قال الدكتور رائد سلامة، مقرر مساعد لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، إن قضية الدعم أثارت جدلاً واسعًا بين السياسيين والاقتصاديين على مدار أكثر من نصف قرن، بين من يدعو لإلغاء الدعم العيني وتحويله إلى دعم نقدي، وبين من يفضل الإبقاء على الدعم العيني أو تطبيق نموذج خليط بين النوعين.

تجربة «بولسا فاميليا» البرازيلية في تحويل الدعم

وأكد «سلامة»، في تصريحات لـ«الوطن»، أهمية الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض البلدان، مثل تجربة «بولسا فاميليا» البرازيلية، التي قامت على تقديم دعم نقدي للأسر، مع شروط لتحسين التعليم والصحة، ما أسهم في القضاء على تسرب الطلاب من التعليم وتقليص الأمراض السارية، وتحقيق تنمية حقيقية، مشيرًا إلى أنّ الدعم في طبيعته يجب أن يكون استثنائيًا ومؤقتًا، ولا ينبغي أن يكون مستدامًا، بل يرتبط بظروف معينة، كما أنّ الأهم من ذلك هو التأكد من وصول الدعم إلى مستحقيه، بغض النظر عن نوع الدعم، سواء كان عينيًا أو نقديًا.

الاستفادة من قواعد بيانات «حياة كريمة»

وتابع أنه يمكن الاستفادة من قواعد بيانات «حياة كريمة» في مصر، مع ضرورة إعادة النظر في تعريف الاستحقاق؛ ليشمل الفئات الاجتماعية التي تدهورت أوضاعها بسبب التضخم، مشددًا على ضرورة وضع تعريف دقيق وشامل لحجم الدعم في ضوء تحديد من هم مستحقيه، وذلك من خلال تحليل الأبعاد الكمية والسياسية والاجتماعية لهذه الفئات.

وأكد مقرر مساعد لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، ضرورة التحرك نحو تغيير نمط الاقتصاد من استهلاكي إلى إنتاجي، عبر توطين الصناعات المحلية، مثل السيارات الكهربائية وبطارياتها، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تضمن استمرارية النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل مستدامة للمواطنين، ما يساهم في تقليص الحاجة إلى الدعم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطني تحويل الدعم الدعم النقدي حياة كريمة

إقرأ أيضاً:

بسبب بوست على فيسبوك.. فصل ٨ أطباء من مستشفى قصر العيني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الطبية والتعليمية، أصدرت إدارة مستشفيات قصر العيني - التابعة لجامعة القاهرة - اليوم الثلاثاء، قرارًا بوقف 8 من أطباء الامتياز عن العمل، وتحويلهم للتحقيق، دون إبداء أي أسباب واضحة أو إجراء تحقيقات سابقة معهم، في واقعة وُصفت بأنها "تعسفية" وتعكس "تكميمًا للأفواه" وفقًا لشهادات الأطباء.

نص القرار

القرار جاء عقب منشورات كتبها الأطباء على صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّروا خلالها عن معاناتهم اليومية داخل المستشفى، من طوابير البصمة الطويلة، إلى غياب أي محتوى تدريبي حقيقي، مرورًا بسوء التنظيم الإداري وعدم احترام وقتهم أو مهنتهم، دون أي تطاول على جهة أو إساءة لشخص، وفق تأكيداتهم.

الطريق إلى الامتياز.. ثم الصدمة

يحكي أحد الأطباء المفصولين، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنهم قضوا خمس سنوات من الجهد والدراسة والضغوط النفسية في كليات الطب، ليبدأوا أولى خطواتهم العملية كأطباء امتياز في مستشفيات جامعة القاهرة، أكبر صرح طبي في مصر. وأضاف الطبيب: "دخلنا قصر العيني وكلنا أمل إننا نتعلم ونتدرب ونعالج أهلنا.. لكن أول يوم كان صدمة حقيقية!".

طابور انتظار البصمة

وتابع: "اتصدمنا من طوابير لا تنتهي قدام جهاز البصمة، ننتظر أكتر من نص ساعة عشان نثبت الحضور، ونكرر نفس المعاناة في نهاية اليوم لبصمة الانصراف، حتى في الأيام اللي مفيهاش شفتات أو مهام محددة، بنفضل قاعدين بالساعات من غير ما نعمل حاجة!"

لا تدريب.. ولا احترام للوقت

أوضح الأطباء أن أغلب أيامهم لا تتضمن أي مهام طبية أو تعليمية واضحة، كما لا يوجد برنامج تدريبي منظّم يمكنهم من اكتساب المهارات اللازمة، في وقت يُمنعون فيه من التواجد في أقسام الطوارئ أو متابعة الحالات مع الأطباء الأقدم، بحجة أنهم "مجرد أطباء امتياز".

