إيران تسرع خطواتها نحو النووي.. هل يقترب العالم من أزمة جديدة؟
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
كشف تقرير سري حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران قد ضاعفت بشكل كبير من وتيرة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو النووي، وهو ما يثير القلق الدولي بشأن نواياها في مجال تطوير الأسلحة النووية.
وكشف التقرير، الذي تم تقديمه إلى الدول الأعضاء في الوكالة، عن تضاعف نسبة تخصيب اليورانيوم إلى درجة تقترب من النسبة المطلوبة لصناعة القنبلة النووية، مما يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة طهران النووية.
وأفاد التقرير بأن إيران قد بدأت في ضخ غاز سداسي فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، بعدما كانت نسبة التخصيب لا تتجاوز 5% في وقت سابق.
هذه الخطوة تم تنفيذها باستخدام سلسلتين مترابطتين من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-6) في منشأة فوردو. وبحسب التقرير، فإن هذه الأجهزة قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى نسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب بشكل كبير من النسبة المطلوبة لصناعة الأسلحة النووية، والتي تصل إلى حوالي 90%.
وأشارت الوكالة إلى أن معدل تخصيب اليورانيوم في فوردو قد شهد زيادة كبيرة، حيث سجل إنتاجًا شهريًا يزيد عن 34 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في هذا الموقع فقط، هذا التطور يعكس تصعيدًا في السياسة النووية الإيرانية، مما يعزز المخاوف العالمية بشأن استعداد طهران للانتهاء من بناء قدرات نووية عسكرية.
وتسارع إيران في تخصيب اليورانيوم يُعد خرقًا للاتفاقيات الدولية التي تحد من تخصيب اليورانيوم، وفي مقدمتها الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا، وألمانيا).
ورغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، استمرت إيران في تحركاتها النووية التي تتناقض مع نصوص الاتفاق، حيث تكثف عملية تخصيب اليورانيوم بشكل يتجاوز الحدود المسموح بها.
وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الخطوة بمثابة تحدي آخر للجهود الدولية الرامية إلى فرض رقابة صارمة على البرنامج النووي الإيراني. كما أن هذا التصعيد يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الضغط على إيران عبر فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية، في محاولة لوقف هذا التصعيد ومنع طهران من امتلاك الأسلحة النووية.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الزيادة الكبيرة في تخصيب اليورانيوم قد تدفع المنطقة والعالم إلى مرحلة جديدة من التوترات النووية، يأتي هذا في ظل استمرار صراع النفوذ بين القوى الكبرى في المنطقة، حيث تعتبر إيران برنامجها النووي جزءًا أساسيًا من قوتها العسكرية والاقتصادية. وقد أثار هذا التصعيد قلقًا بالغًا في واشنطن والاتحاد الأوروبي، حيث يعتبرون أن هذا المسار يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم.
من جهة أخرى، يعتقد البعض أن إيران قد تسعى من خلال هذا التصعيد إلى الحصول على ورقة ضغط أمام المفاوضات الدولية، لا سيما مع الولايات المتحدة، حيث تحاول إيران من خلال هذه التحركات تعزيز موقفها في أي محادثات مستقبلية حول البرنامج النووي.
ومن المرجح أن تستمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مراقبة الوضع عن كثب، بينما قد يزيد المجتمع الدولي من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على إيران للحد من تخصيب اليورانيوم والعودة إلى طاولة المفاوضات. في المقابل، قد تختار إيران المضي قدمًا في تعزيز قدراتها النووية كوسيلة لزيادة تأثيرها الإقليمي والدولي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران تخصيب اليورانيوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران تخصيب اليورانيوم الطاقة النووية الوكالة الدولية للطاقة الذرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تخصیب الیورانیوم الولایات المتحدة هذا التصعید
إقرأ أيضاً:
السوشيال ميديا أم قنبلة اليورانيوم.. أيّهما أشد فتكًا بالعالم؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأيتُ النارَ تُذكيها الرياحُ
فقلتُ أهذا دَمعُ الأرضِ أمْ زَفَري؟
أبو القاسم الشابي
لم تكن النارُ يومًا مُجرَّد طاقةٍ تُؤجَّجُ للطهو أو الدفء، لقد كانت عبر العصور استعارةً للخراب والتطهير معًا، كأنها السيف الذي يقطع، ثم يُمهِّد لبدايةٍ أخرى، واليوم، في زمنٍ تتخفّى فيه القنابل خلف شاشاتٍ مضيئة، باتت السوشيال ميديا هي النار، لكنها نارٌ لا يُرى لهيبها، تُحيل العقول إلى رماد دون أن تلمسَ الجلد، إنها السلاحُ الذي لا يحتاج إلى فتيل، بل إلى تفاعل، «الحرب العالمية الثالثة» انطلقت فعلًا، لكن ميادينها ليست خنادق، بل صفحات، وأساليبها لا تقتلُ الأجساد، بل تُفجِّر المعنى من داخله.
التشويش الكوني.. كيف حوَّلت المنصاتُ الإنسانَ إلى "رقمٍ مُعلَّق" ؟
يُحكى أن الجنون لم يكن عيبًا في أساطير القدماء، بل مَلكة من يرى ما لا يراه الآخرون، واليوم، صرنا جميعًا مجانين من طرازٍ رقمي، نرى أنفسنا في مرايا مُتعددة، نُفكّك ذواتنا بين الفيسبوك والتيك توك والإنستجرام، ونُعيد بناءها من شظايا "إعجاب" و"تعليق"، الهوية انفجرت، وصار الإنسان رقمًا مُعلَّقًا في فضاءٍ يُشبه العدم.
