عربي21:
2025-05-03@00:25:37 GMT

أين ذهب شركاء السيسي في فض رابعة؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

سؤال يطرحه من يتتبع تاريخ الانقلابات العسكرية، والتي تقوم على الغدر بحاكم، أو شعب، فما من انقلاب عسكري إلا وله شركاء، وسرعان ما نرى هؤلاء الشركاء يختفون من الصورة التي جمعتهم بقائد الانقلاب. وهو ما نلاحظه كذلك في الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، والذي قاده عبد الفتاح السيسي، في: 3 يوليو 2013م، وقد كان معه قوى مدنية وعسكرية، فأين ذهب أبرز هؤلاء الشركاء للانقلاب؟

الانقلاب العسكري تم إعلانه بعزل الرئيس المدني المنتخب، وتعيين مكانه رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور، والذي ظل رئيسا مؤقتا قرابة سنة، وصدر قرار فض رابعة بإمضائه، ثم تولى السيسي الحكم، وبعدها اختفى تماما من الساحة إلا في بعض مناسبات، لا يدعى إليها برغبة من السلطة، وكل ما قامت به نحوه، أن جعلت محطة مترو باسمه، ثم خرج من الرئاسة دون عمل قضائي.



بل إنه بدأ يشعر بعد ذلك بأنه رمي بلا أي فائدة تذكر، وكثرت شكواه لمن لهم اتصال بالسيسي من قريب أو بعيد، أنهم أصبحوا قليلي الاهتمام به، ويبدو هذا سبب ظهوره كل فترة في مشهد احتفالي، حينما تكثر شكواه، أو يصل كلامه للدوائر المقربة من السيسي.

أما اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي تعاون في فض رابعة، فبعد قرابة عام ونصف خرج من الوزارة، ولم يعد يظهر، بل ربما كان أحمد جمال الدين الوزير الذي سبقه في الوزارة أكثر ظهورا في الإعلام والتواجد السياسي مستشارا أمنيا أكثر منه، وقد حكى لي شيخنا القرضاوي رحمه الله، أنه ذهب للعمرة بعد تولي الملك سلمان بدعوة منه، في شهر رمضان، ويوجد مكان مخصص لضيوف الملك، وغالبا ما يكونون من كبار الشخصيات، وعند دخول القرضاوي للصلاة، فوجئ من كانوا معه، بمحمد إبراهيم وقد ارتدى جلبابا أبيض، وذهب للاعتكاف والصلاة في العشر الأواخر من رمضان، فقالوا للشيخ: أتدري من هذا؟ إنه محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق!!

وقد كان غدره بمرسي واضحا وقت توليه الوزارة، فقبل انقلاب الثالث من يوليو، وقد اجتمع عدد من السياسيين المؤيدين لمرسي، وأخبرهم أحد السياسيين بأن هناك بلطجية يتم إعدادهم للمعاونة في الأحداث التي تسبق الانقلاب، وأن وزير الداخلية متواطئ معهم، فهون مرسي من شأن الرجل، وبأنه أقل من ذلك، فوضعوا اختبارا يؤكد صحة دعواهم، بأن هذه قائمة بأهم مائة بلطجي من قيادات البلطجية في مصر، لو نشط وقبض عليهم، فساعتها يكون صادقا.

الغدر وأهله، لا يرعون موقفا لمن يشاركهم فيه، بل يظل بداخلهم دافع للانتقام وإنهاء من وقف معهم، لأنه يذكرهم دوما بفضله عليهم في هذه الغدرة، فضلا عن عقاب الله تعالى لكل من شارك في مثل هذه الجرائم، بأي مستوى من المشاركة.تسلم الوزير القائمة، وبعد أسبوع سألوه، أين يا معالي الوزير أسماء كبار البلطجية الذين سلمناك أسماءهم؟ فقال: لقد نظمنا حملة للقبض عليهم، لكن فلانا هذا هرب ونحن نقبض عليه، وفلان الآخر لم نجده في العنوان المذكور، وفلان ونحن نقبض عليه قفز من الشباك وهرب، وفلان كذا، مائة اسم لم يعثر على شخص واحد منهم، وهو ما اتضح لهؤلاء السياسيين تآمره في الانقلاب.

أما الفريق صدقي صبحي والذي كان رئيسا للأركان وقت الانقلاب، وتم ترقيته لدرجة وزير الدفاع، والذي نص الدستور الذي وضعه السيسي سنة 2014م، بتحصين صدقي صبحي، ومع ذلك بعد سنوات قليلة تم عزله، واختفى تماما عن الأضواء والساحة العسكرية والسياسية، دون تعاطف أدنى مستوى عسكري معه، أو أي ذكر له على أي مستوى، مقارنة بقيادات أخرى في الجيش عندما عزلت، ظلت الناس تذكرهم بالخير، مثل المشير أبو غزالة مثلا.

