خبراء: الحفاظ على الآثار القبطية يتطلب جهودا متكاملة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
أكد عدد من الخبراء أن مسار العائلة المقدسة تراث استثنائى لا يوجد له مثيل فى العالم، وأنه على الرغم من القيمة التراثية للآثار القبطية الموجودة فى جميع أنحاء مصر والتى يمتد عمرها لآلاف السنين، فإنها تواجه أزمة فى حفظ ورعاية وترميم تلك الشواهد على التاريخ فى ظل غياب الوعى بأهمية التراث والآثار القبطية.
«ميري»: الاهتمام بجميع المنشآت والاستعانة بشركات متخصصة لتحسين الخدمات وزيادة الجذب السياحيقالت د.
وأكدت د. «ميرى»، لـ«الوطن» اهتمام الدولة المتزايد بمسار العائلة المقدسة، والجهود المكثفة المبذولة لإعادة إحياء هذا المسار الدينى والسياحى المهم من خلال الاهتمام بالمسار والأماكن المحيطة به، وتزويدها بذاكرة بصرية وسمعية مميزة تتناسب مع قيمته التاريخية، وأشارت إلى أن الدولة قد هدفت خلال المشروع القومى لتطوير مسار العائلة المقدسة فى أرض مصر إلى تحسين أوضاع الأماكن المختلفة وهو هدف سياحى ودينى، موضحة أنه كان من ضمن الأهداف الرئيسية للدولة تحسين جودة المكان من خلال الاهتمام بجميع المنشآت المحيطة بالمسار لزيادة الجذب السياحى وإعطاء انطباع جيد للزائرين، وكذلك تحسين البنية التحتية والخدمات فى المناطق الواقعة بجانب المسار.
وتابعت: «الدولة حققت العديد من الإنجازات الملموسة فيما يتعلق بمسار العائلة المقدسة، وقد أدرجت اليونسكو ملف الاحتفالات المتعلقة بالعائلة المقدسة على قائمة التراث الثقافى غير المادى، ما يعكس أهمية هذا التراث وأصالته»، مشيرة إلى أن مصر بذلت جهوداً كبيرة للوصول إلى هذه المرحلة، وأن هذا الإنجاز يفتح آفاقاً جديدة أمام السياحة الدينية فى مصر. وشددت «ميرى» على أهمية الترويج لهذا التراث الفريد لجذب المزيد من السياح إلى مصر، مقترحة إنشاء شركة متخصصة لتعزيز هذا النشاط، إذ إن الدولة تمتلك مقومات فريدة تجعلها وجهة جاذبة للسياحة الدينية، ويجب استغلال هذا التراث بالشكل الأمثل.
بدوره، قال دكتور نادر ألفى، أستاذ الآثار والفنون القبطية، إنه على مدار التاريخ نشأت أزمة هدم بعض الكنائس القديمة لأسباب عديدة، منها أنها غير مسجلة فى قائمة الآثار المصرية، والذى قد يشجع أحياناً المسئولين عن هذه الكنائس على الهدم بغرض التطوير لمواكبة الحداثة والتوسيع فى المكان لاستيعاب أعداد أكبر من المصلين والزائرين للكنيسة، وهناك سبب آخر وهو الجهل وعدم الوعى الأثرى والحضارى والثقافى لأهمية بعض مواقع الآثار القبطية من كنائس وأديرة، والذى يؤدى إلى هدمها وأحياناً تشويه الأثر بغرض تجديده.
وأشار «ألفى» إلى أنه لا بد خلال عمليات ترميم الآثار القبطية أو المبانى ذات التراث من اللجوء إلى المتخصصين فى مجال الآثار والترميم والصيانة، وأن تتم دراسة متخصصة متكاملة للموقع الأثرى قبل البدء فى عمليات الترميم، وكذلك توثيق الأثر الذى يحتاج إلى ترميم قبل القيام بعمليات الترميم وأثناء وبعد الانتهاء من الترميم الشامل الذى يحفظ الأثر من التغيير والتشوهات غير المقصودة، وكذلك لا بد من التنسيق والتعاون بين الكنيسة المراد ترميمها ووزارة السياحة والآثار للحفاظ على الأثر، وفى الوقت نفسه عدم تعطيل الاستخدامات الدينية للكنيسة كمبنى للعبادة.
