اتفق سياسيون وعسكريون يمنيون، بأن أبناء قطاع غزة لم يجنوا أي ثمار تُذكر، من وراء استهداف الحوثيين لخطوط الملاحة الدولية، حيث مضى نحو 13 شهرًا من أول ضربة حوثية باتجاه سفن الشحن التجارية، بذريعة مناصرة غزة.

 

وأكدوا أن "المكاسب الحقيقية وثمار نتائج قرصنة التجارة البحرية، ذهب ريعها لمصلحة ميليشيا الحوثي في المقام الأول، ومن ورائها إيران، وكذلك أمريكا وإسرائيل".

  

*شرطي إيران*

 

وقال المحلل العسكري والخبير الإستراتيجي العميد محمد الكميم، إنه "عندما نتعامل مع الميليشيات الانقلابية الحوثية، فنحن نتعامل معها كشرطي إيران في المنطقة أو كذراع إيرانية في المنطقة، فإذا اعتمدنا هذا المعيار نستطيع أن نقول إنها حققت المكاسب، وبطبيعة الحال ريع هذه المكاسب ينصب كله لمصلحة وليّة نعمتها إيران، من خلال تثبيت نفوذها في المنطقة".

 

 وأضاف لـ"إرم نيوز"، "لقد استطاعت هذه الذراع الخبيثة، أن تُحوّل اليمن إلى منصة إطلاق متحركة، وعملت على جعل اليمن جزءًا من الجغرافيا العسكرية الإيرانية، باعتبارها جزءًا من مصلحة العمليات الحربية الإيرانية، فمن هذا المنظور يمكننا القول إنها حققت بعض المكاسب، وبعض الإنجازات".

 

ورأى العميد الكميم أن "ميليشيا الحوثي، بقرصنتها للبحر الأحمر واستهداف سفن الشحن الدولية، قدمت كذلك المكاسب لأمريكا وإسرائيل على التوازي، إذ أتاحت الفرصة أمام الولايات المتحدة في تواجد قواتها البحرية بالمنطقة، فضلًا عن خلق الذرائع أمام إسرائيل لاستعطاف العالم أكثر، وجمع المزيد من الدعم المالي والعسكري واللوجستي، بحجة محاربة إيران وأذرعها في المنطقة، وهو ما تحقق لها بالفعل".

 

ونفى بشدّه "تحقيق أية مكاسب لأبناء غزّة أو الفلسطينيين عمومًا، علاوةً عن تحقيق أية مكاسب لليمنيين، بل جرّت هجماتها البحرية، الويلات على الشعب اليمني بشكل خاص والوطن العربي في العموم"، مضيفًا: "نجحت هذه الميليشيات للأسف الشديد، في التسبب بإيذاء اليمن والمنطقة العربية، من خلال استهداف خطوط الملاحة البحرية".

 

وبيّن العميد الكميم أن "عسكرة الحوثيين للبحر الأحمر، تسببت بأضرار كبيرة جدًا على الصيادين والسواحل اليمنية، وتسبب ذلك بكوارث للمجتمع المحلي الساحلي، إضافة إلى التجار اليمنيين والاقتصاد اليمني، حيث ضاعفت من أعباء تكاليف الشحن التجاري، ومن أعباء رسوم التأمين للسفن إلى اليمن".

 

وتطرّق الخبير العسكري، للحديث عمّا سببته ميليشيا الحوثي من مغارم تكبّدها اليمنيون جراء استهدافها في ضربات لا تُسمن ولا تُغني من جوع لأهداف إسرائيلية، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام مقاتلات الأخيرة لقصف منشآت يمنية خدمية حسّاسة كميناء الحديدة، وخزانات النفط، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وفق تعبيره.

 

وكشف العميد الكميم عن كُلفة تلك الخسائر على الدولة اليمنية، قائلًا: "كلّفت الضربات الإسرائيلية على اليمن، بحسب معلومات وصلتني من مصادر موثوقة في الدولة اليمنية، 3 مليارات دولار".

 

ولفت إلى أن "الحوثيين حققوا، من وراء استهداف الملاحة الدولية، مكاسب لهم والجهات التي يعملون لصالحها، ولكن في حقيقة الأمر، هذه المكاسب عبارة عن كوارث عديدة تجرعها اليمنيون والفلسطينيون والعرب على حدٍ سواء".

 

*خيانة أهل غزة*

 

بدوره، قال الصحفي والمحلل السياسي أحمد عائض، إن "من أكبر الاستثمارات التي قادها الحوثيون، خلال السنوات العشر الماضية، هو الاستثمار في معاناة أهل غزة".

