عربي21:
2025-05-02@08:35:23 GMT

قراءة التاريخ.. حلول للدراسة (2-3)

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

التقليدية مشكلة وليست حلا:

النظر إلى صُلب الحياة المدنية وكأنها من صُلب الدين كثوابت أو تقديس الأشخاص المجتهدين في عصورهم أو أيٍّ من الصحابة وآل البيت دون فصل حياتهم المدنية عن مكانتهم في الدين أو معرفتهم واجتهادهم في العبادات؛ معضلة أمام تفسير حقيقي للتاريخ والاعتبار منه أو التقدم إلى الأمام، لأن أي رأي تجد من يعيدك إلى مقدس ليس مقدسا كرأي فقيه أو مجتهد وظرف عصر مختلف.



فالمشكلة الكبرى وهي الفتنة، بدأت باغتيال لخليفة وهدأت بإدارة خليفة رفض الاستمرار (الحسن رضي الله عنه) وحل المشكلة سياسيا، بشرط عودتها للأمة وهي من قواعد الشورى الفكرية في الحضارة الإسلامية، أي حكم الشعب لنفسه من خلال حقه في تنصيب أدوات الحكم وإبدالها أو خلعها، وهي مسألة قيمية إرشاديه للحياة المدنية وأهم ما فيها هو الاستقرار بإنشاء حكم أمين رشيد.

السؤال: هل كان يمكن تفادي الفتنة؟ الجواب افتراضيا نعم، لأنها في واقع الحال مشكلة سياسية تطورت إلى الاتجاه السلبي وأخطاء بشرية من الطرفين، رغم أن موقف معاوية كان به خلل في بعض المفاصل كمواجهة جيش فيه الخليفة ونهضة العصبية القبلية، ثم بعد صلحه والحسن t لم يلتزم بشرط الصلح وهو إعادة الولاية إلى الأمة وإنما جعلها ملكا وأسس لولاية التغلب التي ما زالت فاعلة الأمر الذي تسبب في حيثيات خروج الحسين رضي الله عنه، وما زال المتغلب لحد الآن مدنيا أو مغامرا أو عسكريا يحكم الأمة، وقد أصبح كالسيد الذي يسوس العبيد بلا إرادة ويكرر ما قاله فرعون في وصف المصلحين بما وصف فرعون موسى عليه السلام "لا أريكم إلا ما أرى"، "وأخاف أن يفسد عليكم دينكم"، وهو في الحقيقة يخاف أن تزول ركائز حكمه وظلمه.

كيف تحل مثل هذه المعضلة:

في التاريخ مهما كتبنا من حلول فهي محض رأي لا ينتج عنه أمر إلا تبريرات المخالفين له وجدل بيزنطي لا غرض لنا فيه. لذا فنحن ننتقل بالحالة إلى واقع اليوم مستفيدين من التطور المدني في مسائل القيادة والسيطرة والإدارة والحكم ونظم التعامل بين الجمهور والحاكم، ليس نقلا عن نظام ليبرالي رأسمالي فهذا النظام اقتُبس من الفلاسفة اليونانيين وتجربة أثينا ليحمي أصحاب المصالح أو النظام الرأسمالي ككل؛ بل نلجأ إلى ما يوافق العقيدة من فكر مستخدمين الآليات المتاحة لحين يلد الواقع والتجربة آلية مناسبة لمجتمع التكافل وسيادة الشريعة التي ليست الشريعة المنقولة من اجتهاد البشر، وإنما ما ينتج بشكل نظام أو قوانين من خلال استقراء الواقع ثم الاستنباط من القرآن والسنة والسيرة النبوية التي هي تاريخ يحمل خصوصية سير الشريعة على الأرض، وفق نظام معرف فيه الثابت والمتغير وما هو رأي بشري وما هو قول نبوي وما هو نص منزّل، وكيف يتعامل الحاكم، وكيف يتعامل القاضي وكيف يكون تقييم الرأي الشرعي والرأي المدني ضمن فكرة الإسلام ككل لحماية الأهلية للمواطن وخياراته لأنه من سيحاسب على قراراته الخاصة، أما ما يتعلق بأعماله وأقواله وفعل ما له تأثير على أرض الواقع على الناس ومعتقداتهم والدولة والحكم؛ فهنالك القوانين التي تحاسبه وتقدر كيف يكون عقابه أو إصلاحه إن كان ممكنَ الإصلاح أو يعد خطرا على المجتمع، وعندها فكل القوانين ستكون معرّفة مستنبطة على استقراء الواقع.

الحل الأمثل:

الحكم كان فرديا عندما كانت الحياة بسيطة والدولة لا تدخل التفاصيل في حياة الأفراد، لكن اليوم تشعبت الوسائل والحاجات والمخاطر والتحديات، وأضحت بيئة الدولة تتقبل الكثير ومنفتحة وتحتاج إلى تجاوز هذه المواقف التي حصلت في صفّين والطف، بل وضعها في نظام لا يقبل التمرد، بل يضع خيارات الأمة هي الحكم وبشكل واضح، ففقدان الفهم والوضوح نتيجة توسع الدولة بلا وسائل الإفهام والتعليم والاجتهادات المنفردة، بعيدا عن المركزية لضعف التواصل وفقدان المؤسسات أوجد تلك الحالات.

بالعمل المؤسساتي تنتهي تلك المشكلة عندما يكون كل أمر مؤسساتي من الحكم وإدارته كمؤسسة الخلافة، وفيها تفاصيل تقود حركة الحكومات، إلى مجالس توظف الخبرة، فلا يوجد حاكم مدى الحياة حتى النظام الملكي، بل هنالك تغيير وفق إرادة الشعب، لكن منظومة الحكم لا تتبدل وإنما تحدّث وتبقى المشاريع متابعة وعن طريق مجلس التخطيط الاستشاري يتابع كل أمر دون أن يتدخل في إدارة الدولة، وإنما يستمر العمل والمخطط بحيث يكمل كل جديد من سبقه ويضع مشروعاته لينفدها ويكملها أو يكملها من يليه (هنالك مقالات للكاتب حول هذه الحلول مفصلة؛ ومنشورة سابقا) وكل فقرة بها شرح مهام وتفاصيل.

