عربي21:
2024-11-26@21:16:55 GMT

أين ذهب شركاء السيسي في فض رابعة؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

سؤال يطرحه من يتتبع تاريخ الانقلابات العسكرية، والتي تقوم على الغدر بحاكم، أو شعب، فما من انقلاب عسكري إلا وله شركاء، وسرعان ما نرى هؤلاء الشركاء يختفون من الصورة التي جمعتهم بقائد الانقلاب. وهو ما نلاحظه كذلك في الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، والذي قاده عبد الفتاح السيسي، في: 3 يوليو 2013م، وقد كان معه قوى مدنية وعسكرية، فأين ذهب أبرز هؤلاء الشركاء للانقلاب؟

الانقلاب العسكري تم إعلانه بعزل الرئيس المدني المنتخب، وتعيين مكانه رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور، والذي ظل رئيسا مؤقتا قرابة سنة، وصدر قرار فض رابعة بإمضائه، ثم تولى السيسي الحكم، وبعدها اختفى تماما من الساحة إلا في بعض مناسبات، لا يدعى إليها برغبة من السلطة، وكل ما قامت به نحوه، أن جعلت محطة مترو باسمه، ثم خرج من الرئاسة دون عمل قضائي.



بل إنه بدأ يشعر بعد ذلك بأنه رمي بلا أي فائدة تذكر، وكثرت شكواه لمن لهم اتصال بالسيسي من قريب أو بعيد، أنهم أصبحوا قليلي الاهتمام به، ويبدو هذا سبب ظهوره كل فترة في مشهد احتفالي، حينما تكثر شكواه، أو يصل كلامه للدوائر المقربة من السيسي.

أما اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي تعاون في فض رابعة، فبعد قرابة عام ونصف خرج من الوزارة، ولم يعد يظهر، بل ربما كان أحمد جمال الدين الوزير الذي سبقه في الوزارة أكثر ظهورا في الإعلام والتواجد السياسي مستشارا أمنيا أكثر منه، وقد حكى لي شيخنا القرضاوي رحمه الله، أنه ذهب للعمرة بعد تولي الملك سلمان بدعوة منه، في شهر رمضان، ويوجد مكان مخصص لضيوف الملك، وغالبا ما يكونون من كبار الشخصيات، وعند دخول القرضاوي للصلاة، فوجئ من كانوا معه، بمحمد إبراهيم وقد ارتدى جلبابا أبيض، وذهب للاعتكاف والصلاة في العشر الأواخر من رمضان، فقالوا للشيخ: أتدري من هذا؟ إنه محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق!!

وقد كان غدره بمرسي واضحا وقت توليه الوزارة، فقبل انقلاب الثالث من يوليو، وقد اجتمع عدد من السياسيين المؤيدين لمرسي، وأخبرهم أحد السياسيين بأن هناك بلطجية يتم إعدادهم للمعاونة في الأحداث التي تسبق الانقلاب، وأن وزير الداخلية متواطئ معهم، فهون مرسي من شأن الرجل، وبأنه أقل من ذلك، فوضعوا اختبارا يؤكد صحة دعواهم، بأن هذه قائمة بأهم مائة بلطجي من قيادات البلطجية في مصر، لو نشط وقبض عليهم، فساعتها يكون صادقا.

الغدر وأهله، لا يرعون موقفا لمن يشاركهم فيه، بل يظل بداخلهم دافع للانتقام وإنهاء من وقف معهم، لأنه يذكرهم دوما بفضله عليهم في هذه الغدرة، فضلا عن عقاب الله تعالى لكل من شارك في مثل هذه الجرائم، بأي مستوى من المشاركة.تسلم الوزير القائمة، وبعد أسبوع سألوه، أين يا معالي الوزير أسماء كبار البلطجية الذين سلمناك أسماءهم؟ فقال: لقد نظمنا حملة للقبض عليهم، لكن فلانا هذا هرب ونحن نقبض عليه، وفلان الآخر لم نجده في العنوان المذكور، وفلان ونحن نقبض عليه قفز من الشباك وهرب، وفلان كذا، مائة اسم لم يعثر على شخص واحد منهم، وهو ما اتضح لهؤلاء السياسيين تآمره في الانقلاب.