كما يقول جان بودريار: "الواقع لم يعُد موجودًا.. هناك فقط الصورة" السوشيال ميديا اختزلت الوجود إلى محتوى، والعاطفة إلى إيموجي، والوعي إلى تريند، نحن الآن في استعمارٍ رقمي لا يقلّ عن استعمار الأرض، الاحتلال لا يحتاج جنودًا، بل يحتاج "مستخدمين نشطين" الهوية نفسها صارت سوقًا، تباع وتشترى، وتُستبدل كما تُستبدل الخلفيات والصور الرمزية.
في عام 2022، أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن 60% من الأخبار المُتداولة خلال الأزمات كانت مزيفة، هل نُسمي هذا حريةً أم إرهابًا ناعمًا؟ حتى الأوهام صارت تُروَّج كحقائق، فلا تَعرفُ العقولُ الفرق، وتتماهى مع الزيف كما يذوبُ الثلج في النار.
وفي مقارنة باردة، تُشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 إلى أن أكثر من 3 ملايين شخص يموتون سنويًا بانتحارٍ مباشر أو بأمراضٍ نفسية فَجَّرَتْها العزلة الرقمية، هيروشيما سقطت بقنبلة، ونحن نسقط يوميًا بقنابل صامتة، تُدعى المنصات.
استراتيجيات الهجوم.. عندما تصير «الستوريز» رصاصاتٍ
"الحربُ أولُها كلام" — سوفوكليس
الحروب الحديثة لا تُطلِق صواريخ، بل تُغرِقُ العقول في "فوضى المعنى"، الستوريز اليومية التي نُشاهدها بريئةٌ في ظاهرها، لكنها رصاصات فكرية تُعيد تشكيلنا، تُغيّر أولوياتنا، تُشوِّه مفاهيمنا، السوشيال ميديا تحوّلت إلى سلاح هجومي، يتقن صناعة القتل البطيء.
كل «تحدٍّ» جديد، كل "فيديو قصير" يُسوّق نمطَ حياةٍ غربيًّا ناعمًا، يحفر في لاوعي الشباب مفهومًا واحدًا "استهلك، لا تفكّر"، وكما يُقال في المثل المصري: "اللي يتربى عالتلفزيون.. يبيع أبوه عالنت"
لم تَعُد البضائعُ تُباع في الأسواق، بل في القصص المُعلّقة على إنستجرام، الخوارزميات تُسيّر الذوق، وتتحكّم في الرغبات، كأنها إلهٌ خفي يُقرّر لنا ما نُريد دون أن نُدرك.
في عام 2020، كشفت تقارير أممية أن إسرائيل استخدمت تيك توك لترويج دعايات مضللة تجاه الشباب الفلسطيني، لم تعُد الحربُ على الأرض فقط، بل على الشاشات، وعلى الوعي.
فنون الدفاع.. هل نستعيد السيطرة على "العقل الرقمي"؟
"أعظم الانتصارات أن تنتصر على نفسك" — مثل بوذي
النجاة ليست مستحيلة، لكنها مشروطة بالوعي، لن نُطفئ نار السوشيال ميديا بالهرب، بل بالتحكُّم، أن تتحوّل المنصة من قيدٍ ناعم إلى أداةٍ نُعيد بها التفكير.
أوقف موجات الاستهلاك المفرط، وابدأ باختيار ما تراه، لا ما يُقدَّم إليك، لا تمنح بياناتك مجانًا، ولا تَنسَ أن كل ضغطة زر تُغذّي آلةً تُحاول أن تسرق وقتك ووعيك.
نحتاج جيلًا يُفكّك الصور، يُشكّك في الظاهر، ويُعيد بناء المعرفة، كما قال ابن خلدون: "التمييز بين الظاهر والباطن هو أساس العقل".
فرض قوانين تُجبر الشركات على الشفافية، كما فعل الاتحاد الأوروبي في "قانون الخدمات الرقمية" عام 2024، حيث صار للناس الحق في معرفة كيف تُصاغ المحتويات التي تُسيطر على أذهانهم.
مابعد الانفجار.. هل نُطفئ النار أم نتعلم الرقص ضمن لهبها؟
الحل لا يكمن في إغلاق الحسابات أو الانسحاب، بل في تحويل المنصات إلى ساحات وعي، الفن، الكلمة، التأمّل، هي أسلحتنا القادمة.
الفن كسلاح.. أن نصنع محتوى لا يُفرِّغ العقول، بل يملؤها، أن نحكي قصصنا لا قصص الآخرين، كما حوَّل نجيب محفوظ الحارة إلى أسطورة، يمكننا أن نحول الشاشة إلى مسرح وعي.
لا تدَعْ عدد المتابعين يحدّد قيمتك. "الثقافةُ مقاومةٌ.. والمقاومةُ ثقافة"، فلنقاوم، لا بالصراخ، بل بالإبداع، بالتفكير، بالحب.
"السوشيال ميديا كالبحر.. مَنْ لا يعرف السباحة يغرق، ومَنْ يعرفها يصل إلى عالمٍ لا يُشبهنا"
لكن البحر نفسه قد يكون سرابًا، ما نراه موجةً قد يكون ظلًّا لشيءٍ مخيف وأكثر فتكا ورعبا، فلنُدرك، قبل فوات الأوان، أن السوشيال ميديا ليست مرآةً صادقة، بل كائنٌ يُعيد تشكيلنا على صورته، وكما قال أدونيس: "الضوءُ يحتاج إلى عينين تُحبّان الضوء"، فلنُطهِّر أعيننا من هذا الزيف، لنرى العالم كما هو، لا كما يُراد لنا أن نراه.
لعلّ النجاة تبدأ بسؤال من يملُكُ وعيك؟