بوابة الوفد:
2025-02-11@08:18:52 GMT

فلسطين.. صدمة تطارد التفاعلات

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

العالم العربى منقسم بشكل متزايد بين أولئك الذين يخسرون كل شىء، وأولئك الذين لديهم كل شىء.. إن كل شىء يبدو وكأنه مشبع بشعور الذنب الذى يشعر به الناجون، ولكن أيضاً بقدر ضئيل من العزيمة فى ظل إدراكنا أن الكوارث التى تمزق أوطاننا قد أغلقت المسافات بيننا. فى قلب كل هذا تقع فلسطين صدمة مفتوحة تطارد التفاعلات.

وقد ساد الصمت، حيث كان الغضب والصدمة من قبل. أضف إلى هذا لبنان. فى الوقت نفسه، يعيش السودان منذ عام ونصف العام حرباً وحشية محيرة. وحتى فى الضفة الغربية المحتلة. أينما كان الأمر، يبدو الأمر وكأنه حرب واحدة، وأسبابها معقدة، لكن عواقبها على أولئك الذين يختبرونها بسيطة. نحن جميعاً فى ورطة. وإذا ما نظرنا إلى أبعد من ذلك، فسوف نجد أن المشهد فى مختلف أنحاء العالم العربى يبدو قاتماً تاريخياً. فالحرائق الكبيرة والصغيرة مشتعلة فى كل مكان. والعديد من البلدان ليبيا والعراق واليمن وسوريا إما منقسمة بسبب صراعات متقطعة منخفضة الدرجة، أو تكافح فى مواجهة أزمات إنسانية.

إن الخسائر التى تكبدتها السنوات القليلة الماضية مذهلة. ليس فقط من حيث عدد القتلى، بل أيضاً من حيث عدد النازحين. فقد تكررت مشاهد مئات الآلاف من اللبنانيين الفارين من القتال على مدى الأشهر السابقة فى مختلف أنحاء المنطقة. والواقع أن الإرث الذى خلفته هذه الأحداث هو رحلة مؤلمة من التنقل والانقسام وإعادة التوطين المضطربة. ويكاد يكون كل سودانى، داخل السودان وخارجه، يعيش مع أفراد آخرين من أسرته فى ظروف مؤقتة، ويعيش فى حقيبة سفر، فى انتظار المرة التالية التى يتعين عليه فيها الانتقال مرة أخرى. وهم المحظوظون، الذين نجوا من التطهير العرقى والمجاعة فى أجزاء أخرى من البلاد.

وهناك ثمن آخر أقل إلحاحًا عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت، يلوح فى الخلفية. فالمدن التاريخية الكبرى تتعرض للتدمير، وتجرى عملية محو حضارى. وقد تضررت أو دمرت جميع مواقع التراث العالمى لليونسكو فى سوريا. ودمر جيش الدفاع الإسرائيلى المسجد العمرى الكبير فى غزة، الذى يعود تاريخه إلى القرن الخامس والذى وصف بأنه «قلب غزة التاريخى». وصنفت مدينة صنعاء القديمة فى اليمن، التى يسكنها أكثر من 2500 عام، على أنها «فى خطر» منذ عام 2015. وفى السودان هذا العام، تعرضت عشرات الآلاف من القطع الأثرية، بعضها يعود إلى العصر الفرعونى، للنهب. يمكن إعادة بناء المدن، لكن التراث لا يمكن تعويضه. كل ما يمكن قوله للأصدقاء والغرباء، الذين أصبحوا الآن مواطنين، هو: أتمنى لكم السلامة. أتمنى أن تكونوا بخير. نحن معكم.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود العالم العربي الكوارث السودان ونصف العام

إقرأ أيضاً:

الذين ستعيدهم واشنطن إلى الأردن

الذين ستعيدهم #واشنطن إلى #الأردن _ #ماهر_أبو طير

لا يوجد لدي رقم دقيق حول عدد الأردنيين الذين حصلوا على تأشيرات إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال آخر عقدين، مثلا، وما أنواع التأشيرات؟ وكم عاد منهم إلى الأردن بعد انتهاء سبب الزيارة. وكم بقي فيها. بزواج، أو مخالف للقوانين.

موسم الهجرة إلى الولايات المتحدة ليس جديدا، فهو يعبر عن أزمة اقتصادية طاحنة دفعت الأردنيين إلى الحصول على التأشيرة وبعضهم لم يعد، وأجبرت آخرين على سلوك طريق طويل إلى المكسيك، أو عبر دول ثانية للوصول إلى الولايات المتحدة بحثا عن عمل، ودفع كل واحد من هؤلاء عشرات آلاف الدولارات للوصول، وهو أمر تكرر بشكل ثان، مع تأشيرات الدخول لبريطانيا، والتي تراجعت لندن عن منحها لاحقا، وألغت الممنوحة بسبب مخالفات الإقامة المعروفة.

