تشهد الخريطة السورية تطورات متسارعة على صعيد توزع القوى العسكرية في ظل اشتعال المعارك في البلاد بين فصائل المعارضة وقوات النظام والمليشيات الإيرانية، إلا أن المشهد لا يزال يميل إلى صالح المعارضة التي سيطرت على مساحات شاسعة من البلاد.

وبعد إحكام قبضتها على كل من حلب وإدلب وحماة، توجت فصائل المعارضة المنضوية ضمن "إدارة العمليات العسكرية" إلى مدينة حمص حيث بسط سيطرتها على مدينة الرستن الاستراتيجية، وبلدة تلبيسة وقريتي الزعفرانة ودير فول شمال المدينة.



#Update #Map: The #DeterAggression operations have achieved significant progress in the northern country side of Homs, and are just steps away from the city, inside sources stated that #Homs main jail is now liberated ..... Ya Rab pic.twitter.com/uKgylshd7h — Navvar Şaban (@NavvarSaban) December 6, 2024
كما سيطرت الفصائل المعارضة على قريتي تيرمعلة و الغنطو شمال حمص، مشددة على أن "قواتها تواصل الزحف نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم".

ماذا يعني ذلك؟
تقع حمص في موقع استراتيجي وسط سوريا، على بعد حوالي 160 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، وهي حلقة وصل بين شمال البلاد وجنوبها، وبين الساحل والداخل

تُعتبر معركة حمص حاسمة نظراً لأهميتها الجغرافية والاقتصادية والعسكرية، والتي تتجلى في النقاط التالية:

◼ عقدة مواصلات استراتيجية: تحتل حمص موقعا جغرافيا مميزا، إذ تحدها غربًا طرطوس والقصير القريبة من الحدود اللبنانية، وشرقا دير الزور والعراق والأردن، وشمالًا حماة والرقة.

ويجعل هذا الموقع الاستراتيجي من حمص حلقة وصل رئيسية في الخارطة السورية، كما أن السيطرة عليها ستؤدي إلى عزل النظام عن مدن الساحل وستفتح طريق دمشق أمام المعارضة.


◼ تمركز عسكري: تضم حمص أهم المطارات العسكرية، مثل مطارات الشعيرات، والتيفور، والضبعة. وتحتوي على مخازن للأسلحة الاستراتيجية، أبرزها مخازن مهين.

وتتمركز قوات عسكرية رئيسية للنظام في حمص مثل الفرقتين المدرعتين 11 و18، إضافة إلى وحدات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.

◼ دعم النظام وحاضنته الاجتماعية: تضم المدينة حاضنة اجتماعية كبيرة للنظام من الطائفة العلوية، الذين جاؤوا من الساحل بسبب وجود الكليات العسكرية، وقد بدأ النظام تحضيراته لمعركة حمص عبر تعزيز الحواجز العسكرية وتجنيد الشباب قسرا، في ظل موجة نزوح كبيرة من المدينة.

◼ دورها في الثورة السورية: تتمتع حمص برمزية عالية في الثورة السورية، حيث كانت أحد أبرز معاقل الثورة منذ انطلاقها في آذار /مارس 2011، وشهدت مظاهرات عارمة ضد حكم النظام الذي تسبب في دمار كبير بالمدنية.

◼ الأهمية الاقتصادية: تحتضن حمص مؤسسات اقتصادية استراتيجية، مثل مصفاة النفط الثانية في سوريا بعد مصفاة طرطوس. كما تضم مناجم الفوسفات، معامل إنتاج الأسمدة، ومنطقة حسيا الصناعية، التي تُعد الثالثة من حيث الأهمية على مستوى سوريا.

كل هذه العوامل تجعل تمنح مدينة حمص أهمية بالغة لدى كل من فصائل المعارضة ونظام الأسد الذي يحشد قواته بهدف وقف مد المعارضة الذي سيطر على مدن حلب وإدلب وحماة.