وأضاف أحد الأطباء: "بعض الأيام بنضطر نبصم بعد الساعة 10 مساءً، ومع ذلك مفيش حتى مكان نقعد فيه، لا تدريب ولا تعليم، وكل اللي بيتقال لنا إننا زي الموظفين.. طيب فين المرتب؟ مرتباتنا أقل من الحد الأدنى اللي أقره قانون 153 لسنة 2019، وبنقبض 2800 جنيه بس بدل 5600 على الأقل!"

مطالب مشروعة قوبلت بالتهديد

على مدار الأيام الماضية، حاول الأطباء التعبير عن مشاكلهم ومطالبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة محترمة، ووجهوا مناشدات لإدارة المستشفيات لإلغاء بصمة الانصراف - كما حدث مؤخرًا في مستشفيات عين شمس - ولتوفير برنامج تعليمي واضح ومناسب، يحترم مستقبلهم المهني.

بوست لأحد الأطباء المفصولين

ورغم أن المنشورات لم تتضمن أي تحريض أو إساءة، فإن إدارة المستشفيات فاجأت الجميع بقرارات الإيقاف، في خطوة وصفها الأطباء بأنها "ترهيب جماعي".

وأكد أحد الأطباء: "ما فيش لا تحقيق ولا استدعاء.. فجأة عرفنا إننا موقوفين ومحولين للتحقيق! لما راح زمايلنا يسألوا، تم تهديدهم إن مستقبلهم المهني في خطر، وإنهم سبب تحريض زملائهم على الاعتراض.. طيب هو احنا كتبنا أي حاجة غلط؟"

"مش هنسكت".. رسائل أطباء الامتياز

رغم حالة الإحباط والغضب التي تسيطر على أطباء الامتياز حاليًا، إلا أنهم أكدوا في رسائلهم أنهم لن يتراجعوا عن المطالبة بحقوقهم المشروعة في بيئة تدريب لائقة، تحترم وقتهم وتضمن لهم مستقبلًا مهنيًا جيدًا.

وأطلق الأطباء هاشتاجات عبر منصات التواصل، أبرزها: #إلغاء_بصمة_الانصراف
#امتياز_القصر_العيني

وردد الأطباء جملة: "بدل ما يسمعونا فصلونا!" تعبيرًا عن حالة القمع التي تعرضوا لها لمجرد التعبير عن واقعهم الصعب.

 

ردود أفعال النقابات والأوساط الطبية

حتى الآن، لم تصدر نقابة الأطباء أي بيان رسمي بشأن الواقعة، إلا أن عددًا من الأطباء الشباب والمهنيين عبروا عن تضامنهم الكامل مع زملائهم المفصولين، مطالبين الجامعة بالتراجع الفوري عن القرار وفتح باب الحوار بدلاً من سياسة العقاب الجماعي.

 

تبقى أزمة أطباء الامتياز في قصر العيني حلقة جديدة في مسلسل طويل من الإهمال الإداري والتعسف الذي يطال شباب الأطباء في بداية مشوارهم المهني، في ظل غياب آليات واضحة للتدريب والتقييم، وبدلًا من الاستفادة من طاقتهم في دعم النظام الصحي، يتم التضييق عليهم، دون سبب أو تحقيق.

ويبقى السؤال: إلى متى تستمر هذه السياسات التي تهدر الطاقات وتكبت الأصوات؟ وهل يكون مصير من يطالب بالإصلاح دائمًا هو الإيقاف والتحقيق؟

مقالات مشابهة

  • الضرائب: التسهيلات الضريبية مُفعّلة بجميع المأموريات ولا تحتاج إلى قرارات جديدة
  • أخبار التكنولوجيا| إنفيديا تتكبد خسائر بالمليارات بسبب مبيعات الرقائق للصين.. جوجل تطلق نموذج Veo 2 لتحويل النصوص إلى فيديوهات سينمائية
  • "EDGEx".. تجربة سعودية تضع التعليم في قلب التحوّل التقني
  • جوجل تطلق نموذج Veo 2 لتحويل النصوص إلى فيديوهات سينمائية
  • معرض التعليم الدولي”EDGEx”.. تجربة سعودية تضع التعليم في قلب التحوّل التقني
  • سكنات LPA للأساتذة الجامعيين …هذه تفاصيل لقاء FNESRS مع وزارة التعليم العالي
  • الفاتيكان: معماري كاتدرائية ساغرادا فاميليا على طريق القداسة
  • التضخم يلتهم الدعم الحكومي.. وخبراء يحذرون من موجة أسعار جديدة بعد زيادة الوقود
  • بسبب بوست على فيسبوك.. فصل ٨ أطباء من مستشفى قصر العيني
  • وزير التربية والتعليم يبحث مع القائمة بأعمال سفارة السويد واقع التعليم وسبل تطويره