كييف– منذ أعوام طويلة، يتربع رينات أخميتوف على رأس قائمة أثرى أثرياء أوكرانيا، ويتمسك بموقعه بلا منازع، بل إنه كان أغنى رجل في أوروبا قبل 2008، بثروة بلغت حينها نحو 31.1 مليار دولار.

أخميتوف (أو أحمدوف) رجل أعمال من أصول تترية مسلمة، وهو صاحب نادي (شاختار دونيتسك) المعروف، كما كان يسمى (ملك الدونباس)، إذ ينحدر من هذا الإقليم الواقع جنوب شرقي أوكرانيا.

ورغم أنه خسر عرشه في دونباس بسبب الأحداث التي شهدها الإقليم في 2014، ثم خسر جزءا كبيرا من ثروته، فإنه بقي على رأس قائمة الثراء، بأصول وصلت إلى نحو 8 مليارات قبل بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.

خسارة

استمرت ثروة أخميتوف في التراجع مع بداية الحرب، وجاءت آخر الضربات التي تلقتها خزائنه خلال العام الجاري 2024، حين قصف صاروخي روسي جميع مؤسسات مجموعة "سيستم كابيتال مانجمنت" التابعة له، وخاصة مصانع شركة "ميت إنفيست" للتعدين، المسؤولة عن إنتاج 700 ملجأ للجيش حتى الآن.

وأتت الحرب كذلك على جميع منشآت الطاقة التابعة لشركة "ديتيك"، التي توفر الكهرباء لنحو 5.4 ملايين أسرة و150 ألف شركة في 5 مقاطعات رئيسية، من بينها العاصمة كييف.

وقبل الحرب، رأى محللون أن أخميتوف يسيطر عمليا على 30% من الناتج المحلي الأوكراني، لهيمنته على كامل سوق الطاقة وغيره، لكن 6 موجات كبيرة من القصف خلال هذا العام سببت خسارة نحو 23% من ثروته دفعة واحدة، ليصل حجمها إلى نحو 5 مليارات دولار.

الأوكرانيون عادوا للاعتماد على المولدات بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر (الجزيرة) البلاد تخسر طاقتها

مع ذلك، بقي أخميتوف محافظا على صدارة قائمة الأثرياء، أما بلده، فتئن يوميا بفعل الضربات الروسية المستمرة على قطاع الطاقة، وآخرها وأعنفها كان في 17 و28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

إعلان

وفي حديث مع الجزيرة نت، قالت أوكسانا زويفا كبيرة خبراء مجموعة "داي شي" (DiXi) للبيانات "نفذت روسيا 25 هجوما هائلا على نظام الطاقة الأوكراني منذ سبتمبر/أيلول 2022، مستخدمة لهذا الغرض نحو 1400 صاروخ من أنواع مختلفة، و500 طائرة هجومية مسيرة".

وأضافت "أدى ذلك إلى خسارة أوكرانيا 80% من منشآت التوليد الحرارية لديها، و35% من نظيراتها الكهرومائية، بحجم قدّره مسؤولون بنحو 8.8 مليارات دولار في 2024، وأكثر من 56 مليارا منذ بداية الحرب، تشمل السيطرة على محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا".

ولفتت إلى أنه "منذ بداية العام 2024، فقدت أوكرانيا 9 غيغاوات من قدرات التوليد الكهربائي، وبشكل عام من بداية الحرب، تراجع إنتاج الطاقة في أوكرانيا من 55 غيغاوات إلى أقل من 20 غيغاوات حاليا".

وحسب الخبيرة، "بعد الضرر الذي لحق بمنشآت التوليد، تحولت روسيا في 2024 إلى استهداف محطات التحويل بشكل رئيس، لزعزعة استقرار نظام الطاقة، والحد من القدرة على نقل الكهرباء داخل البلاد، فضلا عن تعقيد وارداتها".

أولغا كوشارنا اعتبرت أن المحطات النووية أفضل خيار أمام الأوكرانيين لتوليد الكهرباء (الجزيرة) حياة بلا كهرباء

دفع هذا الواقع السلطات المعنية إلى إعادة تطبيق جداول انقطاع الكهرباء عن ملايين المستهلكين في معظم المقاطعات، مع صعوبات بالغة تواجه تلك الإمدادات في المقاطعات الحدودية القريبة من جبهات القتال، لا سيما مع اشتداد البرد.

وفي كييف ومدن 13 مقاطعة، عادت أصوات المولدات الخاصة لتملأ الأجواء، وعاد الظلام ليغطي مساحات واسعة من الأحياء السكنية، مع مخاوف شركات صناعية من تداعيات الانقطاعات الطويلة وشبح "زيادة التعريفة".

