شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اليوم الجمعة، في حدث جانبي بعنوان “دور البنوك التنموية متعددة الأطراف في دعم أولويات التمويل السيادي: أطر التمويل الوطنية المتكاملة والمنصات القطرية”. يأتي هذا الحدث ضمن فعاليات اجتماعات اللجنة التحضيرية الثانية للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المنعقد في الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر الجاري بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحت قيادة حكومة إسبانيا وشركاء آلية الأطر الوطنية المتكاملة (INFF).


 

كلمة الوزيرة:

ألقت الوزيرة كلمتها عبر الفيديو، حيث استعرضت أبرز التحديات العالمية الراهنة، بما في ذلك الفقر متعدد الأبعاد، والأزمات الاقتصادية، وتغير المناخ، والصراعات، والمديونية المتزايدة، وانعدام الأمن الغذائي، إلى جانب تداعيات الجائحة. وأشارت إلى أن هذه التحديات أثقلت كاهل الدول وأضعفت قدرتها على تحقيق الاستدامة الوطنية، مؤكدة أن المناقشات الحالية تأتي في وقت حرج تسارع فيه الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وسط تغيرات جوهرية في النظام المالي العالمي.


 

التحديات والفرص:

أكدت الدكتورة المشاط أن الطريق إلى عام 2030 مليء بالصعوبات، خاصة بالنسبة للدول النامية التي تواجه فجوة تمويلية تجاوزت 6 تريليونات دولار. ودعت إلى البحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية للتمويل تمكن الدول من تحقيق التنمية دون التضحية بمكتسباتها.


 

أشارت الوزيرة إلى تقرير التنمية المستدامة لعام 2024، الذي كشف أن 17% فقط من أهداف التنمية المستدامة تسير على المسار الصحيح، في حين تعاني النسبة المتبقية من تقدم محدود أو تراجع. وأكدت ضرورة تبني آليات تمويل مبتكرة وعادلة لتعزيز قدرة الدول النامية على تحقيق التنمية.


 

مجالات التحول العالمي:

أوضحت الوزيرة أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة حدد ستة مجالات رئيسية لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة:

1. أنظمة الغذاء.

2. الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة.

3. الاتصال الرقمي.

4. التعليم.

5. الوظائف والحماية الاجتماعية.

6. تغير المناخ.


 

وشددت على أهمية استخدام هذه الأولويات كإطار توجيهي لتصميم التحولات الوطنية وعناصر التغيير الأساسية التي تحتاجها كل دولة.


 

التمويل المبتكر ودور مصر:

سلطت الوزيرة الضوء على الأدوات المالية المبتكرة مثل التمويل المختلط وبرامج مبادلة الديون من أجل التنمية، مؤكدة أن هذه الآليات أثبتت فعاليتها في دعم أولويات التنمية. كما شددت على أهمية آليات تخفيف المخاطر لجذب رؤوس الأموال الخاصة وتوجيه الإنفاق العام نحو التنمية البشرية.


 

وأكدت التزام مصر بتعزيز الشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف ومشاركة أفضل الممارسات من خلال التعاون الثلاثي والتعاون بين بلدان الجنوب.


 

الاستراتيجية الوطنية لتمويل التنمية:

أشارت الوزيرة إلى إطلاق مصر استراتيجيتها الوطنية المتكاملة لتمويل التنمية، والتي تهدف إلى تحقيق أهداف رؤية مصر 2030 من خلال تعبئة التمويلات المبتكرة والمستدامة، وتقليل مخاطر المديونية، وتعزيز الشراكات. كما تطرقت إلى إطلاق دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، الذي يدعم مواءمة التمويل الدولي مع الأولويات الوطنية والدولية.


