عربي21:
2025-03-14@02:58:56 GMT

تصريحات أردوغان والنداء الأخير لبشار الأسد

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

التطورات الأخيرة التي حدثت في سوريا بعد عملية رد العدوان وسرعة تحرير إدلب وحلب وحماة بالكيفية التي فاجأت العالم كله؛ جعلت الأنظار تتجه كلها لأنقرة.

تركيا بحكم الجغرافيا والتاريخ ووجود جزء كبير من الشعب السوري على أراضيها، هي المعنية الأولى بالأزمة السورية منذ بداية الربيع العربي 2011

فالحدود المشتركة بطول أكثر من 900 كيلومتر مع سوريا، والمخاطر التي ترتبت على أمن تركيا القومي بفعل الحرب في سوريا، وتدفق اللاجئين والمخاطر التي تتعلق بنشوء كيانات تعتبرها تركيا معادية.

. كل ذلك جعلها البلد الأكثر تأثرا وتأثيرا فيما يجرى في هذا البلد الذي تربطها به تاريخ مشترك وأواصر دم ومصالح متبادلة.

تركيا أثبتت أيضا أنها كانت حليفا موثقا به كعهدها عندما تتعهد تفعل، كما فعلت في ليبيا وقطر وأذربيجان والصومال، فأوفت وأنجزت، على خلاف من تحالفوا مع الثورة السورية من الأنظمة العربية ووعدوا بتحرير دمشق وإسقاط الأسد وغرروا بالمعارضة السورية؛ ثم انقلبوا عليها ووضعوا أيديهم في النهاية الأنظار كلها تتجه الآن لتركيا، خاصة بعد تصريحات الرئيس التركي الأخيرة في مكالمته مع الأمين العام للأمم المتحدة الخميس الماضي، والتي أكد فيها على استمرار دعوته لبشار الأسد إلى إيجاد "حل سياسي" للوضع في سوريا "بشكل عاجل" بعد التطورات الأخيرة، وهو ما يمكن وصفه بالنداء الأخير لبشار وجماعتهفي يد جزار سوريا بشار الأسد وانقلبوا على أعقابهم داعمين للفاشية وللنظام الذي مارس الإبادة ضد شعبه.. بالتأكيد تعرفونهم جميعا وتصريحاتهم لا تزال محفوظة تفضح نفاقهم وتلونهم.

احتضنت تركيا 4 ملايين مهجر سوري، ورغم كل الضغوط التي دفع بسببها حزب العدالة والتنمية الحاكم فاتورة كبيرة أثرت على أغلبيته البرلمان وفي البلديات الكبرى التي فقدوا الأغلبية فيها، بسبب ما خلّفته أزمة اللجوء من تأثيرات اقتصادية ومجتمعية استغلتها قوى المعارضة التركية للنيل من الحزب الحاكم، وبالتالي فقد تحولت الأزمة السورية لأزمة داخلية في تركيا، ومع ذلك لم تتأثر توجهات تركيا في احتضان المهاجرين ورغبتها في حل الأزمة السورية بشكل يضمن عودتهم لبلدهم بكرامة وأمان ولا أحد يزايد عليهم في ذلك.

وكلنا تابعنا بل وانتقدنا دعوات الرئيس أردوغان المتكررة قبل للقاء بشار الأسد بوساطة الرئيس بوتين لإيجاد الحلول السياسية للأزمة، وكلنا تابعنا بشار وهو يرفض اللقاء واستمعنا لتصريحاته المتعالية وشروطه التي كان يضعها مسبقا لهذا اللقاء، في واحدة من أغبى مواقفه الكاشفة لمستواه السياسي، وكيف كشفت الأيام الأخيرة أنه كان أسدا من ورق، لم يكن يستند إلا إلى قوة القوات الأجنبية والمليشيات التي جلبها لإبادة شعبه وتهجيره وفرض الاستبداد عليه بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والقاذفات الروسية التي استخدمها ضد شعبه، فقتل من السوريين أكثر مما قتل هولاكو، وعندما اختلت حسابات داعميه لأسباب خاصة بهم وانشغلوا بشأنهم، انكشفت حقيقته وانهارت قواته كبيوت العنكبوت!!

