بوابة الوفد:
2024-12-12@08:44:01 GMT

استهداف الدولة الوطنية

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

تراجع مفهوم الدولة الوطنية وتصاعد دور الفاعلين المسلحين من غير الدول سواء كانت ميليشيات، أو فصائل جهادية، أو عقائدية أيديولوجية، أو شركات أمن على شاكلة فاجنر الروسية هو أحد أبرز تحديات ومهددات بناء الدولة خلال العقدين الأخيرين.

موجة جديدة من استهداف «الدولة الوطنية» فى سياق التصعيد الأخير فى سوريا بعد أكثر من 4 سنوات من الهدوء، وهو ما أعاد للواجهة مرة أخرى إشكاليات «الدولة الوطنية» بمفهومها التقليدى كما حدده أيان براونلى Ian Brownlieعلى أنها أى الدولة شخص قانونى يعترف به القانون الدولى استنادا إلى أربعة أركان هى: إقليم محدد، سكان دائمون، وحكومة فعالة، واستقلال معترف به.

وهى الدولة التى حصنها النظام الدولى بمبادئ السيادة الوطنية، والسيادة الإقليمية، وعدم التدخل.

ما يحدث فى سوريا اليوم هو حلقة جديدة من حلقات التدخل الخارجى وانتهاك السيادة للدولة الوطنية فى سوريا، وهو انتهاك يهدف لتفكيك الدولة الوطنية، وتحويلها لدويلات صغيرة، محكومة بمجموعة من الفصائل والميليشيات تظل فى حالة تناحر وتصارع مع بعضها البعض. هذا الانتهاك يأخذ عدة أشكال وسيناريوهات، تبدأ باللعب على وتر الطائفية والإثنية والعرقية تارة، واستهداف الجيوش الوطنية تارة، والشائعات تارة أخرى، ويتزامن مع ذلك تصاعد ودعم دور الفاعلين من غير الدول خاصة الفصائل والميليشيات المسلحة.

هذا السيناريو الخاص بإضعاف وتفكيك «الدولة الوطنية» فى المنطقة بدأ منذ أكثر من 20 عاما فى العراق، ومن قبلها الصومال، ثم مر قطار التفكيك والاستهداف بكل من: سوريا، ليبيا، واليمن، والسودان، والان عاد قطار التفكيك مرة أخرى للمحطة السورية ليقضى على البقية الباقية من جثة الدولة الوطنية السورية.

خطورة الفاعلين المسلحين من غير الدول تتمثل فى العمل على تقويض الطابع المتجانس لسيادة الدولة الوطنية من خلال المطالبة بالحكم الذاتى الاستراتيجى/الإقليمى من داخل حدود الدولة. ومن جانب آخر تدويل الصراعات الداخلية المحلية بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية من خلال إشراك الأطراف الخارجية الفاعلة، وسوريا النموذج الأبرز على ذلك، فالقرار الوطنى السورى أصبح بيد روسيا، تركيا، وإيران. حيث يمارس الأطراف الدولية والإقليمية، إلى جانب طبيعة واتجاه التنافس على مستوى النظام الدولى أشكالًا مختلفة من النفوذ. حيث يتم استخدام الجهات الفاعلة المسلحة من غير الدول كوكلاء بالوكالة إما لاحتواء المنافسين أو القضاء عليهم، أو دعم الأصدقاء والحلفاء.

هذه الضغوط والتدخلات الخارجية، أدت إلى ظهور أنماط مختلفة من التغيير فى سوريا والعراق واليمن، وليبيا، والسودان. فكل صراع يجمع بين مزيج متميز من التطرف وتفكيك الدولة، مع وجود جهات مسلحة تسعى ليس فقط إلى الهيمنة والسيطرة على الأرض والموارد، بل وأيضاً إلى توفير الخدمات العامة كبديل للدولة الوطنية. وعلى هذا النحو، فإنها تطالب بدور مستقل وتخلق نظاماً إقليمياً بديلاً إلى جانب سيادة الدولة أو فى بعض الحالات بدلاً منها. وهذا يتحدى السلطة الشرعية المعترف بها للدولة الوطنية فى الحكم والسيادة وحيازة القوة، ويحد من قدرتها على الحكم بفعالية على الأراضى المعترف بها دولياً. ومن ثم، فإن الاستحواذ على الأراضى أكثر من مجرد ضرورة عسكرية. 

