دوافِع القبيلة، و روافِع الغَبينة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
رحِمَ اللهُ البروفسير عون الشريف قاسم، الذی أفرغ جهده فی إخراج موسوعة القباٸل والأنساب فی السودان، وهی موسوعة لا غِنِیًٰ عنها لكل باحثٍ، مع إن البروف قد ااعتذر ااعتذاراً عريضاً، بالنقص الذی قد إعتریٰ بحثه المُضْنِی، عندما قال فی مقدمة الموسوعة: (فإنني كما بيَّنتُ آنفاً واثقٌ من أن عدداً كبيراً منها لم يصل إلیٰ علمی القاصر) رحم الله العالم النحرير الباحث المُحَقق.
والناظر إلیٰ حال بلادنا تحت وطأة الحرب التی أشعلتها مليشيا آل دقلو الإرهابية، تحت شعار المدنية وإعادة الديمقراطية ومحاربة الkey زان والفيلول، وما إلیٰ ذلك من تُرَّهات، ولم يتحرجوا بعد فشل مخططهم فی الإستيلاء علی السلطة عبر إنقلابهم العسكری، غير أن (يَسْتَنْفِرُوا) القباٸل الكائنة فی مناطقهم من خلال الفَزَع وأن (يَسْتَفِّزُوا) القباٸل الأخری من سكان مناطق نهر النيل والشمالية، تارة باعتبارهم (جلَّابة) وتارةً أُخریٰ باعتبارهم فلول النظام السابق، أو هم (أبُلدات، وفلنقايات)، يجب قتلهم وسبی نساءهم، وتخريب ديارهم، وسلب أموالهم، وإحتلال أرضهم !!
وبهذا تسقط حجتهم في إشعال الحرب، وتتبدیٰ نواياهم فی إثارة النعرات القبلية، وإزكاء نار العنصرية البغيضة، وإظهار الأطماع المستحيلة فی إنشاء دولة العطاوة!! أو العُطْوة أو العُطويَّة، ونسبتهم إلی عطيَّة الذی يرد إسمه فی كثيرٍ من نَسَبِ قباٸل البقَّارة والكبابيش والكواهلة وغيرهم. أورد البروف عون الشريف في موسوعته (تذكر بعض المصادِر فی نِسبة قباٸل شمال ووسط كردفان أنَّ [عطية] له ثلاثة أولاد، هم [علی رِزِق] جد الرزيقات.
ومعالی والد دای الذی أنجب [عجير] جد الحُمُر العجايرة.
وعلوی جد [مسير] والد المسيرية، ومن المسيرية [محمد الفليت] جد الحُمُر الفلايتة) فكيف لأبناء رجل واحد كوَّنوا قبيلة أو قبيلتين أو أكثر أن يحكموا مٸات القباٸل الأخری بكل مافيها من أفخاذ وبطون وخشوم بيوت، وقباٸل العطاوة ذات نفسها تقتتل فی ما بينها كل عامٍ أو عامين لأتفه الأسباب.
وليس بعيداً عن هذه الأسباب ما جاء فی خطاب عبد الرحيم دقلو، من أوامر لأتباعه أن يتولوا قيادة المليشيا بأنفسهم، وخصَّ بهذا الأمر أبناء الرزيقات دون سواهم، وكان موضوع خطابه هو إنسحاب أبناء الرزيقات من ولاية الجزيرة، والتوجُّه إلی شرق النيل، وجاء في الخطاب: تلاحظ عمليات الإنسحاب أصبحت من أكثر من قيادات لا يعملون من (أجل القضية) وهم موالون للفلول والكيزان، وفي كل معركة يتم تصفية قاٸد من أبناء الرزيقات من بعض القادات لذلك جاء هذا القرار من يقاتل هم أبناء الرزيقات، تسليم قيادة جميع المتحركات لأبناء الرزيقات دون غيرهم فی جميع المحاور، ومن يُخالف ذلك تتم تصفيته فوراً. مٶرخ 2 ديسمبر 2024م
وهكذا تقلصت قبيلة العطاوة فی نظر قاٸد ثاني المليشيا فی الرزيقات دون سواهم، من أولاد عطية!! وهذا دليل علی خطل الفكرة من أساسها، يأس المليشيا من إاستنفار كل (القباٸل) التی تشترك معها فی جدٍ واحد، وتوقظ (الغباٸن) وها هي المليشيا تعانی من سكرات الموت، صحيح إنه لم يعد من الدار الآخرة من يحكي لنا عن شعوره وهو فی أانتظار أن يتدلی من عنقه بحبل المشنقة، لكن لا بد إنه شعور مروِّع !!
