الوطن:
2024-12-12@00:33:07 GMT

الدكتورة مونيكا حنا تكتب: تراث إنساني للأجيال

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

الدكتورة مونيكا حنا تكتب: تراث إنساني للأجيال

الآثار القبطية ليست فقط ملك الكنيسة القبطية، ولكن هى جزء من الإرث التاريخى للشعب المصرى ككل وجزء من الشخصية المصرية المعاصرة، ولا يجب أن يُنظر إليها فقط على دورها الدينى بل دورها الثقافى والمجتمعى، ولهذا تدمير الكثير من هذه الكنائس الأثرية أو ترميمها بشكل خاطئ يُعتبر جريمة فى حق التراث الإنسانى والأجيال القادمة، حتى لو بدافع جيد وهو إنشاء كنائس جديدة.

للأسف الشديد توجد مبانٍ أثرية وتاريخية دينية مهمة يتم هدمها من قبَل الكنيسة القبطية لبناء كنائس حديثة، وهو ما يخالف القانون فى أحيان كثيرة، فالكنيسة القبطية قوتها الحقيقية فى أنها تحمى تقليدها الأثرى والمعمارى والروحى منذ 2000 عام، ولكن فى الـ10 سنوات الماضية تم هدم العديد من الكنائس الأثرية والتاريخية أو ترميمها بشكل غير متخصص، مما أفضى إلى ضياع طرازها التاريخى والأثرى مثل كنيسة أبوسرجة فى مصر القديمة أو هدم مطرانية مطاى فى المنيا.

يجب أن تعى الكنيسة القبطية أن حفاظها على تاريخها القبطى ودورها فى المجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث القبطى الذى حافظت عليه لمدة 2000 عام وتفرط فيه اليوم بسبب عدم دراية القائمين من الأساقفة والمطارنة الذين يعتقدون أن نجاح هذه الأبرشيات هو ببناء كنائس حديثة بالرخام، والتى فى أغلب الأحيان يكون لها طراز معمارى سيئ جداً، لا يمت لعمارة الكنيسة القبطية الفريدة بصلة، ولذلك يجب الاستعانة بالمختصين خلال عمليات الترميم.

كذلك يجب اتباع ميثاق البندقية للترميم من خلال عدم الإخلال بالطبيعة الأثرية والتاريخية للمبنى الأثرى والتاريخى، وأن يكون هناك إشراف علمى حقيقى من خلال المكاتب الاستشارية الدولية والخبراء فى الترميم وليس فقط الأكليروس الكنسى الذين يهتمون بالكنيسة ولكن ينقصهم الكثير من الخبرة العلمية فى أسس الترميم السليمة، وهو ما أدى لترميم العديد من الكنائس والأديرة بشكل خاطئ، أضاع طرازها التاريخى وأهميتها التراثية، وأن تكون مستقبلاً لها دور فى السياحة العالمية.

هناك العديد من الكنائس والأديرة المهمة غير المعروفة بشكل كبير، ويجب المحافظة عليها من الهدم، وللأسف معظمها مبنى من الطوب اللبن الذى يحتاج لعمليات ترميم طويلة ودقيقة، ويجب حمايتها من الهدم مثلما حدث مؤخراً فى الدير الملحق بمعبد خونسو بالكرنك، الذى تم هدمه لبناء مخزن بالمنطقة الأثرية، مثلما تم فى القرن التاسع عشر فى الدير الأثرى فى معبد الدير البحرى.

أما عن كيفية أن نستفيد من آثارنا وتراثنا القبطى الفريد القديم والحديث فذلك من خلال ترميمها بشكل سليم، فالأصل فى الترميم هو الحفاظ على الشكل الأصلى للأثر، وليس إعادة بنائه، وهو ما يدمر موثوقية الأثر، مما يُفقد الأثر قيمته التاريخية والتراثية، وذلك للأجيال القادمة، وينبغى إعادة إحيائه بأشكال مختلفة فى حركة الفن والثقافة المعاصرة، لأنها تشكل جزءاً مهماً من الشخصية المصرية فى القرن الواحد والعشرين.

أيضاً، يجب إعادة هيكلة طريقة إدارة التراث القبطى كله، وأن يكون هناك صندوق تابع للكنيسة القبطية بالاشتراك مع وزارة الآثار لحماية وإدارة الآثار والتراث القبطى، وأن تتم مراجعة جميع أعمال الترميم من خبراء ومهندسين دوليين فى الترميم، بحيث لا يتم الإشراف فقط من داخل الكنيسة القبطية أو قطاع المشروعات مثلما هو متبع الآن، فالكنيسة القبطية الآن هى الحارس الأمين على هذا التراث الفريد، ويجب أن تحمى هذا التراث للأجيال القادمة من المصريين جميعاً من خلال الاستماع لذوى العلم والخبرة فى مجال الترميم السليم.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الآثار القبطية السياحة الدينية العائلة المقدسة الکنیسة القبطیة من خلال

إقرأ أيضاً:

40 مؤسسة صغيرة ومتوسطة تشارك في موسم اللبان الثالث بمحافظة ظفار

اختتم بمحافظة ظفار فعاليات موسم اللبان في نسخته الثالثة التي نظمتها وزارة التراث والسياحة في مواقع أرض اللبان بمُتنزّهَي البليد وسمهرم الأثريين، ومحمية وادي دوكة الطبيعية، وبلغ عدد زوار فعاليات موسم هذا العام أكثر من 51 ألف زائر من مختلف الأعمار والجنسيات أي بزيادة بلغت 89% مقارنة بعام 2023 البالغ عددهم نحو 27 ألف زائر.

