قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن قضية التدين تعد من أبرز القضايا التي يجب النظر إليها على أنها التطبيق العملي لمفهوم الدين، مؤكدًا أن التدين ليس مجرد مظاهر أو شعائر تؤدى بلا ارتباط حقيقي بمعاني الدين.

وأضاف مفتي الديار المصرية، خلال حلقة برنامج «مع المفتي»، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: «التدين الحقيقي هو الصفة التي يتسم بها الشخص الذي يتزيّن بزي الدين ويعمل على تطبيقه عقيدةً وشريعةً وسلوكًا وأخلاقًا».

وتابع أن التدين يبدأ من العقيدة الراسخة، التي ينطلق منها المؤمن في كافة جوانب حياته، حيث يجب أن تكون النية والعبادة خالصة لله تعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى: «قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، موضحًا أن هذا الإخلاص هو الأساس الذي يمكن للعبد من خلاله القيام بحقوق الله ونفسه والناس، ويحرره من عبودية أي شيء آخر غير الله».

ولفت المفتي إلى أن التدين لا يقتصر على العبادات فقط بل يمتد ليشمل سلوك الإنسان مع الآخرين ومع نفسه، مؤكدًا أن العبادات مثل الصلاة والزكاة تعكس قيمًا عظيمة على المستوى الأخلاقي.

وقال: «الصلاة هي صلة بين العبد وربه، وهي تحدد أطر التعامل مع الناس، ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، أي أن صلاته غير مقبولة»، لافتًا إلى أن الزكاة تعمل على تطهير النفوس من الشح والبخل.

وحذر المفتي من التدين المظهري الذي يقتصر على أداء الشعائر دون أن يكون لها تأثير حقيقي على سلوك الإنسان، قائلًا: «إن التدين الذي ينفصل عن التطبيق الفعلي للمعاني الدينية لا يعتبر تدينًا حقيقيًا».

واختتم قائلًا: كما قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"، فينبغي للمؤمن أن يكون على توافق تام بين قوله وفعل».

اقرأ أيضاًفي اليوم العالمي لذوي الهمم.. مفتي الجمهورية: القيمة الحقيقية للإنسان لا تُقاس بمظاهر القوة

مفتي الجمهورية: ما يحدث في سوريا وفلسطين يؤكد أننا بحاجة إلى أصوات إعلامية تكشف تزييف الحقائق

مفتي الجمهورية: تكنولوجيا التواصل الحديثة مزقت الأواصر والتعاون بين الناس

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الإفتاء مفتي الديار المصرية

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين

ألقى الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء، كلمةً في ندوة بعنوان "حرب الشائعات" لطلاب مدارس سوهاج باستضافة كريمة من مدرسة جيل المستقبل بمحافظة سوهاج، في إطار جهود  دار الإفتاء في تنمية الوعي بين الطلاب، ومدِّ جسور التعاون والتواصل بين دار الإفتاء المصرية ووزارة التربية والتعليم.

واستهلَّ المفتي، كلمتَه بتقديم الشكر لوزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبداللطيف، ولجميع قيادات التربية والتعليم بسوهاج، مشيدًا بالجهود المبذولة لتعزيز الوعي لدى الطلاب. 

وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الذي وصفه بأنه من أحب اللقاءات إلى قلبه، لا سيما مع طلاب التعليم قبل الجامعي الذين وصفهم بالأزهار المثمرة.

وتحدث المفتي، عن ضرورة تعزيز المعرفة والنضج الفكري في ظل انتشار المنصَّات الرقمية ووسائل التواصُل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل ليست شرًّا مطلقًا، بل هناك صفحات تعمل على تعزيز الانتماء الوطني ونشر قيم الخير، في مقابل أخرى تسعى لنشر الفتن والأكاذيب.

وأوضح أن الطلاب في هذه المرحلة العمرية يُستهدَفون بالشائعات ومحاولات الإحباط من قِبَل أعداء يَسعَون لتدمير الأوطان لتحقيق مصالحهم. 

وأكد أهمية امتلاك الوعي الكافي لتمييز الحقائق من الأكاذيب، وأهمية الوعي باعتباره خطَّ الدفاع الأول لتحصين الأفراد والمجتمع ضد الشائعات وأثرها السلبي.

وفي لَفتةٍ أبوية، قال للطلاب: "أتحدث إليكم حديثَ الوالد لأبنائه والأستاذ لتلاميذه"، مشددًا على أهمية العلم والمعرفة لمواجهة الأفكار المنحرفة والسلوكيات السلبية التي تتنافَى مع الدين والقِيَم الاجتماعية.

وحذَّر فضيلته من خطورة الشائعات، مشيرًا إلى أنها قد تدفع الإنسان إلى إيذاء نفسه أو الاعتداء على الآخرين. 

