في اليوم العالمي لذوي الهمم، احتفل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بإسهامات العلماء المسلمين الذين تحدوا إعاقاتهم وأثروا في مجالات متعددة من العلوم والمعرفة، ليكونوا مصدر إلهام للأجيال القادمة، هؤلاء العلماء لا تقتصر عظمتهم على إنجازاتهم العلمية فحسب، بل على قدرتهم على التغلب على التحديات الجسدية التي واجهوها، وتحقيق التفوق والإبداع في مجالاتهم المختلفة.

 

لم تمنعهم الإعاقة من التفوق والإبداع: تعرف على 7 علماء مسلمين من ذوي الهمم أثروا في الحياة المعرفية ووجدان الناس على مر العصور

 

1. الإمام التابعي محمد بن سيرين - مصمم على النجاح
يُعد الإمام محمد بن سيرين من كبار أئمة الفقه والحديث وعلم الفرائض. ورغم الصعوبات التي مر بها، استطاع أن يصبح أحد أبرز العلماء في عصره. اشتهر بتفسير الأحلام وكان له دور كبير في علم الفقه والحديث، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ العلم الشرعي، مُثبتًا أن العزيمة والإرادة يمكن أن تتغلب على كل العقبات.

2. الإمام التابعي عطاء بن أبي رباح - إعاقة حركية وإمامة علمية
كان الإمام عطاء بن أبي رباح إمامًا كبيرًا من أئمة أهل مكة، وكان يُلقب بمفتي الحج. على الرغم من إعاقته الحركية، إلا أنه لم يتوقف عن التأثير في العلم الشرعي، حيث كان يتوافد إلى مجلسه آلاف من طلاب العلم من مختلف الأمصار. أُثبت أن الإعاقة لا تمنع التفوق، بل قد تكون دافعًا للابتكار والإبداع.

3. الإمام التابعي عبد الرحمن بن هرمز - إعاقة حركية وعلم القراءات
عُرف الإمام عبد الرحمن بن هرمز بكونه من أبرز علماء القراءات، وكان أحد شيوخ الإمام نافع المدني وأعلم الناس بأنساب العرب. ورغم إعاقته الحركية، سطع اسمه في علوم القرآن الكريم، وأصبح مقصدًا لطلاب العلم في مجال القراءات.

4. الإمام الدوري - كف البصر وإبداع في علم القراءات
الإمام الدوري هو أول من جمع القراءات وصنف فيها، وكان راوياً للإمامين أبي عمرو والكسائي. بفضل علمه العميق وتفوقه، أصبح مقصداً للقراء والعلماء، رغم أنه فقد بصره. لقد أظهر لنا أن التحديات الحسية يمكن أن تكون حافزًا للتفوق العلمي.

5. الإمام قالون - وراوي قرآني
كان الإمام قالون أحد الأئمة المبدعين في علم القراءات، ويُعتبر من العلماء الذين ساهموا في نقل وتفسير القرآن الكريم. وهو معروف بروايته القرآنية التي تحمل اسمه، مما يدل على عظمته في هذا المجال رغم التحديات التي واجهها في حياته.

6. الإمام الشاطبي - كف البصر وإبداع في علوم القراءات
الإمام الشاطبي هو أحد كبار أئمة علم القراءات، وصاحب متن الشاطبية، الذي يُعد من أهم المتون في هذا المجال. ورغم أنه فقد بصره، فإن ذلك لم يمنعه من التفوق والإبداع في علوم القرآن والحديث والتفسير. حياته علمت الأجيال أن العزيمة القوية لا تقف أمامها أية صعوبات.

7. الإمام قتادة بن دعامة - صمم وعالم موسوعي
كان الإمام قتادة بن دعامة من أئمة القراءات والمحدثين والمفسرين. ورغم فقدانه للبصر، إلا أنه أصبح من كبار العلماء في مدينة البصرة في علم الحديث والقراءات. إضافة إلى ذلك، كان لديه معرفة واسعة في أنساب العرب وأيامهم، مما جعله مرجعًا أساسيًا في عدة مجالات علمية.