ولفت إلى أن من أبرز التحديات التى تواجه الأديرة الأثرية التهديدات البيئية وبخاصة التغيرات المناخية، مثل ارتفاع مستويات المياه الجوفية والتلوث، والتى تؤثر سلباً على الآثار القبطية بخلاف عدم الصيانة بسبب نقص الموارد المالية، منوهاً بأن كل تلك المشكلات تتطلب جهوداً متكاملة من الحكومة، والمجتمع المدنى، والمنظمات الدولية للحفاظ على هذا التراث.
«ساويرس»: تخصيص قسم للدراسات القبطية في المرحلة الجامعية.. ومواجهة المخاطر البيئية الناجمة عن التغيرات المناخيةوقال دكتور إبراهيم ساويرس، أستاذ اللغة القبطية بكلية الآثار جامعة سوهاج، إن قيمة الآثار تستند إلى عاملين، الأول هو الفرادة، فهناك قطع أو مواقع أثرية ليس لها مثيل، وهناك أخرى توجد منها نسخ عدة، والعامل الثانى هو القدم، وأيضاً القيمة التى يمثلها الأثر للحضارة ولفن العمارة فى العصر الذى يعود له، وهى عوامل تشكل مجتمعة قيمة الأثر.
وأضاف «ساويرس» أن مشكلة الآثار والتراث القبطى الكبرى تتمثل فى الوعى والتى تتخطى الآثار القبطية كذلك، مشيراً إلى ضرورة الوعى بالتراث القبطى وكذلك كل ما يتعلق بالمسيحية ليكون هناك انسجام فى المجتمع والتوعية بأهمية الآثار القبطية، وتابع: «الإعلام له دور فى عملية التوعية من خلال التعريف بالآثار القبطية لتصل الرسالة لأكبر قاعدة من الجمهور»، مشيراً إلى أن الآثار خلال السنوات القليلة الأخيرة نالت جانباً من الاهتمام من قبل وزارة الآثار والبعثات من جميع أنحاء العالم.
وطالب بتخصيص قسم للدراسات القبطية فى الكليات، إذ لا يوجد قسم مختص بهذا النوع من الآثار سوى فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية وذلك لتعزيز فهم الطلاب للحضارة القبطية والتى هى جزء من النسيج المصرى، وكذلك الترويج للآثار للقبطية وجعلها إحدى الوجهات السياحية فى مصر، إذ تمتلك مصر الدير الأبيض والذى يعد أقدم كنيسة حجرية فى العالم، بخلاف الدير الأحمر الذى يمتلك أقدم رسوم جدارية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الآثار القبطية السياحة الدينية العائلة المقدسة العائلة المقدسة الآثار القبطیة هذا التراث إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الاقتصاد السوري للجزيرة نت: الأثر محدود للرفع الجزئي لعقوبات أميركا
دمشق – قال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال السورية باسل عبد الحنان إنه من المتوقع أن يسهم تخفيف العقوبات التي أعلنت عنه أميركا مؤخرا في تسهيل تدفق السلع والخدمات الأساسية إلى البلاد، خاصة في قطاع الطاقة، مع فتح المجال لإجراء معاملات مالية محدودة.
واستدرك الوزير بالقول إنه رغم ذلك، فإن تأثير الخطوة الأميركية سيبقى محدودا نظرا للطبيعة المؤقتة للترخيص، مطالبا برفع تام للعقوبات المفروضة على سوريا والتي فرضت بالأساس على نظام بشار الأسد المخلوع فانتفى سبب فرضها.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية، قد أعلنت الاثنين الماضي، إنها أصدرت ترخيصا عاما جديدا لتوسيع الأنشطة والمعاملات المسموح بها مع سوريا.