وفي بيان لها، قالت شركة "ديتيك" إن "60 فرقة تعمل يوميا على إصلاح الشبكات بعد القصف الروسي في مقاطعة دونيتسك وحدها"، التي تسيطر أوكرانيا على أقل من 50% منها.

إعلان عمل المحطات النووية

والأسوأ من ذلك كله خطر كبير يحدق بعمل محطات الطاقة النووية، ويهدد بتراجع نسب إنتاجها، الأمر الذي يرى فيه خبراء "هدفا روسيا جديدا".

وتقول الخبيرة في مجال السلامة النووية بوزارة الطاقة الأوكرانية، أولغا كوشارنا، لـ"الجزيرة نت" "القصف الأخير كان مركزا على منشآت تغذي محطات خميلنيتسكي وريفني بما تحتاجه من طاقة لعمليات التبريد، وهذا أدى إلى تراجع إنتاج تلك المحطات النووية بنسبة 40% لفترة".

وتابعت "ضرب المحطات النووية كارثة، قد لا تقدم عليها روسيا، لكن من الواضح أنها تتعمد اليوم تحويل المحطات النووية إلى وضع الخمول، لأنها باتت ملاذا شبه وحيد للأوكرانيين".

بدائل محدودة

ويبدو أن كل طرق البدائل تتجه نحو الطاقة النووية، لكن الأوكرانيين يتحدثون عن الحاجة إلى حمايتها، وتطويرها، وجعلها "مرنة".

وتقول كوشارنا "خلال 3 سنوات من الحرب، أثبتت التجربة أن كل البدائل غير مستقرة مع استمرار القصف، كاستيراد الطاقة، أو وجود سفن التوليد في البحر، وغيرها".

وتابعت "رغم تجربتنا المريرة مع كارثة مفاعل تشيرنوبل، تبقى المحطات النووية أفضل خيار، وليس لها بديل من حيث الكفاءة. نحن بحاجة إلى حمايتها وحماية المنشآت المغذية لها، ثم تطويرها بإضافة مفاعلات جديدة، وهذا الأمر يناقش حاليا بكل جدية".

طاقة نووية "مرنة"

ولفتت في السياق ذاته إلى وجود 3 مشاريع بين أوكرانيا والولايات المتحدة بدأ الحديث عنها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لوضع 20 وحدة مفاعلات صغيرة من طراز "إس إم آر 160" قيد الخدمة، بقدرة إنتاج تبلغ 160 كيلووات لكل منها.

وقالت "مستقبل إنتاج الطاقة لهذه المفاعلات يتميز بالمرونة، فهي قابلة للنقل من مكان إلى آخر، وبعضها قادر على إنتاج 300 كيلووات، أي ما يعادل ثلث ما تنتجه بعض المحطات النووية الثلاث المتبقية في أوكرانيا (محطات ريفني وخميلنيتسكي ويوجني)".

إعلان

لكن صورة الحل ليست وردية تماما، فكوشيرنا تقول إن "مثل هذه المفاعلات الصغيرة حصلت مؤخرا فقط على التراخيص اللازمة، وبدأت تُنتج في الولايات المتحدة وكندا والصين وكوريا الجنوبية، لكن تقنيتها لم تطبق عمليا في أي دولة بعد، ولا نعرف إذا كانت ستكون بالفعل طوق نجاة آمن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المحطات النوویة بدایة الحرب

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تستعد للقاء بين ترامب وزيلينسكي وسط ترتيبات أمريكية لقمة مع بوتين

أعلنت كييف الجمعة، أن أوكرانيا تتوقع إجراء اتصالات رفيعة المستوى مع الإدارة الأمريكية الجديدة فور تولي دونالد ترامب منصبه، بما في ذلك لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي المنتخب والرئيس فولوديمير زيلينسكي، في الوقت الذي جرى فيه الإعداد للقاء بين ترامب وبوتين.

اعلان

وتعتبر كييف توطيد العلاقات مع ترامب هدفاً أساسياً، حيث بدأت بالفعل في التواصل مع المرشح الجمهوري الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر الماضي، والذي وعد بإنهاء سريع للحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

وقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، هيورهي تيخي، خلال إحاطة صحفية في كييف قائلاً: "نتطلع إلى لقاء بين رئيسينا لأن التعاون مع أمريكا يمثل أولوية قصوى بالنسبة إلينا... نحن نستعد لإجراء اتصالات على أعلى المستويات فور مراسم التنصيب".

من جهته أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مساء الخميس عن ترتيبات جارية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة سبل إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

دونالد ترامب يجتمع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برج ترامب، الجمعة، 27 سبتمبر/أيلول 2024، في نيويورك. Julia Demaree Nikhinson/2024 AP

وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة في ضوء تعهدات ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ قرابة ثلاث سنوات في غضون 24 ساعة من توليه منصبه.