أما الفريق صدقي صبحي والذي كان رئيسا للأركان وقت الانقلاب، وتم ترقيته لدرجة وزير الدفاع، والذي نص الدستور الذي وضعه السيسي سنة 2014م، بتحصين صدقي صبحي، ومع ذلك بعد سنوات قليلة تم عزله، واختفى تماما عن الأضواء والساحة العسكرية والسياسية، دون تعاطف أدنى مستوى عسكري معه، أو أي ذكر له على أي مستوى، مقارنة بقيادات أخرى في الجيش عندما عزلت، ظلت الناس تذكرهم بالخير، مثل المشير أبو غزالة مثلا.

أما القوى المدنية التي ساندته، فإن من أفاق منهم واكتشف جرائم الانقلاب واتخذ الموقف الصحيح، فهم ما بين مطارد، وسجين، ومقتول. أما من ظل على قيد الحياة، فقد جرت إهانته، وتسليط الإعلام السيساوي للنيل منه، سواء بالتخوين، أو بالمطاردة بقوائم إرهاب، ومصادرة أموال، أو منع من السفر إن كان خارج السجن.

فأما الأستاذ حمدين صباحي، الذي كان معارضا أيام مبارك، وأحد شركاء يناير، وأحد المرشحين للرئاسة، والذي حل ثالثا في انتخاباتها، فإنه رشح في أول انتخابات للسيسي، ولم يجرؤ على التراجع، وإمعانا في إهانته، فقد كانت الأصوات الباطلة أعلى نسبة منه، ثم مؤخرا ما جرى له من لقائه ببشار الأسد، كان كافيا لإسقاط ما تبقى منه في أعين من لا زالوا يقدرون ماضيه قبل الانقلاب.

أما الدكتور محمد البرادعي، فرغم استقالته يوم الفض، وهو ما لا يعفيه عن المسؤولية التامة، لأن الاستقالة جرت بعد الفض بساعات، وإن أعذر عن الفض، فإنه لا يعذر ـ وقد كان نائب الرئيس ـ عن مذابح الحرس الجمهوري، والمنصة، ومذابح أخرى في مناطق مختلفة، تمت وهو في السلطة، ورغم مواقفه تلك، لمجرد رفضه فض رابعة، نالت منه ألسنة السلطة، وخونته، ولا تزال كلما جرى ذكره على الألسنة، أو غرد على تويتر، إلا وأشبعوه اتهامات وإساءات لا حدود لها.

ليس ما ذكرناه عن شركاء الانقلاب من قبيل الشماتة، بل من قبيل العبرة والعظة، أن الغدر وأهله، لا يرعون موقفا لمن يشاركهم فيه، بل يظل بداخلهم دافع للانتقام وإنهاء من وقف معهم، لأنه يذكرهم دوما بفضله عليهم في هذه الغدرة، فضلا عن عقاب الله تعالى لكل من شارك في مثل هذه الجرائم، بأي مستوى من المشاركة.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانقلابات مصر مصر انقلاب سياسة رأي مآلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فض رابعة

إقرأ أيضاً:

لـ 26 يناير.. تأجيل محاكمة «شاعر رابعة» بتهمة الشروع في قتل ضابط والتخطيط لأعمال إرهابية

قررت الدائرة الأولى إرهاب بوادي النطرون برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية المستشار عبد الرحمن صفوت الحسيني والمستشار ياسر عكاشة المتناوي والمستشار محمد مرعي والمستشار وائل محمد مكرم تأجيل محاكمة الإرهابي طارق عربان شاعر رابعة المتهم بالشروع في قتل ضابط وإحداثه عاهة مستديمة والتخطيط لأعمال إرهابية لجلسة ٢٦/١/٢٠٢٥ كطلب الدفاع الحاضر مع المتهم للمستندات والاستعداد للمرافعة.