أما القوى المدنية التي ساندته، فإن من أفاق منهم واكتشف جرائم الانقلاب واتخذ الموقف الصحيح، فهم ما بين مطارد، وسجين، ومقتول. أما من ظل على قيد الحياة، فقد جرت إهانته، وتسليط الإعلام السيساوي للنيل منه، سواء بالتخوين، أو بالمطاردة بقوائم إرهاب، ومصادرة أموال، أو منع من السفر إن كان خارج السجن.

فأما الأستاذ حمدين صباحي، الذي كان معارضا أيام مبارك، وأحد شركاء يناير، وأحد المرشحين للرئاسة، والذي حل ثالثا في انتخاباتها، فإنه رشح في أول انتخابات للسيسي، ولم يجرؤ على التراجع، وإمعانا في إهانته، فقد كانت الأصوات الباطلة أعلى نسبة منه، ثم مؤخرا ما جرى له من لقائه ببشار الأسد، كان كافيا لإسقاط ما تبقى منه في أعين من لا زالوا يقدرون ماضيه قبل الانقلاب.

أما الدكتور محمد البرادعي، فرغم استقالته يوم الفض، وهو ما لا يعفيه عن المسؤولية التامة، لأن الاستقالة جرت بعد الفض بساعات، وإن أعذر عن الفض، فإنه لا يعذر ـ وقد كان نائب الرئيس ـ عن مذابح الحرس الجمهوري، والمنصة، ومذابح أخرى في مناطق مختلفة، تمت وهو في السلطة، ورغم مواقفه تلك، لمجرد رفضه فض رابعة، نالت منه ألسنة السلطة، وخونته، ولا تزال كلما جرى ذكره على الألسنة، أو غرد على تويتر، إلا وأشبعوه اتهامات وإساءات لا حدود لها.

ليس ما ذكرناه عن شركاء الانقلاب من قبيل الشماتة، بل من قبيل العبرة والعظة، أن الغدر وأهله، لا يرعون موقفا لمن يشاركهم فيه، بل يظل بداخلهم دافع للانتقام وإنهاء من وقف معهم، لأنه يذكرهم دوما بفضله عليهم في هذه الغدرة، فضلا عن عقاب الله تعالى لكل من شارك في مثل هذه الجرائم، بأي مستوى من المشاركة.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانقلابات مصر مصر انقلاب سياسة رأي مآلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فض رابعة

إقرأ أيضاً:

لقاء السيسي والبرهان في القاهرة: دعم مصري متعدد الأوجه

أفادت مصادر مصرية مطلعة لـ"العربي الجديد" بأن المباحثات التي عقدت أول من أمس الاثنين في القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، شملت تطورات الوضع الميداني في السودان. وذكرت المصادر أن المباحثات تناولت سبل مساعدة الجيش السوداني في استعادة السيطرة على مزيد من المناطق، بعد إحراز تقدم لافت في العاصمة الخرطوم خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى مناقشة السيسي والبرهان آليات دعم إعادة تأهيل البنية العسكرية، خصوصاً الثكنات التي تضررت خلال الحرب، وتنسيق الجهود في مواجهة قوات الدعم السريع. وبحسب المصادر ذاتها، ناقش السيسي والبرهان أيضاً طرق الحد من الإمدادات والمساعدات العسكرية التي تتلقاها قوات الدعم السريع من أطراف خارجية، وضرورة تعزيز التعاون الاستخباراتي لمنع تهريب الأسلحة والذخائر عبر الحدود المشتركة أو من خلال شبكات تهريب إقليمية نشطة، وفي السياق ذاته، جدد الجانب المصري تعهده بتقديم دعم تقني ولوجستي للقوات المسلحة السودانية، ضمن سياسة القاهرة الراسخة في دعم وحدة واستقرار الدولة السودانية.