ألم بلا عواقب:

إن الإحساس بألم الظلم أولى الخطوات التي تحرك نحو الحرية، لكن لهذا شروط وأهمها الفهم ووضوح الرؤية، وكسر قيود التقليد والتحجر، وإبعاد التأليه والتقديس لكل ما هو قديم وبناء مدنية تعبر عن المجتمع ذاته من مخرجاتها وتشارك العالم في بنائها.

هذا الكلام هو مقدمة لما سنتحدث عنه في الجزء الثالث من قراءة التاريخ..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المدنية الحضارة التاريخ اسلام تاريخ مدنية حضارة مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.

وأجابت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك وقالت قائلة:  إمرار اليد على الآيات عند قراءة القرآن الكريم من المصحف للاستعانة على ضبط القراءة وتيسير الحفظ أمرٌ جائزٌ شرعًا، ولا حَرَجَ فيه ما دامت وسيلة تعين الحفظة على ضبط القراءة وتيسير حفظه.

واستدلت بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه كان يقوم الرسول بعدِّ آيات القرآن بيده وبعموم جواز عدِّ الأذكار على اليد، وعدم ورود ما يمنع من هذا يدل على الجواز.

وتابعت: نرجو أن تشهد له هذه الأصابع بالخير يوم القيامة، فليس هناك خيرٌ أفضل ولا أعظم تشهد عليه اليد من تعلم قراءة القرآن الكريم والسعي على حفظه.

هل يجوز الحلف بالمصحف كذبا للإصلاح بين زوجين؟.. الأزهر يحسم الجدلحتى لايضيع ثواب القراءة في المصحف.. احترس من هذه الطريقةأمين الفتوى: النظر في المصحف عبادة .. والاستماع والتكرار أفضل لحفظ القرآنالفرق بين ترتيب النزول وترتيب المصحف

حكم قراءة القرآن بالنظر فقط

أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فتوى مسجله له عبر صفحة دار الإفتاء عن السؤال قائلا: بعض الفقهاء يعتبرون القراءة فى المصحف بدون تحريك اللسان قراءة، إلا أن الجمهور أجمع على أن القراءة تحتاج تحريك اللسان ويسمع الإنسان نفسه، أما أن يقرأ فى سره فهذا يسمى نظر لا يسمى قراءة، وبالتالى من يريد ثواب القراءة يقرأ ويرفع صوته بقراءة القرآن.

هل يجوز قراءة القرآن بالعين لا بصوت مسموع

قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أراد أن يقرأ القرآن الكريم بالنظر فقط للمصحف دون تحريك شفتيه يصح ولا حرج فى ذلك ولكن هذه لا تسمي قراءة فهذا يسمى نظر بالمصحف، أما القراءة هى التى تكون بصوت ويثاب الناظر فى المصحف ثواب النظر ولكن ليست ثواب القراءة، لكن من يريد أن يثاب ثواب القراءة عليه ان يحرك شفتيه على الأقل.

هل قراءة القرآن من الهاتف لها نفس ثواب المصحف؟

أجاب الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال "هل قراءة القرآن من الهاتف المحمول أقل ثوابًا من القراءة في المصحف وهل هذا يُعد هجرًا للمصحف؟".


وأوضح "وسام" أنه لا حرج من قراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول وهو نفس ثواب القراءة من المصحف الورقي ولا اختلاف بينهما، وفيما يخص هجر المصحف المقصود به هو ترك كلام الله عز وجل وعدم قراءته فقال مجازًا هجر المصحف، فأينما يرى الإنسان راحته فليفعل الأهم ان يؤدي المطلوب منه وهو الحفاظ على قراءة كلام الله عز وجل .


قال الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، إنه لا يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن بدون وضوء من خلال المصحف، لقوله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ(79)» الواقعة.

وأوضح «فخر»،في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”،ردًا على سؤال: هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف بدون وضوء؟ أن قراءة القرآن من خلال شاشة الهاتف المحمول، تختلف عن قراءته من خلال المصحف، مؤكدًا أنه يجوز القراءة من خلال الهاتف بدون وضوء.

طباعة شارك حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف قراءة القرآن من المصحف الإفتاء حكم قراءة القرآن بالنظر فقط هل يجوز قراءة القرآن بالعين لا بصوت مسموع هل قراءة القرآن من الهاتف لها نفس ثواب المصحف

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس اتحاد العمال: نظام الأجور في مصر تغير كثيرًا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم
  • نائب رئيس اتحاد العمال: نظام الأجور تغير كثيرًا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم
  • الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
  • الدبيبة يقرر إلغاء 25 بعثة دبلوماسية وتعليق الإيفاد للدراسة بالخارج
  • شيخ الأزهر يستقبل سفير كازاخستان لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • أحلام: بدأت بحفظ القرآن في الفترة الأخيرة
  • أخبار أسوان: وقف للدراسة والاستعداد لعاصفة ترابية وحفل للأنشطة بالمنطقة الأزهرية ومتابعة للمشروعات
  • عاصفة ترابية عنيفة تضرب مصر غدًا.. تحذيرات عاجلة وتعطيل للدراسة (تغطية خاصة)
  • البرهان: (المجد ليس لحرق اللساتك وإنما للبندقة فقط).. ويوضح دور (كيزان) بورتسودان في الحرب
  • ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.. الإفتاء تجيب