وحدها مصر هى التى نجت من هذا السيناريو الملعون، بفضل نسيجها الموحد، ومؤسساتها وقيادتها الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والشرطة. حفظ الله الوطن، جيش، وشرطة شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استهداف الدولة الوطنية د وليد عتلم الدول الدولة الوطنية القانون الدولي السيادة الوطنية الدولة الوطنیة من غیر الدول فى سوریا

إقرأ أيضاً:

دق سلف .. هويتنا الوطنية هي ميثاق الدولة

دق سلف هويتنا الوطنية هي #ميثاق_الدولة
#مهند_الهندي / دبي
تكمن قوة القرآن الكريم في قدرته على التأثير في النفوس وتوجيه السلوك، والتأكيد على عمق الاخوة والمحبة بين الناس وذلك يتجسد في الوحدة الوطنية لابناء الشعب الواحد فالوحدة الوطنية فريضة شرعية لقول الله سبحانه وتعالى: ‘ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم …’، وقوله تعالى : ‘ يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم”، لقد أكدت الآيات القرآنية على تعزيز الوحدة الوطنية من خلال توجيه الناس نحو القيم الإسلامية السامية وتعاليمهم السمحه من خلال التعاون، التسامح، المساواة، العدل ، المحبة والتعلم.
الوحده والتعايش : حث القرآن الكريم على التوحيد والإخلاص في العبادة، والتعايش والتقارب وتبادل المنافع والمصالح مع مخالفيه وليس من لوازم الإيمان القطيعة مع الناس ورفض العيش والتصالح معهم، الأمر الذي يعزز الوحدة بين المسلمين وغير المسلمين ويجعلهم يتعايشون في سلام.
المساواة والعدل : نص القرآن الكريم على أهمية المساواة والعدل بين الناس، فلم يفرق بين الناس على اساس العرق أو اللون أو الثقافة بل جعل الميزان بينهم قائم على اساس التقوى، وهو الأمر الذي يعزز الوحدة الوطنية ويقوي روح المواطنة.
المحبة والتسامح : كذلك حث القرآن الكريم بالحب والتسامح والصفح وحسن التعايش مع كافة البشر ومحبة الخلق، ووطد في نفوس البشر عددا من المفاهيم والاسس من أجل ترسيخ هذا الخلق العظيم ليكون معها وحده متينة من الأخلاق الراقية والتي بدورها تسهم في وحدة الامة في مجتمعاتنا .
التعلم والتعاون : من المعلوم أن للعلم والتعلم مكانة عظيمة في ديننا الاسلامي فقد اعتنى ديننا أعظم عناية بالعلوم الشرعية والكونية وسائر العلوم النافعة للانسان في شتى المجالات ويشجع على التعاون والتضامن في مجالات الحياة المختلفة، مما يعزز الوحدة الوطنية ويساهم في تقدم الأمة.
القيم الأخلاقية: يعلم القرآن الكريم القيم الأخلاقية السامية مثل الصدق والأمانة والعفة والشجاعة والتسامح والعدل وغيرها، وهذه القيم تعزز الوحدة الوطنية وتشجع على بناء مجتمع مترابط ومتكافل
يشير مفهوم الهوية الوطنية إلى “مجموعة من السمات والمعتقدات والأفكار والقيم المجتمعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي تكونت خلال فترة زمنية طويلة وتميز مجتمعا عن غيره وتجعل من أفرادها يشعرون بالفخر للانتماء لها”، وللهوية الوطنية تأثير كبير على منظومة القيم الثقافية والفكرية التي يتبناها أفراد المجتمع، كما تؤثر على التركيب الشخصي للفرد وصفاته الشخصية واتجاهاته الاجتماعية والسياسية المستمدة من ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده المتمثلة في الحكمة والصبر والتعاون والتسامح مع الآخر، والتعاطي مع الأحداث والأزمات والتصرفات التي يتبعها الفرد في مختلف المواقف الحياتية، كما إنها تولّد لدى أبناء الوطن الواحد الشعور بأنهم جزء فاعل وحيوي من نسيج المجتمع يسهمون في بناءه وحمايته، كما تسهم في ذوبان الفوارق بين الأفراد على الرغم من اختلاف الطوائف والانتماءات، كما تعمل على إيجاد مشاعر ومعتقدات إيجابية بضرورة تقليل أو منع النزاع فيما بينهم، وتحسن اتجاهاتهم نحو الوطن.
