلين من غير الدول خاصة الفصائل والميليشيات المسلحة.

هذا السيناريو الخاص بإضعاف وتفكيك «الدولة الوطنية» فى المنطقة بدأ منذ أكثر من 20 عاما فى العراق، ومن قبلها الصومال، ثم مر قطار التفكيك والاستهداف بكل من: سوريا، ليبيا، واليمن، والسودان، والان عاد قطار التفكيك مرة أخرى للمحطة السورية ليقضى على البقية الباقية من جثة الدولة الوطنية السورية.

خطورة الفاعلين المسلحين من غير الدول تتمثل فى العمل على تقويض الطابع المتجانس لسيادة الدولة الوطنية من خلال المطالبة بالحكم الذاتى الاستراتيجى/الإقليمى من داخل حدود الدولة. ومن جانب آخر تدويل الصراعات الداخلية المحلية بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية من خلال إشراك الأطراف الخارجية الفاعلة، وسوريا النموذج الأبرز على ذلك، فالقرار الوطنى السورى أصبح بيد روسيا، تركيا، وإيران. حيث يمارس الأطراف الدولية والإقليمية، إلى جانب طبيعة واتجاه التنافس على مستوى النظام الدولى أشكالًا مختلفة من النفوذ. حيث يتم استخدام الجهات الفاعلة المسلحة من غير الدول كوكلاء بالوكالة إما لاحتواء المنافسين أو القضاء عليهم، أو دعم الأصدقاء والحلفاء.

هذه الضغوط والتدخلات الخارجية، أدت إلى ظهور أنماط مختلفة من التغيير فى سوريا والعراق واليمن، وليبيا، والسودان. فكل صراع يجمع بين مزيج متميز من التطرف وتفكيك الدولة، مع وجود جهات مسلحة تسعى ليس فقط إلى الهيمنة والسيطرة على الأرض والموارد، بل وأيضاً إلى توفير الخدمات العامة كبديل للدولة الوطنية. وعلى هذا النحو، فإنها تطالب بدور مستقل وتخلق نظاماً إقليمياً بديلاً إلى جانب سيادة الدولة أو فى بعض الحالات بدلاً منها. وهذا يتحدى السلطة الشرعية المعترف بها للدولة الوطنية فى الحكم والسيادة وحيازة القوة، ويحد من قدرتها على الحكم بفعالية على الأراضى المعترف بها دولياً. ومن ثم، فإن الاستحواذ على الأراضى أكثر من مجرد ضرورة عسكرية. 

وحدها مصر هى التى نجت من هذا السيناريو الملعون، بفضل نسيجها الموحد، ومؤسساتها وقيادتها الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة. حفظ الله الوطن، جيش، وشرطة شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استهداف الدولة الوطنية د وليد عتلم الدول الدولة الوطنية القانون الدولي السيادة الوطنية الدولة الوطنیة من غیر الدول فى سوریا

إقرأ أيضاً:

إطلاق أسماء الأئمة والملوك على ميادين الرياض.. تعزيز للهوية الوطنية

يعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه اللّٰه - بتسمية ميادين الرياض بأسماء الأئمة والملوك، بناء على مارفعه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تأكيدًا على اهتمامه بإبراز إنجازات الأئمة والملوك الذين أسهموا في تأسيس وتوحيد المملكة وتعزيز حضورهم في الذاكرة الوطنية.
كما يعكس اهتمام سمو ولي العهد -حفظه الله- بالامتداد التاريخي والثقافي للدولة السعودية ورموزها وملامح حضارتها منذ تأسيسها وحتى اليوم.
أخبار متعلقة "مرتجعة ومرفوضة".. 4 جُمل عليك معرفة معناها بإجراءات الضمان الاجتماعيبرعاية خادم الحرمين.. ولي العهد يشرّف حفل سباق الخيل الكبير 2025ويجسد الإعلان عن تسميات ميادين الرياض والذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين بناء على ما رفعه سمو ولي العهد - حفظه الله- معاني الولاء والانتماء، ويسلط الضوء على دور الأئمة والملوك في بناء الدولة وتعزيز وحدة أراضيها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خادم الحرمين يوجّه بإطلاق أسماء الأئمة والملوك على 15 ميدانًا بالرياض- اليومالإرث الحضاري السعوديويأتى توقيت تسمية الميادين مواكبةً ليوم التأسيس، وامتدادًا للإرث الحضاري السعودي، حيث تحمل أسماء قادة أسهموا في نهضة المملكة، مما يجعلها شواهد عمرانية تعزز الهوية الوطنية وتوثّق الموروث الثقافي، وارتباط المواطنين بتاريخهم المجيد وقيادتهم الحكيمة.
ويحمل قرار القيادة الرشيدة بتسمية الميادين بأسماء الأئمة والملوك للدولة السعودية، في دلالاته تذكيرًا بإسهاماتهم المباشرة في تأسيس واستقرار وازدهار الدولة السعودية في مراحلها الثلاث وهي امتداد لما ننعم به اليوم من ريادة وازدهار في كافة المجالات.
كما تعكس تسميات ميادين الرياض اهتمام القيادة الرشيدة بالحفاظ على الهوية التاريخية للمملكة، وتعزيز وعي المجتمع بجذورها الراسخة الممتدة لأكثر من 300 عام، بما يؤكد رؤية المملكة لمستقبل يرتكز على إرثها العريق.تسميات ميادين الرياضوتكرّم تسميات ميادين الرياض الرموز الوطنية التي أسهمت في بناء الدولة، مما يعزز مشاعر الفخر والانتماء لدى المواطنين، ويدفعهم إلى التفاعل مع تاريخهم وإدراك دوره في تشكيل حاضرهم ومستقبلهم.
ويجسد الإعلان عن تسميات ميادين الرياض مكانه العاصمة كامتدادٍ لتاريخ الدولة السعودية العريق على مدى 300 عام، حيث تحمل أسماء القادة الذين أسهموا في بناء المملكة وتوحيدها، مما يعكس دور الرياض المحوري في مسيرة النهضة والتنمية.

مقالات مشابهة

  • “المرور” يباشر حادث اصطدام مركبة بـ 12 أخرى متوقفة بالرياض
  • إطلاق أسماء الأئمة والملوك على ميادين الرياض.. تعزيز للهوية الوطنية
  • قرقاش: القادة العرب والنظام القائم على الدولة الوطنية هما صمام الأمان
  • عبد الله ناكر: على الجميع احترام راية الدولة وأي رايات أخرى تعد فتنة
  • نزالات قوية في بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة
  • "الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة" تنطلق السبت من دبي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف معابر حدودية بين سوريا ولبنان
  • سوريا ترفع رسوم تأشيرات دخول عدد من الدول... ماذا عن لبنان؟
  • «الاقتصاد» تُطلق «المنصة الوطنية لمراقبة أسعار السلع الأساسية»
  • مصر وإسبانيا: يجب على سوريا أن لا تمثل ملاذاً أمناَ للإرهابيين وتهديد على الدول المجاورة