وشمل الترخيص السماح بتحويل الأموال الشخصية إلى سوريا، بما في ذلك عبر البنك المركزي السوري، في خطوة تهدف إلى تسهيل العمليات المالية المرتبطة بالأفراد والمؤسسات.
وأشار مسؤولون أميركيون التي وافقت عليها الإدارة الأميركية- تفوض وزارة الخزانة إصدار إعفاءات لجماعات الإغاثة والشركات التي توفر الخدمات الأساسية للبلاد مثل الماء والكهرباء وغيرها من الإمدادات الإنسانية.
لقطة من وزارة الاقتصاد والتجارية الخارجية في دمشق ٢_ الجزيرة نت (الجزيرة) تحسّن طفيفوحول تأثير هذا الترخيص على أداء الليرة السورية وسعر الصرف، قال الوزير عبد الحنان إن تخفيف العقوبات قد يؤدي إلى تحسن طفيف في قيمة الليرة السورية نتيجة زيادة التدفقات المالية وارتفاع الثقة في الاقتصاد المحلي. لكن، بسبب نطاق الإعفاء المحدود وطبيعته المؤقتة، فإن الأثر الإيجابي على سعر الصرف سيكون بدوره محدودا.
إعلانوأشار الوزير إلى أن الترخيص يمكن أن يؤدي إلى تحسين البنية التحتية، ويُمهد لبدء بعض مشاريع إعادة الإعمار، إلا أن التأثير سيبقى محدودا بسبب المدة الزمنية القصيرة للترخيص، مشددا على "ضرورة رفع كامل العقوبات لتحقيق انتعاش اقتصادي حقيقي في البلاد."
واعتبر عبد الحنان أن الترخيص المؤقت للخزانة الأميركية لا يمكنه أن يكون حلا جذريا للأزمة السورية "إذ تبقى العقوبات المفروضة عائقا رئيسيا أمام تحقيق انتعاش اقتصادي شامل وإعادة إعمار البلاد."
وأكد الوزير أنه "مع زوال نظام الأسد، الذي كان السبب الرئيسي في فرض هذه العقوبات وفي تدمير سوريا وإفقار شعبها، بات من الضروري رفع العقوبات بشكل كامل لإعطاء فرصة حقيقية للسوريين لإعادة بناء وطنهم وتحقيق الاستقرار والتنمية. وإن استمرار هذه العقوبات، رغم تغير الظروف، يُبقي الشعب السوري تحت وطأة المعاناة ويُعيق جهود إعادة الإعمار التي يحتاجها مستقبل سوريا".
إيجابيات القرارويرى الخبير الاقتصادي السوري سمير سعيفان أن القرار الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية برفع جزئي للعقوبات على سوريا لستة أشهر إيجابي ويعطي فسحة لسوريا من أجل:
الاستفادة من أموال المساعدات المقدمة من أي جهة كانت وخاصة مساعدات دول مجلس التعاون الخليجي. توفير الكثير من السلع والبضائع التي لم يكن مسموحا باستيرادها سابقا. تحسّن أداء الليرة السورية وتدفق الدولار بشكل أكبر إلى السوق السورية، ما يعني نوعا من الانتعاش، وتحسنا بسعر صرف الليرة.ومن جهته، يتوافق الباحث في الشؤون الاقتصادية والسياسية السورية كرم الشعار مع سعيفان حول إيجابيات القرار، مؤكدا أن هذا الرفع الجزئي للعقوبات يساعد على تثبيت سعر الصرف، والذي -بحسب توضيح الشعار للجزيرة نت- يتجه أساسا للثبات؛ بسبب الانفتاح على سوريا بالرغم من كل العقوبات، معتبرا بذلك أن مشكلة سعر الصرف بطريقها للحل.