 

ورأى خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "المستفيد الأول من استهداف خطوط الملاحة الدولية هو الميليشيات الحوثية، حيث أوجد الحوثيون مكتبًا خارج اليمن ويتم من خلاله مراسلة شركات الشحن والسفن التي ترغب بالمرور من مياه البحر الأحمر بأن عليها أن تدفع (مبالغ مالية) مقابل عدم استهدافها".

 

ولفت المحلل عائض إلى أن "تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي والمعنية باليمن، والذي كشف أن جماعة الحوثي الإرهابية تجني شهريًا نحو 180 مليون دولار من تلك السفن، أيّ أكثر من 190 مليار ريال يمني شهريًا".

 

وذكر أن "من المكاسب التي حققتها واستفادت منها الميليشيا الحوثية، أيضًا، النجاح في عمليات التحشيد، والتوجيه الطائفي، وتقديم أنفسهم كملائكة الرحمة المنقذين لغزة، وترديد أسطوانة إلصاق تهم الخيانة والتآمر على القضية الفلسطينية وعلى أهل غزة".

 

وأضاف المحلل عائض أن "الميليشيات الحوثية حوّلت أحداث استهداف خطوط الملاحة الدولية، إلى بوابة للحشد والتجنيد، تحت مبرر غزو أمريكي إسرائيلي لمحافظة الحديدة"، متابعًا: "ودعوة الناس للتبرعات تحت عدة مسميات وكل تلك المبالغ تصب في خزائن قادة الحوثيين".

 

ومضى قائلًا، حول الانعكاسات على أهل غزة: "لم يجنِ أبناء غزة أي فوائد تُذكر، بل على العكس هناك خيانة من الحوثيين لأهل غزة، حيث سمحوا لسفن إسرائيلية وأمريكية بالعبور، والتوجه للموانئ الإسرائيلية، وذلك بعدما دفعت مبالغ مالية".

 

*عملية عسكرية كبرى*

 

من جهته، ذكر رئيس مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث السياسية والإستراتيجية، عبدالسلام محمد، أن "الحوثيين فكروا بتحقيق العديد من المكاسب من وراء قرصنة خطوط الملاحة الدولية، منها إستراتيجية كحارس بحري لإيران، وأخرى مالية اقتصادية، وكذلك على الصعيد الداخلي تحقيق مكاسب ميدانية توسّعية".

 

وبيّن أن "الحوثيين لم يحسبوا حساب النتائج جيدًا"، لافتًا إلى أن "ما خسره الحوثيون من وراء هذا العمل، أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون أنهم سيكتسبونه، فهو خسر سمعته، وأظهره ذلك بمظهر المهدد للأمن الإقليمي والدولي بشكل كبير، ما جعل المجتمع الدولي يتعامل معه كحركة إرهابية".

 

وأضاف محمد: "نستطيع أن نقول إنها وريثة للقراصنة في البحار وللجماعات الإرهابية في المنطقة، خاصة أنها مرتبطة بالمشروع الإيراني، والعمل لمصلحة تحقيق إستراتيجية إيران في الذهاب إلى تنفيذ تهديداتها بإغلاق الحركة الملاحية عن طريق باب المندب، هذه كلها جعلت من الحوثي خطرًا كبيرًا على الأمن الإقليمي والدولي".

 

وأشار محمد إلى أن "الحوثي، استطاع جني الكثير من الأموال، من خلال إرغام السفن على دفع الإتاوات، وهو ما حقق له مكاسب اقتصادية جمّة، فضلًا عن كونه كان يأمل أنه إذا تحكّم بخطوط الملاحة الدولية سيُمكّنه ذلك من العودة والتمدد في المناطق الساحلية في اليمن التي خسرها من قبل".

 

وأوضح أن "الأموال التي جناها الحوثيون، ستكون وبالًا عليهم، إذ بات يُعامل معاملة قطاع الطرق، وأصبح المجتمع الدولي يدرس قرار تخليص خطوط الملاحة الدولية من أي تهديدات حوثية، إذ لم يعد يحتمل ممارسات وأفعال الحوثيين".

 

ورجّح محمد أن "تشهد الأيام المقبلة عملية عسكرية كبرى، تشترك فيها القوات اليمنية العسكرية، مع دعم دولي كبير، تهدف إلى تحرير الشريط الساحلي اليمني، وبالتالي إبعاد أي تهديدات حوثية على الملاحة البحرية".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

استشهاد فلسطينيين بينهم صحفى إثر قصف واستهداف إسرائيلى فى قطاع غزة

استشهد عدد من الفلسطينيين، بينهم مصور صحفي، إثر استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة.


وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، باستشهاد المصور الصحفى سائد أبو نبهان، إثر إصابته برصاص قناص إسرائيلي، عقب محاصرة عدد من الصحفيين بالمخيم الجديد فى النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أفادت باستشهاد فلسطينى على الأقل، وإصابة آخرين، إثر قصف طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ منزلا فى حى الشجاعية شرق مدينة غزة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى المعمدانى فى المدينة.