 

واختتمت الوزيرة بالإشارة إلى نجاح مصر في تطبيق برامج مبتكرة لمبادلة الديون مع دول مثل إيطاليا وألمانيا والصين، حيث تم توجيه التمويلات إلى مجالات التعليم والبنية التحتية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاقتصاد الأمم المتحد الاقتصادية الاستدامة استخدام التنمية الاقتصادي التخطيط والتنمية الاقتصادية التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تحقيق الاستدامة ت الدكتورة رانيا المشاط التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

«النقد الدولي»: منطقة الشرق الأوسط ليست بمنأى عن التوترات التجارية

«أ.ف.ب»: من المتوقع أن يشهد النشاط الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسارعًا هذا العام، رغم استمرار أجواء عدم اليقين التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، بحسب ما أفاد تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي اليوم.

وأوضح تقرير «آفاق الاقتصاد الإقليمي: الشرق الأوسط وآسيا الوسطى» أن النمو سيتزايد في عامي 2025 و2026، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا في السابق. ووفقًا للتقديرات، سيحقق اقتصاد المنطقة نموًا بنسبة 2.6% في عام 2025، و3.4% في 2026، مقابل 1.8% في عام 2024.

وأشار جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، إلى أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب لن تؤثر كثيرًا على المنطقة نظرًا لضعف الترابط الاقتصادي بينها وبين واشنطن، واستثناء قطاع الطاقة من هذه الرسوم.

غير أن أزعور أشار إلى أن حالة عدم اليقين العالمية تلقي بظلالها على الاستثمارات، والأسواق المالية، وأسعار النفط، مما يعمّق الاتجاه التراجعي في الأداء الاقتصادي. وفي هذا السياق، خفّض صندوق النقد توقعاته لبلدان المنطقة المصدّرة للنفط في عام 2025 بمقدار 1.7 نقطة مئوية.

وتخفي هذه التقديرات فروقات كبيرة بين الدول النفطية، حيث من المتوقع أن تحقق دول الخليج نموًا بنسبة 3%، مقابل انكماش بنسبة 1.5% في إيران والعراق. أما في الدول المتأثرة بالنزاعات كسوريا، اليمن، السودان، والأراضي الفلسطينية، فتبدو التوقعات أكثر تشاؤمًا وسط تراجع المساعدات الدولية.

وأوضح أزعور أن المساعدات الدولية انخفضت بنسبة 25% منذ 2021، ومن المرجح أن يستمر هذا التراجع، ما يشكّل خطرًا على الدول الأكثر هشاشة. ولم يشمل التقرير توقعات تخص لبنان وسوريا، حيث تعاني الأولى من تداعيات صراع مع إسرائيل وانكماش بنسبة 7.5% في 2024، في حين خرجت الثانية من حرب أهلية طويلة.

ورغم الآمال بأن تساهم مشاريع الإعمار في تحفيز الانتعاش الاقتصادي، تبقى الاحتياجات التمويلية مرتفعة. وأشار أزعور إلى اهتمام خليجي بمساعدة الدول المتضررة، لكنه شدد على أهمية إطلاق إصلاحات اقتصادية واجتماعية لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • " المشاط " تشارك في إطلاق “أكاديمية النمو” للبنك الدولي وتعرض رؤية مصر للتنمية المستدامة
  • التخطيط: مصر نفذت إصلاحات منذ مارس 2024 لترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي
  • «برلماني»: عيد العمال تأكيد لدور القوى العاملة في تحقيق أهداف الوطن
  • «النقد الدولي»: منطقة الشرق الأوسط ليست بمنأى عن التوترات التجارية
  • ضعف التمويل وعدم الإيفاء بالالتزامات يعرقلان حماية المحيطات
  • المالية السورية: المحادثات مع صندوق النقد تمثل لحظة تاريخية لعودة دمشق للمجتمع المالي الدولي
  • المشاط: الحكومة وضعت التنمية البشرية والصناعية على أولوياتها للثلاث سنوات المقبلة
  • شعبة المصدرين: تأهيل العمالة المصرية أخلاقيا أولوية لمواجهة تحديات سوق العمل
  • وزير الإسكان: دعم كامل لشركات المقاولات الوطنية لدفع عجلة التنمية العمرانية
  • البنك الدولي: تباطؤ اقتصادي عالمي وتراجع في أسعار السلع حتى 2026