محلل سياسي: قضية الشرق الأوسط ليست من أولويات ترامب
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المحلل السياسي ماهر عبد القادر، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بطبيعته شخصية غير متوقعة، ولا يمكن التنبؤ بما سيفعله، فقد انسحب من مؤتمر باريس حول المناخ، وقد كانت أمريكا أحد الممولين له، ولكن عندما تولى الحكم انسحب من هذا المؤتمر
وأضاف «عبدالقادر»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة “القاهرة الإخبارية” أنه عندما أدلى بتصريحاته، كان يحاول إرسال عدة رسائل إلى مجموعة واسعة من قادة العالم والدول والمؤسسات، كما حاول أن يوجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مفادها أنه قام بالكثير من أجل إسرائيل، وأن ترامب يسعى لترتيب سلام مع الفصائل في غزة ولبنان كجزء من جهوده لإنهاء الحرب.
وتابع: أن ترامب حاول أيضًا أن يرسل رسالة إلى بنيامين نتنياهو بأن لديه برنامجًا عالميًا، وأن قضية الشرق الأوسط ليست من أولوياته، بل إن أولوياته تتركز على ما يحدث في أوكرانيا.
وواصل: من بين الملفات التي تأتي على سلم أولوياته في أوروبا يتعلق بالتعامل مع الناتو، حيث تواجه أمريكا مشكلات بسبب دفعها مبالغ ضخمة لتمويل الناتو من أجل حماية أوروبا، أو من خلال إبرام صفقات عسكرية تتعلق بالصواريخ الباليستية، مما يؤدي إلى زيادة حصص وميزانيات الناتو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي إسرائيل الصواريخ الباليستية القاهرة الاخبارية المحلل السياسي
إقرأ أيضاً:
تحديات الشرق الأوسط المليء بالصراعات تهدد تحالف نتنياهو وترامب
تل أبيب " د أ ب ":بمجرد إعلان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت الشهر الماضي، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تهئنة الرئيس المنتخب واصفا فوزه بأنه "أعظم عودة في التاريخ".
وإذا كان تأييد ترامب القوي لإسرائيل في ولايته الأولى وترشيحاته لشغل المناصب العليا في إدارته الجديد مؤشرا على سياسته المستقبلية، يصبح ابتهاج نتنياهو مبررا.
لكن تغييرات كثيرة حدثت منذ ترك ترامب البيت الأبيض في مطلع 2021 وحتى عودته إليه بعد أسابيع. مقبلة ، فالحروب في الشرق الأوسط والطموحات شديدة التطرف للائتلاف اليميني المتطرف الحاكم بقيادة نتنياهو والعلاقة الشخصية بين ترامب ونتنياهو يمكن أن يكبح هذا الحماس ويعقد ما يبدو على السطح كتحالف سلس بينهما.
تقول مزال معلم الصحفية الإسرائيلية مؤلفة السيرة الذاتية لنتنياهو "بالنسبة لبيبي (اسم الشهرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) هذا هو حلمه. كان يريد ذلك.. بالنسبة لبيبي كان (فوز ترامب) أمرا بالغ الأهمية .
وفي الوقت الذي يستعد فيه نتنياهو للمثول أمام المحكمة بتهمة الفساد وصادر له أمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، يصبح دعم ترامب له أكثر أهمية.
وخلال ولايته الأولى، تبنى ترامب الكثير من السياسات المنحازة بدرجة كبيرة لنتنياهو. وتجاهل السياسة الأمريكية المتبعة منذ وقت طويل بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرئيل ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المتنازع عليها، متجاهلا الاعتراضات الفلسطينية والعربية.
كما اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي يعتبرها المجتمع الدولي أرضا سورية محتلة. كما غض الطرف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقدم خطة سلام تبقي على عشرات المستوطنات في الأرض الفلسطينية.
ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم المستقبلية على كامل أرض الضفة الغربية المحتلة في عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات في الضفة الغربية والفدس الشرقية غير شرعية.
كما قرر ترامب في ولايته الأولى الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية وأعاد فرض العقوبات على طهران. كما اغتالت الولايات المتحدة في عهده قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.
وفي الأيام الأخيرة من رئاسته الأولى نجح ترامب في عقد سلسلة معاهدات دبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وشكلت هذه الاتفاقيات إنجازا كبيرا للسياسة الخارجية لنتنياهو.