وأكد أن الإنسان مؤتمَن على جسده، وعليه الحفاظ عليه ليكون صالحًا للخِلافة في الأرض وإنتاج الخير للمجتمع.

واستدل بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، موضِّحًا أن العلم هو السبيل لفهم رسالة الإنسان في الحياة. 

وأشار إلى أن النجاح لا يتحقق إلا بالاجتهاد والتفوُّق، محذرًا من الغِشّ الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».

وأكَّد أن الله أراد للإنسان أن يتعلم لمواجهة التحديات والمشكلات، مستشهدًا بآية { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. كما أشار إلى أهمية القدوة الحسنة، مستدلًّا بإطلاق النبي صلى الله عليه وسلم سراح أسرى غزوة بدر بفضل تعليمهم للصحابة.

ودعا إلى عرض المعلومات على العقل، ورَبطِ المُقدِّمات بالنتائج؛ للتأكد من صحَّتها، موضحًا أن كل حدث في الحياة هو نتيجة طبيعية لمقدمات سابقة. 

وقال: إن الوعي الصحيح يتطلب من الإنسان تحليل المعطيات بشكل منطقي وتفكير نقدي للوصول إلى الحقيقة، مشيرًا إلى أن فهم العلاقة بين الأسباب والنتائج يُحصِّن العقل من الوقوع في فخ الأكاذيب والشائعات.

كما حذَّر من الأفكار الإلحادية التي تسعَى إلى التشكيك في وجود الله. وقدَّم مثالًا مبسطًا للطلاب: "عندما تتركون فراشكم مبعثرًا وتعودون لتجدوه مرتَّبًا، فهذا يدل على أن هناك مَن قام بذلك"، مؤكدًا أن الكون دليلٌ واضح على وجود خالق حكيم.

كما نبَّه إلى خطورة بعض الألعاب الرقمية التي تُروِّج لأفكار هدَّامة تدمِّر الفطرة وتدفع إلى ارتكاب المحرمات، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار تؤدي إلى انعدام المروءة والكرامة.

وتناول أيضًا خطورة مشاركة البيانات والمعلومات الشخصية عبر الإنترنت، محذرًا من الوقوع في فخ الابتزاز المالي أو الجنسي الذي قد يدفع الضحيةَ إلى الرضوخ خشية إبلاغ والديه.

واستشهد بحادثة الإفك التي كادت أن تُفرِّق بين النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها بسبب الإشاعة، مشيرًا إلى قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، مؤكدًا أهمية التثبُّت من الأخبار لتجنُّب الفتنة.

كما شدَّد على ضرورة التصدي للتنمُّر ونشر الأخبار الكاذبة، مشيرًا إلى أن هذه السلوكيات تقتل المجتمعات وتنشر الفوضى. ودعا إلى التحلِّي بالأخلاق الحميدة، والاقتداء بالصالحين من المشايخ والأساتذة، والحرص على حضور مجالس العلم.

من جهته أشاد الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، بدَور فضيلة المفتي وجهوده في نشر الوعي بين الطلاب، مؤكدًا أهمية هذه الندوات في تنمية عقول الأجيال القادمة.

وبدوره، هنَّأ أمين الدسوقي الحضور بقُرب حلول شهر رمضان المبارك، موجهًا الشكر للمفتي على كلمته المؤثرة. كما أكد أن مديرية التربية والتعليم بسوهاج تعمل كخلية نحل لتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية.

وفي لَفتةِ تقديرٍ وعرفان أهدَى الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة سوهاج دِرع َالمديرية لفضيلته، كما قام الأستاذ أحمد حلمي الشريف مدير مدرسة جيل المستقبل بتقديم دِرع المدرسة لفضيلته.

حضر الندوة الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم، والأستاذ أمين الدسوقي مدير عام الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، والأستاذ أحمد حلمي الشريف مدير مدرسة جيل المستقبل، إلى جانب عدد من قيادات وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وعدد كبير من المدرسين والأخصائيين والطلاب من مدارس مديرية التربية والتعليم بمحافظة سوهاج.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: اتفقت الشرائع السماوية على أصول العقيدة، والشريعة، والأخلاق
  • «أمين الفتوى» بدار الإفتاء: قيام الليل شرف المؤمن ووسيلة لمجاهدة النفس
  • مفتي الجمهورية: الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل
  • المفتي: اتفقت الشرائع السماوية على أصول العقيدة والشريعة والأخلاق
  • السفير عزت مفتي في ذمة الله
  • ملك الأردن يبدأ زيارة رسمية لأمريكا
  • المفتي: يجب عرض المعلومات على العقل وربط المقدمات بالنتائج للتأكُّد من صحتها
  • مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • مفتي الديار المصرية السابق: الاجتهاد يبدأ من زمن النبي ويستمر لتشكيل التراث