وشاركت في فعاليات موسم اللُّبان أكثر من 40 مؤسسة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة شملت الشركات التخصصية والمشروعات الريادية في مجال إنتاج مشتقات اللبان العُماني مثل الزيوت العطرية ومستحضرات التجميل والبخور والصناعات الغذائية المشتقة من اللبان العُماني.

وقال خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار: إنّ موسم اللبان الثالث الذي استمرت فعالياته 10 أيام يهدف إلى التعريف بمواقع أرض اللبان المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، من خلال تنظيم العروض الحيّة لكيفية تصنيع منتجات اللبان ومستخلصاته قديما وحديثا، إلى جانب الفعاليات والمعارض والمسابقات العلمية والثقافية المخصصة لمختلف فئات المجتمع.

وأضاف: يهدف الموسم، الذي تنظمه وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع مختلف الجهات، إلى إبراز الأهمية التاريخية والتراثية لشجرة اللبان ودورها في تعزيز الجوانب الاقتصادية والسياحية والثقافية لسلطنة عمان.

وأوضح أن الفعاليات اشتملت على سوق الحضارات الذي مكن الزوار من التعرف عن قرب للكثير منها الشرقية والغربية، مثل الصين والهند ومصر واليونان، إضافة إلى فعالية "مملكة اللبان" التي قدمت عرضا للأزياء القديمة المرتبطة بتاريخ اللبان. وموضحا أن البرنامج احتوى على معارض متخصصة لبيع منتجات العطور ومشتقات اللبان، وعروض ترفيهية ومسابقات مخصصة للأطفال، فضلا عن وجود ركن للمطاعم والمقاهي وتجارب سياحية شيّقة، أما محمية وادي دوكة فكانت محورا آخر لهذا للموسم.

من جانبه قال أسامة الرواس مدير متحف أرض اللبان: إن النسخة الثالثة من موسم اللبان تميزت بفعاليات جديدة تهدف إلى إبراز التراث الثقافي والحضاري لهذه الأرض. ومشيرا إلى أن أبرز هذه الفعاليات هو "سوق الحضارات"، الذي يعكس ارتباط أرض اللبان بحضارات العالم القديمة، مثل اليونان ومصر والصين والهند، من خلال منتجات وشخصيات تعكس هذا الترابط التاريخي.

وأضاف الرواس: "حرصنا هذا العام على تقديم تجربة استثنائية للزوار من خلال إقامة معرض مملكة اللبان بالتعاون مع شركة أوسارة للأزياء وبدعم كامل من وزارة التراث والسياحة. يتضمن المعرض نماذج أزياء تمثل حضارات متنوعة، بالإضافة إلى تجسيد شخصية الملك أواسيس، ملك أرض اللبان في القرن الأول الميلادي، وتقديم عرض "تجسيد حي لمنازل اللبان"، التي كانت تُستخدم من قبل العائلات والتجار في محافظة ظفار لتوثيق معاملات تجارة اللبان. ويتيح هذا التجسيد للزوار فرصة التعرف على مراحل استخراج اللبان وتوثيق العقود ومقايضته بسلع أخرى، في تجربة تأخذهم إلى عمق التاريخ التجاري لهذه المنطقة".

من ناحيته أشاد أحمد معروف اليافعي مخرج وصاحب مؤسسة فنون ظفار لتنظيم الفعاليات والمهرجانات، بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة التراث والسياحة ممثلة بالمديرية العامة للتراث الشعبي، قائلا: "الدعم الذي نحظى به يعكس حرص الوزارة على تعزيز السياحة والترويج لمحافظة ظفار، وبالأخص خلال موسم اللبان. شجرة اللبان ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي رمز حضاري يرتبط بجميع الحضارات العالمية".

وأفاد اليافعي أن تقديم تجسيد واقعي للحضارات، يهدف لاسترجاع الماضي وربطه بالحاضر باستخدام تقنيات حديثة، مما جعل التجربة مزيجًا مميزًا بين الأصالة والابتكار،ومشيرا إلى أن سوق الحضارات يعكس التبادل التجاري التاريخي لشجرة اللبان التي كانت جسرًا للتواصل بين الشعوب، واستطرد بقوله: "من خلال هذه الفعالية، نجحنا في تقديم رؤية حية لتاريخ التبادل التجاري المرتبط باللبان، وإبراز دور ظفار كمركز حضاري عالمي".

وبين اليافعي أن ما يميز الموسم هو تبني أفكار الشباب والعمل على تطويرها، مما يفتح المجال أمام رؤى مستقبلية يمكن أن تجعل موسم اللبان علامة بارزة في أجندة المهرجانات العالمية، آملا أن يستمر تطوير موسم اللبان ليصبح منصة تجمع بين التراث والحداثة، وأن نتمكن من إبراز ما تمتلكه محافظة ظفار من مقومات ثقافية وسياحية فريدة.

مقالات مشابهة

  • بعد الحرب الأخيرة|كيف يساهم علم الآثار الفضائي في حماية مواقع السودان الأثرية؟
  • منظمة دولية تحذر من انهيار إنساني كامل في السودان
  • ماجد كامل يكتب: التسبيح والترنيم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • مدبولي: انخفاض معدل التضخم بشكل كبير خلال نوفمبر الماضي
  • الموروث الثقافي الإنساني وقضاياه في العدد الجديد من مجلة تراث
  • الكنيسة تبدأ اليوم احتفالات شهر كيهك
  • الكنيسة القبطية تشارك في إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس .. صور
  • نهلة أحمد حسن: تكشف عن مشروع سينمائي لتوثيق تضحيات الشهداء وبطولاتهم للأجيال القادمة|خاص
  • «تراث مطروح» تنظم ورشة عمل عن جماليات الأشكال الفنية في النسيج البدوي
  • 40 مؤسسة صغيرة ومتوسطة تشارك في موسم اللبان الثالث بمحافظة ظفار