ومن هنا فالأنظار كلها تتجه الآن لتركيا، خاصة بعد تصريحات الرئيس التركي الأخيرة في مكالمته مع الأمين العام للأمم المتحدة الخميس الماضي، والتي أكد فيها على استمرار دعوته لبشار الأسد إلى إيجاد "حل سياسي" للوضع في سوريا "بشكل عاجل" بعد التطورات الأخيرة، وهو ما يمكن وصفه بالنداء الأخير لبشار وجماعته.

ورغم ذلك فلا أعتقد أن هناك عاقل يمكن أن يرى لبشار دورا في مستقبل سوريا بعد أن ولغ في دماء شعبه طوال هذه السنوات العجاف، وأعتقد أن دعوة أردوغان هي لإعادة إحياء آلية سلمية متفق عليها لانتقال السلطة بشكل سلمي، لحكومة تعيد المهجرين بأمان وتجري انتخابات حرة تشرف عليها الأمم المتحدة كما في جوهر قرار مجلس الأمن رقم 2254.

ليس من حق أحد أن يلوم الشعب السوري على اختيار الوقت المناسب لتحرير مدنه والعودة لدياره، وقد كانوا يستعدون منذ سنين لهذه اللحظة، ولن يرحم التاريخ كل من يسعى الآن للتدخل من جديد لدعم الاستبداد ودعم حكم بشار الطائفي العائلي بعد أن استباح قتل أكثر من 600 ألف سوري وتهجير نصف شعبه من بلادهم، وجلب الأجانب من كل مكان لتغيير ديموغرافية السكان، وكلها جرائم ضد الإنسانية كان ينبغي أن يساق بها إلى محكمة الجنايات الدولية
ومن هنا ينبغي أن تتوقف الدعوات لإرسال مليشيات أو قوات لدعم جزار دمشق، في المزيد من القتل والتدمير للمدن السورية وللبنية التحية للبلاد، بل ينبغي أن تتركز كل الجهود في إطار تنفيذ هذا النداء الأخير الذي أطلقه أردوغان لسرعة إيجاد مخرج سلمي يجنب سوريا مزيدا من الدمار ويعيد الأمل للشعب السوري لبناء دولة ديمقراطية تتسع لكل طوائفها ومكوناتها ولكل أبنائها، وهذا ما سمعناه من الثوار الذين حرروا إدلب وحلب وحماة وأذهلوا الجميع بخطابهم الراقي ونواياهم الطيبة التي لمسها الشعب السوري في المدن التي تحررت من عصابات جزار سوريا.

دعوكم من علكة الإرهاب التي تلوكها ألسنة المغرضين لتكريس القمع والإرهاب الحقيقي الذي مارسته عائلة الأسد منذ أكثر من خمسة عقود ضد الشعب السوري، فما يجري في سوريا الآن هو امتداد للربيع العربي الذي بدأ سلميا وجرى سحقه وذبحه، فعاد الثوار اليوم يبشرون بفجر الحرية لسوريا لينتزعوا حقوقهم في العودة لديارهم التي شُردوا منها، وقد عانى قطاع كبير من الشعب السوري من كل أنواع المعاناة في المهاجر التي هُجروا إليها، ومن حقهم طي هذه الصفحة الأكثر سوادا من التاريخ الذي مر على هذه البلاد.

ليس من حق أحد أن يلوم الشعب السوري على اختيار الوقت المناسب لتحرير مدنه والعودة لدياره، وقد كانوا يستعدون منذ سنين لهذه اللحظة، ولن يرحم التاريخ كل من يسعى الآن للتدخل من جديد لدعم الاستبداد ودعم حكم بشار الطائفي العائلي بعد أن استباح قتل أكثر من 600 ألف سوري وتهجير نصف شعبه من بلادهم، وجلب الأجانب من كل مكان لتغيير ديموغرافية السكان، وكلها جرائم ضد الإنسانية كان ينبغي أن يساق بها إلى محكمة الجنايات الدولية، لولا الدعم الدولي والصهيوني الذي تلقاه، فقد كان خيار القوى التي رأت في وجوده ضعيفا، مصلحة لهم، ولولا ذلك لتخلوا عنه منذ زمن بعيد وتركوه ليلقى مصيره على يد شعبه.