وكانت المحكمة قد أجلت لحضور محامي المتهم الأصيل كطلب المتهم وأمرت المحكمة بإيداع المتهم طارق محمود بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على ذمة القضية مع إستمرار حبس المتهم لذات الجلسة

وكانت الدائرة الأولى إرهاب برئاسة المستشار سامح عبد الحكم بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون بأولى جلسات محاكمة الإرهابي طارق محمود الهارب منذ ٢٠١٥ تأجيل نظر الدعوى لجلسة الأحد ٢٤ نوفمبر لحضور المحامي الأصيل عن المتهم وأمرت المحكمة بإيداع المتهم بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على ذمة القضية

وواجهت المحكمة المتهم بالتهم المنسوبة إليه فأنكرها وقرر أنه شاعر واسم شهرته طارق عربان وله عدة دواوين منها ( رسالة إلى القناص - ويا عسكري البهوات - يسقط حكم العسكر ) وانه كان مكلف بإلقاء دواوين الشعر على منصة ميدان رابعة العدوية أثناء اعتصام جماعة الإخوان بالميدان وأضاف بأنه غادر البلاد منذ ٢٠١٥ الى دولة السودان ومنها إلى ماليزيا وحضر إلى مصر منذ أشهر وتم بعدها إلقاء القبض عليه في شهر سبتمبر الماضي وذلك لتقديمه للمحاكمة

وكانت الإدارة العامة لمباحث تنفيذ الأحكام قد تمكنت من ضبط المتهم بعد أن ظل هارباً منذ إرتكابه الواقعة في ٢٠١٥ وبعد صدور حكم غيابي ضده وتم عرضه على النيابة العامة في ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤ والتي قد أحالت المتهم بعدة تهم وهي وفقاً لأمر الإحالة على النحو التالي:

الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والإعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بأن انضم الى جماعة جهادية تدعو إلى جهاد الحاكم والخروج عليه وتكفير المجتمع لعدم تطبيقه للشريعة الإسلامية وتهدف الى التعدي على المنشآت والمؤسسات الحكومية بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وكان الإرهاب من الوسائل التي يستخدمها تلك الجماعة في تنفيذ أغراضها وإنضم إليها مع علمه بذلك وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات

شرع في قتل/ عمرو عبد الرؤوف إبراهيم " نقيب شرطة -الضابط بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي " حال كونه من القائمين على تنفيذ أحكام القسم الأول من الباب الثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات وكان ذلك عمداً مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على ذلك وأعد لذلك الغرض سلاح ناري"بندقية آلية"وحال قيام المجني عليه بتنفيذ إذن النيابة العامة الصادر قبل المتهم بضبطه وتفتيش سكنه أطلق صوبه هو والقوة المرافقة وابلًا من الأعيرة النارية قاصداً من ذلك قتله فأحدث إصابته المثبتة والموصوفة بالتقرير الطبي خاصته المرفق بالتحقيقات والتي نتج عنها أن تخلف لديه عاهة مستديمة يستحيل برؤها وهي فقد إبصار العين اليمنى إلا أنه خاب أثر جريمته لسبب لادخل لإرادته به ألا وهو تدارك المجني عليه بالعلاج وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات

أحرز سلاح ناري " بندقية آلية " مما لايجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد إستعمالها في نشاط يخل بالأمن العام وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات

أحرز ذخائر مما تستعمل على السلاح موضوع الاتهام السابق دون أن يكون مرخصاً لهم في حيازتها أو إحرازها وكان ذلك بقصد إستعمالها بنشاط يخل بالأمن العام وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

اقرأ أيضاًضبط 24 طن مواد غذائية وأسمدة مجهولة المصدر بالشرقية

كثافات مرورية إثر انقلاب سيارتين أعلى طريق الكريمات الصحراوي

لـ 21 ديسمبر.. تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية «بونات وزارة البترول»

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفرنسية: ندعو كل شركاء المنطقة إلى دعم اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • أمريكا تدخل على خط عود البرلمان إلى عدن.. وتحركات لإنهاء الانقلاب الحوثي
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية
  • الغرب والموقف من الانقلاب العسكري في الغابون
  • تأجيل محاكمة شاعر رابعة طارق عربان لدور يناير بتهمة الشروع في قتل ضابط
  • لـ 26 يناير.. تأجيل محاكمة «شاعر رابعة» بتهمة الشروع في قتل ضابط والتخطيط لأعمال إرهابية
  • “دبي الرقمية” تنظم ملتقى شركاء دبي للبيانات والإحصاء
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (51)
  • تأجيل مُحاكمة شاعر رابعة الإرهابي للغد
  • اليوم.. استكمال محاكمة طارق عربان "شاعر رابعة"