ندوة تناقش المأثورات الشعبية الشعرية بمحافظة ظفار
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
صلالة- نظم النادي الثقافي بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه ندوة ثقافية بعنوان "المأثورات الشعبية الشعرية بظفار" بحضور موسى بن عبدالله القصابي مدير عام المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار.
بدأت الندوة بكلمة النادي الثقافي وألقاها سند بن حمد المحرزي، قال فيها: إن الشعر ديوان العرب وحلية الأدب فهو مع كونه نظامًا وجوهرًا بلاغيًا يحفظ تاريخهم وحضارتهم، وهو الناطق المعبر عن الحياة الاجتماعية، وللشعر في عمان مكانته الخاصة وتفاصيله المهمة ولكل ولاية لها مأثورات وفنون شعرية متنوعة، كما أن مؤسسات الدولة الثقافية ومن بينها وزارة الثقافة والرياضة والشباب بتشجيعها ودعمها المتواصل قامت بإخراج الدراسات والمؤلفات، والكتابات والجهود التي تبرز هذا الموروث العماني الأصيل.
وبين المحرزي أن الندوة يشارك فيها نخبة من الكتاب والباحثين من داخل سلطنة عمان وخارجها، وتأتي الندوة ضمن اهتمامات النادي الثقافي بالمأثورات الشعبية وأهمية توثيقها وتصنيفها ودراسة أبعادها كونها إرثا ثقافيا وأدبيا وفكريا له جذور ضاربة في عمق التاريخ، لما في ذلك من معارف وخبرات ومعلومات، وتشكل المادة الشعبية وثيقة تاريخية واجتماعية مهمة بما يحفظ الهوية العمانية الأصيلة وقيمتها المتجذرة، وتعكس الأوراق العلمية في الندوة تنوعًا وثراءً في الموضوعات وفي الأجناس الشعرية الشعبية من بيئات ظفار المختلفة.
وأدار الجلسة الأولى الشاعر عبد الرزاق الربيعي نائب رئيس النادي الثقافي، وشارك فيها الدكتور عامر فائل بالحاف وقدم ورقة بعنوان المأثور من الشعر المهري على ألسنة الحيوان، وقدم سالم سهيل الشحري ورقة بعنوان الحكمة في الشعر الشعبي، وقدم كل من الدكتور عبدالله السقاف والدكتور عامر ازاد الكثيري ورقة مشتركة بعنوان الشعر الشعبي في ظفار رؤية استشراقيه، أما الورقة الأخيرة فقدمها فيصل بن سالم المعشني بعنوان موضوعات الشعر الشعبي في ظفار خلال القرنين ١٩و٢٠، وأوضح المشاركون بأن الشاعر المهري كان يستعمل القناع في طرح ما لديه من أراء وأفكار، وأشاروا إلى أن قصص الحيوانات في الشعر المهري ليست واقعية إنما مثالًا يتحدث فيها الحيوان ويكون قناعًا لمنطق إنساني، وأن الشعر الظفاري ارتبط بالواقع الاجتماعي والأحداث السياسية، وأغلب القصائد مطلعها مناجاة لله ويدل ذلك على البيئة الدينية التي نشأ فيها الشاعر، واستدل المشاركون بشعراء متخصصين باللغة المهرية والشحرية قديمًا.