ومن المحتمل أن يأمل نتنياهو أن يتنبى ترامب موقفا أشد صرامة ضد إيران وربما تزويد إسرائيل بالاسلحة التي تحتاجها لتوجيه ضربة قاصمة للبرنامج النووي الإيراني. كما أن نتنياهو سيرغب في تحقيق تقدم نحو تطبيع العلاقات مع السعودية، وتقليص التنازلات التي يمكن أن تقدمها إسرائيل للفلسطينيين مقابل ذلك. كما يتوقع نتنياهو أن يطلق ترامب يد إسرائيل في غزة ولا يضغط عليها للانسحاب من القطاع حتى وإن كان ذلك في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ إعادة انتخاب ترامب، يتحدث نتنياهو وحلفاؤه عن عودة الأوقات السعيدة بعد توتر العلاقات مع إدارة بايدن.
يقول أفيف بوشينسكي المستشار السابق لنتنياهو "الاعتقاد الآن هو أن ترامب سيحقق كل مطالب نتنياهو"، مضيفا أن تعيين نتنياهو السياسي المتطرف المؤيد للاستيطان في الأراضي الفلسطينية سفيرا لدى واشنطن إشارة إلى ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلي في المستقبل في ظل حكم ترامب.
ورغم ذلك لا يوجد ما يضمن حصول نتنياهو على ما يريده من ترامب.
في البداية، من غير الواضح ما إذا كانت علاقتهما قوية كما كانت في السابق. فقد أزعج نتنياهو ترامب عندما هنأ الرئيس جو بايدن على فوزه في عام 2020، على الرغم من مزاعم ترامب بسرقة الانتخابات منه. كما أن ترامب يعود إلى البيت الأبيض، والشرق الأوسط أصبح مليئا بالصراعات، التي قد تؤدي إلى إرباك تحالف نتنياهو وترامب.
ورغم المؤشرات على صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مازالت إسرائيل تحارب الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 14 شهرا. في الوقت نفسه أشار ترامب إلى رغبته في انتهاء الحرب الإسرائيلية ضد القطاع الفلسطيني، لكنه لم يقل كيف يمكن أن يحدث ذلك. كما يطالب بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة قبل أن يؤدي يمينه الدستورية في يناير، محذرا بإنه إذا لم يتم إطلاق سراحهم فسيواجه الشرق الأوسط الجحيم، دون أن يقدم أي تفاصيل.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان ترامب سيقبل برؤية نتنياهو للأوضاع في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بما في ذلك استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع إلى أجل غير مسمى.
كما يمكن أن يكون لدى ترامب خططا أكبر لمنطقة الشرق الأوسط ككل. كان ترامب يتحدث في الماضي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وكانت خطته للسلام في ولايته الأولى منحازة بشدة لإسرائيل، لكنها تدعو إلى قيام دولة فلسطينية وإن كانت أصغر كثيرا مما يطالب به الفلسطينيون. وسيحتاج التقدم على مساري التطبيع مع السعودية وتسوية القضية الفلسطينية إلى تقديم تنازلات من إسرائيل للفلسطينيين.
وكتب عاموس هارئيل المعلق في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن "نتنياهو مقتنع بقدرته على تجنيد ترامب لتحقيق أهدافه كما حدث في الماضي. ومع ذلك أرسل الرئيس الأمريكي المنتخب وكما هي عادته رسائل يصعب فهمها منذ فوزه في انتخابات 5 نوفمبر".
ويقول إيتان جلبوع خبير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية إن استراتيجية ترامب تجاه إيران غامضة أيضا. وأضاف أن نتنياهو يتوقع أن يستأنف ترامب ممارسة "أقصى ضغط" على طهران لتفكيك برنامجها النووي، لكن الرئيس الأمريكي المنتخب قد يعطي المفاوضات مع الإيرانيين فرصة في ولايته الثانية لكي يصبح صانعا للسلام.
إن المواقف المحتملة لترامب بشأن أي من هذه القضايا قد تجبر نتنياهو على اختيار ما بين الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تمتلك مفتاح بقائه السياسي، أو ترامب.
يقول جلبوع: "وصف نتنياهو ترامب بأنه أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض. وإذا طلب منه ترامب شيئا، فلن يكون قادرا على قول لا" وانطلاقا من هذه الحقيقة يمكن أن تنشأ هنا كل أنواع المشاكل لرئيس وزراء إسرائيل.