يوم أمس تعلن الولايات المتحدة نيتها ترحيل أكثر من مليون ونصف المليون من جنسيات مختلفة بما فيها الأردن، وأنه سيتم ترحيل 1660 شخصا من الرقم المعلن، وهناك جنسيات عربية مختلفة حتى كأن جامعة الدول العربية تتمثل في أرقام المهاجرين غير الشرعيين، والأمر يمتد إلى دول في أميركا الجنوبية، وربما بقية دول آسيا مثل إيران، والهند وباكستان، قي سياق سياسة أميركية جديدة، بالتخلص مما تراه تجاوزا على اقتصاد أميركا، ومصالحها، وهي سياسة أعلن الرئيس الحالي نيته تطبيقها، ولا يتراجع عنها للدرجة التي فرض معها عقوبات على كولومبيا حين حاولت إرجاع طائرة محملة بمواطنيها العائدين.

مقالات ذات صلة الحل الوحيد 2025/02/08

خروج الأردنيين يعبر عن أزمة اقتصادية واجتماعية، وبسبب الاختلالات في حياتنا هنا، لأن الفرص منعدمة، والبلد يفيض بعشرات الجنسيات المختلفة التي تعمل، وتؤثر على الاقتصاد، وإذا كانت الجهات الرسمية تدرك أن بيننا أكثر من أربعين جنسية مصنفة لاجئة، إلا أن سياسات العمل والتشغيل المتراكمة أدت إلى هذا الحال، حيث لا تتوفر الفرص، وإذا توفرت فهي منخفضة الأجور لا يقبلها الأردني، فهي لا تأتيه مصروف يومه، ولا تساعده على الإنفاق على أهله مثلا، أو الاستعداد للزواج، بما ترك أثرا اجتماعيا حادا، على مؤسسة الزواج، وأدى أيضا إلى تفشي الشعور باليأس والاختناق وسط إقليم مهدد ليل نهار بالحروب والكوارث، وكلما انطفأت جمرة، اشتعل مقابلها حريق، في كل موقع ومكان.

هناك تغيرات مقبلة، لأن مواصلة واشنطن ترحيل الجنسيات المخالفة سيؤدي إلى ارتداد في الدول الأصلية، من حيث عودة هؤلاء، وهي أعداد كبيرة، وربما سنسمع بعد قليل عن مداهمات للبيوت في الولايات المتحدة، وملاحقات أمنية لبعض الذي سيحاولون التهرب من الملاحقة الأميركية، التي قد تتحول إلى إجراءات أمنية صعبة في مرحلة ما.

مصلحة الأردن هنا، أن يسعى لدى واشنطن لإيجاد حل لهؤلاء بدلا من ترحيلهم، عبر السماح بتصويب أوضاعهم، إذا قبلت واشنطن ذلك أصلا، وإلا لا بد من حل أردني لاسترداد هؤلاء وغيرهم بطريقة تحفظ كرامتهم، عبر مبادرة رسمية للترتيب لعودتهم إلى بلادهم، وهي مبادرة يمكن إطلاقها دون أن يبدو الأردن طرفا في الترحيل، أو كأنه يريد استعادة مواطنيه رغما عنهم، مع الإشارة هنا إلى أن أحد عوامل دعم الأردن، فتح بوابات العمل والتأشيرات للأردنيين إلى دول مختلفة، بما يعود بالنفع عليهم، وعائلاتهم، لكن السياسة الأميركية انقلبت في ليلة، وتتجه نحو نقطة جديدة قد لا يقبلها الأميركيون ذاتهم الذين يشغلون عشرات الجنسيات بأجور منخفضة، وسيجدون أنفسهم أمام إعادة هيكلة لرواتب موظفيهم الجدد من غير المخالفين، بما يصب بإعادة تموضع الاقتصاد الأميركي على المستوى الداخلي وعبر مسرب العلاقات الدولية.

في كل الأحوال الرقم الذي تعلنه واشنطن أي أكثر من مليون ونصف مليون مخالف سيتم ترحيلهم رقم مرعب، يدل على أن مشاكل جنوب الكرة الأرضية انتقلت إلى الشمال، ويؤشر على أن التطاحن الاقتصادي سترتفع حدته بوسائل سياسية خلاف الفترة المقبلة، على مستوى الأفراد والدول والشركات، في سياقات جديدة لا يعرف أحد نهاياتها.

الغد

مقالات مشابهة

  • مصطفى بيومى.. المتناغم بين الحكمة والعفوية.. المتخلى عن شهوة الاقتناء
  • مصطفي بيومي.. الاستثنائى الجميل الذى ندين له كُتابًا وقُرًاء ومُثقفين
  • عادل عبدالرحيم يكتب: مصطفى بيومي رحيل بالجسد وخلود بالذكرى
  • مع اقتراب شهر رمضان.... اسعار الدواجن واللحوم والاسماك بالإسكندرية نار !!
  • مناشير عملاقة تطارد مغنٍ جزائري لمدة 24 ساعة.. شاهد ما حدث
  • فضيحة أخلاقية تطارد نجم ريال مدريد
  • طائرات في الجو.. كيف يبدو وضع الحدود مع سوريا؟
  • 50 مليار دولار تُسرق من أجور العاملين في أمريكا سنويا (الحلقة الثالثة)
  • «المثالية».. مصدر التفكير الدينى
  • الذين ستعيدهم واشنطن إلى الأردن