لوح بابلي يكشف توصل العراق للتكنولوجيا منذ 4000 عام .. كيف ذلك؟

هل تتخيل أن الحضارة البابلية للعراق قديما كانت تسبق فيثاغورث والعلماء الآن بمراحل، هذا السر الكبير الذي ما زال غامضا حتى الآن بدأ في الكشف عن طرقهم السرية للعلم والمعرفة، وواحدة منها كتابات مدونة على لوح طيني استخدمه صاحبه مثل الورقة الآن. 

وفقا لمجلة"ساينس أليرت" العلمية، تم العثور على اللوح الطيني في موقع "كيش" في العراق، وهو أعجب مما تتخيل، فهو لوح طيني رياضي يرجع إلى العصر البابلي القديم مكتوب بخط مسماري.

 

ما هو اللوح البابلي؟

هذا اللوح مدون به حساب مساحة المثلث بشكل غير صحيح قبل 4000 عاما، ويصفه العلماء أنه واجب منزلي في الهندسة البابلية. هذا اللوح مذهلا لعدة أسباب من بينها عمره القديم الذي يتراوح بين عامي 1900 و 1600 قبل الميلاد، وهو واحدا من 20 نموذجا لواجبات الرياضيات البابلية القديمة. 

رغم أهميته التاريخية، إلا أنه منذ العثور عليه في عام 1931 في موقع كيش الأثري وهو ليس من ضمن آثار العراق، بل ضمن مجموعة متحف أشموليان بجامعة أكسفورد.

واستخدم الطالب هذا اللوح، كمسودة لحساب مساحة المثلث، لكنه ارتكب أخطاء في الحساب، وظل خطأه محفوظا لمدة تقرب من 4000 عاما.

يبلغ قطر اللوح الصغير 8 سنتيمتر فقط، ويصور مثلثا قائما بثلاث مجموعات من الأرقام المسمارية، ومجموعة منها تمثل طول وارتفاع المثلث، والأخرى في المنتصف لحساب مساحته. كتب الطالب العراقي مساحة المثلث 3.14 سنتيمتر بينما من المفترض أن تكون 3.5 سنتيمتر، وهذا اللوح يعد دليلا إلى أن العرب وتحديدا الحضارة البابلية توصلت إلى علوم الرياضة قبل آلاف الأعوام من معرفتها الحديثة. 

كيف ظهرت الرياضيات؟

يوجد أيضا العديد من اللوحات القديمة في كيش وبابل القريبة، وكلاهما كانا من المناطق الرئيسية لتعليم الرياضيات في وقت مبكر.هذا اللوح كان فارغ من الخلف، لكن هناك ألواح أخرى تشمل كتابة للمعلم من جهة وكتابة الطالب من جهة أخرى. لكن كيف ظهرت تعليم الرياضيات في بابل القديمة؟ 

يرجع ظهور الرياضيات للوقت التي بدأت فيه الإمبراطوريات الكبرى في التطور. ومن المرجح أن تكون تقنيات الرياضيات العليا مثل الجبر والهندسة قد اخترعت حوالي عام 3000 قبل الميلاد في سومر حيث احتاجوا إلى طرق لحساب الضرائب وإحصاء التجارة والتبادل التجاري وإنشاء التقويمات. 

ولنتعرف على نظام الرياضيات البابلية، فإن لديها نظام عددي أساسي مكون من 60 رقمًا، والذي ما زلنا نستخدمه حتى اليوم لتحديد الوقت ــ 60 ثانية في الدقيقة، و60 دقيقة في الساعة. وقد فهم القدماء نظرية فيثاغورس قبل أكثر من ألف عام من شهرة الفيلسوف اليوناني القديم فيثاغورس الذي أثبت أن مجموع مربعي ضلعين في مثلث قائم الزاوية يساوي مربع الوتر. لكن أخطاء الطالب تظهر أسلوب الناس في نقل المعرفة وتحويلها من الحفظ إلى المعلومات المكتوبة، وكان هذا التحول حوالي عام 3500 قبل الميلاد، والذي تحول إلى الكتابة على الورق ثم الكتابة الإلكترونية في القرن العشرين.

المصدر: صدى البلد