وهنا نشير بأن الهوية الوطنية تعبير يطلق على ما يميّز مجموعة من الأفراد في دولة ما عن نظرائهم في دولة أخرى. بمعنى أن الهوية الوطنية تتضمن مجموعة من العناصر التي تجعل الأفراد يرتبطون مع بعضهم بعضاً، وتجعلهم ينتمون لمنطقة جغرافية معينة، وتكون الهوية الوطنية في النهاية ارتباطاً بين الأفراد وارتباطاً بين الأرض لتجعل الهوية تختلف من مكان لآخر.
وفي مجتمع ما لا تعني تماماً غياب هويات فرعية أصغر، ففي جميع مجتمعات العالم توجد هويات أصغر تميّز الأقليات أو الجماعات في المجتمع الأكبر الذي يجمع هذه الهويات في هوية وطنية عامة تستوعب الجميع. ففي المجتمع الأمريكي توجد العديد من الهويات الفرعية للعرب الأمريكيين أو المسلمين الأمريكيين أو حتى الأمريكيين من أصول آسيوية أو لاتينية وغيرهم. ولكن تبقى الهوية الأمريكية الأساسية جامعة لكافة الهويات الصغيرة.
والعلاقة بين الهويات الفرعية والهوية الأساسية علاقة يجب أن تكون متوازنة بمعنى أن تقوم على الاحترام والاستيعاب المتبادل، بمعنى أن تستوعب الهوية الوطنية كافة الهويات الأصغر، وتحافظ على مصالح كافة الأفراد بهوياتهم المختلفة ومصالحهم وحقوقهم. وكذلك الحال بالنسبة للهويات الفرعية التي يجب أن تراعي المصلحة العامة ومصالح مختلف الهويات الفرعية والأهم الهوية الوطنية الأساس .
وبناء الهوية الوطنية مسؤولية جماعية، فهي ليست ملقاة فقط على عاتق الحكومة، وإنما هي مسؤولية تشترك فيها كافة مؤسسات الدولة الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الدين، ووسائل الإعلام، والأفراد أنفسهم. بعيد عن العنصرية والاتهامات المجحفه وعادة ما تحرص الدول على إقامة سلسلة من المشاريع الداعمة لبناء الهوية الوطنية، والتي تجمع مكونات المجتمع المختلفة وتكوّن بينهم أرضية مشتركة يمكن بناء الهوية من خلالها، كما هو الحال بالنسبة لتدريس مقرر التربية الوطنية في بعض المدارس الحكومية أو إقامة عدد من الاحتفالات الوطنية بين وقت وآخروهنا انوه الى كلام عميد ال بيت جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حينما قال أن الحفاظ على الوحدة الوطنية هي مسؤولية جماعية يتحملها كل من الحكومة وجميع مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين، مشددا جلالته أن وحدتنا الوطنية خط أحمر لن نسمح لأي كان العبث به

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: المخالفات الجنائية تلاحق نتنياهو وغضب شعبي من إطالة الحرب
  • المخالفات الجنائية تلاحق نتنياهو وسط غضب شعبي من إطالة الحرب
  • بين انهيار الدولة الوطنية والمشروع الصهيوني
  • برلماني: استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا انتهاك للقوانين الدولية
  • برلماني: استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا انتهاك صارخ
  • محمد الرشيدي: استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا انتهاك صارخ
  • الإمارات تؤكد حرصها على وحدة وسلامة الدولة الوطنية السورية
  • الإمارات تؤكد حرصها على وحدة سوريا وسلامة الدولة الوطنية
  • دق سلف .. هويتنا الوطنية هي ميثاق الدولة
  • حياة خطاب: دعم مصر لسيادة سوريا يؤكد دورها في الحفاظ على وحدة الدول واستقرار شعوبها