وصرح ترامب للصحفيين في مار-إيه-لاغو الخميس قائلاً: "بوتين يريد اللقاء، ونحن نجري الترتيبات اللازمة"، مضيفاً: "علينا إنهاء هذه الحرب، إنها فوضى دموية".

ولم يحدد ترامب موعداً زمنياً للقاء المرتقب. وفي السياق ذاته، أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس، بأن الكرملين لم يتلق بعد طلباً رسمياً للتواصل، مؤكداً استعداد بوتين للقاء ترامب دون شروط مسبقة.

وعلى الرغم من وعود ترامب الطموحة خلال حملته الانتخابية، كشف مسؤولون أوروبيون، لم يتم الكشف عن هويتهم، لصحيفة "فايننشال تايمز"، أن فريق ترامب مدد الإطار الزمني لإنهاء النزاع إلى "عدة أشهر"، وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الجمعة، أن ترامب لم يحسم بعد كيفية إنهاء الحرب، مشيرة إلى احتمال استمرار المساعدات لأوكرانيا بعد تنصيبه.

Relatedأوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن استهداف منشأة نفطية استراتيجية في عمق الأراضي الروسيةلوكاشينكو: دكتاتورية بيلاروس أفضل من ديمقراطية أوكرانيابلينكن: مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا تشمل صواريخ وذخائر دفاعية عاجلة بقيمة 500 مليون دولار

وقد أبدى ترامب استعداده للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كخطوة نحو إنهاء الحرب، وعلى الرغم من معارضة كييف السابقة لتواصل القادة الغربيين مع بوتين، معتبرة أن مثل هذه الخطوات تضفي شرعية على شخص منبوذ وتقلل من عزلته، إلا أنها لم تعترض على احتمال عقد لقاء بين ترامب وبوتين.

يذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشاد في وقت سابق من هذا الشهر بقدرة ترامب على المساعدة في إنهاء الحرب.

ويشار إلى أنّ ترامب عيّن الجنرال المتقاعد كيث كيلوج مبعوثاً خاصاً للقضايا المتعلقة بالحرب.

المصادر الإضافية • رويترز

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب خلال محاكمته: ما يحدث هو "مطاردة سياسية" تهدف إلى التأثير على سمعتي بوتين: إنتاجنا من الصواريخ يفوق إنتاج الناتو بـ10 مرات وسيزيد أكثر بوتين يوقع مرسوماً يوسع إمكانية اللجوء إلى السلاح النووي روسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next اليوم الـ462 للحرب: قصف متواصل على غزة وسط تفاؤل حذر بشأن التهدئة ونتنياهو يحذر الحوثيين يعرض الآن Next الخارجية الفرنسية تستدعي السفير الإيراني وتطالب بالإفراج عن المحتجزين الفرنسيين يعرض الآن Next "قال ترامب سأشعل الشرق الأوسط فاشتعلت أمريكا".. كيف ربط رواد الإنترنت بين الحرائق وحرب غزة؟ يعرض الآن Next الخارجية الأمريكية تعلن عن عقوبات قاسية ضد قطاعي النفط والغاز الروسيين يعرض الآن Next مسلسل تلفزيوني عن موسوليني يبدأ عرضه اليوم وميلوني أول المعلقين: "لن أشاهده" اعلانالاكثر قراءة كاليفورنيا تشتعل: حرائق مدينة بوربانك تلتهم المنازل وتجبر السكان على الفرار لبنان يطوي صفحة الفراغ.. انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية زلزال بقوة 6.11 درجة يضرب السلفادور في أمريكا الوسطى جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية بـ99 صوتاً.. فماذا نعرف عنه؟ حرائق لوس أنجلوس تدمّر منازل مشاهير هوليوود وتؤثر على موسم الجوائز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةسورياضحاياألمانياالاتحاد الأوروبيالصراع الإسرائيلي الفلسطيني محكمةشرطةأزمة إنسانيةبشار الأسداحتجاجاتالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الحياد.. أمل أوكرانيا الوحيد لإنهاء الحرب
  • روسيا تغير وجه الحرب في أوكرانيا بـ«الهاتف اللعبة»
  • بايدن: روسيا لم تحقق أي هدف لديها في أوكرانيا
  • أوكرانيا تستعد للقاء بين ترامب وزيلينسكي وسط ترتيبات أمريكية لقمة مع بوتين
  • ترامب يخطط للقاء بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: سألتقي بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
  • نهاية حرب أوكرانيا تقترب مع استعداد ترامب للقاء بوتين
  • صادرات كوريا الجنوبية في قطاع الطاقة النووية تصل لمستوى قياسي
  • رياح الخير | محطة رأس غارب تتخطى التوقعات قبل الموعد .. وزيادة إنتاج الطاقة
  • منذ بداية الحرب..الأمم المتحدة: مقتل 12300 مدني في أوكرانيا