سوريا تستحق الحرية وشعبها أحق بها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا تركيا الأسد أردوغان سوريا الأسد تركيا أردوغان حلب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب السوری بشار الأسد فی سوریا ینبغی أن أکثر من

إقرأ أيضاً:

محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في هيكلة الأمن الأوروبي

يقول دبلوماسيون ومحللون، إن تركيا برزت كشريك رئيسي محتمل في إعادة هيكلة الأمن الأوروبي، في وقت تسعى فيه القارة جاهدة لتعزيز دفاعها والبحث عن ضمانات لأوكرانيا، في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، يتم التوصل إليه بمساعي من الولايات المتحدة.

وتشعر الدول الأوروبية، بالقلق من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي شكلت تحولاً جذرياً في سياسة واشنطن وأنهت عزلة روسيا، مع ورود احتمال للتقارب أيضاً، وزادت في المقابل الضغوط على كييف بعد مشادة غير مسبوقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعرضت العلاقات عبر الأطلسي للخطر.

Turkey could be a vital partner as Europe, Ukraine seek new security framework https://t.co/paYvBR8acn

— The Straits Times (@straits_times) March 13, 2025

ويقول محللون إن "مساعي الأوروبيين للحفاظ على القدرات العسكرية لأوكرانيا، والاتفاق على ضمانات أمنية بالتوازي مع تعزيز دفاعاتهم دون واشنطن، أتاح فرصة نادرة لتركيا لتعميق العلاقات مع أوروبا، رغم خلافات مستمرة بشأن سيادة القانون ومشكلات بشأن الحقوق البحرية مع اليونان وقبرص، ومحاولة أنقرة التي تراوح مكانها منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ومدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية: "الدول الأوروبية التي اعتقدت حتى اليوم أنها تتمتع برفاهية إقصاء تركيا ترى الآن أنها لم تعد قادرة على استبعادها".

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، أمس الأربعاء، إنه قدم "مقترحاً واضحاً لتركيا لتتحمل أكبر قدر ممكن من المسؤولية المشتركة، من أجل السلام في أوكرانيا والاستقرار الإقليمي".

أردوغان يدعم هدنة "الجو والبحر" في أوكرانيا - موقع 24قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إنه يؤيد فكرة الهدنة "في الجو والبحر"، التي اقترحها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن "تركيا لديها وجهات نظر مهمة للغاية، بشأن ما هو مطلوب لتحقيق السلام في أوكرانيا". وأضاف أن "أردوغان نجح في تحقيق توازن في علاقته مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الحرب، لذلك من المنطقي أن يكون مشاركاً".

ولدى تركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي. وبدأت في السنوات القليلة الماضية في إنتاج طائراتها ودباباتها وحاملات طائراتها، كما تبيع طائرات مسيرة مسلحة لدول حول العالم بما في ذلك إلى أوكرانيا. وبلغ إجمالي صادراتها من الصناعات الدفاعية 7.1 مليار دولار في 2024.

ويقول أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، إن على أوروبا إشراك تركيا في إعادة هيكلة بنيتها الأمنية بطريقة "مستدامة ورادعة".

وقال مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه، إن ليس هناك أي خطط واضحة حتى الآن بشأن هيكل أمني أوروبي جديد، أو المساهمات المحتملة لتركيا فيه، لكن هناك خطوات من شأنها أن تعزز التعاون.

وأكد مسؤول بوزارة الدفاع التركية، أن أنقرة وأوروبا لديهما مصالح مشتركة من بينها مكافحة الإرهاب والهجرة، وأن المشاركة التركية الكاملة في جهود الدفاع التي يتبناها الاتحاد الأوروبي، أمر بالغ الأهمية، لكي تصبح أوروبا لاعباً عالمياً. وأضاف أن تركيا جاهزة لفعل ما في وسعها للمساعدة في تشكيل الإطار الأمني الجديد.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يكرم عميد المعتقلين السوريين وخطيب الأقصى في حفل جائزة دولية
  • بلومبيرج: أردوغان يستغل قوة تركيا في الناتو مع التراجع الأمريكي
  • بولندا: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أصبح واقعيًا
  • أردوغان عن الاتحاد الأوروبي: لن يتمكن من عكس تراجع نفوذه دون عضوية تركيا
  • محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في هيكلة الأمن الأوروبي
  • تركيا تراقب أحداث سوريا الأخيرة
  • أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
  • أردوغان يحذر من زرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية
  • مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة
  • احتجاجات في تركيا تنديدًا بالمذابح ضد العلويين في سوريا