جنوب سوريا
بالتزامن مع تقدم المعارضة من الشمال نحو دمشق، اشتعلت جبهة الجنوب بعد إعلان فصائل المعارضة هناك تشكيل غرفة عمليات الجنوب وبدء حملة عسكرية ضد النظام تحت مسمى "كسر القيود" في مدن السويداء ودرعا والقنيطرة.

وخاضت فصائل المعارضة السورية في محافظة درعا اشتباكات مسلحة مع قوات النظام في مواقع مختلفة ما أسفر عن السيطرة على تلة السمن في محيط مدينة طفس غربي درعا، بالإضافة لحاحز "أبو جعفر" الواقع بين مدينتي طفس وداعل، حسب منصة "درعا24 المحلية".


كما تحدثت مصادر محلية عن اندلاع اشتباكات بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام على العديد من الحواجز العسكرية في محافظة درعا.

وفي السويداء، سيطر مقاتلو الفصائل على  مبنى قيادة الشرطة في مدينة السويداء واستولوا على دبابة تابعة للجيش كانت ضمن تعزيزات حاجز برد العسكري، وفقا لمنصة "راصد السويداء".

ما أهمية ذلك؟
يوجد صعوبة في تحديد مناطق السيطرة في جنوب سوريا بعد فتح الفصائل المعارضة هناك جبهة لصالح دعم "إدارة العمليات العسكرية" القادمة من الشمال، إلا أن اشتعال المعارك في المحافظات الجنوبية من شأنه أن يضيق الخناق على النظام في ظل اشتعال مواجهات على أكثر من جبهة.

ومن المقرر أن تواصل الفصائل توجهها نحو دمشق بعدما شددت في بيان تأسيس غرفة عمليات الجنوب على عزمها التقدم إلى قلب العاصمة.

????New:#Assad's rule in #Dera is in serious decline.
Assad's military members are either leaving and joining the opposition or changing their military uniforms and returning home is turning.
There are reports of the town falling about every half hour.#Syria pic.twitter.com/M4ZETTmADn — Ülküm Gözde Gündoğdu (@Ulkumgozde) December 6, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المعارضة الأسد سوريا دمشق سوريا الأسد المعارضة دمشق المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فصائل المعارضة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية التركي يؤكد ضرورة دعم الإدارة السورية الجديدة

ميونيخ-سانا

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم، ضرورة دعم الإدارة الجديدة في سوريا.

جاء ذلك خلال لقاء فيدان نظيره البريطاني ديفيد لامي، على هامش الدورة الـ61 لمؤتمر ميونيخ للأمن، التي انطلقت أعمالها في مدينة ميونيخ الألمانية.

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية لوكالة أنباء الأناضول، أن فيدان شدد خلال اللقاء على أهمية الوحدة السياسية لسوريا، وضرورة دعم الإدارة الجديدة للبلاد.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي يؤكد ضرورة دعم الإدارة السورية الجديدة
  • ما دوافع فرنسا للعودة إلى المشهد السوري بعد سقوط الأسد؟
  • ما دوافع فرنسا من العودة إلى المشهد السوري بعد سقوط الأسد؟
  • وصول مبالغ مالية من فئة الليرة السورية قادمة من روسيا إلى مطار دمشق
  • دروس الثورة السورية
  • هكذا اتفقوا في سوريا على إنهاء الحريري!
  • العدل السورية تحيل قضاة محكمة الإرهاب التابعة للنظام المخلوع إلى التحقيق
  • الشيباني: على الآخرين دعم سوريا الجديدة وإقناع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإزالة العقوبات التي فُرضت بسبب النظام البائد
  • السيد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في حوار مع الإعلامي في جريدة القبس الكويتية عمار تقي ضمن القمة العالمية للحكومات المقامة في دبي: في سوريا تخلصنا من التحدي الأكبر الذي كان يصادر كرامة وحرية الشعب السوري وهو النظام السابق
  • كيف انهارت البُنية التحتية العسكرية لإيران في سوريا؟