أما الجلسة الثانية فأدارها الدكتور حسين المشهور، وشارك فيها الدكتور أحمد عبد الرحمن بالخير حيث ناقش الصورة الشعرية في ديوان جمعان ديوان، ومحمد سعيد المشيخي الذي ناقش شعر المرأة في النانا، والدكتور عمر محروس الصعيري الذي أوضح المأثورات الشعبية في الممارسات الشعرية بظفار، والكاتب حامد جمعان باوزير الذي قدم أشعار السناوة والمقود في ظفار، واختتم سالم مبروك المسهلي بورقة توضح شعر التغرود في بادية ظفار. ومن خلال الجلسة أوضح المشاركون أن شعر المرأة في مجال النانا يصنف في خانة العاطفة الاجتماعية، واستطاعت المرأة أن تطور من أساليبها بسبب اطلاعها على الثقافات الأخرى.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النادی الثقافی
إقرأ أيضاً:
صيد السردين.. موروث تقليدي ومورد اقتصادي للصيادين بمحافظة ظفار
العُمانية : في مشهد يعكس علاقة الصياد وارتباطه بالبحر، يبدأ خلال الفترة من شهر أكتوبر، وحتى أبريل من كل عام موسم صيد السردين المعروف محليّا بـ "الضواغي"، إذ يجتمع الصيادون على الشواطئ مرددين الأهازيج والفنون التقليدية مستبشرين بموسم صيد وفير على امتداد سواحل المحافظة المطلة على بحر العرب.
ويستخدم الصيادون في محافظة ظفار الطرق التقليدية لاصطياد السردين منها شباك الصيد المعروفة بـ"الجريف"، حيث يُقسَّمُ الصيادون إلى مجموعات تعرف الواحدة منها بـ"الضاغية" وغالبًا ما يكون رئيسهم هو مالكها الذي يقود عملية صيد السردين.
ويروي سالم بن سعيد البراكة من قدامى الصيادين بمحافظة ظفار عن ماضي مهنة صيد السردين بالمحافظة فقال إنه قبل عقود خلت كان الصيادون يستخدمون في الصيد الحبال التي يطلقون عليها اسم "السيفة"، في حين أصبحوا اليوم يستخدمون الشباك التي تسمى بالـ"جريف"، وهو نوع من الشباك مخصص لصيد سمك السردين، وتتم حياكتها في فترة الخريف استعدادًا للموسم، ويبلغ طولها نحو 100 متر وعرضها 50 مترًا.
وأضاف: إن الموسم يسبقه استعداد الصيادين لاستقباله من خلال تجميع عُدّة الصيد وإصلاح الشباك، ويجب على مالكها توفير جميع المستلزمات للصيادين، وله النسبة الأكبر من أسهم الإنتاج، لافتًا إلى أنّ عدد العاملين في "الضاغية" كان لا يتجاوز الـ(20) فردًا، أما الآن وبعد استخدام شباك "الجريف" فإنه يتطلب عددًا أكبر يصل إلى (40) فردًا، بسبب كثرة الأعمال فيها.
وبيّن أنّ سواحل محافظة ظفار تشهد قُبيل موسم الخريف وصول نوع من أسماك السردين، يُطلق عليها محليًّا "عيد العلا" كونها تكون قادمة من أعالي البحر من ناحية الشرق وتتجه إلى الجنوب مرورًا بالمناطق الساحلية في المحافظة من الشويمية إلى ضلكوت.
وحول أهمية الموسم قال هاني بن سالم باتميرة أحد الشباب العاملين في مهنة الصيد بمحافظة ظفار: يُعد هذا الموسم من أهم المواسم بالنسبة للصيادين لوفرة الصيد الذي يشكل رافدًا اقتصاديًّا مهمًّا لهم، مبيّنًا أنّ هناك تحديات كبيرة تواجه الصيادين أبرزها الأمواج العالية، خاصةً وأنّ الموسم يأتي مباشرةً بعد موسم الخريف.
وأضاف أن كميات السردين تُنقل إلى أسواق بيع الأسماك المحلية أو تُصدر للخارج، كما تُجفف في الأماكن المخصصة لها في المحافظة لتكون علفًا للحيوانات أو سمادًا عضويًّا للمحاصيل الزراعية حسب الاتفاق المسبق بين الصيادين والتجار.
يذكر أنّ كميات إنتاج السردين في محافظة ظفار بلغت في عام 2023م بحسب بيانات المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالمحافظة "49651" طنًّا مقارنة بـ"21290" طنًّا في العام الذي قبله، بزيادة تقدر بنحو 133 بالمائة.