من جهة أخرى، حذّر وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمى الفلسطينى عبد الرزاق النتشة، من بدء تأثر خدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية) والإنترنت فى قطاع غزة؛ ابتداءً من ساعات مساء اليوم، بسبب نفاد الوقود، ما يفاقم الكارثة الإنسانية، ويحرم الفلسطينيين من حقهم فى التواصل مع خدمات الطوارئ والإغاثة.


وقال النتشة - فى بيان - إنه مع استمرار العدوان لأكثر من 460 يوما، وتصاعد ممارسات الاحتلال الإسرائيلى التى تعرقل وصول قوافل الوقود، تفاقمت أزمة الشح فى الكميات المخصصة للمؤسسات الإغاثية والصحية والخدماتية، منوها إلى أن الوقود يُعد حاليا المصدر الوحيد لتشغيل شبكات الاتصالات فى قطاع غزة؛ ما يعرض هذه الخدمات لخطر التوقف التام.


وأكد وزير الاتصالات الفلسطينى أن تعذر دخول الوقود خلال الأيام الماضية؛ أدى إلى نقص حاد فى الكميات اللازمة لتشغيل الشبكات؛ الأمر الذى سيتسبب فى توقف العديد من محطات الاتصالات الفلسطينية فى مختلف أنحاء القطاع.


وشدد على أنه ستبدأ مساء اليوم انقطاعات واسعة فى خدمات الاتصالات الثابتة بمناطق وسط وجنوب القطاع، على أن تمتد لاحقاً لتشمل الخدمات الثابتة والخلوية فى باقى المناطق خلال اليومين المقبلين، بحال استمرت الأزمة، مشيرا إلى أن محافظة شمال غزة تعانى من انقطاع كامل فى خدمات الاتصالات منذ حوالى 100 يوم، نتيجة منع الاحتلال وصول الوقود إلى تلك المناطق.


ولفت إلى أن توقف خدمات الاتصالات فى ظل هذه الظروف، يمنع تواصل طواقم الدفاع المدنى والهلال الأحمر، ويحول دون تمكين الفلسطينيين من الوصول إليها، كما يعرقل قدرة المؤسسات الصحية والدولية على أداء مهامها، ما يزيد من تدهور الوضع الإنساني.


وأكد النتشة أن طواقم الوزارة مستمرة فى العمل بالتعاون مع المؤسسات الدولية والأممية لحل الأزمة، مشيداً بالجهود التى تبذلها طواقم شركات الاتصالات الفلسطينية، التى تعمل فى ظروف ميدانية بالغة الخطورة، من منطلق واجبها الوطنى والإنساني، لمحاولة إصلاح الأعطال وضمان استمرار الخدمات قدر الإمكان.


من ناحية أخرى، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة.


وأفاد مدير مجلس بلدى تقوع تيسير أبو مفرح - فى تصريح - بأن مواجهات اندلعت إثر اقتحام قوات الاحتلال تقوع، تركزت فى ميدان خليل الوزير وسط البلدة، أطلقت خلالها الرصاص الحي، وقنابل الغار السام المسيل للدموع والصوت، صوب منازل للفلسطينيين وعلى أحد بيوت العزاء.


وأضاف أن جنود الاحتلال حاصروا المصلين داخل مسجد حمزة عبد المطلب بعد أداء صلاة المغرب، فيما أدت قنابل الغاز السام لإصابة عدد بالاختناق، عولجوا ميدانيا.


 

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يحذرون السعودية والإمارات من مساعيهما لنقل الحرب إلى الداخل اليمني
  • استشهاد فلسطينيين بينهم صحفى إثر قصف واستهداف إسرائيلى فى قطاع غزة
  • بعد هجوم الحوثيين.. إنقاذ ناقلة النفط سونيون وتفادي كارثة بيئية بالبحر الأحمر.. فيديو
  • شاهد| بيان القوات المسلحة بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية وعدد من القطع الحربية في البحر الأحمر واستهداف عدد من الأهداف في  منطقة يافا المحتلة
  • بعد هجوم الحوثيين.. إنقاذ ناقلة النفط "سونيون" وتفادي كارثة بيئية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان شمال البحر الأحمر / شاهد
  • غارات أمريكية – بريطانية على عدد من محافظات اليمن
  • عدوان أمريكي بريطاني على اليمن.. قصف يستهدف صنعاء وعمران
  • واشنطن تواجه مخاوف متصاعدة من استهداف اليمن لحاملات الطائرات الأمريكية
  • فورين بوليسي تنشر تحليلا مشتركا لنائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة حول عمليات اليمن البحرية