الفاو: أسعار الغذاء بلغت أعلى مستوى في 19 شهرا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
أظهرت بيانات اليوم الجمعة أن مؤشر الأمم المتحدة لأسعار الغذاء العالمية ارتفع في نوفمبر/ تشرين الثاني إلى أعلى مستوى له منذ أبريل/ نيسان 2023، مدفوعا بارتفاع أسعار الزيوت النباتية.
وزاد مؤشر الأسعار لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، الذي يتابع السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولا على مستوى العالم، إلى 127.
وارتفع مؤشر أسعار الزيوت النباتية 7.5% فوق المستويات التي سجلها قبل شهر، و32% فوق المستويات التي سجلها قبل عام، نتيجة المخاوف حيال انخفاض إنتاج زيت النخيل عن المتوقع بسبب هطول أمطار غزيرة في جنوب شرق آسيا.
وصعدت أسعار زيت الصويا مع ارتفاع الطلب العالمي على وارداته، كما زاد سعر زيوت بذور اللفت ودوار الشمس.
وانخفضت مؤشرات أسعار المواد الغذائية الأخرى.
وهبطت أسعار الحبوب 2.7% مقارنة مع أكتوبر/ تشرين الأول بفضل تراجع أسعار القمح والأرز.
إعلانونزل السكر 2.4% مقارنة بأكتوبر/ تشرين الأول مع بدء عملية الإنتاج في الهند وتايلاند وانحسار المخاوف بشأن توقعات المحاصيل في البرازيل.
وفي تقرير منفصل، خفضت الفاو توقعاتها للإنتاج العالمي للحبوب في 2024 من 2.848 مليار طن إلى 2.841 مليار طن، بانخفاض 0.6% عن العام الماضي ولكنه لا يزال ثاني أكبر إنتاج على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يرتفع الاستخدام العالمي للحبوب 0.6% إلى 2.859 مليار طن في 2024-2025 نتيجة للاستهلاك المتزايد.
ونتيجة لذلك، تتوقع الفاو انخفاض نسبة مخزونات الحبوب إلى الاستخدام إلى 30.1% عند نهاية موسم 2025 من 30.8% في موسم 2023-2024، لكنها تظل تشير إلى "مستوى مريح من المعروض العالمي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
من القمح إلى البطاطا.. ثلث إنتاج الغذاء العالمي في مهب الريح
حذرت دراسة جديدة من أن الاحتباس الحراري يعرض جزءا كبيرا من إنتاج الغذاء العالمي للخطر، مع تعرض المناطق ذات خطوط العرض المنخفضة لأشد العواقب.
وفي الدراسة التي نشرت في الثالث من مارس/آذار الجاري في مجلة "نيتشر فوود"، بحث المؤلفون كيف ستؤثر درجات الحرارة المرتفعة، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وزيادة الجفاف على زراعة 30 محصولا غذائيا رئيسيا حول العالم.
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة سارة هيكونين، باحثة الدكتوراه في قسم البيئة المشيدة في جامعة ألتو بفنلندا، في تصريحات للجزيرة نت إن "فقدان التنوع يعني خيارات أقل للزراعة، مما قد يقلل من الأمن الغذائي ويحد من الحصول على السعرات الحرارية والبروتينات الأساسية".
ووفقا للدراسة، يمكن أن تصبح نصف المساحات الزراعية في المناطق الاستوائية غير صالحة للإنتاج إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع. وستعاني هذه المناطق أيضا من انخفاض حاد في تنوع المحاصيل، مما يهدد الأمن الغذائي ويجعل من الصعب على السكان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
وتسلط الدراسة الضوء على أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى انخفاض كبير في الأراضي الزراعية المناسبة للمحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والقمح والبطاطا وفول الصويا.
إعلانوتوفر هذه المحاصيل أكثر من ثلثي الطاقة الغذائية العالمية. وتعتبر المحاصيل الجذرية الاستوائية، مثل اليام التي تعد مصدرا أساسيا للأمن الغذائي في العديد من البلدان المنخفضة الدخل، من بين الأكثر تأثرا.
وأوضحت هيكونين "في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي ستكون الأكثر تضررا، قد يصبح ما يقرب من ثلاثة أرباع الإنتاج الغذائي الحالي في خطر إذا تجاوزت درجات الحرارة 3 درجات مئوية"، مشيرة إلى أن بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط الواقعة في الصحراء الكبرى ستكون ضمن أكثر المناطق المتأثرة بتغير المناخ.
من ناحية أخرى، قد تحافظ المناطق ذات خطوط العرض المتوسطة والعالية، مثل أجزاء من أميركا الشمالية وأوروبا وروسيا، على إنتاجها الزراعي، بل قد تشهد توسعا في زراعتها. ومع ذلك، فإن أنواع المحاصيل المزروعة ستتغير، إذ يمكن أن تصبح الفواكه المعتدلة مثل الكمثرى أكثر شيوعًا في المناطق الشمالية مع تغير الظروف المناخية.
وتلفت الباحثة إلى أنه رغم أن بعض المناطق قد تشهد تحسنا في الظروف المناخية للزراعة، فإن تغير المناخ يجلب معه تحديات أخرى.
"تظهر دراستنا أن هناك إمكانات زراعية في بعض المناطق، ولكن هناك عوامل أخرى مثل انتشار الآفات الجديدة والظواهر الجوية المتطرفة يمكن أن تشكل تهديدات كبيرة، كما أوضحت هيكونين.
علاوة على ذلك، فإن العديد من البلدان الواقعة في خطوط العرض المنخفضة تعاني بالفعل من نقص الغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادي ونقص الموارد الزراعية.
وتوصي الدراسة بضرورة تحسين الوصول إلى الأسمدة والري وتخزين الغذاء للحد من بعض هذه المخاطر. ولكن وفقا للباحثة، فإن الحلول الطويلة الأجل ستتطلب تغييرات كبيرة في السياسات واستثمارات في إستراتيجيات التكيف مع المناخ.
إعلان"في العديد من المناطق الاستوائية، تكون إنتاجية المحاصيل أقل بكثير مقارنة بمناطق أخرى ذات ظروف مناخية مشابهة. يمكن تحسين الإنتاجية من خلال تقنيات زراعية أفضل وبنية تحتية متطورة، لكن تغير المناخ يضيف المزيد من التحديات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات إضافية، مثل اختيار محاصيل أكثر مقاومة وتحسين أساليب التهجين"، كما قالت هيكونين.
على الرغم من أن التأثيرات الأكثر خطورة لتغير المناخ على إنتاج الغذاء ستحدث في المناطق الاستوائية، فإن الدراسة تؤكد أن النظام الغذائي العالمي مترابط. فارتفاع درجات الحرارة، والظواهر الجوية المتطرفة، وتغير المناطق الزراعية، سيؤثر كلها على أسعار الغذاء وسلاسل التوريد والتجارة الدولية.
وأكدت هيكونين "إذا أردنا تأمين نظامنا الغذائي العالمي، فيجب علينا اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع الظروف المتغيرة. حتى لو كانت أكبر التأثيرات في المناطق الاستوائية، فإننا جميعا سنشعر بتداعياتها من خلال الأسواق الغذائية العالمية. هذه مشكلة تتطلب منا جميعا العمل معا لمواجهتها".