تعتبر الآثار القبطية شهادة حية على تاريخ مصر العريق وتعدد حضاراتها، كما أنها تمثل كنزاً حضارياً ودينياً لا يقدر بثمن، ومن بين هذه الآثار، يحتل مسار العائلة المقدسة مكانة خاصة، حيث يحمل فى طياته قصصاً وأسراراً تروى رحلة العائلة المقدسة فى مصر، كما أنه أحد أهم ممرات السياحة الدينية فى مصر، خاصةً بعد إدراج الفاتيكان له ضمن مسار الحج المسيحى، وتُعد مصر موطناً لآلاف الكنائس والأديرة القبطية، التى تعود إلى عصور مختلفة، وتحمل بين جدرانها فنوناً فريدة، وتصميمات معمارية تعكس تطور الحضارة القبطية على مر العصور، فهذه الآثار ليست مجرد أحجار وأبنية، بل هى شاهدة على إيمان أجيال، كما أنها تٌعد «كلمة السر» لتعزيز السياحة الدينية.

ورغم الأهمية الكبيرة التى تتمتع بها الآثار القبطية فى مصر، فإنها تواجه العديد من التحديات، أبرزها الترميم الخاطئ، الذى يؤدى إلى تشويه هذه الآثار، وفقدان هويتها وقيمتها، بالإضافة إلى نقص الوعى بأهمية هذه الآثار لدى الكثيرين، الأمر الذى يمثل عقبة أمام جهود الحفاظ عليها، وهذا ما يؤكد أهمية الحفاظ على الآثار القبطية، والعمل على تطويرها، ويتطلب ذلك تضافر جهود الدولة والمجتمع المدنى والخبراء فى مجال الآثار، مع الكنيسة القبطية، من خلال وضع خطط واضحة لترميمها وصيانتها، ونشر الوعى بأهميتها التاريخية والحضارية.

وفى السنوات الأخيرة، زاد الاهتمام بالآثار القبطية، حيث تبنت الدولة المصرية العديد من المبادرات للحفاظ عليها وتطويرها، خاصةً تلك المرتبطة بمسار العائلة المقدسة، وقد شهدت مصر جهوداً كبيرة فى ترميم العديد من الكنائس والأديرة، إضافة إلى تطوير البنية التحتية المحيطة بها، بما يؤكد أهمية تعزيز وتشجيع السياحة الدينية فى مصر على مر العصور.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الآثار القبطية السياحة الدينية العائلة المقدسة الآثار القبطیة فى مصر

إقرأ أيضاً:

زينة الكنائس القبطية في أسبوع الآلام.. طقوس تتجاوز الشكل إلى الروح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحولت الكنائس القبطية إلى مشهد مهيب تغمره الأقمشة السوداء، التي تغطي المذابح والأيقونات والجدران، في مشهد لا يُرى إلا خلال أسبوع الآلام، ورغم بساطة الزينة، إلا أنها تحمل دلالة عميقة، تعبر عن مشاركة الكنيسة لشعبها في آلام المسيح وليس مجرد الحزن على صلبه.

في هذا الأسبوع، تغيب الألوان الزاهية تمامًا، وتختفي الورود المعتادة، لتحل محلها رموز الصمت، الترقب، والتأمل في سر الفداء.
 

الشموع لغة نور.. وسط ظلام الألم 

في مقابل السواد الطاغي، تضاء الشموع في أركان الكنيسة كرمز للنور الخارج من الألم، والرجاء المتولد من الصليب ، لا تستخدم الإضاءة الكاملة، بل تكتفي الكنائس غالبًا بضوء الشموع، ما يمنح صلوات “البصخة” طابعًا خاصًا من الخشوع والسكينة.

يقول أحد الخدام: “الزينة مش رفاهية، دي وسيلة للتعبير عن اللي مش بنعرف نقوله.. وكل تفصيلة مقصودة، علشان تعيشنا في أجواء الأسبوع العظيم ده”.

من الزينة الخارجية لزينة القلب

لا يقتصر دور الزينة السوداء على تغيير شكل الكنيسة فقط، بل تمهّد لرحلة داخلية يعيشها كل مُصلي، ينتقل فيها من مظاهر الحزن الظاهري إلى زينة القلب بالتوبة والصلاة.

فالكنيسة، بلونها الأسود وصمتها العميق، تدعو أبناءها للتجرد من الزينة الخارجية المعتادة، والالتفات إلى أعماقهم، حيث تبدأ الزينة الحقيقية من الداخل، استعدادًا لفرح القيامة.

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان: الحرب على غزة تشمل العديد من الجـ ـرائم ضد الإنسانية
  • ضياء رشوان: مصر خاضت العديد من الحروب للدفاع عن القضية الفلسطينية
  • «الميراث كلمة السر».. بدء محاكمة أب وأبنائه بتهمة قتل شقيقهم عمدًا بالشرقية
  • فى ذكراه.. فؤاد المهندس كلمة السر في حياة الضيف أحمد
  • عصير الجوافة كلمة السر.. تطورات مثيرة في وفاة 3 أطفال أشقاء بالعياط
  • أحمد صبور: التمويل العقاري هو كلمة السر في مستقبل السوق المصري
  • زينة الكنائس القبطية في أسبوع الآلام.. طقوس تتجاوز الشكل إلى الروح
  • أبو بكر الديب يكتب: تعافي الجنيه عقب زيارة السيسي لقطر والكويت.. والاستثمارات كلمة السر
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أسبوع الآلام: طقس مختلف وروحانية خاصة
  • من أدغال إفريقيا.. صلوات البصخة المقدسة في الكنيسة القبطية بدولة غانا