هوس التريند وحب الظهور على السوشيال ميديا خطر يهدد المراهين والشباب.. فكيف نتصدى له ؟
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي ما يطلق عليهم البلوجر، والمشاهير على السوشيال ميديا، وأصبح ظهورهم مرتبط بتصرفات غير لائقة، والتريندات.
تأثير هوس التريند وحب الظهور على المراهقين والشبابوعلق الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية، أن هوس الترند وحب الظهور على منصات التواصل الاجتماعي، قد أصبحت قضية جدلية تلامس جوهر حياتنا الاجتماعية والثقافية اليوم في زمن تسارعت فيه وتيرة التكنولوجيا وتزايد شعبية وسائل التواصل.
وتابع درويش في تصرح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أنه شهدت أنماطًا جديدة من السلوكيات الاجتماعية، حيث أصبح الأفراد يسعون بشغف للمشاركة في تصدر الترندات الحديثة أو الظهور في الضوء، مما يعكس تحولًا جذريًا في قيم المجتمع.
وأضاف درويش، إلى أن هوس التريند وحب الظهور تثير تساؤلات مهمة حول الهوية والقبول الاجتماعي؛ حيث تتشكل معايير النجاح والمكانة الاجتماعية بناءً على عدد المتابعين أو الإعجابات.
وأشار درويش، إلى أنه مع تزايد الضغط من أجل الظهور بمظهر مثالي، يجد الكثير من المراهقين والشباب أنفسهم في دوامة من القلق والاكتئاب، حيث تقارن حياتهم اليومية بشكل دائم بما يُعرض على الشاشات، وتنتج عن هذا التوجه مشكلات اجتماعية متزايدة، مثل: فقدان الخصوصية، والتنمر الإلكتروني، والاستهلاك المفرط للمحتويات التي قد تضر بالصحة النفسية.
وأكد عبد الفتاح درويش، أنه يؤدي جنون الترند إلى تفشي ثقافة المحتوي السطحي بعيدًا عن القيم الحقيقية والمعاني العميقة. في ظل هذه الظروف، يصبح من الواضح أن شغف الظهور والترند ليس مجرد هواية، بل يمكن أن يُعتبر مشكلة اجتماعية تستدعي التوعية والتدخلات التعليمية لتعزيز الوعي الرقمي والتفكير النقدي لدى الشباب.
وأوضح درويش، في النهاية، يجب أن نسعى جميعًا لتحقيق توازن بين التفاعل الاجتماعي الرقمي ونوعية العلاقات الإنسانية الحقيقية، من أجل بناء مجتمع أكثر صحة واستقرارًا.
وأفاد درويش، أن وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحديث أصبحت وسيلة أساسية للتواصل ومشاركة الأفكار والمعلومات، ومع ذلك، ظهرت مخاوف متزايدة حول تأثيرها السلبي، خاصة فيما يتعلق بهوس الترند وجنون الإثارة.
وتابع درويش، أنه يعتبر الترند، أو الاتجاه السائد، محركاً رئيسياً للتفاعل على المنصات، مثل : تويتر وفيسبوك وإنستجرام، حيث يسعى المستخدمون إلى مواكبة آخر الصيحات والمشاركة فيها للحصول على مزيد من المشاهدات والإعجابات، هذا الهوس يخلق أحياناً بيئة تنافسية غير صحية تدفع البعض إلى اتخاذ سلوكيات متطرفة أو غير مسؤولة لكسب الانتباه.
فيما أشار درويش، إلى أنه أيضا أحد أبرز الظواهر السلبية المتعلقة بهذا الموضوع هي انتشار الشائعات والمعلومات المضللة، حيث يسارع البعض إلى نشر أخبار غير دقيقة فقط ليتحولوا إلى محور الحديث في سياق الترند.
وأستطرد درويش، أن الرغبة في إثارة الجدل أو تحفيز ردود الأفعال، قد تؤدي ببعض المستخدمين إلى استخدام أساليب استفزازية أو مهينة بهدف جذب الانتباه، مما ينعكس سلباً على قيم المجتمع وأخلاقياته.
وعلاوة على ذلك، فقد أكد درويش، أنه يؤثر هوس الترند على الصحة النفسية للكثيرين، إذ يمكن أن يتسبب في مشاعر القلق والاكتئاب لدى أولئك الذين يشعرون بأنهم غير قادرين على مجاراة هذه الاتجاهات المتغيرة باستمرار، ويتعرض الأفراد أيضاً لضغوطات ليظهروا في أفضل حالاتهم، مما قد يؤدي إلى تقديم صورة غير واقعية عن حياتهم.
وأوضح درويش، إن مسؤولية التصدي لهذا الهوس تقع على عاتق الجميع سواء كان المستخدمين، والمنصات، والمجتمع ككل، ويتطلب الأمر تربية ثقافية تهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والوعي بمخاطر الانغماس المفرط في السوشيال ميديا.
وأكمل درويش، أنه من خلال تبني عقلية واعية، يمكن للمستخدمين أن يستفيدوا من وسائل التواصل الاجتماعي دون الانغماس في جنون الإثارة الذي يهدد بمحو القيم والأخلاق.
وأختتم درويش حديثه، أن جرس الإنذار حول هوس الترند لا ينبغي أن يُعتبر مجرد تحذير، بل دعوة للجميع للتأمل في طريقة استخدامهم لهذه المنصات وكيفية تأثيرها على حياتهم وحياة من حولهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السوشيال ميديا المراهقين القيم حب الظهور المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
أستاذة علم اجتماع تحذر من حديث الفتيات والشباب على منصات التواصل الاجتماعي
حذرت الدكتورة عزة فتحي، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، من حديث الفتيات والشباب على منصات التواصل الاجتماعي.
أستاذ اجتماع: التربية السليمة تساعد الفتيات على التصدي للابتزاز الإلكترونيوقالت الدكتورة عزة فتحي، خلال لقائها مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود، ببرنامج "صالة التحرير"، المُذاع عبر فضائية "صدى البلد"،أن بعض الفتيات تتعرض للابتزاز المالي وتضطر الفتاة للانصياع لأوامره.
وطالبت كل أب وأم مراقبة ابنته وولده أيضا، مشددة أنه على الأب والأم الحديث مع الفتاة وطمأنتها والتشديد على أنهما أقرب إليه من نفسه، موضحه أن الفتاة قد لا تتمكن من مجابهة الابتزاز الإلكتروني بسبب إخفاء الأمر على الأم والأب.