كان المغفور له بإذن الله تعالیٰ الشيخ ميرغنی مختار له حلقة درس بعطبرة، وكان خفيف الدم حاضر البديهة، فقال:-(الموت ده حااار ما بيتوصف،إلَّا تموتوا وتضوقوا براكم)، فقال له أحد تلاميذه يجاريه فی الطرفة:(يعني انتَ ضقتو ياشيخنا).
النصر لجيشنا الباسل.
العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.
الخِزی والعار لأعدائنا وللعملاء
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قصة سهيل حموي الذي قضى 32 عاما في السجون السوريّة... إليكم ما كشفه
"وجعٌ. مرضٌ. ظلمٌ. ألمٌ. حنيٌن، واشتياق". هكذا لخّص سهيل حموي، السجين اللبناني معاناة أكثر من ثلاثة عقود في زنزانات نظام بشار الأسد.
ويقول حموي: "كنت شابّا عندما اعتقلت، والآن عمري 61 سنة".
وتابع كاشفاً السرّ وراء صبره كل تلك السنين: "كنت إذا اشتقت لأحد، أغمضت عيناي لأراه، وإذا جعت أكذب على نفسي وأقول إنني أكلت، كل شيء كان له دواء إلا الحرية".
عندما اعتُقل قبل ثلاثة عقود، لم يكن يعرف حتى تهمته، بينما أمضى عدة أيام في ما أسماه بـ"الفرع"، حيث يتم استنطاق السجناء "تحت الأرض".
وبعد 20 عاما من الاعتقال، قال "اتُهِمتُ بالتعاون مع القوات اللبنانية".
وأمضى حموي 5 أعوام في "فرع فلسطين"، المعروف أيضا باسم "فرع 235"، وهو أحد السجون التي تديرها المخابرات السورية.
بعدها نقل إلى سجن تدمر، ثم إلى صيدنايا، حيث بقي نحو 14 سنة هناك، 1997-2011، ثم نُقل إلى سجن عدرا، ليمكث فيه بين عامي 2011-2015، قبل أن يُنقل إلى سجن اللاذقية حتى "تحريره".
ويقول واصفا تلك السنوات: "كان أكثر اشتياقي لأمي وإخوتي".
قبل أيامٍ من تحريره، كان حموي والسجناء قد سمعوا بتحرّك المعارضة التدريجي نحو كافة المحافظات السورية.
وفتح والسجناء معه أبواب السجن بأياديهم. اتخذوا هذا القرار بعد هروب موظفي السجن وحراسه.
ويقول: "في تلك اللحظة، لم أحسّ بأي شيء. كنت ضائعا. كنت في مكان لا أعرفه، ولا أعرف أحدا فيه".
بوعد تحرره، احتار في اختيار وجهته وقال: "لم أكن أعرف إن كان علي أن أذهب يمينا أو شمالا".
بعدها، رافق أحد السجناء السوريين إلى بيته، حيث أقام في انتظار عودته إلى لبنان.
وفي وصفه ليوم لقاء عائلته قال: "لم أعرفهم، لكنهم عرفوني. كنت أرى حلمي ينتظرني. كِدت أقفز فوق خندق حتى أصل إليهم، كانوا هناك. زوجتي وأصدقائي. كل أولئك الذين كنت أتحسس أرواحهم معي في الزنزانة". (الحرة)