علماء مثل هؤلاء يجسدون القوة الحقيقية لإرادة الإنسان، التي لا تُقهر أمام أي عائق، سواء كان جسديًا أو نفسيًا. إن إسهامات هؤلاء العلماء في الحياة المعرفية تعد دليلاً حيًا على أن التفوق لا يعتمد على القدرات البدنية بقدر ما يعتمد على الإصرار والعقل المتقد. في اليوم العالمي لذوي الهمم، نحن نحتفل بهذه النماذج التي أثبتت أن الإعاقة هي مجرد تحدي يمكن تجاوزه بالتفوق والإبداع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ذوى الهمم العلماء المسلمين الإمام فی علم

إقرأ أيضاً:

جنين تحت الحصار.. الاحتلال يدخل يومه الـ84 بعمليات تجريف وتهجير ومقاومة مستمرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دخل العدوان الإسرائيلي المستمر على مدينة ومخيم جنين يومه الرابع والثمانين، وسط تصعيد ممنهج من عمليات التجريف وهدم المنازل، التي يُحوّل بعضها إلى ثكنات عسكرية ثابتة، في مشهد يبدو أقرب إلى إعادة رسم للخريطة السكانية والمكانية في المدينة المحاصرة.

فجر اليوم، واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها المتكررة باعتقال شابين من بلدة اليامون، بعد مداهمة منازل السكان وتفتيشها. كما داهم الجنود منازل في بلدة كفر دان غرب جنين، ضمن سياسة التفتيش العشوائي التي تستهدف ترهيب المدنيين وتفكيك النسيج المجتمعي.

الجرائم مستمرة

وكان يوم أمس قد شهد انتشارًا مكثفًا لفرق المشاة الإسرائيلية في محيط مستشفى الأمل وعمارة الربيع في شارع المحطة، إضافة إلى اقتحام المنطقة الصناعية واحتجاز مركبة واستجواب صاحبها، فيما شهدت قرية جلبون شرق جنين إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، في استمرار لسياسة العقاب الجماعي.

وفي ظل هذه الاعتداءات، تعاني جنين من أزمة نزوح واسعة، حيث أعلن محافظ المدينة، كمال أبو الرب، أن عدد النازحين وصل إلى 21 ألفًا، موزعين على مختلف مناطق المحافظة. ويتركز نحو 6000 منهم في قلب المدينة، بينما تستضيف الجامعة العربية الأمريكية 3200 نازح، وتؤوي بلدة برقين وحدها أكثر من 4000 نازح. وتم إقرار خطة لتوفير مساكن متنقلة، بواقع 200 منزل كمرحلة أولى.

عدوان ممنهج

في الأثناء، تستمر إسرائيل في الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المدينة، بما في ذلك جرافات D10 الشهيرة، التي تُستخدم في تغيير معالم الأرض واقتلاع البنية التحتية للمخيم. وقد تركزت هذه التعزيزات من حاجز الجلمة العسكري باتجاه مخيم جنين، مع نشر وحدات مشاة في مناطق مثل واد برقين والغبز.

أما محيط حاجز الجلمة، فقد تحوّل إلى ميدان تدريب مفتوح، يُطلق فيه الرصاص الحي بين حين وآخر، في منطقة أُفرغت تمامًا من سكانها.

الوقائع على الأرض تشير إلى عملية ممنهجة لإفراغ المخيم من سكانه، وتغيير طابعه الجغرافي والديمغرافي، ما يمثل نذر كارثة إنسانية متواصلة في ظل غياب تدخل دولي حقيقي، ووسط صمت رسمي عربي ودولي غير مبرر.

مقالات مشابهة

  • في يومه الأول مخيم العيون بالدندر: مقابلة 2300 مريض وتحديد 420 عملية وإجراء 25 عملية عيون
  • “وداعا للحشوات”.. علماء ينجحون في زراعة أسنان بشرية حقيقية في المختبرات لأول مرة
  • السيد عبد الباري: الدين لا يؤخذ من الريلز والمنشورات وإنما من العلماء الموثوقين
  • لقاء لعلماء اليمن دعما لفلسطين
  • إنريكي يؤكد ضرورة التفوق على أستون فيلا رغم الأفضلية
  • أمين الفتوى يعلق على الـمشاهد غير الأخلاقية التي تخالف الذوق العام
  • مصر تحتفي باليوم العالمي للفن.. فعاليات كبرى تجسد الجمال والإبداع
  • عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ84
  • جنين تحت الحصار.. الاحتلال يدخل يومه الـ84 بعمليات تجريف وتهجير ومقاومة مستمرة
  • تحدث عن فضل العلم..مفتي الهند يحضر مجلس حديث الرحمة