إعلانوأشار الشعار إلى أنه ثمة "مكسب آخر متعلّق بإمكانية توريد سوريا بالوقود والكهرباء من مختلف دول الجوار، الأمر الذي كان محصورا بإيران بالسابق، والتي لم تكن تلتفت لمسألة العقوبات."
إعادة الإعمار
بينما يرى الشعار أن هذا القرار لن يغيّر من حالة عدم وجود انفتاح على سوريا في مجال الاستثمار أو إعادة الإعمار؛ على اعتبارها مرحلة مبكرة من وجهة نظر الأميركيين، وذلك لسببين:
أولا لعدم وجود إشارات كافية من الإدارة الحالية في دمشق.
ثانيا وهو الأهم؛ لأن الإدارة في أميركا ستتغير قريبا، وبالتالي لن يتم اتخاذ مجموعة قرارات يبدو معها وكأن إدارة الرئيس جو بايدن تستبق خروجها من البيت الأبيض، لذلك هم يتخذون حاليا خطوات متأنية بحيث تبقى القرارات الكبرى رهن الإدارة القادمة.
وهو ما يذهب إليه سعيفان معتبرا أن القرار الحالي لن يؤثر على إعادة الإعمار بشكل فعلي؛ لأنها عملية طويلة الأمد، وتستغرق عقدا على الأقل.
وأضاف سعيفان للجزيرة نت أن هناك الكثير من الأعمال سواء بما يتعلق بالبنية التحتية أو بإعادة الإعمار المادي أو إعادة الإعمار المجتمعي وغيره؛ والتي لا يمكن إنجاز شيء يذكر منها خلال فترة ستة أشهر.
ومن جهته، يرى كرم الشعار أن "الأسوأ في قرار وزارة الخزانة، هو النقطة المرتبطة بأنه لا يسمح أن يكون هناك حوالات للدولة السورية من روسيا وإيران، فمع أن معظم السوريين يوافقون على هذه النقطة، ويوافقون على أنهذين البلدين كان لهما دور كبير في تدمير سوريا، إلا أن هذا القرار يجب أن يكون سورياً، وليس صادرا بإعلان لوزارة الخزانة الأميركية."
صراف على قارعة الطريق أمام وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في دمشق (الجزيرة) مستقبل العقوباتوحول مستقبل العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، يرى الشعار أنها مسألة متعلقة بإدارة الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب؛ والتي من المتوقع مع وصولها للبيت الأبيض أن تكون صارمة أكثر بتوجّهاتها وعلاقاتها مع حكومة تصريف الأعمال في دمشق.
إعلانفي حين اعتبر سعيفان أن إعلان الخزانة الأميركية لا يعد مقدمة لرفع كامل للعقوبات، معللا ذلك باستذكاره قرار إدارة بايدن تجميد العقوبات على سوريا لأسباب إنسانية في عام 2022 إثر حادثة الزلزال، والتي فُعِّلت مجددا بعد انتهاء مدة التجميد.
وأكد سعيفان على أن الطرف الأميركي لا يبدي حتى الآن بوادر الرفع الكامل للعقوبات، إذ ما زال موقفه متشددا.
واعتبر أن رفع العقوبات مسألة مصيرية بالنسبة لسوريا، فببقائها ستواجه البلاد ظروفا صعبة مجددا وعلى عدة مستويات، منها:
عدم القدرة على إجراء أي تحويلات مالية عبر المؤسسات الرسمية. صعوبة استيراد الكثير من السلع والبضائع. ضياع الاستثمارات الخارجية التي من الممكن أن تنعش البلاد اقتصاديا.وكانت دعت حكومة تصريف الأعمال السورية، في مناسبات عدة، إلى رفع العقوبات لتستطيع النهوض بالبلاد المنهكة وإعادة إعمارها، مشددة على أن أسباب فرضها زالت بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.