مصادر مصرية: ناقش السيسي والبرهان طرق الحد من الإمدادات التي تتلقاها قوات الدعم السريع

ملفات عدة في لقاء السيسي والبرهان
كما تطرق اللقاء، بحسب المصادر، إلى مناقشة مسألة الخلاف مع الإمارات، المتهمة بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمعدات والتمويل عبر شبكة ممتدة من الموانئ والمطارات الإقليمية. ولم يقتصر اللقاء بين السيسي والبرهان على الشق الأمني، إذ أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير محمد الشناوي، أن الجلسات المغلقة والموسعة بين الجانبين شهدت مناقشة مستفيضة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الكهرباء، والنقل، والتبادل التجاري، والزراعة، والصحة، والتعدين، بهدف الدفع نحو تكامل اقتصادي وتنموي طويل الأمد بين البلدين. ورأى مراقبون أن توقيت اللقاء عكس حرصاً مصرياً متزايداً على تحصين العمق الجنوبي للأمن القومي، خصوصاً في ظل استمرار التهديدات الأمنية في إقليم النيل والقرن الأفريقي. كما أن الدعم المصري للجيش السوداني يُقرأ في سياق استراتيجي أوسع، تسعى فيه القاهرة للحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية من التفكك والانهيار، خشية تحوّل السودان إلى ساحة صراع إقليمي مفتوحة على غرار ما يحدث في ليبيا واليمن. وبحث السيسي والبرهان أيضاً تطورات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها ملف مياه النيل.

وأكدت البيانات الرسمية أن هناك تطابقاً في وجهات النظر بين القاهرة والخرطوم بشأن رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق، في إشارة إلى استمرار إثيوبيا في خطوات تشغيل سد النهضة دون اتفاق ملزم مع دولتي المصب. وبحسب بيان الرئاسة المصرية، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائي، والعمل وفق قواعد القانون الدولي بما يحقق المنفعة المشتركة لشعوب حوض النيل، وسط مؤشرات على تجدد الجهود الثنائية للضغط في هذا الملف الحيوي الذي يمثل أولوية قصوى للبلدين. في هذا السياق، جاءت زيارة البرهان جزءا من إعادة تموضع مصري يهدف إلى استعادة التوازن الإقليمي، عبر دعم الجيوش النظامية في المنطقة، وتحصين خطوط الملاحة العالمية التي تمر عبر قناة السويس، والتي أصبحت عرضة لمخاطر متصاعدة بسبب تمدد النزاعات، سواء في اليمن أو غزة أو السودان. وأظهرت قراءات لمخرجات اللقاء بين السيسي والبرهان أن مصر لا تكتفي بتأدية دور الوسيط في الأزمة السودانية، بل تميل بشكل واضح إلى دعم الجيش بما هو مؤسسة تحفظ استقرار البلاد، وترى فيه الحليف الطبيعي الذي يمكن البناء عليه في أي تسوية مستقبلية تُعيد إنتاج الدولة السودانية.

نجلاء مرعي: تطرقت المباحثات إلى الدعم الإنساني وإعادة الإعمار
دلالات زيارات البرهان

في السياق، رأت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، نجلاء مرعي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن زيارة البرهان إلى مصر تحمل دلالات مهمة، مشيرة إلى أن المباحثات بين الجانبين ركزت على محاور رئيسية، بدأتها بملف التعاون الصناعي بين مصر والسودان، قبل أن ينتقل الحديث إلى الملفات الأهم، وعلى رأسها الدعم الإنساني وإعادة الإعمار، لا سيما فيما يتعلق بالبنية التحتية التي تضررت بسبب الحرب. وأكدت مرعي أن التقدم الميداني للجيش السوداني ساهم في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح الجيش، وأضعف الإمدادات اللوجستية لقوات الدعم السريع. كما أشارت إلى أن مصر كانت حاضرة بقوة خلال الاجتماع المنسق من قبل الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" في مارس/آذار الماضي، الذي دعا إلى توحيد الجهود الإقليمية لوقف الحرب في السودان، وشددت خلاله القاهرة على أهمية العمل الجماعي إلى جانب تحركاتها الثنائية لدعم السودان.  

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: بعد الاتفاق أمس بين مشايخ العقل في السويداء ووفد عن الحكومة السورية، والذي أكد على ضرورة تفعيل دور الأمن العام في المحافظة، بدأنا بنشر حواجز أمنية بمحيط المدينة لتأمينها وإعادة فتح أوتستراد السويداء – دمشق.
  • كاتبة إسرائيلية: الإسرائيليون شركاء في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • بلدية دبا الحصن: العمال شركاء مسيرة التنمية
  • الرئيس البرازيلي السابق يخرج من الرعاية المركزة
  • عودة الغابون للاتحاد الأفريقي.. مرونة سياسية أم سابقة مقلقة؟
  • رويترز: واشنطن لم تؤكد مشاركتها بجولة مفاوضات رابعة مع إيران
  • «رئيس المجلس التصديري»: الحرفيون شركاء في التنمية وبناء الجمهورية الجديدة
  • ما حكم المتكاسل عن الصلاة والذي يصلي ويقطع؟ أمين الفتوى يجيب
  • لقاء السيسي والبرهان في القاهرة: دعم مصري متعدد الأوجه
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية